حياة النفس في حضرة القدس/الخاتمة

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة


خاتمة

و مما ينبغي اعتقاده رجعة محمد وأهل بيته أجمعين صلوات الله عليهم على نحو ما ذكرناه في جوابنا الموضوع للرجعة، ومختصره أنه إذا كانت السنة التي يظهر فيها قائم آل محمد صلى الله عليه وآله - عجّل الله فرجه - وقع قحط شديد فإذا كان العشرون من جمادى الأولى وقع مطر شديد لا يوجد مثله منذ هبط آدم عليه السلام إلى الأرض متصلاً إلى أول شهر رجب تنبت لحوم من يريد الله أن يرجع إلى الدنيا من الأموات وفي العشر الأول منه أيضاً يخرج الدجال من إصفهان ويخرج السفياني عثمان بن عنبسة - أبوه من ذرية أبي سفيان وأمه من ذرية يزيد بن معاوية - من الرملة من الوادي اليابس، وفي شهر رجب يظهر في قرص الشمس جسد أمير المؤمنين عليه السلام يعرفه الخلائق و ينادي في السماء مناد باسمه وفي أواخر ( آخر خ‌ل ) شهر رمضان ينخسف القمر ( القمر او في الليلة الخامسة منه خ‌ل ) و في الليلة الخامسة منه ( و في النصف خ‌ل ) تنكسف الشمس و في اول الفجر من اليوم الثالث و العشرين ينادي جبرئيل في السماء ان ( الا ان خ‌ل ) الحق مع علي و شيعته و في آخر النهار ينادي ابليس من الارض الا ان الحق مع عثمن الشهيد و ( و شيعته خ‌ل ) يسمع الخلائق كلا الندائين كل بلغته فعند ذلك يرتاب المبطلون فاذا كان يوم ( اليوم خ‌ل ) الخامس و العشرون من ذي‌الحجة يقتل النفس الزكية محمد بن الحسن بين الركن و المقام ظلما و في يوم الجمعة العاشر من المحرم يخرج الحجة عليه السلم و يدخل المسجد الحرام يسوق امامه عنيزات ثمان عجافا و يقتل خطيبهم.

فصل

فاذا قتل الخطيب غاب عن الناس في الكعبة فاذا جنه الليل ليلة السبت صعد سطح الكعبة و نادي اصحابه الثلاثمائة و ثلاثة‌عشر فيجتمعون عنده من مشرق الارض و مغربها فيصبح يوم السبت فيدعو الناس الي بيعته فاول من يبايعه الطائر الابيض جبرئيل عليه السلم و يبقي في مكة حتي يجتمع اليه عشرة‌آلاف و يبعث السفياني عسكرين عسكرا الي الكوفة و عسكرا الي المدينة و يخربونها و يهدمون القبر الشريف و تروث بغالهم في مسجد رسول الله صلي الله عليه و آله و يخرج العسكر الي مكة ليهدموها فاذا وصلوا البيداء خسف لهم ( خسفت بهم خ‌ل ) لم‌ينج منهم الا رجلان يمضي احدهما نذيرا للسفياني و الآخر بشيرا للقائم عليه السلم ثم يسير عليه السلم الي المدينة و يخرج الجبت و الطاغوت و يصلبهما في الشجرة و يسير في ارض الله و يقتل الدجال و يلتقي بالسفياني و يأتيه السفياني و يبايعه فيقول له اقوامه من اخواله يا كلب ما صنعت فيقول اسلمت و بايعت فيقولون والله مانوافقك علي هذا فلايزالون به حتي يخرج علي القائم عليه السلم فيقاتله فيقتله الحجة عليه السلم و لايزال يبعث اصحابه في اقطار الارض حتي يستقيم له الامر فيملأ الارض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.

فصل

و يستقر في الكوفة و يكون مسكن اهله مسجد السهلة و محل قضائه مسجد الكوفة و مدة ملكه سبع سنين يطول الله الايام و الليالي حتي تكون السنة بقدر عشر سنين لان الله سبحانه يأمر الفلك باللبوث فتكون مدة ملكه سبعين سنة من هذه السنين فاذا مضي منها تسع و خمسون سنة خرج الحسين عليه السلم في انصاره الاثنين و السبعين الذين استشهدوا معه في كربلاء و ملائكة النصر و الشعث الغبر الذين عند قبره فاذا تمت السبعون السنة اتي الحجة (ع‌) الموت فتقتله امراة من بني‌تميم اسمها سعيدة و لها لحية كلحية الرجل بجاون صخر من فوق سطح و هو متجاوز في الطريق فاذا مات (ع‌) تولي تجهيزه الحسين عليه السلم ثم يقوم بالامر و يحشر له يزيد بن معوية و عبيدالله ابن زياد و عمر بن سعد و الشمر و من معه يوم كربلاء و من رضي بافعالهم من الاولين و الآخرين لعنة الله عليهم اجمعين فيقتلهم الحسين عليه السلم و يقتص منهم و يكثر القتل في كل من رضي بفعلهم او احبهم حتي تجتمع عليه اشرار الناس من كل ناحية و يلجئونه الي البيت ( بيت الله خ‌ل ) الحرام فاذا اشتد به الامر خرج السفاح اميرالمؤمنين علي بن ابي‌طالب عليه السلم لنصرته مع الملائكة فيقتلون اعداء الدين و يمكث علي (ع‌) مع ابنه الحسين عليهما السلم ثلاثمائة سنة و تسع سنين كما لبث اصحاب الكهف ثم يضرب علي قرنه و يقتل لعن الله قاتله و يبقي الحسين عليه السلم قائما بدين الله و مدة ملكه خمسون‌الف سنة حتي انه ليربط حاجبيه بعصابة من شدة الكبر و يبقي اميرالمؤمنين عليه السلم في موته اربعة‌آلاف سنة او ستة‌آلاف سنة او عشرة‌آلاف سنة علي اختلاف الروايات.

فصل

ثم يكر علي عليه السلم في جميع شيعته لانه عليه السلم يقتل مرتين و يحيي مرتين قال عليه السلم انا الذي اقتل مرتين و احيي مرتين و لي الكرة بعد الكرة و الرجعة بعد الرجعة و الائمة عليهم السلم ( السلم كلهم خ‌ل ) يرجعون حتي القائم عليه السلم لان لكل مؤمن موتة و قتلة فهو في اول خروجه قتل و لا بد ان يرجع حتي يموت و يجتمع ابليس مع جميع اتباعه و يقتتلون عند الروحاء قريبا من الفرات فيرجع المؤمنون القهقري حتي تقع منهم رجال في الفرات و روي ثلاثون رجلا فعند ذلك يأتي تأويل قوله تعالي هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام و الملائكة و قضي الامر رسول الله صلي الله عليه و آله ينزل من الغمام و بيده حربة من نار فاذا رءاه ابليس هرب فيقول ( فيقول له خ‌ل ) انصاره اين تذهب و قد آن لنا النصر فيقول اني اري ما لاترون اني اخاف الله رب العالمين فيلحقه رسول الله صلي الله عليه و آله فيطعنه في ظهره فيخرج الحربة من صدره و يقتلون اصحابه اجمعين و عند ذلك يعبد الله و لايشرك به شيئا و يعيش المؤمن لايموت حتي يولد له الف ولد ذكر و اذا كسي ولده ثوبا يطول معه كلما طال طال الثوب و يكون لونه علي حسب ما يريد و تظهر الارض بركاتها و تؤكل ثمرة الصيف في الشتاء و بالعكس و اذا اخذ الثمرة من الشجرة تنبت ( نبت خ‌ل ) مكانها حتي لايفقد شيئا و عند ذلك تظهر الجنتان المدهامتان عند مسجد الكوفة و ما حوله بما شاء الله فاذا اراد الله تعالي نفاذ ( انفاذ خ‌ل ) امره في خراب العالمين ( العالم خ‌ل ) رفع محمدا و آله صلي الله عليه و آله الي السماء و بقي الناس في هرج و مرج اربعين يوما ثم ينفخ اسرافيل في الصور نفخة الصعق و ما ذكرناه هنا ملتقط من روايات الائمة الاطهار عليهم السلم و الذي ينبغي للمؤمن اعتقاد رجعتهم عليهم السلم الي الدنيا و هو في احاديثهم واجب لايرتاب فيه المؤمنون بتلك الاخبار و انما عبرت بلفظ ينبغي دون لفظ الواجب ( الوجوب خ‌ل ) اتقاءا من خلاف بعض العلماء في ذلك من ان ( و انما خ‌ل ) المراد بالرجعة قيام القائم عليه السلم و الحق ان رجعتهم حق بنص الاخبار المتكثرة و دعوي انها اخبار آحاد غير مسموعة بعد ظاهر القرآن و نص نحو خمسماة حديث مروي عنهم عليهم السلم و لو لم‌يكن الا لانكار ( انكار خ‌ل ) المخالفين الذين يكون الرشد في خلافهم لكفى.

فصل

و مما يلحق بذلك الكلام في الآجال و الارزاق و الاسعار ، الاجل هو وقت حدوث الشئ و اجل الموت هو انتهاء مدة كونه في الدنيا و انتهاء ما كتب له و هو يحصل بالموت و القتل اما الموت فما كان بالموت الطبيعي و هو مائة سنة او ثمانون سنة او مائة و عشرون سنة علي احتمالات الفصول الانسانية في الانسان هل الفصل اي فصل الربيع عشرون او خمسة ( خمس خ‌ل ) و عشرون او ثلثون و كذا الصيف و الخريف و الشتاء فهو عند انتهاء ما جري به القلم في اللوح المحفوظ له من مدة ( هذه خ‌ل ) البقاء في هذه الدنيا و من الارزاق لجميع قوابله من اكل و شرب و ملبوس و علم و فهم و غير ذلك ثم ان كان من محض الايمان محضا او محض الكفر محضا بقي له من ذلك في اللوح المحفوظ ما قدر له مدة بقائه عند قيام القائم عليه السلم او رجعة النبي و الائمة عليهم السلم و ما كان بالموت الطبيعي فعلي حسب السبب المقتضي لموته فقد يعمل المعصية التي تمحو ما كتب له من الرزق و ( او خ‌ل ) الاجل فيموت و لم‌يبق الا ما كان له ان كان ماحضا للايمان او الكفر و ما كان بالقتل فقيل يموت باجله و قيل قبل اجله ثم اختلف القائلون الذين قالوا بان اجله مخترم و انه قبل الاجل و لولا ذلك لمااستحق الدية من القاتل فقالت ( فقال خ‌ل ) بعضهم لو لم‌يقتل عاش اربعين يوما و قيل لانعلم و لو لم‌يقتل هل يموت او يعيش و قيل غير ذلك و الذي فهمت من اخبار الائمة عليهم السلم انه يقتل قبل الاجل و انه لو لم‌يقتل عاش سنتين و نصف سنة و اما الرزق فهو ما ينتفع به الحي و ليس لغيره منعه منه و المراد بالغير غير الله سبحانه و غير رسوله و اهل بيته صلوات الله عليهم فعلي هذا لايكون الحرام رزقا خلافا لاهل الخلاف و الدليل علي ان الحرام ليس برزق اخبار الائمة عليهم السلم و من القرآن مثل قوله تعالي و مما رزقناهم ينفقون فمدحهم علي الانفاق من الرزق و لو كان حراما لذمهم علي الانفاق منه لانه تصرف في مال الغير بغير اذنه و اما الاسعار فالرخص انحطاط السعر عما جرت به العادة في وقت مخصوص و مكان مخصوص و اما الغلا فهو ارتفاع السعر عما جرت به العادة كذلك فقيل قد يكونان من الله سبحانه بان يقلل الامتعة و يكثر رغبة الناس فتغلا الاسعار و قد يكثر الامتعة و يقلل رغبة الطالبين فترخص الاسعار و قد يكونان من غير الله سبحانه بان يمنع السلطان الناس من جلب الامتعة فتغلو او ( و خ‌ل ) يمنعهم من شرائها فترخص و العوض فيما يدخل علي الناس من الآلام في ذلك علي الظالم و الحق في ذلك ان الغلا و الرخص يكونان بتقدير الله باعمال الناس و ذلك ان الله سبحانه قد يقلل الامتعة او اسباب وجودها اما عقوبة لاهل ( لبعض اهل خ‌ل ) المعاصي بما قدمت ايديهم فتصيب تلك العقوبة ( العقوبة مع كان من معهم خ‌ل ) و ان لم‌يعص لاجل كونه معهم كما في قوله تعالي فلاتقعدوا معهم حتي يخوضوا في حديث غيره انكم اذا مثلهم او اختبارا للعباد كما في قوله تعالي ليبلوني ءاشكر ام اكفر و ليذيقهم حلاوة الفرج كما في قوله تعالي و لنبلونكم بشئ من الخوف و الجوع و نقص من الاموال و الانفس و الثمرات و بشر الصابرين او ليرفع درجة الشاكرين علي الرخاء الصابرين علي البلاء فان الدنيا سجن المؤمنين ( المؤمن خ‌ل ) ( المؤمن او ليميز الخبيث من الطيب خ‌ل ) و غير ذلك و يكل المحتكرين الي انفسهم في الغلا و بالعكس في الرخص و قولي او ( و خ‌ل ) اسباب وجودها اي يقلل اسباب ( الاسباب خ‌ل ) وجود الامتعة اريد به اسباب قابلية وجودها مثل ( مع خ‌ل ) كثرة الطالب و ايجاد المحتكر و منع الامطار و خوف الطرق و كثرة قطاع الطريق و امثال ذلك بان يكل الذي يخالف محبة الله الي نفسه حتي تقع منه اسباب المنع من المعاصي و من ظلم العباد و غير ذلك فان كل ما يكون سببا للغلاء انما هو لانه تقصير ( تقصيره خ‌ل ) في حق المعبود او مسبب لتقصير لان مقتضي الكرم الرخاء و الرخص و انما يكون خلاف ذلك المقتضي لاجل موانع من تقصيرات قوابل المكلفين فان قلت ان الغلاء و الرخص من الله عز و جل بمعني انه قدر اسباب ذلك بتقصيرات المكلفين في الغلاء و بفضله في الرخص فقد اصبت و ان قلت ان الغلا و الرخص بسبب اعمال العباد بمعني انه تعالي عاملهم بعدله في الغلاء و تجاوز عنهم في الرخص فقد اصبت و الواجب علي العباد شكره علي نعمائه و حمده علي كرم عدله و آلائه و الرضي في كل حال بقدره و قضائه فانه ولي كل خير و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين.