حياة النفس في حضرة القدس/الباب الخامس

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة


الباب الخامس في المعاد

يجب ان يعتقد المكلف وجود المعاد يعني عود الارواح الي اجسادهم يوم القيمة و ذلك انه اذا مات الناس كانت ارواحهم علي ثلاثة اصناف : احدها من محض الايمان محضا و هذا يمضي ( تمضي خ‌ل ) روحه بعد الموت الي جنان الدنيا يتنعمون فيها فاذا كان يوم الجمعة و العيد عند طلوع الفجر الثاني اتتهم الملائكة بنجب من نور عليها قباب الياقوت و الزمرد و الزبرجد و الدر فيركبون فتطير بهم بين السماء و الارض حتي يأتوا وادي‌السلام بظهر الكوفة فيبقون هناك الي اول الزوال ثم يستأذنون الملك في زيارة اهاليهم و زيارة حفرهم الي ان يصير ظل كل شئ مثله فيصيح بهم الملك فيركبون و يطيرون الي غرفات الجنان يتنعمون فيها و هكذا الي رجعة آل‌محمد صلي الله عليه و آله فيرجعون الي الدنيا فمن قتل في الدنيا عاش في الدنيا ( الرجعة خ‌ل ) بالضعف من عمره في الدنيا حتي يموت و من مات في الدنيا يرجع حتي يقتل فاذا رفع الله محمدا صلي الله عليه و آله و اهل بيته عليهم السلم من الارض بقي الناس اربعين يوما في هرج و مرج و ينفخ اسرافيل نفخة الصعق فتبطل الارواح و سائر الحركات فلا حس و لا محسوس اربعمائة سنة و اما اجسادهم فيأتيها الروح و الريحان من جنان الدنيا الي نفخة الصور نفخة الصعق و الاجساد تتفرق اجزاؤها و تبقي مستديرة في قبورهم ( قبورها خ‌ل ) مثل سحالة الذهب في دكان الصائغ و ثانيها من محض الكفر محضا اذا مات حشرت ارواحهم الي عند مطلع الشمس يعذبون بحرها فاذا قرب غروب الشمس حشروا الي برهوت بوادي حضرموت يعذبون الي الصباح فتسوقهم ملائكة العذاب الي مطلع الشمس و هكذا الي نفخة الصعق فتبطل الارواح و اما اجسادهم فهي في قبورهم يأتها ( يأتيها خ‌ل ) الدخان و الشرر من النار التي في المشرق و هكذا الي نفخة الصور ، و ثالثها من لم‌يمحض الايمان و لم‌يمحض الكفر و هؤلاء تبقي ارواحهم مع اجسادهم الي يوم القيمة فاذا مضت اربعمائة سنة بين النفختين امطر الله تعالي من بحر تحت العرش اسمه صاد ماء رائحته كرائحة المني حتي تكون الارض كلها بحرا واحدا فيتموج في ( علي خ‌ل ) وجه الارض حتي تجتمع اجزاء كل جسد في قبره فتنبت اللحوم في قدر اربعين يوما ثم يبعث الله عز و جل اسرافيل فيأمره فينفخ في الصور نفخة النشور و البعث فتطائر الارواح فتدخل كل روح في جسدها في قبره فيخرج من قبره فينفض ( ينفض خ‌ل ) التراب عن رأسه فاذا هم قيام ينظرون و هذا هو المعاد اي عود الارواح الي اجسادها كما هي في الدنيا و يجب الايمان بهذا اي بعود الارواح الي الاجساد لانه امر ممكن مقدور لله عز و جل و قد اخبر ( اخبر به خ‌ل ) عز و جل و قد اخبر به رسول الله صلي الله عليه و آله الصادق الامين فيكون حقا و لانه وقت ثمرة العدل و الفضل و يوم الجزاء علي الاعمال و عدم وجوده ينافي الفضل في اعطاء الثواب و ينافي العدل في وقوع العقاب و لانه لطف للمكلفين يعينهم علي الطاعة و يردعهم عن المعاصي فيكون واجبا في الحكمة و لان المسلمين اجمعوا علي وقوعه و علي انه اصل من اصول الاسلام و لايتحقق الاسلام بدون اعتقاد وقوعه و علي ان منكره كافر فيكون وقوعه حقا و لان الله سبحانه كلف عباده فامرهم بطاعته و وعدهم علي الوفا بعهده و امتثال امره حسن الثواب و نهاهم عن معصيته و توعد من نقض عهده و خالف نهيه بالعقاب و قد وقع التكليف منه تعالي و وقع من بعض عباده الطاعة و من بعض المعصية و لم‌يقع الجزاء فيما وعد و توعد و اخبر سبحانه انه قد اخر ذلك الي يوم القيمة فقال تعالي انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار و قال تعالي و يستعجلونك بالعذاب و لن‌يخلف الله وعده و ان يوما عند ربك كالف سنة مما تعدون الي غير ذلك من الآيات فيكون وقوعه حقا لانه اخبر به الصادق القادر عليه.

فصل

و لما كان الحشر انما هو ليتم مقتضي العدل الحق وجب اعادة كل ذي روح لاجل ان يجازي بعمله من خير و شر و يؤخذ له الحق ممن تعدي عليه و ظلمه و يؤخذ منه الحق لمن ظلمه فهذه الاحوال الثلاثة و هي مجازاة المكلف بعمله من خير و شر و اخذ حقه ممن ظلمه و اخذ الحق منه لمن ظلمه شامل لكل ذي روح من جميع الحيوانات من الانس و الجن و سائر الشياطين و الحيوانات بجميع انواعها الا ان ذلك في كل شئ بحسبه بل النوع الواحد كذلك قال الله سبحانه و لكل درجات مما عملوا و الدليل علي ان كلا من الحساب و الحشر عام لكل الحيوانات الناطقة و الصامتة قوله تعالي و ما من دابة في الارض و لا طائر يطير بجناحيه الا امم امثالكم مافرطنا في الكتاب من شئ ثم الي ربهم يحشرون و قوله عليه السلم ليقتصن للجماء من القرناء و قوله عليه السلم و لايظلم ربك احدا يدل بتأويله انه يأخذ الحق لذي الحق و من ( ان خ‌ل ) كان من الناطقين للصامتات و ( او خ‌ل ) من الصامتات للناطقين بل يحشر ( تحشر خ‌ل ) بعض الجمادات كالحجارة ( كالاحجار خ‌ل ) المعبودة من دون الله و الاشجار و غيرهما و يقتص منها لرضاها بذلك في اصل كونها لقوله تعالي انكم و ما تعبدون من دون الله حصب جهنم انتم لها واردون فان قلت كيف ترضي و ليس لها عقول و لا شعور قلت ان لها عقولا و شعورا بنسبة كونها و لذا قال سبحانه لو كان هؤلاء آلهة ماوردوها بضمير العقلاء لانها لو لم‌تكن ( لم‌يكن خ‌ل ) لها عقول لقال ماوردتها و انما قال ماوردوها بضمير العقلاء لدلالة ان لها عقلا و مثل ذلك قوله تعالي فقال لها و للارض ائتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين و لم‌يقل طائعات.

فصل

و اما القصاص من الجمادات و الاشجار فانه في الدنيا كما وردت به الاخبار الكثيرة مثل ان زمزم افتخرت علي الفرات فاجري الله فيها عينا من صبر و مثل قوله عليه السلم لو طغي جبل علي جبل لهده ( لهدمه خ‌ل ) الله و امثال ذلك كثير و انما كانت عقوبة الجمادات و النبات ( النباتات خ‌ل ) مثل ما ورد ان الارض السبخة و الماء المالح و النبات المر كالبطيخ المر لما عرضت عليها ولاية محمد و اهل بيته صلي الله عليه و آله و لم‌تقبل جعلت مرة و مالحة و انما جعلت عقوبتها في الدنيا لانها ليس لها اختيار كلي قوي فينتظر بها الي الآخرة عسي ان ترجع ( يرجع خ‌ل ) و لان ( لا ان خ‌ل ) ادراكها كلي لتكون رتبتها ( رتبته خ‌ل ) تصل الي الآخرة بل اختيارها جزئي لايكاد يرجي رجوعها و ( و لا خ‌ل ) ادراكها جزئي لاتكون رتبته من نوع الآخرة و انما اخرت عقوبة الاصنام الي الآخرة و ان كانت جزئية لاجل التبكيت لمن يعبدها من دون الله.

فصل

و مما يجب اعتقاده انطاق الجوارح لتشهد علي اصحابها من المكلفين بما عملوا لقوله تعالي يوم تشهد عليهم السنتهم و ايديهم و ارجلهم بما كانوا يعملون و قد وردت الروايات الكثيرة ان بقاع الارض تشهد عليهم بما عملوا فيها و تحشر الايام و الليالي و الساعات و الشهور و الاعوام فتشهد عليهم بما عملوا فيها و العقل يؤيد ذلك فاذا تطابق العقل و النقل علي ثبوت شئ وجب اعتقاد ثبوته .

فصل

و مما يجب اعتقاده تطائر الكتب و ذلك ان الانسان اذا مات فاول ما يوضع في قبره و يشرج عليه اللبن يأتيه رومان فتان القبور قبل منكر و نكير فيحاسبه ( فيجلسه خ‌ل ) و يقول له اكتب عملك فيقول نسيت اعمالي فيقول انا اذكرها لك فيقول ليس عندي قرطاس فيقول بعض كفنك ( فقال له خذ قطعة من كفنك خ‌ل ) فيقول ليس عندي دواة فيقول فمك فيقول ليس عندي قلم فيقول اصبعك فيملل عليه رومان جميع ما عمل من كبيرة و صغيرة فيأخذ تلك القطعة فيطوقه بها في رقبته فتكون عليه اثقل من جبل احد و هو قوله تعالي و كل انسان الزمناه طائره في عنقه و نخرج له يوم القيمة كتابا يلقاه منشورا الآية ، فاذا كان يوم القيمة تطائرت الكتب فمن كان محسنا اتاه كتابه من وجهه و اخذه بيمينه و من كان مسيئا اتاه كتابه وراء ظهره و ضربه و خرق ظهره و خرج من صدره و اخذه بشماله فيقفون صفا جميع الخلائق بين يدي كتاب الله الناطق صلوات الله عليه و سلامه و هو الذي تعرض عليه الاعمال فينطق علي الخلائق بما كانوا يعملون و كل ينظر في كتابه فلايخالف حرف حرفا و هو بقول واحد و هو قوله تعالي و تري كل امة جاثية كل امة تدعي الي كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون لانه كانت اعمال الخلائق تعرض عليه في دار الدنيا .

فصل

و من ذلك اعتقاد الميزان لاعمال الخلائق فروي انه ذو كفتين و روي انه ليس ذو ( ذا خ‌ل ) كفتين و انما هو ولاية الائمة (ع‌) فقيل ( و قيل خ‌ل ) هو كناية عن عدل الله تعالي لعلمه بمقادير الاستحقاقات الراجح منها و المرجوح و الحق انه لا تنافي بين الاقوال الثلاثة فانه ذو كفتين كفة للحسنات و كفة للسيئات و هو ولاية الائمة عليهم السلم و هو عدل الله و وجه الجمع ليس هذه الرسالة محله و الواجب اعتقاد ان يوم القيمة تنصب الموازين لتمييز اعمال المكلفين و اما انه هو كذا و ( او خ‌ل ) كذا فلايجب و انما ذلك من كمال المعرفة و الدليل علي وجوده قول الله تعالي ( تعالي في كتابه خ‌ل ) و نضع الموازين القسط ليوم القيمة فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون و من خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون.

فصل

و مما يجب اعتقاده الصراط و هو جسر ممدود علي جهنم اول عقبة منه بالمحشر صاعدا الي الجنة يصعدون اليه في الف سنة و الف سنة نزول و بينهما الف سنة حذال و فيه علي الحذال خمسون عقبة كل عقبة يقف فيها الخلائق الف سنة و هو احد من السيف و ادق من الشعر يتسع للمطيع مثل ما بين السماء الي الارض و يضيق علي العاصي و الناس فيه علي قدر اعمالهم فمنهم من يمر عليه مثل البرق الخاطف و منهم من يمر عليه مثل عدو الفرس و منهم من يمر عليه ماشيا و منهم من يمر عليه حبوا و منهم ( منهم من خ‌ل ) يمر عليه متعلقا فتأخذ النار منه شيئا و تترك ( ترك خ‌ل ) منه شيئا و الواجب اعتقاد وجوده يوم القيمة و انه احد من السيف و ادق من الشعر و انه جسر ممدود علي جهنم و ان الخلائق يكلفون بالمرور عليه و اما معرفة كيفيته و ( و ما معني خ‌ل ) الصعود عليه و النزول منه و معرفة ما المراد منه فلاتجب و ادلة ما ذكر الاخبار المتواترة معني من الفريقين و اجماع المسلمين علي ذلك.

فصل

و مما يجب اعتقاده الحوض و يسمي حوض الكوثر لان الماء ينصب فيه من نهر الكوثر و الحوض يكون في عرصة القيمة يسقي منه اميرالمؤمنين عليه السلم عطاشي المؤمنين يوم القيمة و مما يجب اعتقاده الشفاعة و هي شفاعة نبينا محمد صلي الله عليه و آله لاهل الكبائر من امته كما قال صلي الله عليه و آله ادخرت شفاعتي لاهل الكبائر من امتي و الاخبار متواردة متكثرة بانه صلي الله عليه و آله شفيع ( يشفع خ‌ل ) لاهل بيته (ع‌) و للانبياء عليهم السلم فتشفع الانبياء لمن ارتضي الله دينه من اممهم و يشفع الائمة عليهم السلم لشيعتهم و يشفع شيعتهم لمن يشاؤن من المحبين و الواجب اعتقاد ثبوت شفاعة محمد صلي الله عليه و آله للعصاة من امته و اما التفصيل و الترتيب فعلي حسب ما يصح من الدليل لانه من متممات الايمان و مكملات المعرفة.

فصل

و مما يجب اعتقاده وجود الجنة و ما فيها من النعيم المقيم و هي جنان الخلد الثمانية كما دلت عليه الاخبار و نطق به القرآن المجيد و جنان الدنيا ايضا موجودة ( موجودة عند مغرب الشمس خ‌ل ) و هي التي تأوي اليها ارواح المؤمنين الي ان ينفخ اسرافيل في الصور نفخة الصعق و قد ذكرهما الله تعالي في كتابه فقال جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب انه كان وعده مأتيا لايسمعون فيها لغوا الا سلاما و لهم رزقهم فيها بكرة و عشيا و هي جنان الدنيا لان جنان الآخرة ليس فيها بكرة و لا عشي ثم قال تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا و هذه جنان الآخرة و جنان الآخرة ثمان : الاولي جنة الفردوس ، الثانية الجنة العالية ، الثالثة جنة النعيم ، الرابعة جنة عدن ، الخامسة جنة دار السلام ، السادسة جنة دار الخلد ، السابعة جنة المأوي ، الثامنة جنة دار المقام ( المقامة خ‌ل ) و جنان الحظائر سبع كل حظيرة ظل لجنة من جنان الاصل و اما جنة عدن فلا ظل لها ففي الآخرة خمسة‌عشرة جنة ثمان هي الاصول المعروفة كل سماء فوقه جنة و الثامنة فوق الكرسي و سبع جنان الحظائر و هي تحت الثمان و اقل منها و في الحديث ان جنان الحظائر يسكنها ثلاث طوائف من الخلائق ( الخلق خ‌ل ) مؤمن الجن و اولاد الزنا من المؤمنين و اولاد اولادهم الي سبعة ابطن و المجانين الذين لم‌يجر عليهم التكليف الظاهر و لم‌يكن لهم من اقربائهم ( قراباتهم خ‌ل ) شفعاء ليلحقوا بهم و اسماء جنان الحظائر اسماء جنان الاصل مثل الشمس التي في السماء الرابعة فان اسمها الشمس و اشراقها في الارض اسمه الشمس و الواجب اعتقاد وجود الجنة و نعيمها الآن و اما مثل هذا التفصيل و نحوه فلايجب و الدليل علي وجودها القرآن و الاخبار و الاجماع.

فصل

و مما يجب اعتقاده وجود النار و ما اعد فيها من العذاب الاليم و هي نيران الخلد السبع و نيران الدنيا سبع عند مطلع الشمس و قد نطق القرآن بذكر النار و انها موجودة قال تعالي و حاق بآل فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا و عشيا و هي نيران الدنيا لان الآخرة ليس فيها غدو و عشي و قال و يوم تقوم الساعة و هذه نيران الخلد لان نيران الدنيا لايوجد ( لاتوجد خ‌ل ) يوم تقوم الساعة و ليس المعروض عليه يوم تقوم الساعة غير المعروض عليها غدوا و عشيا و قد اتفق علماء التفسير و القراء علي الوقف علي الساعة و الابتداء بادخلوا آل فرعون فقد اخبر الله سبحانه بوجود نيران الآخرة و نيران الدنيا و السنة النبوية صريحة في ذلك و الاجماع من المسلمين واقع علي وجود النار بقول مطلق و الاختلاف انما هو في الكيفية و الصفة و هل هي موجودة بالفعل او بالقوة او ان الموجود منها كلياتها و اما جزئياتها فليست موجودة بالفعل و انما توجد بالتدريج و الخلاف ليس بصحيح بل الصحيح انهما موجودتان نيران الدنيا و نيران الآخرة بالفعل كما دل عليه القرآن و الاخبار خصوصا احاديث المعراج فانه صلي الله عليه و آله دخلهما ليلة المعراج و رأي من يعذب فيهما و الواجب اعتقاد وجودهما و وجود عذابهما و اعلم ان الواجب اعتقاد التألم الدائم في نيران الآخرة بلا انقطاع و لا انتهاء بل كلما طال الزمان اشتد التألم علي اهلها كما هو صريح القرآن و اخبار اهل العصمة عليهم السلم و دليل العقل حاكم بذلك كما هو مقرر في محله و نيران الآخرة اربعة‌عشرة ( اربع‌عشرة خ‌ل ) طبقة سبع نيران الاصل الاولي اعلاها الجحيم و الثانية لظي و الثالثة سقر و الرابعة الحطمة و الخامسة الهاوية و السادسة السعير و السابعة جهنم ( جهنم و جهنم خ‌ل ) ثلاث طبقات الفلق و هو جب فيه التوابيت و صعود و هو جبل من سقر ( صفر خ‌ل ) من نار وسط جهنم و اثام و هو واد من صفر مذاب يجري ( تجري خ‌ل ) حول الجبل و نيران الحظائر ظل نيران الاصل و تسمي باسماء الاصل كل نار تسمي باسم اصلها او ( و خ‌ل ) نيران الحظائر يعذب فيها اهل الكبائر من الشيعة ممن استحق دخول النار .

فصل

و يجب ان يعتقد ان اهل الجنة خالدون فيها ابدا متنعمون ( منعمون خ‌ل ) ابدا كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل عطاء غير مجذوذ دائمون بدوام امر الله الذي لا غاية له و لا نهاية و ما هم منها بمخرجين شهد بذلك الكتاب و السنة و اجماع المسلمين و ان اهل النار خالدون فيها ابدا معذبون لايخفف عنهم العذاب لايقضي عليهم فيموتوا و لايخفف عنهم من عذابها كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب شهد بذلك الكتاب و السنة و اجماع المسلمين و من خالف من الصوفية و بعض اهل الخلاف من اصحاب الآراء المنحرفة فلا عبرة بقولهم و لايلتفت اليهم بعد نص الكتاب و السنة المجمع علي صحتها و قد اقمنا عليه الادلة العقلية القطعية.

فصل

و يجب ان يعتقد ان ما نطق القرآن به ( به القرآن خ‌ل ) و جاء به محمد بن عبدالله صلي الله عليه و آله حق من علم الساعة و سؤال منكر و نكير لمن محض الايمان محضا و محض الكفر محضا في القبر و الحشر و النشر و المرصاد و هو كما قال الصادق عليه السلم المرصاد قنطرة علي الصراط لايجوز ( لايجوزها خ‌ل ) عبد بمظلمة عبد و من الختم علي الافواه و انطاق الجوارح و من الجنة و احوال ما فيها من المآكل و المشارب و النكاح و صنوف النعيم و من النار و احوال ما فيها من العذاب و الاغلال و السلاسل و السرابيل و مقامع الحديد و الجحيم ( الحميم خ‌ل ) و الزقوم و الغسلين و غير ذلك و من ان الساعة آتية لا ريب فيها و ان الله يبعث من في القبور.