الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية)/حرف الدَّال

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة


حرف الدال

۱۲٠١ – «دَا حِلْمْ وَالّا عِلْمْ»
أي نحن في منام أم يقظة. يضرب للأمر يقع وكان لا ينتظر وقوعه، أو الشخص يحضر وكان لا يطمع في لقائه فيقال ذلك استغراباً.
۱۲۰۲ – «دَا وَجْهَكْ وَالّا ضيِّ الْقَمَرْ»
أي هذا وجهك أم ضوء القمر، يقال استغراباً من المفاجأة بالقدوم وترحيباً بالقادم.
۱۲۰۳ – «دَاخِلْ بيتْ عَدُوِّكْ ليهْ قَالْ فِيْه حَبِيبِي»
ليه (بالإمالة) أي لأي شيء. والمراد لم يلجئني إلى دخول هذه الدار إلا حبيبي الذي بها. يضرب في تحمل أذى العدو لأجل الصديق.
١٢٠٤ - «إلدَّارْ دَارْنَا وِالْقَمَرْ جَارْنَا»
أي الدار دارنا لا ينازعنا فيها منازع. والجار على ما نهوى ونريد. يضرب في العيشة الراضية.
١٢٠٥ - «دَارِتِ الدُّورَةْ عَليكِي يَا عُورَةْ»
أي حانت نوبتك يا عوراء فاستوفى قسطك كما استوفاه غيرك، واسمعي من نبزك بعاهتك ما سمعوه من النبز بعاهاتهم وعيوبهم. يضرب للشرّ ينال أشخاصاً الواحد بعد الآخر.
١٢٠٦ - «دَارِي عَلَى شَمْعِتَكْ تِنَوَّرْ»
وفي رواية: (تولع) بدل تنوّر وفي أخرى: (تقيد) والمعنى واحد، أي استر شمعتك ووارها من الريح تنر، والمراد حط أمورك بعنايتك تستقم، ويروى: (من دارى على شمعته نارت).
۱۲۰۷ - «دَاقِ الطعْمِيَّة وْبَاعِ الطّاقِيَّةْ»
أي بعد أن ذاق طعم الطعام واستطابه تهافت في طلبه حتى باع كمته في سبيل الحصول عليه. يضرب لكل شيء يخبره المرء فتدفعه الرغبة فيه إلى التهافت في طلبه وبذل ما يملك في سبيله.
۱۲۰۸ - «دَاهْيَةْ تِخْفِي الشِّرْكْ وَلَوْ فِي الْغَدَا»
أي لتصب الشركة داهية تذهب بها ولو كانت في الطعام. يضرب في ذمّ الشركة لما يقع فيها من الخلاف غالباً.
۱۲۰۹ – «دَاهْيَةْ وْنُصّ اللِّيلْ»
النصّ (بضم الأول وتشديد الصاد المهملة): يريدون به النصف، والمعنى داهية داهمت ولكنها طرقت نصف الليل، أي في الظلمة ووقت النوم والسكون لا وقت النهوض لدفعها والاستنجاد عليها. يضرب للدواهي يكتنفها ما يزيد فيها ويضاعف سوء وقعها.
۱۲۱۰ – «دَايْرَة تْقَاوِي مِنْ غِيرْ تَقَاوِي»
أي دائرة بين الناس تباهيهم بقدرتها وسعة مزرعتها وهي لا تملك التقاوي، أي البزر الذي تعتمد عليه في الزرع. يضرب للعاجز المتظاهر بما ليس في طوقه، ويروى: (مالك بتقاوي من غير تقاوي والله حسابك ما جايب همه) أي تقديرك في ذلك لا يأتd ما يوازd اهتمامك به وقد نظمه أحمد عقيدة البرلسي في زجل يقول فيه مخاطباً نفسه1:
كم تقاوي يا أنا من غير تقاوي
جل ربي يا أنا ما قل عقلك
في سيخ تزرع قصب وتقول بقى لي
غيط وتزعم أن ما في الخلق مثلك
لو زرعت الخير مع أهله حصدته
إلا قلبك انحصد من سوء فعلك
عشرة الناس من زمان كانت فلاحة
والزمان ده يصحبوك من أجل مطمع
١٢١١ - «إِلدِّبَّانْ وَقْعِتُهْ فِي الْعَسَلْ كِتِيرْ»
أي الذباب كثير الوقوع في العسل. يضرب للمتهافت على الشيء، وانظر قولهم: (يعاود الطير يقع في العسل) وهو معنى آخر.
١٢١٢ - «إِلدِّبَّانْ يِعْرَفْ وِشْ اللَّبَّانْ»
أي الذباب يعرف وجه بائع اللبن. يضرب في أن من خالط شخصاً لتعوده النفع منذ كان أعرف الناس بأضرابه.
۱۲۱۳ - «دَبِّرْ غَدَاكْ تِلْقَى عَشَاكْ»
يضرب في الحث على حسن التدبير والاهتمام بشأن الغد، وقريب منه: (خلي شربه لبكره) وقد تقدم.
١٢١٤ - «دبِّقِي يَا خَايْبَةْ لِلْغَايْبَةْ»
التدبيق عندهم الجمع من هنا وهناك. والخايبة: الخرقاء الجاهلة، والمقصود التهكم لأنها لا تستطيع جمع شيء.
۱۲۱٥ - «دَبُّورْ زَنْ عَلَى حَجَرْ مِسَنّْ قَالْ عَايِزْ إيهْ قَالْ أَلْحَسَكْ قَالْ أَنَا أْلْحَسِ الْحَدِيدْ»
أي زنبور طنّ على حجر الشحذ فقال له: ما تريد؟ فقال: أريد لحسك، فقال: وكيف ذلك أنا ألحس الحديد فأبريه. يضرب لن يسعى في جلب الضرر لنفسه، وهو مثل قديم في العامية أورده الأبشيهي في المستطرف برواية: (زنبور زن على حجر مسن قال له أيش تريد قال ألحسك قال أنا ألحس البولاد)2.
١٢١٦ - «دَبُّورْ زَنْ عَلَى خَرَابْ عِشُّهْ»
أي زنبور طنّ فنبه بطنينه الناس إلى عشه فخربوه، وكانت سلامته في سكوته. يضرب لمن يجني على نفسه بسعيه ولجاجه.
۱۲۱۷ - «دُخَّانْ بِلَا قَهْوَة سُلْطَانْ بِلَا فَرْوَةْ»
المراد بالدخان هنا، ما يدخن به في اللفائف والقصب. والمعنى إكرام الضيف بالدخان دون القهوة إكرام ناقص. والفروة: الفرو الذي يلبس ويسمى عندهم بالكرك أيضاً.
۱۲۱۸ - «إِلدُّخَّانِ الْقُرَيِّبْ يِعْمِي»
القريب تصغير القريب، أي المصائب لا تأتي إلا من الأقارب فهم كالدخان إذا اشتدّ دنوّ الشخص منه أعماه. يضرب في هذا المعنى وهم في الغالب يريدون به الحث على عدم مصاهرة الأقارب أو مشاركتهم في أمر، وانظر قولهم: (خد من الزرايب ولا تاخد من القرايب) وقولهم: (إن كان لك قريب لا تشاركه ولا تناسبه) وهذا عكس قولهم: (آخذ ابن عمي واتغطى بكمي) وقولهم: (نار القريب ولا جنة الغريب).
۱۲۱۹ - «دُخُولْ الْحَمَّامْ مُوشْ زَيّ طُلُوعُهْ»
لأن الدخول ميسر لك متى شئته وليس الخروج منه كذلك، لأنه يستلزم الانتقال بين بيوته والتريث في كل بيت لاتقاء مفاجأة البرودة بعد الحرارة. يضرب للأمر في الخروج منه صعوبة ليست في الدخول فيه، فهو في معنى قول الشاعر:
دخولك من باب الهوى إن أردته
يسير ولكن الخروج عسير
۱۲۲۰ - «دُخُولَكْ فِي بِيْتِ اللِّي مَا تِعْرَفُهْ قِلَّهْ حَيَا»
أي من قلة حياء المرء دخوله دار من لا يعرفه. يضرب في النهي عن ذلك وتقبيحه.
۱۲۲۱ - «الدَّرَاهِمْ مَرَاهِمْ تِخَلِّي لِلْعَويلْ مِقْدَارْ وِبَعْدِ مَا كَانْ بَكَرْ سّمُّوه الْحَاجْ بكَّارْ»
تخلي معناه: تجعل. والعويل: الوضيع، أي الدراهم كالمراهم تداوي علل الوضاعة وتسترها وتعلي قدر الوضيع بين الناس وتحملهم على الزيادة في اسمه وألقابه لمـا وقر في نفوسهم من تعظيم الغني. وأصله قول قدماء المولدين في أمثالهم:
(الدراهم مراهم) فزادت العامة فيه هذه الزيادة لتوضيحه. ومن الحكم المروية: (المال يسود غير السيد ويقوي غير الأيِّد) وقال الشاعر:
الفقر يزري بأقوام ذوي حسب
وقد يسود غير السيد المال3
وقال آخر:
إن الدراهم في المواطن كلها
تكسو الرجال مهابة وجمالا4
۱۲۳٢ - «الدُّرَّةْ تِعْدِلِ الْعَصْبَةْ»
الدرة (بضم الأول وتشديد الثاني): يريدون بها الضرة. والعصبة (بفتح فسكون): خمار مخطط تختمر به النسوة في الريف، والمراد أنّ وجود الضرة يحمل ضرتها على التجمل وتقويم خمارها إذا مال لتمتاز في عين الزوج. يضرب في أن التناظر يحمل كلا المتناظرين على الاحتراس مما يشين.
۱۲۲۳ – «الدُّرَّةْ مَاتْحِبّْ لِدُرِّتْهَا إِلَّا الْمُصِيْبَةْ وِقَطْعِ جُرَّتْهَا»
أي لا تحب الضرة للضرة إلا مصيبة تذهب بها وتعفي أثرها.
١٢٢٤ - «الدُّرَّةْ مُرَّةْ وَلَوْ كَانِتْ حَلْقِ جَرَّةْ»
أي هي مبغضة على أي حال ولو بلغت في المهانة مبلغ حلق الجرّة، ويذهب بعضهم في تفسيره إلى أن المراد بحلق الجرّة؛ الجرّة نفسها، أي ولو كان فيها ريّ الظماء، وفي رواية: (رقبة) بدل حلق.
۱۲۲٥ – «الدَّرْهِمْ الأبْيَضْ ينْفَعْ في الْيُومْ الأِسْوِدْ»
ويروى: (الميدي الأبيض) ويروى: (القرش الأبيض) وتقدم في الجيم: (الجديد الأبيض) وهو الأصح الأكثر تداولاً على الألسنة وتكلمنا عليه هناك.
١٢٢٦ - «الدِّسِتْ قَالِ لِلْمَغْرَفَةْ يَاسُودَةْ يَا مْعَجْرَفَةْ قَالِتْ كُلِّنَا أَوْلَادْ مَطْبَخْ»
الدست (بكسر أوّله): المرجل. والمغرفة معروفة، والصواب كسر أوّلها، أي قال المرجل للمغرفة أنت سوداء ومعجرفة، أي غليظة جافية يعيبها بذلك ويفخر
عليها فقالت له: كلانا كما تقول وحسبنا في التساوي النسبة للمطبخ فعلام تعيب وتفخر. يضرب للوضيعين المتماثلين في العيوب يعيب أحدهما الآخر بما يشتركان فيه.
۱۲۲۷ – «دَسِّنِي فِي عِينِ اللِّي مَا يِحسِّنِي»
دسني، أي أدخلتي وزج بي في عين من لا يحس بي، وإنما قالوا: يحسني ليزاوج دسني، والمراد بالدخول في العين نوال الحظوة عند شخص. يقولون: دخل في عين فلان إذا حظي عنده، ويروى زيادة «قال» في أوّله، والمعنى قرّبني من شخص لا يحسّ بي ولا يقيم لي وزناً فأساء إليّ من حيث أراد الإحسان؛ وقد يضرب لمن يتعمد الإساءة بذلك مظهراً للإحسان ممتنا به.
۱۲۲۸ – «الدَّعَا زَيّ الطُّوبْ وَاحْدَةْ تْصِيبْ وِوَاحْدَة تْخِيبْ»
الطوب (بضم الأول): الآجرّ، أي الدعاء في الإصابة كالأجرّ يرمى به، فواحدة تخطىء ووحدة تصيب، أي ليس كلّ دعاء على شخص بمقبول، وقد قالوا أيضاً (إن كان الدعاء بيجوز ما خلى صبي ولا وعجوز) والدعاء عندهم (بفتح الأوّل وضمه) والصواب الثاني، وهو مقصور لأنهم يقصدون كلّ ممدود.
۱۲۲۹ - «الدَّعْوَى الزُّورْ تِفْتَحْ كِيسِ الْقَاضِي»
أي تفتح له باب الرشوة وتسببها.
۱۲۳۰ – «الدَّفَا بالْعينْ»
أي عندما يرى المصاب بالبرد ناراً أو مكاناً يستدفئ فيه يستأنس بذلك.
۱۲۳۱ – «دَقِّتِ الطَّبْلَةْ وِبَانِتِ الْهَبْلَةْ»
أي ضرب الطبل فعرفت البلهاء لأن سكونها كان يستر ما انطوت عليه من البله والرعونة؛ فلما سمعت صوت الطبل استفزّها الطرب إلى إظهار المكنون. يضرب في الأسباب تحدث فتظهر حقيقة الناس، وانظر قولهم: (دقوا الطبل ع جريت كلّ مختلة).
۱۲۳٢ - «دَقّةْ عَ السِّنْدَالْ وِدَقَّةْ عَ الْوَتَدْ»
ويروى: (الأرض) بدل الوتد، والسندال (بكسر أوله وسكون ثانيه): السندان، أي حديدة الحداد التي يدقّ عليها، يضرب لمن يعالج الأمور بالحكمة، ويروى: (دقة ع الحافر ودقة ع السندال) والمراد حافر الدابة حين إنعالها.
۱۲۳۳ – «الدَّقَّةْ عَنْدِ الْجَارْ سَلَفْ»
الدقة هنا: المرّة من عمل يعمل حسناً كان أو قبيحاً، أي إذا أحسنت لجارك مرّة أو أسأت إليه فكأنما أقرضته قرضاً يوفيه لك في يوم من الأيام.
١٢٣٤ - «دَقِّةِ المِعَلِّمْ بِأَلْفْ وَلَوْ تُرُوحْ بَلَاشْ»
أي ولو ذهبت سدى، لأن دقة الصانع الماهر متقنة، فهي تعادل ألف دقة من سواه، ولو أخطأت القصد.
١٢٣٥ - «دَقُّوا الطّبْلِ عَ التَّلّةْ جِرْيِتْ كُلِّ مُخْتَلّةْ»
يضرب للأرعن الطائش يهرع لكل نبأة ويتبع كل ناعق، وانظر في الشين المعجمة قولهم: (شخشخ يتهموا عليك).
۱۲٣٦ - «دَقُّوا فِي أَهْوَانْهُمْ وِسَمَّعُوا جِيرَانْهُمْ»
الأهوان عندهم: جمع هون، وصوابه الهاون (بفتح الواو وضمها): الهاوون وهو ما يدق فيه، والمراد عرفوا جيرانهم أنهم يهيئون طعامهم إظهاراً لحسن الحال وهم على عكس ذلك.
۱۲۳۷ – «دَلَعِ الْفَقَارَي يِفْقَعِ الْمَرَارَةْ»
الدلع: الدلال، والفقاري: يريدون بهم الفقراء، أي دلال الفقير يغيظ النفوس ويشق المرائر لأن الأليق به التزلف إلى الناس أو السكوت لا التدال عليهم. يضرب لمن هذه حاله.
۱۲۳۸ – «دِمَاغْ بَلَا عَقْلْ قَرْعَةْ بِجَدِيدْ أَخيَرْ مِنهَا»
انظر (راس بلا عقل) الخ.
۱۲۳۹ – «دُمُوعِ الْفَوَاجِرْ حَوَاضِرْ»
أي إنهنّ يملكن دموعهنّ متى شئن فيخادعن بها ويداجين.
١٢٤٠ - «الدَّنَاوَةْ طَبْعْ»
وقالوا: (الشحاتة طبع) وهما كقولهم: (أكل الحق طبع) فراجعه في الألف.
١٢٤١ - «الدُّنْيَا بَدَلْ يُومْ عَسَلْ وِيُومْ بَصَلْ»
انظر في حرف الياء: (يوم عسل ويوم بصل).
١٢٤٢ - «الدُّنْيَا حِلْوَةْ عَلَى مُرَّةْ وِمُرَّهَا أَكْثْر»
أي فيها نعيم وشقاء ولكن شقاءها أكثر.
١٢٤٣ - «الدُّنْيَا دُولَابْ دَايرْ»
الدولاب عندهم: الخزانة ولا يستعملونه في الآلة الدائرة إلا في الأمثال ونحوها كما هنا، والمراد الدنيا كدولاب الماء الدائر يرفع الكيزان ثم يخفضها، وهي كذلك للخلق في الرفع والخفض.
١٢٤٤ - «الدُّنْيَا زَيّْ الْغَازِيَّةْ تُرقُصْ لِكُلّْ وَاحِدْ شِوَيَّةْ»
الغازية: الرقاصة تستأجر للرقص في الأعراس بالقرى واللعب على الحبل، ومعنى شويه بالتصغير قليلاً، أي الدنيا لا تدوم لأحد بل هي كالراقصة ترقص قليلاً لهذا ثم ترقص لغيره.
١٢٤٥ - «الدُّنْيَا لِمِنْ غَلَبْ»
حكمة قديمة يصدقها الواقع في كل زمن.
١٢٤٦ - «الدُّنْيَا مْرَايَةْ وَرِّيهَا تْوَرِّيكْ»
أي الدنيا كالمرآة إذا أريتها شيئاً أرتك مثاله، فإن أردت أن ترى فيها خيراً فافعل الخير، وإن أردت غير ذلك وفعلته رأيته.
١٢٤٧ - «الدِّنِيَّةْ تِتْمَنَّى وَحْمِتْهَا وِالْهَنِيَّمةْ تِسْتَنَّى وَجْعِتْهَا»
الدنية (بكسرتين): الدنيئة، والمراد بها الشرهة إلى الطعام، فهي لذلك تتمنى الحمل والوحام، لتأكل ما تشتهي. والهنيمة (بفتح فكسر): المترفهة المكسال، وكأنهم يريدون بها المتشبهة بالهانم، ومعنى تستنى وجعتها تنتظر مرضاً يصيبها لتأوي إلى فراشها وتستريح من العمل.
١٢٤٨ - «دَهَانْ عَلَى وَبَرْ مَا يِنْفَعْشْ الْجَرْبَانْ»
أي لا يفيد الدهان البعير الأجرب ما دام وبره عليه لأنه يمنع وصوله إلى القرحة فلا يؤثر فيها. يضرب لمن يحاول إصلاح أمر قبل أن يزيل ما يحول دونه من الحوائل.
١٢٤٩ - «الدِّهْنْ فِي الْعَتَاقِي»
العتاقي جمع عتقية (بكسر فسكون فكسر وتشديد المثناة التحتية) ويريدون بها: الدجاجة العتيقة، وهي تكون كثيرة الدهن على كبرها. يضرب في تفضيل الشيوخ، والإشارة إلى ما فيهم من البقايا النافعة.
١٢٥٠ - «الدِّهْوَانَةْ تْضَيِّعْ مُفْتَاحِ الْخَزَانَةْ»
الدهوانة، أي الذاهلة المرتبكة كأنها دهيت بداهية أذهلتها ولا ريب في أن من كانت هذه حالتها لا تحفظ مفتاح الخزانة ولا تؤمن عليه.
۱۲٥۱ - «دُودِ الْمِشْ مِنُّهْ فِيهْ»
المش (بكسر الأول وتشديد الشين المعجمة): الجبن القديم المخزون ويكون فيه عادة دون صغير لا يعبئون به ويأكلونه معه، ويروى: (زي المش دوده منه فيه). ويضرب الشيء يكون من الشيء لا من الخارج، وفي الغالب يعنون به الأقارب يسعى بعضهم في ضرر البعض كان الساعين دود ينهشهم ولكنه كدود المش مخلوق منه ويرتع فيه.
١٢٥٢ - «دَوَّرْ بِيتَكْ السَّبْعَةِ الأَرْكَانْ وِبَعْدِينْ اسْأَلِ الْجِيرَانْ»
السبعة الأركان ينطقون به (السبع تركان) والمراد التكثير لا التقييد بهذا العدد. وبعدين (بإمالة الدال) يريدون به: بعد ذلك، وأصله (بعد أن)، والمعنى إذا فقدت شيئاً فابدأ بالبحث عنه في أركان دارك وجوانبها قبل سؤال الجيران عنه واتهامهم به فقد يكون خافياً في بعض الزوايا، أي من الحزم أن تفعل ذلك ولا تتسرع في اتهام الناس.
١٢٥٣ - «دَوَّرِ الْحُقّْ عَلَى غَطَاهْ لَمَّا الْتَقَاهْ»
الحق (بضم أوله): الحقة وهى وعاء صغير من الخشب، والمثل في معنى قولهم: (دور الزير) الخ وسيأتي الكلام عليه.
١٢٥٤ - «دَوَّرِ الزِّيرْ عَلَى غَطَاهْ لَمَّا اْلتَقَاهْ»
معناه بحث الزير على غطائه، أي على غطاء يناسبه حتى وجده، ويروى: (دور العقب على وطاه لما التقاه) ويروى: (دور الحق على غطاه لما التقاه) والمراد واحد.
ورأيت في عبارة لبعض المتقدمين (قدر لقيت غطاءها) ولعله من أمثال المولدين في هذا المعنى. ويرادفه من أمثال العرب: (وافق شن طبقة) على ما فسره به الأصمعي فقال: (هم قوم كان لهم وعاء من أدم فتشين فجعلوا له طبقاً فوافقه فقيل: وافق شن طبقه) انتهى، وعليه قول البحتري:
وإذا أخلف أصلا فرعه
كان شنا لم يوافقه الطبق
ولهذا المثل تفسير آخر ذكرناه في الكلام على قولهم: (جوزوا مشكاح لريمة) الخ فليراجع في حرف الجيم.
١٢٥٥ - «دَوَّرِ الْعقْبْ عَلَى وَطَاهْ لمَّا الْتَقَاهْ»
العقب (بفتح فسكون): عقب الباب الذي يدور به. والوطا (بفتح الأول): النعل. والمراد به هنا قطعة من الأديم تجعل تحت عقب الباب حتى لا يصر في دورانه، وهو في معنى قولهم: (دور الزير) الخ. وقد تقدم الكلام عليه وانظر في الزاي: (زي عقب الباب).
١٢٥٦ - «دَوَّرْ فِي دَفَاتِيرُهْ مَالَقاَشْ إلَّا غَطَا زِيرُهْ»
دفاتيره: دفاتره أشبعوا كسرة التاء فتولدت منها الياء لتزاوج لفظ زيره، أي بحث في دفاتره القديمة ليستخرج منها ما يطالب أو يحتج به فلم يجد إلا غطاء الزير، أي لم يجد شيئاً يفيده.
۱۲٥۷ - «دَوَّرِ الْقِرْدِ فِي دَفَاتْرُهْ مَالْقَاشْ إلَّا شَفَاتِيره وْضَوَافْرُهْ»
الشفاتير عندهم: جمع شفتوره وهي الشفة الغليظة، والضوافر: الأظافر، أي بحث القرد في دفاتره، والمراد نظر لحاله فلم يجد غير شفتيه الغليظتين وأظافره الطويلة الشنيعة. يضرب لقبيح الخلقة يحاول أن يجد محاسن يظهرها فلا يجد إلا عيوباً.
١٢٥٨ - «دَوَّرِ مَعَ الأَيَّامْ إِذَا دَارِتْ وِخُدْ بِنْتِ الأَجَاويدْ إِذَا بَارِتْ»
أي تزوّج بالكريمة الأصل ولو كانت بائرة لا يقابلها أحد.
١٢٥٩ - «الْدِّي عَلَى الاوْدَانْ أَمَرّْ مِنِ السِّحْرْ»
الدي: دوى الصوت، والمراد به هنا تكرار الكلام. والاودان جمع ودن (بكسر فسكون): وهي الأذن وأمرّ: أشد. يضرب في أن مداومة الإغراء أشد تأثيراً في المرء من السحر، ويروى: (الدي في الاودان يقلب القفدان) أي يقلب العقل ويغير الرأي، والمثل قديم في العامية أورده ابن زنبل في تاريخ فتح السلطان سليم لمصر برواية: (ديّ على الودن ولا سحر بدينار)5.
١٢٦٠ - «الْدِّي عَلَى الاوْدَانْ يِقْلِبِ الْقَفَدَانْ»
انظر: (الديّ على الاودان) الخ ومعنى القفدان: العقل والرأي.
١٢٦١ - «دِي مُوشْ دِبَّانَةْ دِي قْلُوبْ مَلْيَانَةْ»
الدبانة (بكسر الأول وتشديد الثاني): الذبابة، والمراد هنا الغضب والانفعال في طرد الذباب ليس سببه ذبابة تذهب وتجيء، بل الدافع له قلوب ملئت من الغيظ.
يضرب لمن يبغض إنساناً ولا يستطيع منابزته فيظهر غضبه على غيره، وهو مثل قديم في العامية أورده الأبشيهي في المستطرف في أمثالهم ولكن برواية: (زي ماهي) بدل (دي موش)6.
١٢٦٢ - «دَيَّقْ تُسْقُفْ»
ديق، أي ضيق، والمراد اجعل حجر دارك صغير تستطيع تسقيفها، ولا توسعها فتعجز عنها لكثرة ما تستدعيه من النفقة، أي اقتصد وزن أمورك بميزان.
١٢٦٣ - «الدِّيْكِ الْفصِيحْ مِن الْبِيضَةْ يْصِيحْ»
ويروى: (الكتكوت) أي الفروج والأول أكثر، والمراد النجيب نجيب من صغره، والمثل ليس بحديث في العامية فقد أورده السيد عباس بن عليّ الموسوي فيما أورده من أمثال نساء العامة في نزهة الجليس7 وهو من فضلاء القرن الثاني عشر، وسبقه إلى ذكره الشهاب الخفاجي فقال في فصل بيان حاله في ريحانة الألبا8: (فقلت له ليس بطول الأعمار يتم الشرف والافتخار فقد سمعنا سادة الناس وأوائلها نجاح الأمور وسعادتها بأوائلها). وفي أمثال العامة: ليلة العيد من العصر ما تخفى، واليوم المبارك من أوله يبين، والديك الفصيح من البيضة يصيح، قال باهل:
إذا بلغ الفتى عشرين عاما
ولم يفخر فليس له افتخار)
والشهاب من علماء القرن الحادي عشر.
١٢٦٤ - «ديلِ الْكلْبْ عُمْرُهُ مَا يِنْعِدِلْ»
أي ذنب الكلب لا يعتدل أبداً لأنه طبع على تعويجه، وقد يزيد الريفيون في آخره (ولو علقت فيه قالب) أي ولو أثقلته بآجرة. يضرب في أن من طبع على اعوجاج الخلق لا يرجى اعتداله.
١٢٦٥ - «الدّيلْ وِالْقَبَّةْ نُص الْحِسْبَةْ»
الديل (بالإمالة): الذيل، والمراد به هنا حاشية الثوب. والقبة: ما على الصدر منه

  1. ص ۱۱۲ من المجموع رقم ٦٦٦ شعر.
  2. ج ١ ص ٤٤.
  3. محاضرات الراغب ج ١ ص ٣١٢
  4. المستطرف ج ٣ ص ٥٤
  5. ص ٥٨ من النسخة الكبيرة المخطوطة.
  6. ج ۱ ص ٤٤ .
  7. ج ۲ ص ٢٤٠ .
  8. ص ٣٦٧ .