مَن لصَبٍّ أدنَى البعادُ وفاتَه
المظهر
مَن لصَبٍّ أدنَى البعادُ وفاتَه
مَن لصَبٍّ أدنَى البعادُ وفاتَه،
إذ عَداهُ وصلُ الحَبيبِ وفاتَه
فاتَهُ من لِقا الأحبّةِ عَيشٌ،
كان يخشَى قَبلَ الوَفاةِ فَواتَه
كان ثبتاً قبلَ التفرقِ لكنْ
زَعزَعَتْ روعةُ الفراقِ ثَباتَه
سرَّهُ جمعُ شملِهِ بلقاهم،
فقضَى حادثُ الزّمانِ شَتاتَه
ما عصَى الحبَّ، حينَ أطنبتِ الوا
شونَ فيهم، ولا أطاعَ وشاتَه
سرَّهُ ذكرُهم، وقد ساءَه اللو
مُ، فأحياهُ عَذلُهم وأماتَه
أظهروا لي تملقاً واكتئاباً
هو عندي تهكمٌ، وشماتَه
فصَمتْ شدّةُ الهمومِ عُرى القلـ
ـبِ وأصدى مرأى العدى مرآته
كيفَ تَفري الهمومُ حدَّ اصطباري
بعدما فلتِ الخطوب شباتَه
كنتُ مستنصراً بأسيافِ صبري،
فنَبَتْ بعدَ فُرقَةِ ابنِ نُباتَه
فاضلٌ ألّفَ الفَصاحَةَ والعِلـ
ـمَ وضمتْ آراؤهُ أشتاتَه
وهَبَتهُ العَلياءُ هّبةَ قَلبٍ
طهرتْ من شوائبِ العيبِ ذاتَه
ربّ شعرٍ لم يتّبعْ ما روى الغا
وونَ لكن بالفضلِ يهدي غواتَه
ومعانٍ تضيءُ في قالبِ اللفـ
ـظِ، فيجلو مصباحُها مشكاتَه
وإذا هذّبَ الرواةُ قريضاً
فيهِ قد هَذّب القَريضُ رُواتَه
صارمٌ في معاركِ اللفظِ والفضـ
ـلِ حمدنا انغمادَه وانصلاتَه
قد سبَرْنا حدّيه في النّظمِ والنّثـ
تر، فكانتْ بتاكةً بتاتَه
يا جمالَ الدينِ الذي أحرزَ السّبـ
ـقَ، ولا يُعثِرُ الجيادُ أناتَه
أنتَ قوتُ القلوبِ لو كنتَ أعطَيـ
ـتَ لحبً من أنسكم ما فاتَه
ورسولٌ منكم تعَجّبتُ منهُ
حينَ حانَتْ منّي إليهِ التفاتَه
جاءَ يهدي لى الصحابِ طروساً
ليسَ للعَبدِ بَينَهنّ حُتاتَه
فتأملتُ في يديهِ خطوطاً
أذكرتني من ربّها أوقاتَه
لو بعثتم للعبدِ فيها سحاةً
لأعادَتْ، بعدَ المَماتِ، حَياتَه
فتَفَضّلْ بالأُنسِ واهدِ إلى عَبـ
ـدِكَ من مسكِكَ الزّكيّ فتاتَه
لكَ من وافرِ العلوم نِصابٌ،
فاجعَلِ الرّدّ للجَوابِ زَكاتَه