يا آل فهر أين ذاك الشبا
المظهر
يا آل فِهرٍ أين ذاك الشبا
يا آل فِهرٍ أين ذاك الشبا
ليست ضُباكِ اليوم تلك الضبا
للضيم أصبحت وشالَت ضُحىً
نعامة العز بذاك الأبا
فلست بعد اليوم في حبوة
مثلُكِ بالأمس فحلّي الحُبا
فعزمُك انصبَّ على جمرِه
دم الطلى منك إلى أن خبا
ما بقيت فيكِ لمُستنهِض
بقيَّةٌ للسيف تُدمي شَبا
ما الذل كل الذل يوماً سوى
طرحكِ أثقال الوغى لُغّبا
لا يُنبت العزَّ سوى مَربع
ليس به بَرق الضبا خُلَّبا
ولم يطأ عرش العلا راضياً
مَن لم يطأ شوكَ القنا مغضبا
حيَّ على الموتِ بني غالبٍ
أينَ الحفاظُ المرُّ أين الإبا
قُومي فأمّا أن تُجيلي على
أشلاء حرب خيلك الشزبا
أَو ترجعي بالموت محمولةً
على العوالي أغلباً أغلبا
ماأنت للعلياء أو تقبلي
بالقُبِّ تنزو بكِ نزو الدبى
تقدمها من نقعها غبرة
تطبق المشرق والمغربا
يا فِئَةَ لم تدرِ غير الوَغى
أُمَّاً ولا غير المواضِي أبا
نومكِ تحت الضيم لا عن كرىً
أسهر في الأجفان المر أين الأيا
أتشرق الشمس ولا عينها
بالنقع تعمى قبل أن تغربا
وهي لكم في السبي كم لاحظت
مصونة لم تبد قبل السبا
كيف بنات الوحي أعداؤكم
تدخل بالخيلِ عَليها الخِبا
ولم تَساقط قطعاً بيضكم
وسمرُكم لم تنتثر أكعُبا
فدمعُها لو لم يكن مُحرقاً
عاد به وجه الثرى حشاً الهبا
تنعى الألى سحب أياديهم
تستضحك العامَ إذا قطَّبا
تنعاهم عطشى ولكن لهم
جَداولُ البيض حلت مشربا
خُطَّت بأطرافِ العوالي لهم
مضاجعُ تسقى الدمَ الصيِّبا
سل بهم أما تسل كربلا
غذ واجهوا فيها البلا المكربا
دكوا رباها ثم قالوا: لها
وقد جثوا نحن مكان الربا
يا بأبي بالطف أشلاؤُها
تنعى بَها ليلاً تسلُّ الوغى
يا بأبي بالطف أوداجُها
للسيف أضحت مرتعاً مخصبا
يا بأبي بالطف أحشاؤها
عادت لأطراف القنا ملعبا