نزهة الفتيان في تراجم بعض الشجعان/عمرو بن كلثوم التغلبي الفاتك

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة


عمرو بن كلثوم

وأما عمرو بن كلثوم التغلبي فإنه كان شجاعًا شاعرًا مفلقًا وكان إذ ذاك عمرو بن هند اللخمي ملكًا وكان يلقب بمضرط الحجارة لخوف الناس منه وكان جبارًا عاتيًا فقال ليلة لندمائه: هل تعلمون أحدًا من العرب لا تخدم أمه أمي هند؟ فقالوا له: نعم عمرو بن كلثوم أمه فاطمة لا تخدم أمك، قال: ولِمَ؟ قالوا: لأن أباها مهلهل بن ربيعة سيد بني تغلب وعمها كليب وائل أعز العرب وبعلها كلثوم فارس بني تغلب وابنها عمرو، فقال: لأمتهننها بخدمة أمي ثم أرسل إلى عمرو بن كلثوم أن فِدْ إلي أنت وأمك فقد ما عليه فدخل عمرو رواق الملك ودخلت أمه على هند أم الملك فقالت هند: يا فاطمة، ناوليني ذلك الطبق، فقالت فاطمة: صاحبة البيت أحق بخدمة بيتها، فأعادت عليها القول ثانيًا فأبت فانتهرتها هند وشتمتها فصاحت فاطمة وا ذلَّاه يا لَتغلب فسمع عمرو فقام إلى سيف الملك وهو معلق بالرواق فضرب به عمرو بن هند فقتله.