انتقل إلى المحتوى

ياابن عبد العزيز إن ؤادي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

ياابن عبد العزيز إنّ ؤادي

​ياابن عبد العزيز إنّ ؤادي​ المؤلف الشريف المرتضى


ياابن عبد العزيز إنّ ؤادي
منذُ فارَقْتني عليكَ جريحُ
إنَّ جَفْني عليك حزنًا جوادٌ
وهو في كلِّ مَن سواكَ شَحيحُ
عَذَلوني وما استوى عند أهل الـ
ـنَّصْفِ والعدلِ سالمٌ وجريحُ
داءُ قلبي يُدْوَى وفيهِ من الأشْـ
ـجانِ ما فيهِ ما يقولُ الصَّحيحُ
ُوإذا لم تكنْ مُصيخاً إلى عَذْ
لٍ فِسيّانِ أعجَمٌ وفصيحُ
لي لسانٌ ومدمعٌ حَمَلا رُزْ
ءَك ذا كاتمٌ وذاك يَبوحُ
ويراني الصّحيحَ من ليس يدري
أنَّ غيري هوَ السَّليمُ الصَّحيحُ
وَبِرغمي عَريتُ منكَ وبُعِدْ
تَ ردىً واحتوى عليكَ الضّريحُ
مفردٌ والأنيسُ عنْك بعيدٌ
ليس إلاّ جنادلٌ وصفيحُ
وغمامٌ موكّلُ الجَفْنِ بالقَطْـ
رِ ووُرْقٌ منِ الحِمامِ ينوحُ
ليس ينجو من الحِمامِ مليحٌ
لا ولا صادقُ الضِّرابِ مُشيحُ
وإذا أمّكَ الحِمامُ فما يُغْـ
ـني من الطيرِ بارحٌ وسَنيحُ
ومِنَ أينَ البقاءُ والجسمُ تُربٌ
يَتَلاشى؟ وإنَّما الرُّوحُ روحُ
وإذا غايةُ الفتى كانتِ المو
تَ فماذا التَّعميمُ والتَّلميحُ؟
كلُّ يومٍ لنا بطُرْقِ الرّزايا
طَلَبَ الغُنْمَ رازحٌ وطليحُ
رائحٌ مالهُ غُدُوٌّ، وإمّا
ذو غدوٍ لكنهُ لا يروحُ
وإذا فاتَنا غَبوقُ المنايا
باتِّفاقِ الزَّمانِ فهْوَ الصَّبوحُ
كم لنا مُودَعًا إلى ساعةِ الحشـ
ـرِ ببطنِ التّراب وجهٌ صبيحُ
وجليلاً مُعظَّمًا كانَ للآ
مالِ فيهِ التّرحيبُ والتَّرشيحُ
أيُّها الذَّاهبُ الّذي طاحَ والأحـ
ـزانُ مِنّا عليه ليس تَطيحُ
لا عرفتَ القبيحَ في دارك الأخـ
ـرى، فما كانَ منك فعلٌ قبيحٌ
ليس إلاّ الصّلاةُ والصّومُ والتَّشهـ
ـيدُ جُنْحَ الظّلامِ والتّسبيحُ
وحديثٌ تَرويهِ ما فيه إلاَّ
واضحٌ نيِّرٌ وحقٌ صحيحُ
إنّ قوماً ما زال حشواً لأَضلا
عِك ودٌ لهمْ نقيٌّ صريحُ
لك وِرْدٌ من حوضهم غيرُ مطرو
قٍ وبابٌ إليهمُ مفتوحُ
والتقاءٌ بُهْمٌ وحولَهُمُ النّا
سُ فذا خاسرٌ وذاك ربيحُ
والثّوابُ الّذي يضيقُ بقومٍ
هو من أجلهمْ عليكَ فسيحُ
لستُ أخشى عليك عُسرًا ومنهمْ
لكَ مُعطٍ ونافحٌ ومُميحُ
فسقى قبرَك الذي أتت فيهِ
مُسبِلٌ هاملُ السَّحابِ سَفوحُ
كلّما جازه غمامٌ نزيحٌ
جاءَه مُثقَلُ الرِّبابِ دَلوحُ
وإذا زاره الرّجالُ فلا زا
لَ عليهم منه الذُّكاءُ يفوحُ