الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية)/حرف الخاء

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة


حرف الخاء

١١١٥ - «خَارِجْ مِنِ الْحَرِيقَةْ قَابْلهْ الغُرَابْ زَغَطُهْ»
الزغط: البلع والمراد بالمثل: عصفور نجا من النار فوقع في مخالب الغراب، أي ما وقته نجاته من الحريق من الهلاك بسبب آخر. يضرب في نفاذ المقدور بأي سبب.
١١١٦ - «خَاطِرْ الأَعْمَى قُفِّةْ عُيُونْ»
الخاطر: ما يخطر في الذهن والمراد ما يشتهيه الأعمى ويطلبه، ويروى: (إيش غرض الأعمى) الخ وقد تقدم الكلام عليه في الألف.
۱۱۱۷ - «خَالْتِي عَنْدُكُمْ مَاجَاتْشِي»
يضرب للكناية عن المدة القليلة، أي لم يمكث إلا زمناً يسيراً بمقدار ما قال لنا: أخالتي عندكم، وقولنا له: لم تأت، ثم انصرف فما سلم حتى ودع والعرب تقول في ذلك: (كلا ولا) قال في اللسان: «والعرب إذا أرادوا تقليل مدة فعل أو ظهور شيء خفي قالوا: كان فعله كلا وربما كرروا فقالواكلا ولا، ومن ذلك قول دي الرمة:
أصاب خصاصة فبدا كليلا
كلا انغل سائره وانغلالا
وقال آخر:
* يكون نزول القوم فيها كلا ولا *
وقد شاع التعبير بذلك عند الفصحاء من المولدين، ومنه قول صاحب الأغاني في أخبار نصيب: «فأومأت بيدها إلى بعض الخدم فلم يكن إلا كلا ولا حتى جاءت جارية جميلة قد سترت بمطرف».
۱۱۱۸ - «خَالفْ تُعْرَفْ»
يضرب للخامل يحاول الظهور بمخالفته الناس. والعرب تقول في ذلك: «خالف تذكر» وأنشد الجاحظ في رسالة التربيع والتدوير لبعضهم:
خلافا علينا من فيالة رأيه
كما قيل قبل اليوم خالفْ فتذكرا
۱۱۱۹ - «خَالِي خَالِ الْعِدَا خَالِي كَلِ الشحَامْ وِاللِّحَامْ وِانْدَارْ عَلَى حَالِي»
أي أقول خالي وهو خال الأعداء لأنه عاملني معاملة أعدائه فأكل شحومي ولحومي ثم عطف على ما بقى لي بعد ذلك فحازه لنفسه. يضرب للقريب يغتال مال قريبه.
۱۱۲۰ - «خَايِبْ أَمَلْ وِغَشيِم عَمَلْ»
الغشيم: الجاهل بالعمل، أي هو ذو أمل خائب لا حظ له يوصله لما يريد، وجاهل بالأعمال لا يتقن منها شيئا يقوم بأوده، وحسب المرء من التعس أن يجتمع هذان عليه.
۱۱۲۱ - «الْخَبَّازْ شِرِيكِ الْمِحْتِسِبْ»
لأنه يرشوه فيتغافل عنه، وليس هذا خاصاً بالخباز ولعلهم خصوه بالذكر، لأن الخبز يهتم له كل الناس. وأحسن منه قولهم: (القباني شريك المحتسب) لأن القباني يشارك المحتسب في كل ما يوزن. وسيأتي في القاف.
۱۱۲۲ - «خَبَّازْ وِمِحْتِسِبْ»
يضرب للبائع الغاش الذي يقدر الوزن والثمن بالتحكم ولا يجد من يردعه.
۱۱۲۳ – «خُبِّيزَةْ وِلَهَا مِيزَةْ ولَهَا عُرُوقْ مِدَلِّيَّةْ»
الخبيزة (بضم الأول وإمالة الياء) صوابها الخبازى، وهي نوع من الخضر معروف ورقاته، لها ساق دقيقة كأنها ذنب مدلى. يضرب لمن يدعي التميز على الناس بشيء تاقه لا قيمة له. والمعنى يظهر التميز على الناس بالتافه كتميز الخبازى على أنواع الخضر بتلك العروق المدلاة منها، وإنما تفضل بعض أنواع الخضر على بعض بطيب الطعم والمراءة، وتفضل الناس بالفضائل لا بطول الأكمام والذيول.
١١٢٤ - «اِلْخَبَرِ الْمُشُومْ يوْصَل بِالْعَجَلْ»
المشوم: المشئوم، وكونه يصل عاجلاً لأن الأسماع تنفر منه وتكره سماعه فيتوهم أنه وصل بسرعة.
١١٢٥- «خَبْطِتِينْ فِي الرَّاسْ تِوْجَعْ»
انظر: (ضربتين في الرأس توجع).
١١٢٦ - «خُدِ الأَصِيْلَةْ وَلَوْ كَانِتْ عَ الْحَصِيرَةْ»
خد هنا بمعنى تزوج، أي تزوج الطيبة الأصل ولو كانت فقيرة ليس لها ما تجلس عليه غير الحصير، والعين مخفف على.
۱۱۲۷ - «خُدْ بَلَاشْ قَالْ مَا يْسَعْشِ التِّلِّيسْ»
بلاش بلا شيء، أي مجاناً. والتليس (بفتح أوله وكسر اللام المشددة): الغرارة، أي قيل له خذ ما تشاء بلا ثمن وأكثر فقال حبذا الحباء لولا أن التليسة امتلأت ولم تعد تسع شيئاً. يضرب في الحباء يزيد عن الحاجة ويضيق عنه الموضع.
۱۱۲۸ - «خَدْتَكْ عَلَى كبْرْ شَالَكْ بَاْحْسِبَكْ تُنْبَهْ إِجْرنْكَ زَيِّ الْكِلَابْ دَايِرْ مِنْ كلّْ دَارْ سَنْدَهْ»
خدتك: أخذتك، أي تزوجت بك: والشال: المطرف. والتنبة (بضم فسكون ففتح): الرجل العظيم العالي للعيون. وإجرن (بكسر فسكون ففتح وتشديد الآخر) كلمة منحوتة من (أجل أنّ) وأبدلوا اللام فيها راء. وزيّ بمعنى مثل. والسندة: ما يستند عليه، والمراد بها هنا ما يقوم بالأود من الطعام، وهو على لسان امرأة اغترت برجل فتزوجته، أي توهمت أنك من الأثرياء لكبر مطرفك وجمال هيئتك فوجدتك كالكلب تستند في طعامك على ما تتلقفه من الدور. يضرب للصعلوك يتجمل بالملبس فيغترّ به الناس.
۱۱۲۹ - «خَدْتَكْ عِوازْ خَدْتَكْ لِوَازْ خَدْتَكْ أَكِيدِ الْعَوَاذِلْ كِدْتَ أَنَا رُوحي»
أي اتخذتك عوناً على الأعداء أعوذ به وألوذ فكنت عونا لهم عليّ، وأردت أن أكيد بك العذال فكدت بك نفسي، وفي معناه قول ابن الرومي:
تخذتكم درعاَ وترساً لتدفعوا
نبال العدا عنى فكنتم نصالها1
وقول الآخر:
وإخوان تخذتهم دروعاً
فكانوها ولكن للأعادي
وخلتهـم سهاماً صائبـات
فكانوها ولكن في فؤادي2
۱۱۳۰ - «خَدّْ مِتْعَوِّدْ عَ اللَّطْمْ»
يضرب للدنيء المتمرد على الإهانة وتحمل الأذى.
۱۱۳۱ - «خُدِ الرِّفِيقْ قَبْلِ الطّرِيقْ»
مثل مشهور ظاهر المعنى، وبعضهم يزيد فيه: (والجار قبل الدار). وهو من قول العرب في أمثالها (الرفيق قبل الطريق) أي حصل الرفيق أوّلاً واخبره فربما لم يكن موافقاً ولا تتمكن من الاستبداد به أما الزيادة التي يزيدها بعضهم فيه فهي من من مثل آخر عربي نصّ عبارته: (الجار ثم الدار) قال الميداني: هذا كقولهم: الرفيق قبل الطريق، وكلاهما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبو عبيد:

كان بعض فقهاء أهل الشام يحدث بهذا الحديث ويقول معناه: إذا أردت شراء دار فسل عن جوارها قبل شرائها، وقد تقدم في الألف: (اشتري الجار قبل الدار).

۱۱۳۲ – «خُدِ الْكِتَابْ مِنْ عِنْوَانُهُ»
أي خذ ما في الكتاب واستدل عليه بما في عنوانه وانظر: (الجواب ينقري) الخ.
۱۱۳۳ - «خُذْ لَكْ مِنْ كلّ بَلَدْ صَاحِبْ وَلَا تَأخُدْ مِنْ كلِّ أقْلِيم عَدُوا»
معناه ظاهر، والله در من قال:
وليس كثيراً ألف حل وصاحب
وإن عدوا واحداً لكثير
ومن الحكم المروية في هذا المعنى: (لا تستقلن عدواً واحداً ولا تستكثرن ألف صديق).
١١٣٤ - «خُدِ الْمِلِيحْ وِاسْتَرِيحْ»
الأكثر في المليح (كسر أوله) عندهم، ومعنى المثل: إذا اقتنيت شيئاً اقتن المليح
الخالي من العيوب وأرح نفسك من الرديء وعيوبه. وانظر قولهم: (إن لقاك المليح تمنه).
١١٣٥ - «خُدْ مِنِ التَّلّْ يِخْتَلّْ»
يضرب في أن الإسراف لا يبقى على شيء ولو كان في الكثرة كالتراب في التلِّ. وانظر قولهم: (جبال الكحل) الخ.
١١٣٦ - «خُدْ مِنِ الْحَافِي نَعْلهْ»
وهو لا نعل له. يضرب لمن لا يملك شيئاً يؤخذ منه.
۱۱۳۷ – «خُدْ مِنِ الْحُمَارِ الْمُوَلِّي قَيدُهْ»
لأن الانتفاع بالقيد بعد ذهاب الحمار خير من فقده معه.
۱۱۳۸ - «خُدْ مِنْ دِيلِ الشَّبِ وأَرْخِي عَ الْفرْقِلَّةْ»
الديل (بالإمالة) الذيل، أي الذنب، والشب: الفتى من البقر والجاموس. والفرقلة: (بفتح فسكون فكسر مع تشديد اللام): سوط من شعر أو قطن أو نحوها يجدل وله نصاب من حشب يمسك باليد، يعمل غالباً في الريف لسوق الدوابّ في الحرث وغيره، والمراد اصنع فرقلتك من ذنب ثورك تستغن به عن سواء في عمل ما هو من شؤونه، وهو في معنى قولهم: (من دقنه فتلوا له حبل) وسيأتي في الميم.
۱۱۳۹ – «خُدْ مِنِ الزَّرَايِبْ وَلَا تاخُدْ مِنِ الْقَرَايِبْ»
أي تزوج فقيرة من سكان الأكواخ المشابهة لحظائر البهائم، ولا تتزوج من أقاربك. وفي معناه قولهم: (إن كان لك قريب لا تشاركه ولا تناسبه) وقولهم: (بارك الله في المرة الغريبة والزرعة القريبة) وقولهم: (الدخان القريب يعمي). وهي عكس قولهم: (آخذ ابن عمي واتغطى بكمي) وقولهم: (نار القريب ولا جنة الغريب).
١١٤٠ - «خُدْ مِنْ عَبْدَ الله وِاتَّكِلْ عَلَى الله»
أي خذ منه الدواء بالقبول الحسن متوكلاً على الله، فلعل فيه الشفاء. يضرب في أن تلقى العلاج بالقبول، والاعتقاد يقوي نفس المريض، ويعين المداوي على الداء.
١١٤١ - «خُدْ مِنِ النِّجِسْ ضَرْبِةْ حَجَرْ»
النجس: يريدون به الشرير، ويروى بدله: (السو) أي السوء، والمراد واحد، أي الشرير لا يصيبك منه إلا الشر، فلا تطمع منه في غيره.
١١٤٢ - «خُدْ نِدَّكْ عَلَى فقَدَّكْ»
انظر: (يا واخد ندك على قدك) الخ.
١١٤٣ - «خُدْهَا فِي كُمَّكْ لَتْغُمَّكْ»
أي خذ البلغة، وهي نعل صفراء غليظة تصنع بالمغرب، والمراد: ضعها في كمك عند دخول المسجد أو غيره، ولا تتركها بالباب فتسرق. يضرب في الحث على الاحتياط وعدم التفريط.
١١٤٤ - «خَدُوا جُوزِ الْخرْسَة اتكَلِّمِتْ»
يضرب في شدة غيرة النساء على أزواجهن، أي تكلمت الخرساء لما أخذوا منها زوجها، وهو مبالغة.
١١٤٥ - «خُدُوا فَالْكُمْ مِنْ صُغَارْكمْ»
أي لا تستهينوا بما تقول صغاركم، فربما أنطقهم الله بالصواب.
١١٤٦ - «خُدُوهَا لُهْ مالْها إلا لُهْ»
أي خذوها زوجة له، ويروى: (جوزها له) وتقدم ذكره في الجيم، وتكلمنا عليه هناك.
١١٤٧ - «خدُوا مِنْ فَقْرُهُمْ وِحُطُّوا عَلَى غْناكمْ»
يضرب للغني يستنزف ما عند الفقير ليزيد به غناه، وفي معناه قولهم: (الفقير صبغة الغني) وسيأتي الكلام عليه في حرف الفاء.
١١٤٨ - «خُدِي بَخْتِكْ مِنْ حُضْنُ أُخْتِكْ»
انظر: (إن لقيتي بختك) الخ.
١١٤٩ - «خُدِي لِكْ رَاجِلْ يِبْقَى لِكْ بِالليلْ غَفِيرْ وِبالنَّهار أَجيرْ»
أي تزوّجي، يكن زوجك خفيراً بالليل، وأجيراً بالنهار يسعى لمنفعتك. يضرب لحثّ النساء على التزوّج.
۱۱٥۰ – «خَرَابْ يَا دُنْيا عَمَارْ يَا مُخْ»
العمار (بفتح الأول): يريدون به هنا البقاء، وإنما أتوا به ليقابل الخراب، أي ما دام رأسي عامراً صحيحاً، فلا أبالي بخراب الدنيا، وقريب منه قولهم: (بعد راسي ما طاعت شمس) وقد تقدم ذكره والكلام عليه.
١١٥١ - «الْخَرْسَةْ تِعْرَفْ بِلُغَى ابْنَهَا»
أي البكماء تفهم كلام ابنها لأنها تعودت إشاراته وعرفت المقصود منها، وذلك لأنّ البكم يصاحبه الصمم غالباً، أو لعل المقصود تفهم كلام ابنها الأبكم مثلها. وأوضح منه قولهم: (أم الأخرس تعرف بلغي ابنها) وتقدم ذكره في الألف. يضرب للذي تعوّد فهم كلام من لا يفهم منه الناس لعجزه، أو قصور في التعبير.
١١٥٢ - «خَرَطُه الخَرَّاطْ وِادِّقْلجْ ماتْ»
الدقلجة محرفة عن الدعلجة ومعناها: الدحرجة، وفاعل ادّقلج ومات يعود على الخراط، أي مات الخراط وتدحرج إلى قبره عقب خرطه له، فلا سبيل إلى عمل مثله، والمراد التهكم بالمعجب بنفسه المدلّ بحسنه المتوهم أنّ من أبدعه مات فتفرد هو بشكله بين الناس.
١١٥٣ - «خرُّوبِةْ دَمّ وَلَا قِنْطَار صَحَابَةْ»
الخروبة: وزن معروف. والدم هنا: القرابة، والمراد تفضيلها وإن بعدت اللحمة على الصحبة وإن عظم قدرها، أي للقرابة معزة في النفوس ليست للصحبة.
١١٥٤ - «خَزَانَةْ مِنْ غيرْ بَابْ وِيْقُولُوا يَا الله أكْفِينَا شَرِّ الْحُسَّادْ»
الخزانة (بفتح أولها) عند الريفيين الحجرة الصغيرة في الدار، أي هؤلاء لا يملكون غير حجرة بغير باب، وهم مع ذلك يتعوذون من شر الحاسدين تباهياً. يضرب لمن يتباهى بالشيء الحقير ولا يستحي.
۱۱٥٥ - «الْخُسَارَةْ إللِّي تْعَلِّمْ مَكْْسَبْ»
أي الخسارة التي تنبه المرء وترشده إلى اجتناب أسبابها تعد مكسباً، وفي معناه من الأمثال العربية: (لم يضع من مالك ما وعظك) ومثله: (ما نقص من مالك ما زاد في عقلك).
١١٥٦ - «إِلخُسَارَةْ تْعَلِّمِ الشَّطَارَةْ»
أي توالي الخسارة على الشخص فيما يزاوله من تجارة وغيرها يعلمه الحذق والبراعة، وينبهه إلى أسبابها فيتقيها.
۱۱٥۷ - «الْخُسَارَةْ الْمِسْتَعْجِلَةْ وَلَا الْمَكْسب الْبِطِي»
المراد ذم الربح البطيء لما يعاني فيه من الانتظار وتعطيل المال حتى فضلت عليه الخسارة العاجلة مبالغة في ذمه، وهو مثل قديم أورده جعفر بن شمس الخلافة في كتاب الآداب برواية: (خسارة عاجلة حير من ربح بطيء)3 وأورده الميداني في مجمع الأمثال في أمثال المولدين برواية: (وضيعة عاجلة، حير من ربح بطيء) ومعنى الوضيعة: الخسارة.
۱۱۰۸ – «الخَشَبِ الّلِّينْ مَا يِنْكِسِرْشْ»
أي لا يكسر إذا غمز. والمراد من حسنت أخلاقه ولانت، وقد يقتصرون في روايته على: (اللين ما ينكسرش).
١١٥٩ - «خَطَبُوهَا اتْعَزِّزِتْ فَاتُوهَا اتْنَدِّمِتْ»
أي خطبوها فأبت تعزّزاً واستكباراً، فلما تركوها ندمت حيث لا ينفع الندم. يضرب لمن يظهر الإباء إذا طلب لأمر يرعبه، ثم إذا تركوه ندم.
١١٦٠ - «خُطُوطْ عَلَى شَرمُوطْ»
يريدون على شرموطة، وهي عندهم الخرقة تقدّ من الثوب ولا سيما إذا كانت قديمة قريبة من البلى، وإنما قالوا: شرموط مراعاة للسجع. والخطوط (بضمتين) ولا مفرد له عندهم، أو هو مفرد في صورة الجمع، يريدون به تخطيط الحاجيين بالسواد ويطلقونه أيضاً على المادة السوداء التي تتخذ لذلك. ومعنى المثل خطوط ولكنه على وجه قبيح مجعد كالخرقة البالية. يضرب لمن لا يفيده التزين.
١١٦١ - «خِفِّ احْمَالْهَا تطول أَعْمَارْهَا»
أي حفف أحمال دوابك تتوفر قواها وتطول أعمارها فيطول انتفاعك بها وانظر: (خفّ على بهيمك) الخ.
١١٦٢ - «خِفِّ عَلَى بْهيمَك يُطولْ عُمْرُهْ»
أي خفف عن دابتك العمل يطل نفعك بها وانظر (خفّ احمالها) الخ.
١١٦٣ - «خَِّففْ تِشِيلْ»
أي إجعل خفيفاً تستطع حمله، وهو في معنى قولهم: (خفها تعوم) أي السفينة.
١١٦٤ - «خِفَّهَا تْعُومْ»
أي خفف من أحمال السفينة تعم. يضرب في عدم التثقيل والتكليف بالكثير حتى تجري الأمور بجراها، وانظر: (خفف تشيل).
١١٦٥ - «خُفّْ وِبَابُوجْ فِي رِجْلِينْ عُوجْ»
الخفّ معروف، والبابوج: النعل، وأصله من كلمة فارسية معناها غطاء الرجل، أي خف ونعل شأن المتجملين ولكنهما في رجلين عوجاوين. يضرب في أن التجمل لا يفيد مع العيوب، ومثله قولهم: (خواتم ترصف في أيدين تقرف) وسيأتي.
١١٦٦ - «خَفِيْفَةْ يَا رِيشْتَهْ»
أي أنت خفيفة يارشته، وهي رقاق خفيف يغمس في المرق، والمقصود بالمثل التهكم بالثقلاء ووصفهم بخفة الروح استهزاء بهم.
١١٦٧ - «خَلَّصْ تَارَكْ مِنْ جَارَكْ»
أي خذ ثأرك من جارك، ومعناه الإخبار وإن يكن بلفظ الأمر لأن المراد أخذت ثأرك من جارك لقربه منك وهو لم يجن عليك حين عجزت عن الجاني لبعده أو عدم قدرتك عليه. يضرب فيمن يعاقب غير الجاني.
١١٦٨ - «خُلِص السَّلَامْ بَقَى التّفْتيشْ فِي الأَكْمَامْ»
أي بعد الفراغ من السلام شرعوا يفتشون في أكمام القادمين رجاء أن يصيبوا فيها شيئاً. يضرب للأمر تنتهى مقدّماته ويشرع في التوصل إلى نتائجه، ويروى: (فرغ السلام) وذكر في اللقاء.
١١٦٩ - «خَلَقْ نَاسْ وِتَحَفْهُمْ وِكَبِّبْ نَاسْ وحَدفْهُمْ»
أي لكل أناس حظّ قدّر من الأزل، وخلقوا له فبعضهم أبدع تكوينه وخصّ بالسعادة، وبعضهم قدر له العكس، فكأنهم كوروا كرات، ثم رمي بها إهمالاً لشأنهم، ومعنى التكبيب عندهم جعلهم كبباً ـ جمع كبة ـ وهي الشيء المستدير كالكرة، والحدف: الحذف أي الرمي.
۱۱۷۰ – «خَلِّي حَبيبي عَلَى هَوَاه لَمَّا يجي ديلهْ عَلَى قَفَاهْ»
أي اتركه على ما يهوى حتى يلجئه الحال إلى أن ينقاد ويأتي بنفسه، وكنوا بديله على قفاه عن الذلة والانقياد ويروى: (خليه على هواه) والمراد الحبيب، والأكثر الأول، ويروى: (سيبه على هواه) وهو في معنى: (خليه).
۱۱۷۱ – «خلِّي شَرْبَة لْبُكْرَةْ»
أي أترك شربة من مائك لغد. يضرب في الحث على الاقتصاد وحسن التدبير، وقريب منه (دير غداك تلقى عشاك).
۱۱۷٣ - «خَلِّي الْعَسَلْ فِي جْرَارُهْ لَمَّا تِجِي اسْعَارُهْ»
أي دع العسل في جراره ولا تعرضه للبيع حتى يرتفع سعره وتدفع فيه قيمته، ویروى: (خلي العسل في امتاره لما تجي له أسعار. ويتمنه القباني ويعرف مقداره) ويروى: (لما يجي سعاره: أي من يسعره، ومرادهم بالأمتار الجرار. يضرب غالبا عند الخطبة والامتناع من الترويج لعدم كفاءة الطالب أو تقصيره في قيمة المهر، وقد يراد به كساد السلعة عند التاجر.
١١٧٣ - «خَلِّي مَا بِيْنَكَ وِبينِ الْجَرَبْ غيطْ وَلَا تخَلِّي مَا بينَك وِبينِ الْبَلَا خيطْ»
الغيط (بالإمالة): المزرعة. والحيط بوزنه الحائط. والبلا (بفتح أوله): بثور حديثة تخرج في البدن، أي تباعد عن الأجرب وخالط بعد ذلك من تشاء من المرضى، وهو مبالغة في التنفير من الجرب.
١١٧٤ - «خَلِّي المِيَّةْ ميَّةْ وأرْدَبّ»
أي اجعل المائة مائة وإردباً، والمراد لا تضرّك زيادة الطفيف إذا أعطيت الكثير فلا تمسك يدك وأتمم جميلك.
١١٧٥ - «خَلِّيكْ فِي عِشَّكْ لَمَّا يِجِي حَدّْ يِهشَّكْ»
الصواب في العش (ضم أولة) والعامة (تكسره) والمراد به هنا الدار أو مكان العمل ولما بمعنى حتى. وحدّ: أحد والهشّ زجر الطائر وطرده، والمراد إذا توقعت إخراحك من دارك أو من عملك فاصبر ولا تحاول بنفسك فتجني عليها بيديك، أي لا تفعله إلا اضطراراً حينما تجبر عليه، فإن الأحوال تتغير وما في الغيب مجهول، وانظر: (خليه في عشه) الخ و(اقعد في عشك) الخ.
١١٧٦ - «خَلِّيهْ عَلَى هَوَاهْ لَمَّا يِجِي دِيلُه عَلَى قَفَاهْ»
انظر: (خلي حبيبي) الخ.
١١٧٧ - «خَلِّيهْ فِي عُشُّهْ لمَّا يِجي الدَّبُورْ يِنشُّه»
الدبور (يفتح الأول وضم الموحدة المشددة): الزنبور. والنش: الطرد، لمـا هنا بمعنی حق، أي دع جماعة النحل في كورها حتى يطردها منه الزنبور، والمراد دع الأمور على حالها حتى يغيرها الاضطرار، وانظر: (خليك في عشك) الخ و(اقعد في عشك) الخ.
۱۱۷۸ – «خَلِّيهْ فِي قَنَانِيْهْ لَمَّا يِجي الْخَايِبْ يِشْتِرِيْه»
أي دع سلمتك البائرة في وعائها حتى يسخر لها مغفل يشتريها، والمراد لا تتلفها إذا بارت فإنّ لها من يرضى بها: وانظر قولهم: (الحاجة في السوق تقول نيني نيني لما يجي اللي يشتريني) ففيه رواية: (لما يجي العبيط يشتريني) وهي في معنی ما هنا.
۱۱۷۹ - «خَلِّيهَا في قَشَّهَا تِجي بَرَكَةِ الله»
خليها، أي اتركها ودعها والقش: التبن، يريدون اترك غلتك ولا تبالغ في تنظيفها مما بها فلعل البركة في ذلك. يضرب لمن يبالغ في الشيء رحاء إتقانه وينلو في ذلك.
١١٨٠ - «خَمْسَةْ وَأَنَا سِيدَكْ»
الخمسة: قطعة من الفلوس النحاس بطل التعامل بها والسيد (بالكسر) :السيد، ويروى: (حسنة) بدل خمسة، وقد تقدم ذكره في الحاء المهملة وتكلمنا عليه هناك.
۱۱۸۱ – «خنَاقِ الْحَمَّارَةْ بِسَعْدِ الرُّكّابْ»
الخناق: المشاجرة، من قولهم بختاقه. والحمارة: المكارية الذين يكرون حميرهم، وهم إذا اختلفوا وتشاجروا تباروا في تنقيص الكراء وذلك من حظ الركاب، ويروى: (إن تعاندوا) الحمارة الخ وسبق ذكره في الألف، والأكثر في رواية المثل ما هنا.
١١٨٢ - «اْلخِنَاقَةْ عَ اللِّحَافْ»
اللحاف: يريدون به مضربة يتدثر بها عند النوم. والخناقة (بكسر الأول): المشاجرة، من قولهم: أخذ بخناقه. يضرب للأمر يفعل ليتوصل به إلى آخر مقصود، ويرون في أصل هذا المثل نادرة لجحا، وهي أنه كان نائماً في ليلة باردة فسمع لغطاً وجلبة في الطريق فخرج من داره متدثراً باللحاف وإذا هم جماعة يتشاجرون، فلما توسطهم ليفصل بينهم سرق أحدهم لحافه وفروا جميعاً لأنهم كانوا لصوصاً، ثم عاد فسألته زوجته عما رأى فقال: إن المشاجرة كانت على اللحاف، أي إنهم لما أخذوه سكتوا وتفرقوا.
۱۱۸۳ – «خُنْفِسَةْ شَافِتْ بِنْتَهَا عَ الْحيطْ قَالِتْ دِي لُوِليَّةْ فِي خيطْ»
شافت: رأت. والحيط أو الحيطة (بالإمالة): الحائط. واللولية: اللؤلؤة، وهي (بضم فسكون فكسر وتشديد المثناة النحية) وفي جهات دمياط يقولون فيها: لولية (بسكون اللام الثانية وتخفيف الياء) وهو في معنى المثل العربي: (زين في عين والد ولده)، وانظر قولهم: (الخنفسة عند أمها عروسة) الآتي بعده.
١١٨٤ - «الخُنْفِسَةْ عَنْدِ أمَّهَا عَرُوسَةْ»
أي الخنفساء في عين أمها كالعروس. يضرب في بيان منزلة الأبناء عند الآباء، وهو مثل قديم في العامية أورده البدري في سحر العيون برواية: (الخنفساء في عين أمها مليحة)4 وفي معناه عند العامة قولهم: (خنفسة شاعت بنتها) الخ وقولهم: (القرد في عين أمه غزال). ومن أمثال العرب في هذا المعنى (القرنبي في عين أمها حسنة) كذا في مجمع الأمثال للميداني وسفر السعادة لعلم الدين السخاوي5 وأورده صاحب العقد الفريد6 برواية: (حسناء) والقرنبي: دويمة طويلة الرجلين أكبر من الخنفساء بيسير وتقول العرب أيضاً في أمثالها: (رين في عين والد ولده7) كذا في نهاية الأرب للنويري، والذي في في مجمع الأمثال الميداني (ولد) بدون هاء وأنشد:
زينه الله في الفؤاد كما
زين في عين والد ولد
۱۱۸٥ - «خَوَاتِمْ تُرْصَفْ فِي إِيدينْ تِقْرِفْ»
ترصف عندهم. تلمع والقرف: التقزز، أي خواتم تلمع بالجوهر في يدين قبيحتين تتقزز النفوس منهما، المراد أن التجمل لا يفيد مع فقد الجمال كقولهم: (خف وبابوج في رجلين عوج) وقد يريدون في يدين قذرتين، فيكون القصد ذمّ الغني الجلف الجاهل بطرق النظافة والتجمل.
١١٨٦ - «الْخَوَاجَةْ قَالْ لِابْنُهْ كلِّ زْبُونْ وِادِّيهْ شِكْلُهْ»
الخواجة هنا: التاجر. والزبون (يضم أوله): ما تعود الشراء من تاجر معلوم، والمراد هنا مطلق المشترين. وادّيه: أعطه، أي قال التاجر أي عرض على كل مشتر ما يناسبه من السلع، فليس من الحزم أن تعرض الرخيص على الغني والغالي على الفقير فينفر كلاها وتبور التجارة.
۱۱۸۷ - «الْخَوَاجَةْ مَا يِنْتِقِلْشِ لِلزُّبُونْ»
أي لا ينتقل التاجر إلى دار المشتري، وإنما يذهب المشتري إلى حانوته فيأخذ ما يريد. يضرب في وضع الشيء في محله ومراعاة ما جرت به العادة.
۱۱۸۸ - «الْخُوفْ يِرَبِّي الْجُوفْ»
يريدون ما في الجوف، وهو القلب، أي الخوف يربي المرء ويمنعه من ارتكاب ما يعاقب عليه.
۱۱۸۹ - «الْخَيَّالْ الزِّفْتْ يِرْمَحْ فِي وِسْطِ النَّخْلْ»
الزفت (بكسر فسكون): القار الذي يطلى به، والمراد به هنا الوصف بالجهل، وهم يصفون به کل مذموم، ويرمح، أي يسوق فرسه، والذي يفعل ذلك وسط النخل ليس بالفارس الخبير بمواضع سوق الخيل. يضرب فيمن يضع الشيء في غير موضعه لجهله.
۱۱۹۰ – «الْخَيبَةْ عِزِّ تاَنِي»
الخيبة (بالإمالة): الخرق، أي عدم صلاحية الشخص للعمل، وقد يصفون بهذا المصدر فيقولون للأخرق الذي لا يحسن عملا: فلان خيبة، وفلانة خيبة، والمراد من يكون كذلك لا يكلف بعمل فيصير في عز ومنعة بسبب خرقه وهو من التهكم.
۱۱۹۱ - «خَيرِ تِعْمَلْ شَرِّ تِلْقَى»
يضرب في مقابلة الخير بالشر، وانظر قولهم: (خير ما عملنا والشر جانا منين) وقولهم: (أصل الشر فعل الخير).
۱۱۹۲ - «خير الرِّجَّالَةْ يبَانْ عَ الشَّبَّةْ»
الشبة: الشابة، والمراد بر الرجل يظهر على أهله أي زوجته والرجالة (بكسر الأول وتشديد الثاني): جمع راجل عندهم وهو الرجل.
۱۱۹۳ - «خيرِ الشَّبَابْ وَرَا الْبَابْ»
أي سيظهر في وقته فلا تظن به الظنون الآن.
١١٩٤ - «خيرِ الشَّبَّةْ يِبَانْ عَ الضَّبَّةْ»
انظر: (الخير يبان على الضبة).
۱۱۹٥ - «الخير عَلَى قْدُومِ الْوارْدِينْ»
جملة جرت مجرى الأمثال تقال عند نوال خير عند قدوم قوم.
١١٩٦ - «خيركْ عَلَى مَايْدِةْ غيرَكْ مَا هُو لكْ»
أي إذا كان الإنفاق منك، والانتفاع لغيرك، فالمال ماله؛ وإنما لك من مالك ما انتفعت به.
۱۱۹۷ - «خِيرَكْ كانْ يِغَطِّي عَلَى عينكْ»
قيل هذا لأعور أحسن فستر إحسانه عيوبه ثم كف فظهرت. يضرب في أن الإحسان يستر العيوب والإساءة تكشفها.
١١٩٨ – «خيرْ مَا عملْنا وِالشِّرِّ جَانَا مْنينْ»
أي نحن لم نصنع خيراً ولم نسد معروفاً فمن أين جاءنا الشر، وهو مبني على مثل آخر تقدم ذكره، وهو قُولهم: (أصل الشر فعل الخير) وقالوا أيضاً: (خير تعمل شر تلقى).
۱۱۹۹ - «الْخيْر يبَانْ عَ الضَّبَّةْ»
الضبة (بفتح الأول وتشديد الموحدة): يريدون بها قفلاً من الخشب معروفاً مفتاحه من الخشب أيضاً، ومعنى المثل قريب من قولهم: (الجواب ينقري من علوانه)، ويروى: (خير الشبه يبان على الضبة) والشبة: الشابة، ومعناه على هذه الرواية أن المرأة المدبرة في الريف تعتني باللين وخزن السمن فتتلوث الضبة من يدها، ويستدل من ذلك على ما في الدار من الخير، وقد نظمه الشيخ محمد النجار المتوفى سنة ١٣٢٩ في زجل يقول في مطلعه8:
أشكي لمين غدر الأيام
واروح لمين صاحب نخوه
وان قلت يوم خطوة لقدام
أرجع ورا ألفين خطوة
ومنه:
ومن التعب قال لي عقلي
قوم فضها ونانه حبه
لو كان ندا كانت ندت
والخير يبان فوق الضبة
ويعمل ايه في دا النجار
وقعه وكانت للركبة
أعمل ألوف نقض وإبرام
وكل ساعه أرفع دعوة
۱۲۰۰ – «الْخَيرْ يِخَيِّرْ وِالشَّرِّ يغيَّرْ»
المراد بقولهم: (يخير) يسبب الغبطة والمسرة فيظهر أثره الحسن على الشخص، بخلاف المعاملة فإنه يمر العيش فيؤثر التأثير السيء ويهزل البدن ويغير الهيئة. يضرب لمن يكون في نعيم أو شقاء فيظهر أثره عليه .

  1. مجموعة المعاني أول ص ١٣٢.
  2. خزانة ابن حجة ص ٨٠.
  3. ص ٦١.
  4. ص ٣٣١
  5. النسخة العتيقة ص ٧٦
  6. ج ٣ ص ١٢٣
  7. نهاية الأرب للنويري ج ٣ أول ص ٣٢
  8. مجموعة أزجاله رقم ٦٧٥ شعر سن ۲۲ و٢١ .