ومن بعده سر الطهارة واضح

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

ومن بعده سرُّ الطهارة ِ واضحٌ

​ومن بعده سرُّ الطهارة ِ واضحٌ​ المؤلف محيي الدين بن عربي


ومن بعده سرُّ الطهارةِ واضحٌ
يسيرُ على أهلِ التيقظِ والذكا
فكم طاهرٍ لم يتصف بطهارةٍ
إذا جاورَ البحرَ اللدنيَّ واحتمى
ولو غاص في البحر الأُجاج حياته
ولم يفنِ عن بحرِ الحقيقةِ ما زكا
إذا استجمرَ الإنسانُ وتراً فقد مشى
على السنةِ البيضاءِ خلقاً لمن مضى
فإن شفع استجمارَه عاد خاسراً
وفارق من يهواه من باطنِ الرَّدى
وإن غسل الكفينِ وتراً ولم يزلْ
بخيلاً بما يهوى على فطرةِ الأولى
فلا غسلت كفّ خضيبٍ ومعصمٍ
إذا لم يلح سيف التوكُّل ينتضى
إذا ولد المولود قابضُ كفِّه
فذاكَ دليلُ البخلِ والجمعِ يا فتى
ويبسطها عند المماتِ مُخبراً
بتركِ الذي حصلتْ في منزلِ الدنا
إذا صح غسلُ الوجه صَحَّ حياؤه
وصحَ له رفعُ الستورِ متى يشا
وإن لم يمسَّ الماءُ لمةَ رأسهِ
ولا وقعتْ كفاه في ساحةِ القفا
فما انفكَّ من رقِّ العبوديةِ التي
تسحرها الأغيارُ في منزلِ السوى
وإن لم ير الكرسيَّ في غسلِ رجلهِ
تناقضَ معنى الطهرِ للحينِ وانتفى
إذا مضمضَ الإنسانُ فاه ولم يكنْ
برياً من الدعوى وفتياً بما ادعى
ومستنشقٍ ماشمَّ ريحَ اتصالهِ
ومستنثرٍ أودى بكثرةِ الردى
صماخاه ماينفكُ يطهرُ إن صغى إلى
أحسنِ الأقوالِ واكتف واقتفى