مفيد العلوم ومبيد الهموم/كتاب في قواعد الدين/الباب الثاني

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة


الباب الثاني في أول ما يجب على العباد المتكلمين

ان أول ما يجب على المكلف القصد الى النظر المؤدي الى معرفة الله تعالى فان قلت انك مدع واذا آلى الامر الى الدعاوى استوى كل طائع وغاوي فأقول ما أبين الصبح لذي عينين وان الرحيل أحد اليومين والدليل عليه أن معرفة الله تعالى واحية بالآيات المتقدمة والسعادة في اليقين والدنيا فهي فتنة الدين وما سواء فضلال مبين فما ذا بعد الحق الا الضلال فاني تصرفون واعلم ان الواجب اشتقاقه من السقوط واللزوم يقال وجب الحائط ادا سقط وحده في الشرع المنقول وقضية المعقوله مايستوجب اللزوم والعقاب بتركه وحد النظر هو فكر القلب وتأمله في حال المنظور فيه وأقمت الدليل على ان قاعدة الدين هو النظر لأن المسلمين من لدن آدم عليه الصلاة والسلام الى منقرض العالم اذا نزلت بهم نازلة برجعون الى النظر والفكر سواء كان في أمر الدين أو الدنيا ويقول بعضهم لبعض أنظروا وتفكروا ولا يقولون اسمعوا وتفيدوا خلافا لما يدعيه الباطنية الضلال والملاحدة الجهال وقال تعالى هل عندكم من علم ولم يقل من معلم وقال هاتوا برهانكم ولم يقل معصومكم و بركاتكم وقال اذ أمسهم طيف من الشيطان تذكروا ولم يقبل بسمو او قال عرابي مبين ولم يقل سبشي فعرفت ان الدين بالحجة والبرهان دون التقليد الذي هو عصا العميان والعقلاء بتصهم وقصصهم ينظرون في أمر الدين والدنيا لمعرفة الصالح من الماسد والسار من الصار فلولا أنه طريق واضح ومنهج لائح لما فزعوا اليه

فالناس كيس من أن تدحوار جلا
حتى بروا عنده آثار احسان

فان قيل ياناصر الدين وفارس المتقين لقد شعيت علني وأزحت غنني فمن الموجب الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم أو العقل ففي هذا مزلة شهر الأقدام ومدحض الاقوام فاقول

ابا هند فلا تعجل علينا
وأنظرنا نخبرك اليقينا
IN

الموجب هو الله سبحانه لأنه خالق الاعيان وموجد الخلائق فالاصل في الخطاب خطاب الله تعالى فانه دليل بنفسه وما بعده من الخطاب فرع خطاب الله صار بخطاب الله دليلا من حيث أنه خالق الاعيان له الخلق والأمر وما سواء دليل من وجه ومدلول من وجه مثلا خطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه مدلول خطاب الله اذ بخطاب الله صار دليلا قال الله تعالى وما آتاكم الرسول الخذوه ومانها كم عنه فانتهوافلولا خطاب الله لما عرفنا خطاب رسول الله وخطاب رسول الله دليل الاجماع والاجماع مدلوله وهو دليل القياس والقياس مدلوله وهو دليل الحكم والخطاب أمر ونهى وهاسيان في حقيقة الطلب والاستدعاء فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم واجب بامر الله وطاعته معترض لأمر الله فاذا أمرنا الله بني ونهانا عن شي فكانا لسمع خطاب الله بتبليغ رسول الله وبواسطته لانا لا نسمع من الله شفاها والرسول مبلغ ومبشر ومنذر بشير للموحدين ونذير للملحدين وكذلك أقوال الصحابة رضي الله عنهم حجة بخطاب رسول الله وقول العلماء حيجة بخطاب الرسول وطاعة الأمراء واجبة يقول الرسول وطاعة الزوج علي زوجته والسيد على غلمانه واحبة بقول رسول الله فليطل بإن هذا أصل عظيم (سؤال عظيم ) اشتبه على زهاء خمسمائة فلسفى قالوا كيف اعرف التي انه بيفان الله لايخاطبه مواجهة ولو جاءه ملكا حتمل أنه شيطان تصور بصورة ملك فكيف تثق بقوله ( الجواب ) البراهمة أنو حين كفروا من هذه الشبهة وأنها لكبيرة الا على الخاشعين فتقول العرف التي ني بطرق الاول أن يخلق الله له عاما ضروريا فتعرف أنه رسول الله والطريق الثاني أن يظهر الله آيات وعلامات فيضطر الرسول الي أنه من قبل الله وأن البشر يعجز عن مثله الثالث أن يخبره الله بما في قلبه وصدره فيضطر النبي الى معرفة كلامه لان الغيب لا يعلمه إلا الله عالم الغيب بلا يطور على غيبه أحداً