مجلة المقتبس/العدد 90/أخبار وأفكار
مجلة المقتبس/العدد 90/أخبار وأفكار
الطلاب والطالبات في السلطة
نشرت نظارة المعارف في مجموعة الإحصاء أن عدد الطلاب الذكور في المدارس الابتدائية العامة في الممالك العثمانية 3. . 776 طالباً وعدد الإناث 41293 وعدد الذكور في المدارس الخصوصية 126284 وعدد الطالبات 61571 وعلى هذا فيكون مجموع الطلبة في السلطنة العثمانية 429924 بينهم 1. 2864 من البنات ويوجد في المدارس الابتدائية غير المسلمة 152744 طالباً ومقدار الطلاب في باقي المدارس كما يلي: (1518) في دور المعلمين و (1. 1.) في المدارس التالية و (6688) في المدارس العالية وبدوام في بيله جك وإزمير وأدرنة وجتالجة على المدارس (5.) في الألف أو أكثر والبلاد التي يختلف فيها الطلاب إلى المدارس أقل ما يمكن هي الموصل وأورفه وديار بكر وتوقاد فهنا يداوم من 1 - 1. بالألف.
أما البلاد التي تداوم فيها البنات على المدارس أكثر من غيرها فهي قرق كليسا وجتالجه فإنه يداوم من الطالبات على المدارس من 31 - 5. على عكس أورفة وكركوك وتوقاد وقسطموني فإنه يداوم على المدارس طالبة واحدة في الألف أما البلاد التي لا تكاد تجد فيها طالبات تختلف إلى المدارس فهي ألوية السليمانية وحكاري وحوران مما يذكر بقول الشاعر التركي توفيق فكرت بك القائل قلبك بحسرة الأمة التي لا تعلم بناتها لأنها تحكم على أبنائها باليتم المعنوي.
الزراعة في سورية
نشر داويد تريتش من الألمانيين الأخصائيين في الزراعة مقالة في إحدى المجلات الألمانية إليك ترجمة ما قال فيها: من المعلوم أن الزراعة في الممالك العثمانية هي الأساس الوحيد الذي يبنى عليه الاقتصاد الوطني وقد جرى البحث كثيراً في احتمال ترقي العثمانية في ميدان الصنائع ومن رأي بعض الأخصائيين في العلوم الاقتصادية أنه يمكن ارتقاء الصنائع في البلاد العثمانية قبل الزراعة في وقت أقصر من المخمن لها إذا صلحت أصول الزراعة في الممالك العثمانية ومما لا ريب فيه أن التراب يمنح الآهلين ثروة ورفاهية لأن غلات الممالك العثمانية إلى الآن لا تقبل القياس مع المقدار الذي يمكن أن تعطيه.
ومما هو طبيعي أن الأراضي التي تظل السنين الطوال خالية لا تعود إليها قوتها الإنباتية في بضع سنوات إلا أنه من المحقق أن قوتها الإنباتية هذه تعود إليها. نحن الغربيون إذا بحثنا في البوادي في الممالك العثمانية تمر على خاطرنا في الحال الأراضي المملوءة بالأكوام من الرمال مع أن هذي الصحاري ليست من الأراضي التي لا تزرع بل إنها أراض خالية منذ سنين طوال وعليه فإن البوادي التي هي من هذا القبيل في البلاد العثمانية يمكن أعمارها والاستفادة منها حتى أن كثيراً من البوادي هي من الأراضي الأكثر إنباتاً وهي بقليل من العمل تكتسب قوة إنباتية تضمن لصاحبها الثروة.
صادف القرن الثامن عشر دور تناقص النفوس في آسيا الغربية وفي ذاك الحين أضحت الأراضي بحالة البادية بسبب عدم زرعها ومما لا شك فيه أن الأراضي الرملية المتروكة التي شاهدناها في سورية منبتة وتعطي محصولاً أكثر من الأراضي الأكثر إنباتاً وفي السبعين سنة الأخيرة بدأت تتزايد النفوس بدرجة محسوسة وهذا الازدياد في النفوس حدث في بعض الممالك العثمانية بصورة لم يشعر بها ظاهراً وبرقي ذلك اتسعت بعض المدن وتأسست قرى جديدة وفي كل نقطة من البلاد العثمانية كثرت فيها النفوس زادت القوة الإنباتية مثال ذلك أن قصبة غزة كان عدد نفوسها سنة 184.: (2. . .) فصار 16. . . في سنة 188. واليوم يبلغ عدد نفوسها 45. . . وبفضل كثرة النفوس عمرت وزعت الأراضي التي تحيط بغزة وأصبحت بلاداً زراعية تغل كثيراً من المحصولات التي تصدر إلى الخارج فتحسن فيها القطن في الآونة الأخيرة تحسناً ظاهراً ولا يمكن للمسافر في تلك الجهة أن يقطع مزارع الليمون بأقل من شهر واحد. هذا عدا عن حقول الحنطة والشعير التي تمتد مسافات شاسعة في جنوبي وشرقي غزة وقد فحص أحد المتخصصين الحنطة التي تنبت في غزة وحكم أنها محصولات صحراء. وعدا الحبوب أصناف اللوز والزيتون والأثمار اللذيذة ولعدم اعتناء سكان البلاد بالزرع على الأصول الحديثة فالإيراد قليل بالنسبة لجودة التربة المهملة.
وحيث أن الماء قليل الغور في أكثر تلك الجهات فري الأراضي على الطراز الحديث سهل جداً وكيفية ري الأراضي بسيط أيضاً لا يحتاج لاستعمال الآلات الزراعية الميكانيكية ونظراً لقلة غور المياه كما ذكرنا يكتفى بتخطيط المجاري تخطيطاً بسيطاً ووضع المضخات بالمراكز الضرورية لتوزيع المياه وتشعيبها في جميع الخطوط وهي وسائل بسيطة لا تكلف المزارعين الأثمان الباهظة إذ أن الأراضي التي يشتغل فيها المزارع بيده لا تنتج المحصولات التي يؤمل الاستفادة منها.
ولا أقصد بهذا الشرح بيان إحالة عن أراضي غزة وما حواليها فقط فإن الوصف الذي قدمته شامل لسواحل سوريا وشبه جزيرة سيناء أيضاً وما كانت بيروت ويافا إلا مدناً صغيرة منذ زمن غير بعيد كانت نفوس يافا 6. . . في سنة 1854 فأضحت اليوم 6. . . . وكانت نفوس بيروت في سنة 1782 (6. . .) فصارت (25. . .) في سنة 1865 وارتقت إلى (1. . . . .) في سنة 1885 وهي اليوم (2. . . . .) وعلى هذا قس باقي المدن.
ومع ذلك فإن المدن التي يراد إعمارها ورقيها لا يتم لها ذلك ما لم تزرع الأراضي التي تحيط بها وجميع مدن سوريا محاطة بأراضٍ منبتة للغاية وإن بعض الجهات من هذه الأراضي وإن تكن مستورة بالرمل فإنها لم تفقد قوتها الإنباتية والقسم الساحلي من هذه البلاد منبت للغاية وما عدا ذلك فإن إقليم البحر المتوسط اللطيف يساعد على إنتاج المحاصيل والبلاد الساحلية من الممالك العثمانية تخرج زيتوناً جيداً قل نظيره ويمكن قياس هذا الزيتون فقط بالزيتون الموجود في أفريقيا الشمالية وكاليفورنيا وأفريقية الجنوبية والجنوبية الشرقية وأستراليا وتنتج السواحل العثمانية الزبيب والتين واللوز والمشمش والخوخ والدراق والرمان والبطيخ الأخضر والأصفر والثوم والبصل والقطن والتبغ وغير ذلك من الزروع وتكثر فيها البساتين ويمكن أن تكون هذه ذات مكانة أهم من مكانتها الحاضرة وعليه فإن هذه الأراضي المنبتة ذات الهواء اللطيف إذا أعطيت لها رؤوس أموال صغيرة وجلب لها القليل من الأدوات فمما لا شك فيه أن أهاليها يعيشون الرفاهة والسعادة وبالطبع فإن العثمانية التي هي مملكة زراعية يغتني أهلها برقي الزراعة وتمتلئ صناديق الحكومة.
وإن ألمانيا بعد الحرب تتدارك حاجتها الزراعية من الممالك العثمانية وعليه فإن هذه البلاد تعد القسم الأعظم من لوازم النسج لألمانيا بأصول الألمانيين ألفني وآلاتهم ورؤوس أموالهم وإن المواد التي تجلبها ألمانيا من البلاد العثمانية هي القطن والصوف والزيت والزبيب والعنب وجميع أنواع ألفواكه والتبغ والنباتات الليفية ومواد السروج وإذا استفيد حق الاستفادة من هذه البلاد فإن رأس المال الذي يطرح يضمن منفعة تعادل عشرة أمثاله.
دائرة المعارف
أول دائرة معارف مشهورة في أوروبا كتبها في القرن العاشر للمسيح ألفيلسوف ألفارابي في بغداد ولا تزال محفوظة في مكتبة قصر الأسكوربال الإسباني. وقيل أن أبا ألفرج كتب دائرة وطبع أول مجلد منها منذ 672 سنة. أما أول من فكر بتأليف دائرة معارف فالصينيون. وقد اشتغل منهم بهذا المشروع العلمي العظيم ألفان من العلماء. واسم دائرة معارفهم (بنك لوتانيان) وهي مقسومة إلى 23 ألف جزء في 11 ألف مجلد مجموعها 917 ألفاً و48. صفحة. وإذا وضعنا الكتب صفاً بعضها فوق بعض يبلغ علوها 159 يارداً وبالطبع لا يوجد في الصين نفسها إلا نسخات قليلة كاملة من هذا الكتاب الهائل. أما أول دائرة معارف إنكليزية فطبعت عام 162. والفرنسية ألفها ديدرو ودالمبر اللذان قربت كتاباتهما عهد الثورة الكبرى في فرنسا. أما الدائرة العربية فقام بها مرة واحدة بطرس البستاني وطبع منها هو وأسرته 11 جزءً فقط ولم تكمل.
جراحات الحرب
كان الجراحون في حرب السبعين بين ألمانيا وفرنسا منذ 45 سنة يعمدون لمن أصابته شظية من قنبلة أو رصاصة فيبترون العضو المؤوف أو المصاب ولكن وسائط الجراحة على ترقيها في هذه الأيام قد أورثتها الحرب البلقانية تجارب نافعة في البقاء على أعضاء من أصيبوا بشظايا أو رصاصات فأصبح من يصاب في هذه الحرب يضرب في جسمه بمأمن من بتر العضو المصاب بل إن وسائط الجراحة قد خففت الويلات وأكثر من يصابون إلى سلامة.
شجرة المطاط
على تخوم بوليفيا في أميركا الجنوبية شجرة مطاط استدارتها من أساسها 8 أمتار و35 سنتيمتراً وتغل من المطاط مدة 12. يوماً من السنة 1. كيلو غرامات تساوي الآن 27. ألف فرنك بمعنى أن الشجرة تساوي ثلاثمائة ألف فرنك وهي لأسرة وطنية تعيش من ريعها مؤلفة من سبعة أشخاص.
مادة جديدة
اكتشف أحد الأساتذة ألفرنسيين مادة ألفلور وهو زجاج يشبه الأحجار الثمينة وأثبت أنه موجود في جميع المعادن النادرة فقال أن في كل 1. . غرام من الأسنان 18. ميل غراماً وفي كمية من مثل ذلك من العظم 56 ميل غراماً و17 ميل غراماً من البشرة وميل غرامان من الدم و155. في اللبن الحليب وقال أنه في الجنين من هذه المادة أكثر مما في البالغ وفي البيض أكثر من الدجاجة أو الجلد أو الشعر أو الأظافر وهذه المادة هي التي تورث الأجسام صلابة كالملاط لأحجار البناء.
الأجانب في سويسرا
أحب بلاد المدنية الحديثة بلاد سويسرا الصغيرة الجميلة يزورها كل سنة ملايين من السياح ولا تزال الهجرة إليها متصلة حتى بلغ عدد الغرباء المقيمين بها سنة 191. - 552. . 11 نفساً في حين كانوا سنة 185. - 71. 57. نفساً أي أته كان فيها على ذاك العهد غريب واحد لقاء 32 سويسرياً واليوم واحد في كل عشرة من سكانها ومن مديرياتها مل فيه غريب واحد لقاء أربعة من السكان وزهاء ثلث هؤلاء السكان من الألمان فإن عددهم 219. 53. وعدد الطليان 2. 28. 9 والفرنسيين 63695 وعدد الروس 8457 ومعظمهم طلبة ففي كلية لوزان وحدها 458 روسياً و3. . سويسري وعلى كثرة مداهمة الأجانب لهذه البلاد خاف أهلها على سلامتهم ووطنهم وعاداتهم وتقاليدهم فأخذ أرباب الأفكار يفكرون في عدة طرق للنظر في مداواة هذا النقص المحتمل وقوعه كما هم يفكرون أن صناعة ألفنادق التي طالما جلبت الغريب إليها قد قللت في البلاد من الأيدي العاملة فصار ألفلاحات يعملن في ألفنادق بدل أن يعملن في الحقول واحتاجت هذه في استثماراتها وانباتها إلى أيدي الغرباء.
نوادي الشبيبة
ألقى المير ألاي فون هوف بك الذي عهدت إليه الحكومة تأسيس نوادي الشبيبة في البلاد العثمانية محاضرة في الآستانة قال فيها ما يلي:
إن نوادي الشبيبة تشمل جميع العثمانيين الذين هم من سن الثانية عشرة إلى الحادية والعشرين والغاية من تأسيس هذه النوادي هي تربية جميع ألفتيان العثمانيين وعلى الأخص في المحال التي لا يوجد فيها مدارس بدناً وروحاً وأخلاقاً وترقية مداركهم وهذه النوادي تربي بلا استثناء ألفتيان من سن الثانية عشرة إلى سن الحادية والعشرين بلا مقابل وهي نوع من المدارس للذين حرموا منها تعلمهم ما هي حياتهم وكيف يمكنهم اكتسابها ويحمل كل فتى على الدخول إلى هذه المدرسة والتحصيل فيها ولا يستثنى فرد واحد من ذلك والغاية من تأسيس أندية ألفتيان عالية وهي تنمية القوة البدنية في الأولاد والفتيان بصورة متناسبة مع سنهم وتلقينهم ما يلزم لدوام صحتهم والمحافظة عليها وتمرينهم على احتمال المشاق وتعليمهم إدارة أنفسهم وحركاتهم وأن يكونوا أصحاب فكرة انتظام وأن لا يبقوا في هذا السبيل في طور النظر بل يدخلون في طور العمل وأن يربى فيهم الميل والمحبة للاستقامة والشرف حتى في أصغر الأعمال التي لا شأن لها وأن يقدروا الاجتهاد متحدين لأجل المنافع العامة والمحافظة على الوطن وأن يبدوا المعونة لوطنهم وبلادهم أوان التهلكة وأن يدربوا على جرأة تزيل منهم التردد والخوف في هذا الصدد وأن يتعودوا الاجتهاد بعزم لا يتزعزع وأن يميزوا الحسن من القبيح والتميز بالنظام والانتظام إلى غير ذلك من المقاصد الشريفة.
الجراد
انتشر الجراد في ربيع السنة الماضية في سوريا جاءها من جزيرة العرب فأضر أضراراً كثيرة بالأشجار والزروع الصيفية حتى أن بعض الأشجار لم تبرح إلى هذه السنة متأثرة من سطواته فلم تأت بثمرها.
الأمراض
سرى الهواء الأصفر أو الكوليرا إلى مدينتي حلب ودمشق وما إليهما في ربيع هذه السنة جاءها من العراق وهذه أتاها من الهند وإذا كان من المقرر أن عدواه تنتقل في الماء تيسر توقيف سريانه حتى لم يكد يصاب به أحد في دمشق لجودة الماء واتخاذ أسباب الصحة. وقد تفشت في المدن ضروب من الحميات أهمها الحمى النمشية وإذ لم يهتد العلم بعد إلى أسباب سريانها فتكت بعض الشيء في سورية ولا سيما في البلاد التي تزدحم فيها أقدام الناس ثم انتقل إلى القرى والبلدان الصغيرة.