نزهة الفتيان في تراجم بعض الشجعان/ضرار بن الخطاب الفهري

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة


ضِرار رضي الله عنه

هو ابن الخطاب بن مرداس القرشي الفِهري أحد الفرسان المشهورين والشعراء المجيدين لم يكن في قريش أشعر منه بعد أبي طالب، وبعده ابن الزِّبِعرَى، وكان أبوه الخطاب فارس بني فهر وسيدهم في الجاهلية أسلم يوم الفتح، وكان في الوقائع التي قبله قاتل المسلمين أشد القتال، وكان يقول بعد الإسلام للمسلمين ممازحًا: لقد زوجت عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالحور العين وله ذكر في أحُد والخندق1، وحضر فتوح فارس فكان له فيها المآثر العظام وأخذ راية كسرى العظمى يوم القادسية وقتل صاحبها فعوَّضه عنها الفاروق ثلاثين ألفًا، وكان طول هذه الراية اثني عشر ذراعًا في عرض ثمانية، وكانت من جلد النمور مرصعة، ومن شعره وقد مر على دوس وكان أبو أزيهر الدوسي قتله هشام بن الوليد القرشي أخو خالد فبلغ قومه دوسًا فوثبوا على ضِرار بن الخطاب ليقتلوه فسعى حتى دخل بيت أم غَيلان امرأة منهم، فعاذ بها فأجارته ونادت قومه فمنعوه، فقال في ذلك:

جزى الله عنى أم غيلان صالحا
وعَوْفًا جزاه الله خيرًا فما ونَى
ونسوتهَا إذهُنَّ شُعْثٌ عواطل
وما بردت منه لدي المفاصل

وعوف ولدها وقال يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح ويستعطفه:

يا نبي الهدى إليك لحا
جي قريشٍ ولات حين لَجَاء
حين ضاقت عليهم سعة الْـ
أرْض وعاداهُم إلهُ السماء
والتقت حَلْقتا البِطان على القو
م ونودوا بالصيلم الصلعاء
إن سعدًا يريد قاصمة الظهـ
ر بأهل الجحُون والبطحاء
خزرجي لو يستطيع من الأمـ
ر رمانا بالنسر والعَوَّاء2


  1. وهو أحد الأربعة الذين وثبوا الخندق.
  2. راجع بقية القصيدة في «الاستيعاب» لابن عبد البر.