مجلة المقتبس/العدد 52/سير العلم والاجتماع

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة المقتبس/العدد 52/سير العلم والاجتماع

مجلة المقتبس - العدد 52
سير العلم والاجتماع
ملاحظات: بتاريخ: 1 - 6 - 1910



الجرائد في سلانيك

يكي عصر_جريدة تركية يومية تصدر بعد الظهر أسست قبل خمسة عشر سنة وكانت تسمى عصر إلى أن جاءت الحرية فزادت كلمة يكي بمعنى جديد فصارت يكي عصر. تبيع في يومها مقدار ثلاثة آلاف نسخة.

روم إيلي_جريدة تركية يومية أسست هذه السنة ولها من المشتركين مقدار ستمائة وتبيع خمسمائة تقريباً فيكون ما تصرفه مقدار ألف ومائة ولسوف تروج سوقها لأسباب لا نريد ذكرها.

زمان_جريدة تركية يومية أسست بعد إعلان الدستور بقليل ثم عطلت ثم نشرت قبل أيام قلائل ولذلك لا نعلم مقدار ما تصرفه على أني ولو رفته فلا يتخذ مقياساً لأنها بنت عشرة أيام.

سلاح_جريدة تركية تصدر الاثنين والأربعاء والسبت ثلاث مرات في الأسبوع ولا يبعد أن تصير يومية يباع يومياً منها في البلدة مقدار ألف نسخة ويرسل إلى مشتركيها ألف وخمسمائة فيكون مجموع ما تطبعه (2500).

مأمورين_جريدة تركية تصدر في الأسبوع مرتين تخص المأمورين فقط كما يظهر من اسمها.

باغجه (جنينة) _مجلة سياسية أدبية اجتماعية تنشر بالتركية في كل نصف شهر مرة وثمنها قرش واحد. قليلة الفائدة قليلة الراغب تحتوي على 16 صفحة.

حسن وشعر_مجلة تركية تصدر كل خمسة عشر يوماً لا طلاولة لآدابها إلا ما قل وثمنها قرش واحد.

وطنداش_جريدة تركية تنشرها جمعية الاتحاد والترقي ترسلها إلى أهل القرى مجاناً وتصدر كلما اقتضى الحال. وهذه الجريدة تبحث عن الاتحاد والترقي خاصة بلسان يفهمه القروي وفيها من المواد ما ينفع القروي في حقله وزرعه.

فاروس تيس ثسالونيكيس (منار سلانيك) _جريدة رومية يومية أسست سنة 1874 ميلادية تبيع في سلانيك مقدار ستمائة نسخة ولها من المشتركين مقدار سبعمائة فيكون 1300.

آستير (النجم) _جريدة رومية يومية أسست هذه السنة تبيع ألفاً في سلانيك وترسل لمشتركها ألفاً فيكون المجموع (2000).

قونوبي (البرغش) _جريدة رومية أسبوعية نصفها منظوم وهو القسم الأول حتى العنوان وشرائط الاشتراك ونصفها منثور وكلها هزل أسست قبل سنة ويباع منها ألف نسخة.

نه آليثيا (الحقيقة الجديدة) _جريدة رومية يومية أسست سنة 1903 ميلادية باسم اليثيا (الحقيقة) ثم بعد الدستور ضم لها نه آ (جديد).

به لوس (ب بدل) (سهم) _جريدة رومية أسبوعية هزلية أسست هذه السنة تبيع مقدار ألف نسخة.

أبوكا (زمان) _جريدة يهودية يومية أسست سنة 1873 ميلادية ولها من المشتركين في سلانيك ستمائة وتبيع فيها مقدار ألف وخمسمائة ومشتركوها في الأطراف سبعمائة فيكون مجموع ما تصرفه 2800.

الأمبرسيال ' إسرائيلية يومية. أسست سنة 1908 ميلادية تبيع مقدار ألف نسخة.

قرباج (سوط) _جريدة يهودية أسبوعية هزلية أسست هذه السنة فنالت رغبة الناس جميعهم ولذلك تبيع مقدار ستة آلاف نسخة.

الآونير (المستقبل) _جريدة يومية تصدر يوم الاثنين والأربعاء والجمعة وتبيع مقدار ألف نسخة. أنشئت قبل ثلاث سنوات.

ره وياتا بو بو لار (مجلة العوام) _مجلة يهودية أسبوعية تنشر في إدارة ما قبلها وترسل معها يوم الجمعة.

ويرقوزيكو (شيطان) _جريدة يهودية أسبوعية هزلية لم تنل الرغبة مثل أختها قرباج.

لاتريبوناليبر (المحكمة الحرة) _جريدة يهودية أسبوعية يباع منها مقدار ألف نسخة.

جورنال دوسالونيك (جريدة سلانيك) _جريدة إفرنسية محررها إسرائيلي أسست قبل 15 سنة تصدر الأحد والثلاثاء والخميس تبيع في سلانيك مقدار ألف نسخة ولها فيها سبعمائة مشترك ولها في الأطراف أربعمائة مشترك فيكون مجموع ما تصرفه 2100 نسخة.

بروغره دوسالونيك (رقي سلانيك) _جريدة إفرنسية يومية محررها من أهل سلانيك أسست قبل 11 سنة يباع منها مقدار ألف نسخة.

كان للبلغار ثلاث جرائد قل مشتروها فخسرت فتعطلت جميعها.

وأما أهل سلانيك فلا يزيدون عن مائة وخمسين ألفاً وقد كنت أحب أن أقايس أهل الشام وجرائدهم بأهل سلانيك وجرائدهم بهم المطالعة ولاسيما ويأتيهم كل يوم من جرائد إستانبول مثل طنين وأقدام وصباح ويكي غزته ما لا يمكن حصره ولكن لا علم لي بمقدار أهل الشام ولا بجرائدهم ولا بمقدار ما يصرف منها فهل لأحد الفضلاء ممن يعرف ذلك أن يتخذ هذه العجالة أساساً ويتحفنا بالمقايسة؟

سلانيك ر. ب

التربية العقلية

وضع أحد أساتذة المدارس الجامعة في فرنسا كتاباً في التربية العقلية قال فيه بشأن تعلم الإنشاء أن أفضل طريقة يتخذها المعلم في تعليم تلامذته ألا يقترح عليهم كتابة موضوع بدون أن يدلهم على الطريق التي يجب عليهم سلوكها لأن الأفضل في نظره أن تتدارك أغلاطهم قبل وقوعها من أن تصلح بعد كتابتها فإن نقد الأغاليط عقيم في الأكثر ولا يخلو دائماً من الضرب على سندان واحد فلأجل الفائدة من التصليح يجب أن يكون في الوظيفة أو الفرض بعض الميزات الابتدائية والأجدر أن تقرأ للمتعلم قطع من أقوال الغير في الموضوع الذي يقضي عليه كتابته. قال أن من الصعب تعليم الأولاد أن يكتبوا أو يحكموا كتابة صحيحة وحكماً صحيحاً ولكن من الممكن تلقينهم كلهم معنى النظام وحسن السياق وذلك يتأتى بدرس ما كتبه الكاتبون حق دراسته وتحليله وبيان مزاياه ومتانة تراكيبه ومتى تم للم رء أن يعرف ما حوت كتابة كبار الكتاب من الحسنات يوشك أن يقبض على سر الإنشاء.

المدرسة والأخلاق

وضع أحد علماء الألمان كتاباً في التربية الأخلاقية قال فيه أن الواجب في تعليم الأطفال أن يدربوا أنفسهم بأنفسهم وأن يعلمهم معلموهم كيفية التوفيق بين شخصيتهم الروحية وشخصيتهم الحسنة فيباحثوهم في موضوعات في الأخلاق الشخصية أو الاجتماعية ذات ارتباط كلي بحياة التلامذة أنفسهم وأن يعودوا في المدارس إلى القول بعدم المركزية أي الحكومة المستقلة بحيث يعدون الطفل للديمقراطية العملية ويكلون ذلك للمتقدمين من التلامذة.

غاية التربية

قال أستاذ التربية والعليم في كلية برلين أن غاية التربية تقوية حواس الشخص ما أمكن مع احترام الخلق الطبيعي وشخصية الأفراد فالواجب أن نحكم فيه قوة الانتباه والتفكر والذاكرة ولا نعجل في استثمار عقله. وهو يشدد كثيراً في تربية الإرادة لأنها أهم من كل شرح وتفصيل في تربية أخلاق المرء.

آثار عربية

ظفر البارون ماكس فون أوبنهايم اثناء سياحته في الشرق على عدة كتابات استخرج بعضها ودفعها إلى علماء الآثار ليحلوها ومن جملتها 196 أثراً عربياً حلها المسيو برشم ونشرها في كتاب خاص ومعظمها لم يعرف وهي مما عثر عليه السائح الألماني من جنوبي بحيرة حمص إلى دمشق ماراً بقلعة الحصن ومصياف وحماة وقنسرين وحلب والرها (أورفة) وماردين وديار بكر والبيرة وعينتاب وآذنة وطرسوس وقره مان وقونية ويرد تاريخ معظمها إلى عهد استيلاء المماليك على مصر ومنها ست كتابات من عهد الخليفة المنصور في ديار بكر تاريخها سنة 297 من الهجرة وبعضها من عهد سيف الدولة ابن حمدان في حلب من سنة 354 ومنها أثر وجد في دمشق من عهد السلطان طوطش السلجوقي (480) وآخر في سلمية من عهد الأمير خلف 481.

علم نفس الطفل

ألف أحد علماء سويسرا كتاباً في تربية الأطفال وتعليمهم قال فيه: إن الطفولية يجب أن ينظر إليها بأنها باب للاستعداد للحياة وتختلف مدة الطفولية بحسب درجة كمال النوع فكلما اعتبر تاماً أي حافلاً غنياً بالمقاومات يطول طور الطفولية وعبثاً يريد المرء اختصار هذا الطول لأن الفطرة حمت هذا الدور من نقص التركيب بألف واسطة وكلما كانت الطفولية قصيرة يكون ترقي الطفل قاصراً. وتكلم عن لعب الطفل فقال أنه بالنسبة للطفل من أهم المعدات لاستقبال الحياة فإنا نرى اللعب حتى في الحيوانات سارياً بحسب قواهم الطبيعية فالهرة الصغيرة تلعب بكرة من الورق كما تلعب بفأرة والجدي تظاهر بأنه يناطح في حين ليس له قرون وكذلك الحال في الطفل فإن الألعاب على اختلاف ضروبها هي استعداد للعمل القانوني الذي يعمله يوم يبلغ أشده فمن كتب له أن يكون صالحاً في طفوليته يكون رجلاً تام الأدوات في رجوليته والطفل الذي رزق السلامة في أعضاءه والعمل لنما يعد جسمه للمشاق أفضل وأقدر في جهاد الحياة ممن يحملون الشهادات العالية التي تنبئ بدرسهم واستظهارهم فاللعب باعث قوي في نمو الحواس يمد كل من نشأ من النشاط وهو يشترك مع الفكر القوي في سن الفتوة فالواجب أن يترك هذا التصور يأخذ مأخذه كما يشاء ويضاف إلى ذلك رغبة الطفل في النظر والسؤال فينبغي أن لا يضن الأبواب بالجواب على أسئلة يسألها الابن هذا في سن الطفولية أما في سن البلوغ فإن التقليد من أكبر أدوات الارتقاء فالبالغ يبلغ عند الاقتضاء ليسهل التوفيق بينه وبين المطالب العالية والطفل يقلد في لعبه وهذا اللعب مما يفيده.

والمهم في ذلك أن يطبق أعماله على محيطه وأن يقوي قواه ويتعلم معلومات جديدة وينمو على الدوام نمواً طبيعياً وأخلاقياً وهو يرتقي هذا الترقي إذا قابل بنفسه المصاعب التي يجب عليه التغلب عليها تناول بنفسه المعارف اللازمة والأسرار التي يقضى عليه كشفها وسبر غورها. وقال أن علم التربية والتعليم (بيداكوجيا) هو علم معرفة درجات النشوء الطبيعي في الطفل واستخدام كفاءاته الفطرية لترقيتها.

سن تعليم القراءة

يبدأ الأولاد بتعليم القراءة في إنكلترا في السنة الثالثة وفي سويسرا بين الخامسة إلى السابعة بحسب المقاطعات وقد بدأ إميل روسو في الخامسة عشرة. وبحث أحدهم بحثاً دقيقاً فتبين له أن الطفل يتعلم القراءة في الأكثر بسرعة بين السابعة والثامنة وتقل السرعة بين السابعة والسادسة وأن الأظهر في هذه الحال أن يبدأ في سن السادسة بتعلم القراءة. وأكدت مديرة مدارس الأمهات في فرنسا أن تعليم الولد قبل السادسة يضر جداً ولكنها سمحت بأن يقرأ الأولاد بين الخامسة والسادسة من أعمارهم نحو عشرين دقيقة فقط وقالت ينبغي أن يدل الطفل على الكلمات التي يقرأها ولا يكتفي بتكرارها فقط إذ تشتغل في تلك الحال ذاكرته فقط وأن يقرأ بصوته العادي بدون أن يرفعه وأن تستعمل له الألفاظ المستعملة نفسها بدون ألفاظ مجهولة.

انتظام التجارة

ثبت أن التكافل النامي في المصالح المادية بين البشر واضطرار كل بلدة أن تطلب المواد الأولية والمواد التي تفرغ في قالب آخر أو تبحث عن مصرف لبضائعها وحاصلاتها في البلدان الأخرى كان منه كان منه أن عدل النظام التجاري العام تعديلاً كبيراً لاسيما وقد أصبح اليوم طول سكك حديد الأرض مليون كيلومتر وكان سنة 1870 مائتي ألف كيلومتر فقط وأصبحت السفن تحمل اليوم 30 مليون طن وكانت سنة 1875 لا تحمل غير 3. 700. 000 طن وعدد الأسلاك البرقية البحرية 1400 ولم يكن سنة 1866 سوى سلك واحد فكيف تكون الحال يا ترى عندما تملأ البحور والبرور بالسفن والسكك والأجواء بالطيارات.

التربية المشتركة

كتب أحد العارفين في مجلة الأسبوع الأدبي في جنيف مقالاً في معنى تربية البنين والبنات في مدرسة واحدة فأورد عدة أمثلة تثبت أفضلية هذا النوع من التعليم ولاسيما لما شوهد من نتائجه الحسنة في إنكلترا وقال فيه أن تربية الجنسين معاً ولاسيما في المدارس الداخلية (كذا) اقل خطراً من تربية كل جنس مع أبناء جنسه. ومن شروط النجاح في ذلك أن يؤخذ الأولاد صغار السن جداً ويتركون يعيشون أبداً معاً ويطرحون العناصر التي لا يمكن التوفيق بينها فيربى الأولاد والشبان في مدارس الفلاة حيث تسلم الحياة من الشوائب وأخلاق الجد تكون أحسن أثراً وأن يسلموا إلى مربين تخرجوا على الأصول الحديثة في علم النفس فيربى كل جنس بحسب طبيعته وما ينتظره في حياته من الواجبات.

الولادات والوفيات

كانت الولادات أزيد من الوفيات سنة 1908 في أكثر ممالك أوربا فبلغت الولادات في ألمانيا 879. 562 والوفيات 795. 107 وفي النمسا 313. 616 و301. 936 وفي المجر 239. 760 و228. 338 وفي البلجيك 64. 837 و67305 وفي إنكلترا وغاليا 419. 921 و346. 847 وفي بلاد القاع أو هولاندة 84. 926 و75. 911 وفي إيطاليا 368. 667 و385. 165 وفي نروج 27. 600 و30. 450 وفي السويد 58. 407 و44. 204.

الهند البريطانية

وضع أحد علماء فرنسا كتاباً في الهند بعد درس عشرين سنة فقسمها إلى قسمين قسم مساحته مليونان وستمائة ألف كيلو متر مربع وسكانه 232 مليون نسمة وهذا القسم تحكم عليه إنكلترا مباشرة وقسم مساحته مليون وسبعمائة وخمسون ألف كيلو متر مربع سكانه 62 مليوناً ونصف مليون وهذا القسم يحكمه راجات الهند والزعماء الوطنيون المحالفون للعرش البريطاني ولهم مستشارون إنكليز. ومناخ البلاد بالطبع مختلف باختلاف الأصقاع فإقليم راجبوتانا رمال تبعث الحرارة المدهشة في الصيف وتجلد المياه في الشتاء. ومسالة المياه أهم ما في الهند من المسائل وقد أقام الإنكليز في إقليم بنجاب أعظم آلات الري في العالم ويقدر عدد من يهلك كل سنة في الألف 31 منهم 19 بالحمى. والسكان طوائف وكل طائفة تخرج منها أناساً ولكن لا تدخل إليها أحداً وكان عددهم منذ نحو خمسين سنة لا يتجاوز المئة فأصبح اليوم 2378 تقسم بين 43 عنصراً وتابعية.

ومنها أربع طوائف يتألف منها 16 في المئة من الشعب الهندي وهي طبقة البراهمة وعدد أعضائها 14. 800. 000 والشاماريين 11 مليوناً وكل واحدة من الرجابوتيين والآهريين 10 ملايين والطبقات الكبيرة تسحق الصغيرة.

والظاهر أن المناخ مؤثر جداً في السكان حتى أصبحوا إلى الكسل أقرب منهم إلى حياة العمل وكل واحد يريد أن يعمل له وهو مستريح فتجد في كل خمسة رجال يعملون بحسب الظاهر واحداً لا يعمل شيئاً أصلاً يستريح وآخر يناظر وآخر يعاون فالأرض تؤجر من كبير إلى أصغر وتتعاورها الأيدي بالإيجار. وكثرة الديانات تزيد الأعياد وأيام الراحة والناس لا يربحون ولا ينظرون في المستقبل والفائض فاحش جداً عندهم ولذلك ترى المرابين في خطر أبداً من السلب والقتل على أن الفلاح اقرب إلى الاتفاق مع المرابي من جباة الأموال لأن جباة الأموال لأن الضرائب ثابتة لا تتغير بحسب جودة المواسم وعدمها ولها أوقات معينة لا مناص من أدائها فيها ولذلك تراه عند الضائقة يعمد إلى المرابي فيستدين منه بفائض كبير وقد كان ثلث الفلاحين منذ ثلاثين سنة مدينين على أمل أن يخلصوا من ديونهم والثلثان الآخران لا أمل لهما بالخلاص حتى اضطرت الحكومة الإنكليزية في بنجاب أن تسن قانون 1900 تقضي فيه على الفلاح أن لا يبيع أرضه إلا من فلاح ولكن المرابين كلهم أصحاب زراعات ولذلك لم يقل بيع الأراضي ولا رهنها.

ولم تنفذ الحكومة هذا القانون في البلاد الأخرى. وقوة الحكومة البريطانية في الهند ناشئ من كون إنكلترا تحكم عناصر مختلفة من السيخيين والمسلمين ولماهراتيين والهنود والبرمانيين وكلهم يتحاسدون بينهم وينفصل بعضهم عن بعض في الجنس والعادات والأديان ولذلك كان من الصعب إشراكهم كلهم في منافع الإدارة على قدم المساواة وعدد المسلمين هناك 62 مليوناً والهنود 207 ملايين وكان المسلمون حكام البلاد مدة قرون لذلك يحتقرون المسابقات التي تجري للدخول في الوظائف أما البراهمة فيتسابقون إليها.

تربية العقل

ألف الدكتور تولوز الفرنسوي كتاباً في هذا المعنى قال فيه أن النظر أفيد للمرء من البحث والدرس في خزائن الكتب والتمرن على حكم الأمور الواقعة خير من إملاء الذهن بمعارف ميتة لا محصل لها والعمل خير من التصور والحركة أفضل من التخيل وتكلم فيه على ضرورة العمل للإنسان فقال يجب أن يعمل المرء ليعيش لا أن يعيش ليعمل وأن الراحة الحقيقية هي في الانقطاع بضعة أسابيع عن العمل كل الانقطاع بعد قضاء زمن في الجهاد والجد لا في تعديل العمل وتخفيفه.

جلسة الأولاد

تبين أن السبب في تشويه أجسام الأولاد استعدادهم الكلي للجلوس على مقاعد كيفما اتفق وأن البحث قد أثبت بأن في كل خمسة ملايين طالب يتخرج 570 ألفاً مشوهين في أجسامهم وأحسن واسطة لاتقاء ذلك إجلاسهم على مناضد عالية بحيث لا يكادون يقعدون إلا منتصبة قاماتهم وأرجلهم تمس الأرض وبذلك يقوى هيكلهم العظمي على طبيعته ويتنفسون تنفساً حسناً.

الخطوط الحديدية في الأرض

ظهر من إحصاء أخير أن طول السكك الحديدية في القارات الخمس زاد في السنة الماضية 25 ألف كيلومتر فتجاوز طولها المليونان كيلومتر منها أربعمائة ألف فقي الولايات المتحدة وكندا ومئة ألف في أميركا الجنوبية وستون ألفاً في ألمانيا ومثلها في روسيا وخمسون ألفاً في فرنسا وثلاثة وأربعون ألفاً في النمسا وثمانية وثلاثون ألفاً في إنكلترا وجميع الخطوط الحديدية في آسيا لا تتجاوز الخمسة والتسعين ألف كيلومتر وفي أفريقية أحد وثلاثين ألفاً وفي أستراليا تسعة وعشرين ألفاً.

صحة المدارس

تكلم أحد الخطباء في مؤتمر الفنون في المدرسة في نانسي إحدى حواضر فرنسا في موضوع صحة المدارس فقال أن للنور دخلاً كبيراً في القراءة وإن الواجب أن تكون حروف المطبعة ثخينة في الجملة وأن يعتنى باختيار الألوان المفرحة في الجدران والحوائط ويستغنى عن الألوان الباهتة القذرة كلون الشوكولا والألواح الحجرية السود. والألوان البيضاء الجافية التي تجعل صفوف المدارس كأنها غرف مستشفيات بل الواجب تنويع الألوان والأدهان على الطريقة المقبولة للأولاد فاللون الأحمر والأزرق والبرتقالي مما ينفع النفس والنظر في الأيام الممطرة الغائمة وتكون للنفس بمثابة شعاع الشمس قال والواجب الإكثار في المدارس من الزهور والورود تزرع كيفما اتفق في الأفنية والمماشي ويعلم الصبي احترامها حتى لا يقطفها بمجرد وقوع نظرة عليها كما يعلم مراعاة الحيوان.

الأولاد المدخنون

حقق أساتذة هولانديون تأثير التدخين في الأولاد ثبت لهم مضاره في عقولهم وأخلاقهم والمدخنون هم كسالى وفاسدو الأمزجة والتراكيب ويزيد معدل المدخنين من الأولاد بالنسبة لحالة أهليهم من الرفاهية وعدمها.