انتقل إلى المحتوى

يا دار دار الصوم القوم

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

يا دارُ دارَ الصّومِ القوّمِ

​يا دارُ دارَ الصّومِ القوّمِ​ المؤلف الشريف المرتضى



يا دارُ دارَ الصّومِ القوّمِ
 
كيف خلا أُفقُكِ من أَنجُمِ؟
عهدي بها يرتعُ سكّانُها
 
في ظلِّ عيشٍ بينَها أَنعَمِ
لم يُصبِحوا فيها ولم يَغْبُقوا
 
إلاّ بكأسى ْ خمرة ِ الأنعمِ
بكيتُها من أَدمُعٍ لو أَبَتْ
 
بكيتُها واقعة ً من دمِ
وعُجتُ فيها راثياً أهلَها
 
سَواهِمَ الأوصالِ والمَلْطَمِ
نحلنَ حتّى حالهنّ السّرى
 
بعضَ بقايا شطنٍ مبرمِ
لم يدعِ الإسآدُ هاماتها
 
إلاّ سقيطاتٍ على المنسمِ
يا صاحبي يومَ أَزالَ الجَوَى
 
لحمى بخدّى َّ عن الأعظمِ
"داويتَ" ما أنت به عالمٌ
 
ودائى َ المعضلُ لم تعلمِ
ولستُ فيما أَنا صبٌّ به،
 
منْ قرن السّالى َ بالمغرمِ؟
وَجْدي بغيرِ الظَّعنِ سيّارة ً
 
من مُخْرِمٍ ناءٍ إلى مَخْرِمِ
ولا بلفّاءَ هَضيمِ الحشا
 
ولا بذاتِ الجيد والمعصمِ
فاسمعْ زفيري عندَ ذكرِ الأُلى
 
بالطّفِّ بين الذّئبِ والقشعمِ
طَرْحَى فإمّا مُقْعَصٌ بالقَنا
 
أو سائلُ النّفسِ على مخذمِ
نثرٌ كدرٍّ بددٍ مهملٌ
 
لغفلة ِ السِّلكِ فلم يُنْظَمِ
كأنّما الغبراءُ مرميّة ٌ
 
مِن قِبَلِ الخضراءِ بالأنجمِ
دعوا فجاءوا كراماً منهمُ
 
كم غَرَّ قوماً قَسَمُ المُقسِمِ
حتّى رأوها خرياتِ الدّجى
 
طَوالعاً من رَهَجٍ أقْتَمِ
كأنَّهمْ بالصُّمِّ مَطرورة ٌ
 
لمنجد الأرض على متهمِ
وفوقَها كلُّ مَغيظِ الحَشا
 
مُكتِحِلِ الطَّرْفِ بلونِ الدَّمِ
كأنَّه من حَنَقٍ أجْدَلٌ
 
أرشدَهُ الحِرْصُ إلى مَطْعَمِ
فاستقبلوا الطّعنَ إلى فتية ٍ
 
خُوّاضِ بحرِ الحَذَرِ المُفْعَمِ
من كلِّ نهَّاضٍ بِثِقْلِ الأذى
 
موكّلِ الكاهلِ بالمعظمِ
ماضٍ لما أمَّ فلو جاد فى الـ
 
ـهيجاءِ بالحَوْباءِ لم يندَمِ
وكلِّ عانٍ في إسارِ الهوى
 
أُطعِمْ يومَ السَّلمِ لم يَطعم
مثلّمِ السّيفِ ومن دونهِ
 
عرضٌ صحيحُ الحدِّ لم يثلمِ
فلم يزالوا يكرعون الظّبا
 
بين تراقى الفارسِ المعلمِ
فمُثخَنٌ يحملُ شَهّاقة ً
 
تحكى لراءٍ فغة َ الاعلمِ
كأنّما الورسُ بها سائلٌ
 
أو أنبتتْ من قضبِ العندمِ
ومستزلٌّ بالقنا عن قرا
 
عَبْلِ الشَّوَى أو عن مَطا أدهمِ
لو لم يكيدوهمْ بها كيدَة ً
 
لانْقلبوا بالخِزْي والمَرْغَمِ
فاقتبضتْ بالبيضِ أرواحهمْ
 
في ظلِّ ذاك العارضِ الأَسْحَمِ
مصيبة ٌ سيقتْ إلى أحمدٍ
 
ورَهْطِهِ في الملأِ الأعظمِ
رُزْءٌ ولا كالرُّزْءِ من قبلِهِ
 
ومُؤلمٌ ناهيكَ من مؤلِمِ
ورمية ٌ أصمتْ ولكنّها
 
مصمية ٌ من ساعدٍ أجذمِ
إنْ خافِ فقراً لم يجُدْ بالنَّدى
 
من جائرٍ عن رشدهِ أوعمِ
 
يُحسبُ يَقظانَ منَ النُوَّمِ:
لا تحسبوها حلوة ً إنّها
 
أَمَرُّ في الحلقِ من العَلْقَمِ
صرّعهمْ أنّهمُ أقدموا
 
كم فدى َ المحجمُ بالمقدمِ
هل فيكمُ إلاّ أخو سوءة ٍ
 
مُجَرَّحُ الجِلْدِ منَ اللُّوَّمِ
إنْ خاف فقراً يجدْ بالنّدى
 
أوهابَ وَشْكَ الموتِ لم يُقْدِمِ
يا آلَ ياسينَ ومَنْ حُبُّهمْ
 
مَنْهَجُ ذاك السَّنَنِ الأقومِ
مهابطُ الأملاكِ أبياتهمْ
 
ومستقرُّ المنزلِ المحكمِ
فأنتمُ حجّة ُ ربّ الورى
 
على فَصيحِ النُّطقِ أو أَعجمِ
وأينَ؟ إلاّ فيكُمُ قُرْبَة ٌ
 
إلى الإلهِ الخالقِ المنعمِ
واللهِ لا أخليتُ من ذكرِكمْ
 
نَظْمي ونثري ومَرامي فمي
كلاّ ولا أغببتُ أعداءكمْ
 
من كَلمِي طَوْراً ومن أسْهُمي
ولا رئى يومَ مصابٍ لكمْ
 
مُنكشِفاً في مشهدٍ مَبْسَمي
فإنْ أغبْ عن نصركمْ برهة ً
 
بمرهفاتٍ لم أغبْ بالفمِ
صلَّى عليكُمْ ربُّكمْ وارتَوَتْ
 
قبورُكمْ من مُسبِلٍ مُثْجِمِ
مقعقعٍ تخجلُ أصواتهُ
 
أصواتَ ليثِ الغابة ِ المُرْزِمِ
وكيف أستسقي لكمْ رحمة ً
 
وأَنتمُ الرَّحمة ُ للمجرمِ؟