من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
حننتُ إلى الأجبال، أجبال طيءٍ
|
|
وحَنّتْ قَلوصي أن رَأتْ سوْطَ أحمرَا
|
فقُلتُ لها: إنّ الطّريقَ أمامَنا
|
|
وإنّا لَمُحْيُو رَبْعِنا إنْ تَيَسّرَا
|
فيا راكبيْ عليا جديلة، إنما
|
|
تُسامانِ ضَيْماً، مُسْتَبيناً، فتَنْظُرَا
|
فَما نَكَراهُ غيرَ أنّ ابنَ مِلْقَطٍ
|
|
أراهُ، وقد أعطى الظُّلامةَ، أوجَرَا
|
وإنّي لمُزْجٍ للمَطيّ على الوَجَا
|
|
وما أنا مِنْ خُلاّنِكِ، ابنَة َ عفزَرا
|
وما زلتُ أسعى بين نابٍ ودارةٍ
|
|
بلَحْيانَ، حتى خِفتُ أنْ أتَنَصّرا
|
وحتى حسِبتُ اللّيلَ والصّبحَ، إذا بدا
|
|
حصانين سيالين جوذاً وأشقرا
|
لشعبٌ من الريان أملك بابه
|
|
أنادي به آلَ الكبير وجعفرا
|
أحَبُّ إليّ مِنْ خَطيبٍ رَأيْتُهُ
|
|
إذا قُلتُ مَعروفاً، تَبَدّلَ مُنْكَرَا
|
تنادي إلى جارتها: إن حاتماً
|
|
أراهُ، لَعَمْري، بَعدنا، قد تغَيّرَا
|
تغيرت، إني غير آتٍ لريبةٍ
|
|
ولا قائلٌ، يوْماً، لذي العُرْفِ مُنكَرَا
|
ولا تَسأليني، واسألي أيُّ فارِسٍ
|
|
إذا بادَرَ القوْمُ الكَنيفَ المُستَّرَا
|
فلا هي ما ترعى جميعاً عشارها
|
|
ويُصْبحُ ضَيْفي ساهِمَ الوَجهِ، أغبرَا
|
متى تَرَني أمشي بسَيفيَ، وَسْطَها
|
|
تخفني وتضمره بينها أن تجزَّرا
|
وإني ليغشى أبعد الحي جفمتي
|
|
إذا ورقُ الطلح الطوال تحسَّرا
|
فلا تَسْأليني، واسألي بيَ صُحْبَتي
|
|
إذا ما المطيّ، بالفلاة، تضورا
|
وإني لوهاب قطوعي وناقتي
|
|
إذا ما انتشيت، والكمت المصدِّرا
|
وإنّي كأشلاءِ اللّجام، ولنْ ترَى
|
|
أخا الحرب إلا ساهمَ الوجه، أغبرا
|
أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها
|
|
وإن شمَّرت عن ساقها الحربُ شمرا
|
وإني، إذا ما الموتُ لم يكُ دونهُ
|
|
قَدَى الشّبرِ، أحمي الأنفَ أن أتأخّرَا
|
متى تَبْغِ وُدّاً منْ جَديلَة َ تَلْقَهُ
|
|
مَعَ الشِّنْءِ منهُ، باقياً، مُتأثّرَا
|
فإلاّ يُعادونا جَهَار اًنُلاقِهِمْ
|
|
لأعْدائِنا، رِدْءاً دَليلاً ومُنذِرَا
|
إذا حالَ دوني، من سُلامانَ، رَملةٌ
|
|
وجدتُ توالي الوصل عندي أبترا
|