الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية)/حرف الحاء

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة


حرف الحاء

۱۰۰۷ - «الْحَاجَه الدَّايْرَةْ مَا عَليهَاشْ نُورْ»
أي الشيء الدائر بين الناس المألوف لهم ليس له رواء في العيون ولا روعة في القلوب بخلاف العزيز المصون.
۱۰۰۸ – «حاجْةِ السِّتّ فِي السِّنْدُوقْ وِحَاجْةِ الْجَارْيَةْ فِي السُّوقْ»
الحاجة: الشيء، والمراد هنا: السرّ والستّ: السيدة. والسندوق: الصندوق، والجارية: الأمة. والمراد سرّ السيدة وأمورها الخفية تحفظ في الصندوق، أي لا تفشى، وأما سرّالأمة فيذاع حتى في الأسواق لاستهاتهم بها. يضرب لاختلاف حظوظ الناس وعدم العدل في المعاملة.
۱۰۰۹ - «الْحَاجَةْ فِي السُّوقْ تُقُول نِينِي نينِي لَمَّا يِجي اللِّي ِيشْتِرِيني»
الحاجة: المراد بها السلعة المعرضة للبيع، أي لا تظن بها البوار فإن لها وقتاً تطلب فيه، فكأنها تقول رويداً حتى يأتي من يشتريني. يضرب عند القلق من بوار السلع. ويروى: (لما يجي العبيط يشتريني) والمراد به الأبله الذي لا يميز بين الجيد والرديء، والمعنى أنّ للسلع الرديئة وقتاً تباع فيه لمن هم على شاكلته، وعلى هذه الرواية فهو في معنى قولهم: (خليه في قنانيه لما يجي الخايب يشتريه) وسيأتي في الخاء المعجمة.
۱۰۱۰ - «حَاجَةٍ مَا تْهِمَّكْ وَصِّي عَلِيْهَا جُوز أُمَّكْ»
الجوز محرف عن الزوج، أي لا توص زوج أمك إلا على ما لا يهم لأنّ من عادة أزواج الأمهات إهمال ما لأبنائهن من غيره، فإذا أوصيته بحفظ الشيء الثمين أضاعه بإهماله أو حازه لنفسه. ويروى: (الشيء اللِّي ما يهمك) الخ والأول أشهر، وهو مثل قديم عند العامة أورده الأبشيهي في المستطرف برواية: (حاجة لا تهمك وصي عليها زوج أمك)1.
١٠١١ - «حَافيَهْ وِسَابْقَه الْمَدَاعِي»
المداعي (بفتح الأول) في لغة أهل الإسكندرية: النساء اللاتي يذهبن للدور لدعوة أصحابها إلى الأعراس ويكن من صاحبات العرس وصديقاتهنّ، وأما في القاهرة فيقال لهن: المدنات (بضم فسكون) وأصله المؤذنات بالدعوة، والمعنى: تكون حافية لا تملك نعلاً فضلاً عن الثياب ثم تسبق الداعيات المتزينات إلى الدور وتعد نفسها منهن. يضرب للوضيع الرث الهيئة يزج بنفسه مع الأعلى قدراً.
۱۰۱٢ - «حَاكمَكْ غَرِيمَكْ إِنْ مَاطِعْتُهْ يْضِيمَكْ»
يضرب في الحث على طاعة الحكام لتجنب أذاهم.
۱۰۱۳ - «حَامِيهَا حَرَامِيهَا»
الحرامي: اللص، أي الذي استؤمن على الشيء، هو الذي سرقه. وانظر: (إن سلم المارس من الحارس فضل من الله). ومن أمثال العرب: (محترس من وهو حارس) وتقدم الكلام عليه في (إن سلم المارس) الخ. ومن أمثالها أيضاً: (حفظاً من كالئك) أي احفظ نفسك ممن يحفظك.
١٠١٤ - «إِلْحَاوِي مَايْمتْشْ إِلَّا بِالتِّعْبَان»
أي الحوّاء لا يموت إلا من نهشة ثعبانه. يضرب في أنّ المشتغل بما تخشى مضرته تكون إصابته منه.
١٠١٥ - «الْحَاوِي مَا يِنْسَاشْ مُوتِ ابْنُهْ وِالْحَيَّةْ مَاتِنْسَاشْ قَطْعِ دِيلهَا»
مبناه على أن حواء قتلت حيته ولده وأراد قتلها فلم يدرك إلا ذنبها فقطعه وفرّت منه ونشأت العداوة بينهما فلا هو ينسى قتل ولده ولا هي تنسى قطع ذنبها وأصبح كلاهما يتحين الفرصة للفتك بالآخر. يضرب في أن سبب العداوة لا ينسى وإن قدم عهده. ومن أمثال العرب في هذا المعنى قولهم: (كيف أعاودك وهذا أثر فأسك) وهو مما وضعوه على لسان حية قتلت رجلاً ثم تعاهدت مع أخيه على أن تعطيه كل يومين ديناراً ولا يقتلها فوفت له ووفى لها ثم تذكر أخاه يوماً فضربها
بقأسه فأخطأها ووقعت الفأس فرق جحرها فأثرت فيه وأراد بعد ذلك العود إلى ما كان عليه فأجابته بهذا المثل. وقد نظم النابغة هذه القصة في قصيدة فلتراجع مع القصة في خزانة الأدب للبغدادي (ج ۳ ص ٥٥٧ ٥٥٩ طبع بولاق).
١٠١٦ - «الْحَبِّ مْلَاحِقِ الْقَدُوسْ»
القادوس: وعاء من الفخار يرفع به الماء في الدواليب، والغالب عندهم قصده بحذف الألف كما يفعلون في كثير من الألفاظ، ويستعمل القادوس أيضاً في الطواحين بأن يخرق من أسفله ويوضع به الحب فينزل منه على الحجر لطحنه وهو المراد هنا. يضرب في الشيء يكثر ويتتابع، وقد يراد به العمل المتتابع يكلف به الشخص بخرق من أسفله فيستغرق وقته.
۱۰۱۷ – «حِبّْ وِوَارِي وِاكْرَهْ وِدَارِي»
يروى أيضاً بالتقديم والتأخير، أي اكره وداري الخ. وقد سبق الكلام عليه في الألف.
۱۰۱۸ - «حِبِّنِي وِخُدْلَكْ زَعْبُوطْ قَالْ هِيَّ الْمَحَبَّةْ بِالْنَّبُّوتْ»
الزعبوط (بفتح فسكون فضم): ثوب واسع من الصوف يلبس في الريف واسع الأكمام طويلها غير مشقوق من الأمام. والنبوت (بفتح النون وضم الموحدة) الهراوة، أي العصا الطويلة الغليظة والجمع بينه وبين الزعبوط عيب في السجع كما لا يخفى، والمعنى أن المحبة ليست بالحياء والعطية ولا بالتهديد والإكراه. وقولهم هيّ: يريدون الاستفهام، أي أتكون المحبة بضرب العصا؟ وفي معناه: (القلوب ما تسخرش) وسيأتي في القاف. وقولهم: (كل شيء عند العطار إلا حبني غصب) وسيأتي في الكاف.
۱۰۱۹ - «حَبَّةْ تِتَقَّلِ الْمِيزَانْ»
أي الحبة الصغيرة تؤثر في الميزان وتثقل الوزن. يضرب في أن لكل شيء تأثيراً ولو كان صغيراً.
۱۰۲۰ - «حِبْرْ فِي وَرَقْ»
يضرب للصكّ يكتبه المعدم الذي لا يستطيع الوفاء ولكل عهد يكتب ولا يعمل به.
۱۰۲۱ - «إِلْحَبْسْ حَبْسْ وَلَوْ فِي بُسْتَانْ»
ويروى: (يغور الحبس ولو في بستان) وذكر في المثناة التحتية، أي السجن في بستان أو ما يشبهه لا يخرجه عن كونه سجناً، فهيهات أن ترتاح له النفوس.
۱۰۲۳ - «حِبْلَةْ وْمُرْضَعَةْ وَشَايْلَةْ أَرْبَعةْ وِطَالْعةْ لِلْجَبلْ تِجِيبْ دَوَا للْحَبَلْ وِتْقُولْ يَا قِلِّةِ الدِّرّيَّةْ»
أي حبلى ومرضع وحاملة أربعة من أولادها ثم تراها عاعدة الجبل لتجيء بدواء للحمل، وهي مع ذلك تشكو من قلة ذريتها. يضرب للإنسان يحمله الطمع على استقلال ما عنده وهو كثير، وهو مثل قديم من أمثال النساء التي أوردها الأبشيهي في المستطرف2 ولكن برواية: (على كتفها) بدل (شايلة) و(طلعت) بدل (طالعة) وبدون ذكر قولهم: (وتقول ياقلة الدرية).
۱۰۲۳ – «حَبِيبَكْ اللِّي تِحِبُّهْ وَلَوْ كَانْ عَبْدْ نُوبي»
أي الحبيب هو الذي تميل إليه النفس وتألفه ولو كان عبداً نوبياً أسود لا الذي يستحق المحبة لحسنه.
١٠٢٤ - «حَبِيبَكْ اللِّي تِحبّْ وَلَوْ كَانْ دبّْ»
أي الحبيب هو الدي تميل إليه النفس وتألمه ولو كان دباً، لا الذي يستحق المحبة لحسنه، وفي معناه لبعضهم:
فلا تلم المحبّ على هواء
فكلّ متيم كاف عميد
يظن حبيبه حسناً جميلاً
وإن كان الحبيب من القرود
وقال عمر بن أبي ربيعة:
فتضاحكن وقد قلن لنا
حسن في كل عين من تود3
١٠٢٥ – «حَبِيْبَكْ يُمْدُغْلَكْ الزَّلَطْ وعَدُوَّكْ يَتَمَنَّى لِك الْغَلَطْ»
يمدغ، أي يمضغ والزلط (بالتحريك): الحصباء التي في الصحاري والجبال وتكون شديدة الصلابة، ويروى (يبلع) بدل يمدغ، ويروى أيضاً: (يقرقش) ومعنى القرقشة عندهم أكل شيء صلب يظهر له صوت بين الأسنان، والمعنى أن من يحبك يرضى بزلاتك ويقبلها منك ويسترها ولو ركب في ذلك الصعب من الأمور، وأما عدوك وإنه واقف لك بالمرصاد ليذيعها عنك ولو كانت خطأ منك لم تقصده، وهو قريب من قول القائل:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة
كما أن عين السخط تبدي المساويا
١٠٢٦ - «حَبِيبْ مَا لُهْ حَبِيبْ مَا لُه وِعَدُوُّ مَا لُه عَدوُّ مَا لهْ»
هو ممـا أرادوا به التجنيس. والمراد بماله الأول: المال، وبالثاني ما النافية ولام الجر وهاء الضمير، والمعنى من أحب ماله ولم ينفق منه فليس له حبيب كما أن من عاداه وفرقه لا يكون له عدو.
١٠٢٧ - «حِجَّةْ وِحَاجَةْ»
الصواب في الحجة (ضم الأول) والعامة تكسره. يضرب لمن يتوسل بأمر يتظاهر به لقضاء غرض آخر لا علاقة له به.
١٠٢٨ - «الْحِجْرْ خَالِي وَاللَّبَنْ لِلدّيلْ»
الحجر (بكسر فسكون): حجزة الثوب، ثم استعملوه في مكان جلوس الصبي على الرجلين، أي ليس على رجليها طفل واللبن غزير يفيض من ثدييها على ذيلها، وهو كناية عن كثرة المال. يضرب للمحروم من الشيء وفي طاقته الإنفاق عليه.
١٠٢٩ - «الْحِجْرْ الدَّوَّارْ لا بُدّْ لُهْ مِنْ لَطْمَةْ»
ويروى: (الحجر الداير لا بد له من لطه) واللطة عندهم اللطمة الحفيفة. والمراد كل من أكثر من الهرج والمرج لا بد من أن يصاب يوماً ما.
١٠٣٠ - «الْحِجْرْ قصْرِيَّة وِالْبِزَازْ مِدَلِّيَّةْ»
القصرية نسبة للقصر وهى كوز البول يحدث فيه الأطفال. والبزاز (بكسر الأول):
جمع بزّ: وهو الثدي. يضرب للمدلل المرفه الممتع بكل وجوه الراحة، أي إن أمه دلت له ثدييها يرضعهما وجعلت حجزة ثوبها وعاءه يحدث فيه فجمعت له بين الأمرين في وقت واحد، وليس بعد ذلك ترفيه على ما فيه.
۱۰۳۱ - «حَدّْ يِبْقَى فِي إيدُه الْقَلَمْ وِيِكْتِبْ نَفْسُهْ شَقِي»
حد، أي أحد، ومعنى المثل هل يشقي المرء نفسه وفي يده إسعادها، وفي معناه قولهم: (اللِّي في إيده القلم) الخ. وقد تقدم في الألف.
۱۰۳۲ - «حَدّْ يُقُولِ الْبَغَلْ فِي الأَبْرِيقْ»
ويروى: (ما حدش يقدر يقول) الخ ويروى أيضاً: (مين يقدر يقول) الخ. وما هنا الأصح، أي هل يقول. أحد هذا القول ويجرؤ على هذا الكذب. يضرب في أن ادعاء ما هو بين الاستحالة لا يجرؤ عليه العاقل.
۱۰۳۳ - «حَدّْ يُقُولِ لِلْغُولْ عِينَك حَمْرَةْ»
يضرب للقوي ذي البطش لا يجرؤ أحد على تعريفه بعيونه، ويروى: (مين يقدر يقول يا غوله عينك حمرة) وذكر في الميم.
١٠٣٤ - «حِدَّايَةْ ضَمَنتْ غُرَابْ قَالْ يِطيِرُوا الاتْنِينْ»
الحداية (بكسر الأول وفتح الثاني المشدد): الحدأة، ويروى: (غراب ضمن حداية قال الاتنين طيارين). يضرب للشرود القادر على القرار يضمن مثله. وأورده الأبشيهيّ في المستطرف برواية: (ضمنوا حداية لغراب قال الكل يطير).4
۱۰۳٥ – «الْحِدَّايَةْ مَاتِرْميشْ كَتَاكيتْ»
الحداية (بكسر الأول وتشديد الثاني): الحدأة. والكتاكيت: الفراريج، وهي مولعة بها وبأكلها فكيف يؤمل منها أن ترميها للناس. يضرب فيمن يطمع في غير مطمع. ويروى: (هي الحداية بترمي كتاكيت) بالاستفهام.
١٠٣٦- «حِدَّايَةْ مِنِ الْجَبَلْ تطْرُدْ أَصْحَابِ الوَطَنْ»
الحداية: الحدأة. يضرب للغريب يتعدى على المكان فيحوزه ويطرد أصحابه منه قوة واقتداراً، وقد جمعوا فيه بين اللام والنون في السجع.
۱۰۳۷ - «حَدِيتْكمْ لَديدْ وِبِيتْنَا بْعيدْ»
أي حديثكم لذيذ ولكن لا بدّ لنا من مفارقتكم لبعد دارنا. يضرب للأمر الموافق تحول دونه الحوائل.
۱۰۳۸ - «الْحَذَرْ مَا يِمْنَعْشْ قَدَرْ»
معناه ظاهر، والصواب فيه أن يقال: (لا يغني حذر من قدر) ومن أمثال العرب في هذا المعنى: (جلزوا لو نفع التجليز) والتجليز: شدّ مقبض السكين بعلباء البعير، أي عصب عنقه، أي أحكموا أمرهم فلم ينفعهم الإحكام والحذر من الوقوع في المقدّر، وفي معناه قول الراجز:
أين يفر المرء من أمر قدر
هيهات لا ينفعه طول الحذر5
ومن أمثال فصحاء المولدين: (كيف توقيك وقد جفّ القلم) .
۱۰۳۹ - «الْحَرَامِي إِيدُهْ تَاْكلُهْ»
الحرامي: اللصّ. وإيده: يده، ومعنى تاكله: تطلب الحكّ، أي تحثه على السرقة لتعوده إياها.
١٠٤٠ - «حَرَامِي بَلَا بَيِّنهْ سُلْطَانْ»
الحرامي: اللصّ، وهو إذا لم تقم عليه البينة كالسلطان في عزّه لا سبيل إليه، ويروى: (سلطان زمانه) ويروى: (شريف) بدل سلطان.
١٠٤١ - «الْحَرَامْ يِتَّاكِلْ بإيهْ»
أيه بالإمالة، أي أيّ شيء والمراد من كسب كسباً حراماً بأي شيء يأكله، وذلك لاستنكارهم أكله بالفم استفظاعاً له.
١٠٤٢ - «الْحَرَامْي الشَّاطِرْ مَا يِسْرَقْشْ منْ حَارْتُهْ»
الحرامي: اللص، ويريدون بالشاطر: الحاذق المدبر. والحارة الطريق لا يبلغ تكون شارعاً والمراد هنا المحلة، أي اللص الحاذق اليقظ لا يسرق من محلته حتى لا يفتضح بين سكانها، وقالوا في معناه: (يا واخد مغزل جارك راح تغزل به فين) وسيأتي في الياء آخر الحروف.
١٠٤٣ - «الْحَرَامْي عَلَى رَاسُهْ رِیشَةْ»
الحرامي: اللص، والمراد عليه شارة تدل عليه، أي لا بد من أن يوقع نفسه بشيء يبدو منه. وانظر قولهم: (اللي على راسه بطحه يحسس عليها) وقولهم: (على راسه صرفه) وقولهم: (صوفته منوره). والمثل مبني على قصة تروى عن نبيّ الله سليمان عليه السلام أوردها ابن قتيبة في عيون الأخبار والراغب في محاضراته وابن الجوزي في كتاب الظراف والمتاجنين خلاصتها: أن شيخاً سرقت له أوزة فشكا ذلك إليه فخطب الناس فقال: ما بال أحدكم يسرق أوزة جاره وريشها على على رأسه؟ فمد رجل يده إلى رأسه كأنه يمسحه فقال: خذوه فهو صاحبكم6.
١٠٤٤ - «الْحَرَامْي مَالُوشْ رِجْلِينْ»
الحرامي: اللص، ومرادهم بأنه ليس له رجلان أنه سريع القرار أي ليس له رجلان يقف عليهما ويبقى، بل يفر من أيّ نبأة يسمعها، وقد تقدم في الموحدة: (الباطل مالوش رجلين) وسيأتي في الكاف: (الكذب مالوش رجلين)، ومرادهم فيهما أنه ليس له رجلان يسعى عليهما ويسير بهما بين الناس وهو عكس مرادهم هنا.
١٠٤٥ - «الْحَرَامْي وعَمْلِتُهْ»
أي اللص مسئول عما سرق ومأخوذ به فلا شأن لنا ولا لغيرنا بذلك.
١٠٤٦ - «الْحَرَامِي يَا قَاتِل يَا مَقْتُولْ»
الحرامي: اللص و«یا» هنا بمعنى إمّا أي إذا خرج اللص للمسطو والسرقة فقد وطن نفسه على أحد الأمرين، فهو إما مصيب أو مصاب.
١٠٤٧ - «الْحُرّْ مِنْ رَاعَى وْدَادْ لَحْظَهْ»
معناه ظاهر. يضرب في مدح مراعاة الوداد وإن قلّ.
١٠٤٨ - «حَرَّسْ مِنْ صَاحْبَكْ وَلا تْخَوِّنُهْ»
أي احترس من صاحبك ولا تظن به الخيانة فذلك أحوط لك وأبقى للصحبة بينكما وهو من روائع حكمهم.
١٠٤٩ - «حُرَّةْ صَبَرِتْ فِي بيتْهَا عَمَرِتْ»
يريدون المرأة الحصان العاقلة تصبر على أذى الزوج فتبقى في دارها وتعمرها، بخلاف الهوجاء التي تنفر من أقل سبب فإنها قلما تفلح في زواجها.
۱۰٥۰ - «حُزْنِ الْهَلَافِيتْ الْوَسَخْ والشَّرامِيطْ»
الهلافيت: جمع هلفوت وهلفوته، أي الأسافل الدون. والشراميط جمع شرموطة وهي الخرقة، والمعنى أن الأسافل إذا أرادوا إظهار الحزن والحداد على الميت توسلوا بالقذارة ولبس الثياب القديمة الممزقة. موهمين أن الحزن ألهاهم عن النظافة والتزين، وقالوا أيضاً: (الوسخه تفرح ليوم الحزن) وسيأتي في الواو.
١٠٥١ - «الْحِزْنْ يِعَلِّمِ الْبُكا والْفرْح يِعَلِّمِ الزَّغَارِيطْ»
الزغاريط جمع زغروطة (بفتح فسكون فضم) وهي محرفة عن زغردة البعير، ويريدون بها إدخال المرأة إصبعها في فمها وتحريكه مع اللقلقة بصوت طويل وتخرجه ومن يفعلن ذلك في الأعراس وأوقات السرور. والمراد الأحوال تعلم المرء ما يجهله وتحمله على ما يناسبها.
١٠٥٢ - «إلْحِسْ سَالِكْ والزِّرّْ بَارِكْ»
الحس (بكسر الأوّل وتشديد الثاني): يريدون به الصوت. والزرّ بهذا الضبط:
يريدون به عجب الذنب. ومنه قولهم: (انكسر زره) أي أصابه في عجبه ما أقعده عن الحركة، ومعنى المثل: الصوت عال مسموع والجسم عليل مطروح. يضرب للضعيف العاجز عن العمل الكثير الدعوى واللقلقة بلسانه.
۱۰٥۳ - «إِلْحسّ عَالِي وِالْفِرَاشْ خالِي»
الحس (بكسر الأول وتشديد الثاني): الصوت، أي الصوت عال مسموع والشخص لا يكاد يرى في فراشه نحولاً حتى نظنه خالياً منه. فهو كقول القائل: ( لولا مخاطبتي إياك لم ترني) أو: (أسمع جعجعة ولا أرى طحناً) ويروى: (الصوت عال) الخ والأكثر الأول. وانظر في معناه: (القدّ قدّ الفولة) الخ في حرف القاف.
١٠٥٤ - «حَسَبْنَا حْسَابِ الْحَيَّةْ وِالْعَقْرَبَةْ مَا كَانِتْ عَ الْبَالْ»
يضرب في أن الاحتياط للشر العظيم قد يذهل المرء عما هو دونه فيصاب به.
۱۰٥٥ - «الْحَسَدْ عَنْدِ الْجِيْرَانْ وِالْبُغْضْ عَنْدِ الْقَرَايِبْ»
القرايب: الأقارب. والمراد كلا القربين في الدار والنسب باعث على الحسد والبغضاء، وفي معنى الشق الأخير منه قولهم: (العداوة في الأهل) وقولهم (لك قريب لك عدو).
١٠٥٦ - «حَسَدِتْنِي جَارْتِي عَلَى طُولْ رِجْلَيَّهْ»
يضرب في الحسد على ما لا يحسد عليه المرء لزيادة شقائه وتعاسته. وانظر: (حسدني البين) الخ. ومن أمثال العرب في هذا المعنى: (على جارتي عقق، وليس علي عقق) والعقة والعقيقة: قطعة من الشعر، يعني الذؤابة، قالته امرأة كانت لها ضرة، وكان زوجها يكثر ضربها، فحسدت ضرتها على أن تضرب، فعند ذلك قالت هذه الكلمة، أي أنها تضرب وتحب وتكرم، وهي لا تضرب ولا تكرم. يضرب لمن يحسد غير محسود.
۱۰٥۷ - «حَسَدْنِي الْبينْ عَلَى كُبْرِ شَوارْبِي»
البين (بالإمالة) يريدون به الزمان المائل والحد العاثر. يضرب في الحسد على ما لا يحسد عليه المرء. وانظر: (حسدتني جارتي) الخ.
١٠٥٨ - «حِسَّكْ تُفُوتِ الْحَظّ إِنْ كَانْ حَابِكْ»
حسك: أي الزم حسك وتيقظ. والمراد به هنا التشديد في النهي، وحابك معناه هنا: قام بالنفس واشتهته. والحظ: السرور واللهو، أي لا يفتك السرور إذا تحكم بنفسك واشتهته واغتنمه من الزمن، فريما طرأ عليك بعد ذلك ما يجعلك لا تشتهيه.
١٠٥٩ - «الْحَسَنْ خّيِّ الْحسِينْ»
المراد الحسن والحسين عليهما السلام. والخي (بفتح الأول وتشديد الياء): الأخ. يضرب في الشيأين، أو الرجلين يتساويان.
١٠٦٠ - «حُسْنِ السُّوقْ وَلَا حُسْن الْبُضَاعَةْ»
البضاعة عندهم (بضم الأول) والصواب كسره، والمعنى ليس المعول في رواج السلع على جودتها بل المعوّل على نفاق السوق. يضرب أيضاً للماهر في أمر لا حاجة إليه.
١٠٦١ - «الْحَسَنَةْ تَقْشِيشْ»
أصل التقشيش عندهم جمع القش، أي حطام العيدان ونحوها ثم استعملوه في الجمع من هنا والحسنة: يريدون بها الصدقة، أي من أرادها فليسع لجمعها والتقاطها من هنا ومن هنا وإلا لا يظفر بطائل.
١٠٦٢ - «الْحَسَنَةْ مَا تْجُوزْش إلَّا بَعْدْ كَفْوْ الْبِيتْ»
أي لا تجوز الصدقة إلا بما يزيد عن كفاية الدار. وانظر في معناه في الألف: (إللِّي يلزم البيت يحرم ع الجامع) وسيأتي هنا: (حصيرة البيت تحرم ع الجامع) وانظر في الزاي: (الزيت إن عازه البيت حرام ع الجامع).
١٠٦٣ - «حَسَنةْ وأنَا سِيدَكْ»
الحسنة: الصدقة. والسيد (بكسر الأول وتخفيف الثاني): يريدون به السيد (بفتح الأول وتشديد الثاني)، أي تصدق عليّ وأعلم أني سيدك. يضرب للفقير المتعاظم يستجدي الناس ويمن عليهم بقبول صدقاتهم.
١٠٦٤ - «حَسَنَةْ يَا سِيدِي قَالْ سِيدَكْ بِيَاكلْ بِقِشْرُهْ»
أي سيدك الذي تستجديه يأكل القشر مع اللب لفقره، فكيف يتصدق عليك وهو لا يجد ما يكفيه؟ يضرب للفقير يستجدي آخر مثله.
١٠٦٥ - «الْحَسُوةْ تَعْبَانْ»
لأنه في هم دائم مما خص الله به غيره، وهو من قول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: (لا راحة مع حسد)7.
١٠٦٦ - «الْحُصَانِ الْهَادِي مَنْتُوفْ دِيلُهْ»
انظر: (الحمار الهادي) الخ.
١٠٦٧ - «حَصِيْرَةِ الْبَيتْ تِحْرَمْ عَ الْجَامِعْ»
ويروى: (اللِّي يلزم للبيت يحرم ع الجامع) وتقدم ذكره في الألف، وهما في معنى قولهم: (الحسنة ماتجوزش إلا بعد كفو البيت) وتقدم الكلام عليه. وانظر أيضاً قولهم: (الزيت إن عازه البيت حرام ع الجامع)
١٠٦٨ -«حَصِيرْةِ الصّيفْ وَاسْعَةْ»
يريدون بالحصيرة هنا: المكان، أي لا يصيق مكان بقوم في الصيف لاستطاعتهم النوم في الخلاء.
١٠٦٩ - «حَضِّرُوا الْمَدَاوِدْ قبْلِ حْضُورِ الْبَقَرْ»
المداود: جمع مدود (بفتح فسكون مكسر) وصوابه المذود (بكسر الأول وبالذال المعجمة) وهو معلف الدابة، أي هيأوا المذاود قبل أن يشتروا البقر. يضرب لمن يتسرع في تهيئة المكان وليس على ثقة من حضور السكان.
ويروى: (قبل ما يشتري البقرة بني المدود) وفي معناه: (قبل ما خطب) الخ و(قبل ما تحبل) الخ وذكرت الثلاثة في القاف.
۱۰۷۰ - «حُطْ إِشي تْلقَى إِشِي»
إشي (بكسرتين) يريدون به: أي شيء. وحط بمعنى ضع، فهو في معنى قولهم: (من قدم شيء التقاه) وقولهم: (من قدم السبت يلقى الحد قدامه) وقد ذكر في الميم، أي المرء مجزى بعمله إن خيراً فخير وإن شراً فشر، غير أنهم يعبرون بقولهم: من قدم شيء التقاء في إرادة الخير غالباً.
۱۰۷۱ – «حُطّ إِيدَكْ عَلَى عينَكْ زَيّْ مَا تِوْجَعَكْ تِوْجَعْ غيرَكْ»
أي ضع يدك على عينك فإن آلمتها فاعلم أنها تؤلم عين غيرك أيضاً. والمراد إذا أردت معرفة تأثير ما تفعله بالناس فافعله بنفسك لتعلم أنهم مثلك من لحم ودم.
۱۰۷۲ - «حُطّ رَاسَكْ بِين الرُّوسْ وادْعِي عَلِيهَا بِالْقطْعْ»
أي لا ترفع رأسك على غيرك ولا تشمخ بأنفك، بل ضع رأسك مع رءوسهم وادع عليها بأن تقطع إذا كان مقضياً على غيرها ذلك. يضرب في الحث على عدم التعالي على الناس.
۱۰۷۳ – «حُطّ رَاسَكْ وِسْطْ الرُّوسْ تِسْلَمْ»
الحط: يريدون به الوضع، أي ضع رأسك مع رءوس الناس ولا تعلها تسلم.
١٠٧٤ - «حُطّ رِجْلَكْ مَطْرَحْ رِجْلِ السَّعِيدْ تِسْعَدْ»
أي ضع قدمك موضع قدم السعيد تسعد مثله، وهو من التفاؤل.
١٠٧٥ - «حُطّ قَبْلِ مَا تِتْعَبْ وِشِيِلْ قَبْلِ مَا تِسْتَريحْ»
هي نصيحة جرت مجرى الأمثال عندهم، والمعنى: ضع حملك قبل أن يبلغ التعب بك مبلغه لئلا يضرّ بك الجهد فتعجز، ثم احمله قبل أن تستريح كل الراحة لئلا تستطيبها فتذهب بنشاطك.
١٠٧٦ - «حُطّ لْهَا كُرْسِي وِالْأُمُورْ تِرْسِي»
حط: بمعنى ضع، أي إذا انتابتك الحادثات ضع كرسيك واجلس عليه، أي
اسكن ولا تقلق ودع الأمور فإنها سترسو وتسكن كما ترسو السفينة.
۱۰٧۷ - «حَطِّتْ عِجْلَهَا ومَدِّتْ رِجْلَهَا»
حط: معناه وضع، أي وضعت هذه المرأة غلاماً وهو ما كانت تنتظره وترجوه ليشرفها بين النساء ويحببها إلى زوجها، فلما وضعته اطمأنت على هذه المكانة ومدت رجليها زهواً وكبراً. يضرب لمن يحاول أمراً يبلغ به مكانة يطلبها فيناله ويطمئن، وقد قالوا أيضاً: (اللي ما يغليها جلدها ما يغليها ولدها) ومعناه عز المرأة بحسنها لا بولدها وقد تقدم في الألف، وهو بيان لخطأ من تعتمد في معزتها على غير نفسها كالتي ذكرت هنا.
۱۰۷۸ - «حُطّهْ فِي مَدْوِدُةْ تِلْقَاهْ فِي مَتْردُةْ»
الحط: بمعنى الوضع والمدود (بفتح فسكون فكسر): المذود كمنبر، وهو معلف الدابة، والمترد (بفتح فسكون فكسر): وعاء من الفخار واسع الأعلى ضيق الأسفل يحلب فيه، وهو محرف عن المثرد، أي الوعاء الذي يثرد فيه الثريد، والمعنى ضع من العلف ما تشاء في المذود تأخذه في المثرد، أي تأخذ ثمرته، وهي كثرة اللبن، فإن كثرته وقلته بحسب نوع العلف ومقداره.
۱۰۸۹ - «حُطُّّوا تَقْليِّتْكُمْ وأنَا لُقْمَه بْجُمْلِتْكُمْ»
حطوا: معناء ضعوا. والتقلية: بصل يقلونه، ثم يطبخون به الطعام ليطيب ويلذ طعمه، أي ضعوا تقليتكم على طعامكم واطبخوه، ولا تخشوا فإني واخد لي لقمة في اللقم لا تؤثر في تقليل الطعام ولا في تكثيره. يضرب في أن الواحد لا تثقل مؤونته على جماعة.
١٠٨٠- «إِلْحقِّ اللِّي وَرَاهْ مِطَالِبْ مَا يْمُوتْشْ»
أي الحق الذي وراءه مطالب به لا يموت. يضرب في الحث على المطالبة بالحقوق.
۱۰۸۱ - «لَحْقْ نَطَّاحْ»
يروون في أصله: أن رجلاً رشا بعض القضاة بأوزة، ورشاه خصمه بشاة، فحكم لصاحب الشاة. وقال ذلك.
۱۰۸۲ - «حُكْمِ الْبَلَدْ عَلَى تَلِّهَا»
أي لا يضبط أمور القرية إلا شيخها، أي حاكم يكون من أهلها، لأنه أعرف بصالحهم وطالحهم، وأخبر بأمورهم بخلاف الحاكم الغريب فإنه لجهله بهم لا يستطيع ضبط أمورها استطاعة الأول، وعبروا بالتلّ لأنه عادة موضع جلوس مشايخ القرى لارتفاعه.
۱۰۸۳ - «الْحَلَابَةْ وَلَا مَسْكِ الْعِجُولْ»
أي الاشتغال بالحلب على ما فيه خير من امساك العجول لأن الإناث هادئة في الغالب بخلاف الذكور فإنها لقوتها ونشاطها تتعب ممسكها وقد تمزق ثيابه وتدمي يديه. يضرب في تفضيل شيء على آخر وإن كان كلاهما متعباً، فهو في معنى: (بعض الشر أهون من بعض). ويروى: (حلابة البهائم ولا مسك العجول) ويريدون بالبهائم الإناث، والأول أصح لأن البهائم غير خاصة بالإناث.
١٠٨٤ - «حَلَالْ كَلْنَاهْ حَرَامْ كَلْنَاهْ»
يضرب لمن لا يكترث لكسبه من حلّ يكون أو حرم.
۱۰۸٥ - «حَلَاوِةِ اللِّسَانْ عِزّْ بَلَا رْجالْ»
أي من رزق لساناً عذباً في مخاطبة الناس أحبوه وأعزّوه، وقاموا له مقام العشيرة، وفي هذا المثل الجمع بين النون واللام في السجع، وهو عيب. وانظر في السين المهملة: (سلامة الإنسان في حلاوة اللسان).
١٠٨٦ - «حَلْفَةْ وِيْحَاشِرْ النَّارْ»
الحلفة: الحلفاء، ويحاشر، أي يحشر نفسه ويزج بها، ولا يخفى أن الحلفاء سريعة الاشتعال فقليل من النار يشعلها ويأتي عليها. يضرب لمن يلقي بنفسه في التهلكة ويتعرض لما يعلم إضراره به.
۱۰۸۷ – «حَلِّفُوا الْقَاتلْ قَالْ جَاكْ الْفَرَجْ يَا قَلِيطْ»
لأن من يجرأ على القتل لا يتأخر عن الحلف كاذباً فتكليفه به لنجاته من التهمة أمر
هين، ويريدون بالقليط الذي له قليطة، وهي الأدرة، والمراد هنا صاحب أيّ عاهة، كأنهم جعلوا الاتهام بالقتل من العاهات التي يطلب التخلص منها، وفى معناه: (قالوا للحرامي احلف قال جا الفرج) وسيأتي في القاف.
۱۰۸۸ – «حِلَّهَا بِإِيدَكْ أَوْلَى مَا تْحِلِّهَا بِسْنَانَكْ»
الإيد (بكسر الأول): اليد. والسنان (بكسر الأول أيضا): الأسنان، أي تدارك الأمر وهو ميسر قبل أن يتعسر كالعقدة تحل باليد ولكنها إذا تعسرت تحل بالأسنان، ويروى: (بدال ما تحلها بسنانك حلها بإيدك). والمراد ببدال بدل فأشبعوا فتحة الدال فتولدت الألف.
۱۰۸۹ - «حِلْمِ الْجَعَانْ عيشْ»
انظر: (الجعان يحلم بسوق العيش).
۱۰۹۰ - «حِلْمِ الْقُطَطْ كلُّهْ فِيرانْ»
يضرب في اشتغال بال كل شخص بما يهمه. وانظر في الجيم: (الجعان يحلم بسوق العيش) فهو قريب منه. وانظر أيضاً: (اللي في بال أمّ الخير تحلم به بالليل).
۱۰۹١ - «حَمَاتِي مِنَاقْرَةْ قَالْ طَلّقْ بِنْتَهَا»
مناقرة، أي مشاغبة. يضرب للشاكي من الشيء وفي يده حلاصه منه.
۱۰۹٢ - «إِلْحَمَا حُمَّةْ وَأخْت الجُوزْ عَقْرَبَةْ صَمَّهْ»
أي الحماة كالحمى في أذاها لكنتها، وأخت الزوج كالعقرب الصماء، ويريدون الشديدة اللدغ والعرب تقول: حية أصمّ وصماء للتي لا تقبل الرقي. ولا تجيب الرقي، والمراد التي لا دواء لنهشتها.
۱۰۹۳ - «حُمَارْتَكِ الْعَرْجَةْ تِغْنِيكْ عَنْ سُؤَالِ اللَّئيمْ»
أي حمارتك على ما فيها من الظلع تغنيك عن استعارتك دوابّ الناس، وسؤالك لئيماً يمنّ عليك أو يواجهك برد قبيح، ويروى: (حمارتي تغنيني عن سؤال اللئيم).
والأول أكثر، ويروى: (البخيل) بدل اللئيم. وانظر: (حمارتي العرجة) إلى الخ و(حمارك الأعرج) الخ.
١٠٩٤ - «حُمَارْتِي الْعَرْجَةْ ولَا فَرَسَكْ يَا ابْنِ الْعَمّْ»
أي حمارتي العرجاء على ظلعها خير عندى من فرسك يا ابن العم ومغنية لي عنها وعن تحمل منتك. وانظر (حمارك الأعرج) الخ و(حمارتك العرجة) الخ.
۱۰۹٥ - «حُمَارْ سَالِكْ وَلَا حْمَارْ حَرُونْ»
يضرب في تفضيل الخسيس الموافق المنتفع به، على الكريم الذي يذهب نفعه لخصلة سيئة فيه، ومعناه ظاهر.
١٠٩٦ - «حُمَارْ شُغْلْ»
يضرب لمن لا يكلّ من العمل ولا يملّ ويقوم بما يكلف به من الأعمال أتمْ قيام، ويقصد به في الغالب من لا يحسن غير العمل، ولا يصلح للتفكير في تصريف الأمور. والعرب تقول في ذلك: (هو حميِّر حاجات).
۱۰۹۷ - «الحُمَارْ فِيْ رَاسُهْ صُوتْ مَا يِرْتَاحْ إلَّا أنْ زَعَقُهْ»
الزعيق عندهم الصياح، أي هذا الصوت، كأنه مرض في رأس الحمار، لا يرتاح إلا إذا أخرجه. يضرب للمتشبث بقول يقوله أو عمل يعمله، لا سبيل إلى إرجاعه عنه.
۱۰۹۸ - «حُمَارٍ مَا هُوَ لَكْ عَافِيَتُهْ حَدِيدْ»
العافية: يريدون بها القوة أي إذا كان الحمار لغيرك، ترى أن قوته كالحديد فتسخره ولا ترأف به ، فهو في معنى: (أحق الخيل بالركض المعار) ويروون في معناه: (المال اللي ما هولك عصمه من حديد) وسيأتي في الميم وانظر أيضاً قولهم: (اللي ما هو لك يهون عليك). وقولهم: (اللي من مالك ما يهون عليك).
۱۰۹۹ - «حُمَارْ مِلْكْ وَلَا كْحِيلَةْ شِرْكْ»
الكحيلة (بضم الأول وإمالة الحاء): الفرس الأصيلة، ومعنى المثل ظاهر. يضرب في تفضيل الرديء الخالص، على الجيد المشترك فيه، وانظر قولهم: (قط خلص ولا جمل شرك).
١١٠٠ - «الْحُمَارِ النِّجِسْ يِقَعْ فِي أَنْجَسْ التَّلَاليسْ»
ويروى: (المكار) بدل النجس؛ ويروى: (الخبيس) أي: الخبيث، وهو المراد أي يجازى بسوء نيته، فيكون نصيبه أثقل الأحمال ولا يغنيه مكره وتحايله، ويروى: (الحمار الكبير يقع في أظرط التلاليس) أي في أضرطها، والمراد: أقبحها وأثقلها. يضرب للماكر الخبيث، يجازى بسوء نيته وعمله.
۱۱۰۱ - «الْحُمَارِ الْهَادِي مَنْتُوفْ ديلُهْ»
ويروى: (الحصان) وكلاها الصواب فيه كسر الأول،أى الحمار أو الفرس الهادئ الطباع، لا يدفع عن نفسه، بل يستكن لمن يريد به الأذى، فتراه منتوف الذنب، لأنه لا يرد من أراد ذلك. يضرب في أن اللين، الطيب الأخلاق، لا يُبقي الناس له شيئاً، وهم يكنون بنتف الذنب عمن يتناهب الناس ماله، ويتركونه بلا شيء فيقولون: (فلان مسكين منتوف ديله) أي ذيله، بالمعجمة، يريدون ذنبه.
١١٠٢ - «حُمارْ وَادِي دِیلُهْ»
أي حمار، وهذا ذنبه. يضرب في الأمر الواضح، الذي لا يحتاج للمجادلة في بيان حقيقته، يريدون لم تتوقفون في أنه حمار، وهذا ذنبه شاهد عليه. وانظر في معناه: (إبريق انكسر وادي بزبوزة).
۱۱۰۳ - «حُماركْ الأَعْرَجْ ولَا جَمَلِ ابْن عَمَّكْ»
أي حمارك على عرجه، خير لك من حمل ابن عمك، وتحملك منه منة إعارته لك. وانظر: (حمارتي العرجة) و(حمارتك العرجه).
١١٠٤ - «حَنَكْ مَا يِكْسَرْشْ حَنَكْ»
الحنك (بالتحريك): يريدون به الفم أى لا يكسر فم فما، والمراد: ليس في المقاذعة بالكلام ما ينهى النزاع، فلا بدّ من العمل.
۱۱۰٥ - «حَوَّاطِ اشْتَکَی رُوحُهْ»
الحواط (بفتح الأول وتشديد الواو): يريدون به الجاني، المرتكب للذنب،
ومثله إذا شكا نفسه فقد جنى عليها. يضرب للساعي على حتفة بظلفه. وقد ضمنه بعضهم في زجل بقوله:
من غر به جهله
وجد في الدجى نوحه
كان خالي صبح مشبوك
حوّاط اشتكى روحه
والظاهر أنهم أرادوا بالحوّاط من يحوط الشيء الذي يحوزه، أي يحفظه ويصونه، ويريدون به السارق، ثم توسعوا وأطلقوه على كل جان.
١١٠٦ - «اِلْحُولِيَّةْ عَلِّمِتْ أُمَّهَا الرَّعيَّةْ»
انظر: (البدرية علمت) الخ في الباء الموحدة.
١١٠٧ - «اِلْحَيَا فِي الرِّجَالْ يُِورِثْ الْفَقْرْ»
لأن الحيا قد يمنع الرجل عن حقه، أو عن الإقدام فيما يضرّ فيه الإحجام فيضيع حقه ويسدّ بيده باب رزقه، ومن أمثال فصحاء المولدين: (حياء الرجل في غير موضعه ضعف). ومن أمثال العرب: (الهيبة خيبة) ومنها قولهم: (قرن الحرمان بالحياء وقرنت الخيبة بالهيبة) قال الميداني: «هذا كقولهم: الحياء يمنع الرزق، وكقولهم: الخيبة هيبة».
۱۱۰۸ - «الْحِيطَة اللِّي لَهَا سَنَّادْ مَا تِفْقَشّْ»
الحيطه (بالإمالة) الحائط. والفقش أو التفقيش: أن يظهر بالحائط - إذا بدا به التهدم - نتوء في بعض أجزائه كالورم بالجسم، وقد شدّدوا آخر هذا الفعل لأنهم ألحقوا به شين النفي ثم أدغموا. يضرب في أن المستند على ما يدعمه لا يسقط.
۱۱۰۹ - «الْحِيطَةْ لَهَا وْدانْ»
الحيطة (بالإمالة) الحائط. والودان (بكسر الأول): الآذان. يضرب في الحثّ على كتمان السرّ والمراد قد يكون وراء الحائط من يسمع. ومن أمثال فصحاء المولدين: (إن للحيطان آذاناً) أورده الميدانيّ في مجمع الأمثال وقال الثعالبيّ في ثمار القلوب8: «ومن أمثالهم للحيطان آذان، أي خلفها من يسمع» ثم أنشد لبعضهم:
سرّ الفتى من دمه إن فشا
فأوله حفظا وكتمانا
فاحتط على السرّ بكتمانه
فإنّ للحيطان آذانا
ولآخر:
وبارد الطلعة جاذابا
واسترق السمع فآذانا
نقلت للجلاس لا تنبسوا
فإنّ للحيطان آذانا
١١١٠ - «الْحِيْطَةْ الْوَطْيَةْ يُنُطُّوا عَلِيهَا الْكِلَابْ»
الحيطة (بالإمالة) الحائط والنطّ الوثب، أى الحائط القصير تثب الكلاب وتعلو عليه. يضرب للضعيف المستهان به وتطاول الناس عليه حتى الأدنياء.
١١١١ - «حَيّْ طَلَبْ مُوتْ حَيّْ مَجْنُونْ يِسْتاهِلْ الْكَيّ»
أي إذا توقع شخص موت آخر وظلّ منتظراً له ليشمت به أو ليصيب من ميراثه فهو مجنون يستحق أن يعالج بالكيّ في دماغه لأن الأعمار بيد الله والله درّ القائل:
لعمرك ما أدري وإني لأوجلي
على أينا تـعـــــدو المنية أوَل
۱۱۱۲- «الْحّيّْ مَالُهْ قَاتِلْ»
أي من لم يحن أجله لا يموت ولو قصد قتله. قال الجبرتي في ترجمة كجك محمد المتوفى سنة ١١٠٦ ما نصه: «واتفق أن أحمد البغدادلي أقام مدّة يرصد المترجم يمرّ من عطفة النقيب ليضربه ويقتله إلى أن صادفه فضربه بالبندقية من الشباك فلم تصبه وكسرت زواية حجر وأخبروه أنها من يد البغدادلي فأعرض عن ذلك وقال: الرصاص مرصو والحيّ ماله قاتل»9 ويدل هذا على أن المثل كان أمثال ذلك العصر وليس بمستحدث في عامية اليوم.
۱۱۱۳ – «حِيلِةِ المِقِلّْ دُمُوعُه»
أي هـذا جهد المقلّ فإنه لا يملك في الشدائد غير دمعه. وأورده الأبشيهي في المستطرف10 في أمثال العامة برواية: (جهد) بدل (حيلة) وانظر في الميم قولهم: (ما شلتك يا دمعتي إلا لشدّتي)
١١١٤ - «الْحَيَّةْ تِخَلِّفْ حُوَيَّةْ»
يضرب في مشابهة الولد لأحد أبويه في الشر، ومثله من الأقوال القديمة: «هل تلك الذئبة إلّا ذئباً» ذكره ابن شمس الخلافة في كتاب الآداب11.

  1. ج ١ ص ٤٣.
  2. ح ١ ص ٤٨
  3. نهاية الأرب للنويري ج ٢ أول ص ١٤٧
  4. ج ١ ص ٤٥.
  5. الآداب لابن شمس الخلافة ص ١٥٤.
  6. عيون الأخبار طبع دار الكتب ج ١ أواخر ص ٢٠١، ومحاضرات الراغب ج ٢ ص ١٢، والظرف والمجانين رقم ٦٦٨ أدب ص ٧ واللؤلؤ النقي الأصيل في الأدب ص ١٣٨
  7. شرح أحكام الإمام رقم ٧٢٠ أدب ص ٨
  8. رقم ٢٩٥ أدب ص ٢٦٨.
  9. ج ١ ص ٤٣
  10. الجبرتي ح ١ ص ٩٣
  11. ص ١٤٧ س ٢