مجلة المقتبس/العدد 50/جرائد الولايات العربية

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة المقتبس/العدد 50/جرائد الولايات العربية

ملاحظات: بتاريخ: 1 - 4 - 1910


كل شيءٍ أخذ بالنشوء والنمو في هذه الديار إلا جرائد الولايات العربية الرسمية فإنها كلما طال عليها الزمن تنحط مكانتها لأنها كانت ولا تزال تقدس أعمال الولاة وتزكيهم إلا قليلاً وجرائدٌ هذا حالها كيف يرضيك خبرها ومخبرها.

للحكومة العثمانية اثنتا عشرة ولاية (أو لواء) عربية تصدر فيها 11 جريدة رسمية أسوة سائر الولايات في آسيا الصغرى والروم إيلي وهي طرابلس الغرب، بيروت جبل لبنان، القدس، سورية، حلب، الموصل، بغداد، البصرة، الحجاز، اليمن تصدر مرة في الأسبوع لتقريظ أعمال الولاة والمتصرفين ونشر بعض أوامر الحكومة باللغتين العربية والتركية لأن الأولى لغة البلاد والثانية لغة الحكومة والعربية منقولة عن التركية بالحرف ولكنه قل لا تقدر أن تقول عنه عربياً ولا مولداً وأحر به أن يكون لغة خاصة يكاد لا يفهمها إلا قلائل ممن ألفوها أو ممن يعرفون التركية فإذا عشر عليهم فهم عبارة قلبوا الوجه التركي من الجريدة فقرأوا الأصل لينحل معهم الإشكال.

إن هذه الدركة من الانحطاط بلغت لغة الجرائد بفسادها ولو كانت منتشرة بين طبقات القوم انتشار سائر الجرائد العربية لأفسدت من ملكة الأدب العربي فساداً لا يشبهه فساد ولكن من حسن الطالع أن قراءها محصورون أو يكادون يعدون على الأصابع وأقدمها أنشئ منذ خمس وأربعين سنة وأحدثها منذ سنتين واثنتان منها وهي الزوراء جريدة بغداد والموصل تصدران بالتركية الصرفة كأن الحكومة اعتبرت الجزيرة والعراق من الأقاليم التركية أو أنها أرادت أن توفر على اللغة العربية بعض الألفاظ والتراكيب الرديئة تصدر عن أعظم العواصم العربية القديمة أو أنها لم تجد في دار السلام والموصل الحدباء من يعرب لها جريدتها الرسمية. وجريدة لبنان تصدر بالعربية فقط وهي أحسن الجرائد الرسمية عبارة. ولذا فإن كلامنا اليوم مقصور على تسع جرائد لتسع ولايات كبرى كل منها حرية بأن تدعى مملكة لا ولاية لاتساع بقاعها وكثرة نفوسها وقديم مجدها ونكتفي بإيراد جملة من جرادها الرسمية ننقلها نموذجاً على انحطاط أسلوبها وتراكيبها نلتقطها من صفحة واحدة من كل واحدة ولا نشير إلى الجريدة حرصاً على كرامة القائمين بها وإن كان معظمهم لا يعرفون من العربية جملة ولا من قواعدها قاعدة وهم عامة يكتبون وينشرون بدون مبالاة بما يفسدون به لغة العامة والخاصة وإن كانت تتفاوت تلك الجرائد في عباراتها.

فما ورد في إحداها قولها: صورة التحريرات الواردة بالشرف وهي تعريب عن الأصل التركي بالحرف ولفظ التحريرات لم يسبق في الفصيح استعماله كما لم يسبق للعرب استعمال خطاب بمعنى كتاب المستعملة بين المصريين ويجمعونها على خطابات قال في التاج وتحرير الكتاب وغيره تقويمه وتخليصه بإقامة حروفه وتحسينه بإصلاح سقطه وتحرير الحساب إثباته مستوياً لا غلث فه ولا سقط ولا محو فالتحرير يجمع على تحارير وليس هو مقابل لفظ رسالة وألوكة أو كتاب. أما تركيب الواردة بالشرف فمن أسمج التركيب.

وقال: إن التشتت والافتراق هما يسببان ويحدثان الغوائل والمشكلات الداخلية ويؤديان إلى انقراض الهيئة المعظمة واضمحلالها كما تشهد بها مثالها التاريخية ولا يحصل لها السلامة والسعادة والترقي والتعالي إلا باتحاد قلوبهم واتجاههم جميعاً نحو غاية واحدة فنظراً لهذه الحقائق رئت نواب الملة تشكيل الجمعيات المبنية على أساس القومية والجنسية والمعنونة بها ملة بالوحدة العثمانية ففي هذه الجملة من الركاكة والألفاظ المبذولة الزائدة الدخيلة ما تراه. فأي داعٍ أولاً لتكرار لفظي التشتت والافتراق والغوائل والمشكلات وفعلي يسببان ويحدثان وانقراض واضمحلال وكلها بمعنى واحد يستغنى بأحدهما عن الأخرى ثم إلى أين يرجع ضمير أمثالها وكذلك كيف يرجع ضمير اتجاههم جميعاً. وتركيب يحصل لها السلامة والسعادة والترقي والتعالي من التراكيب السقيمة ولا معنى للتعالي هنا ولو قال لتمم لهم السعادة الخ لكان أسلم ومن القبيح استعمال فنظراً لهذه وأقبح منه رئت نواب المملة تشكيل فإن في هذا التركيب ثلاث غلطات فقط الأولى في الرسم فكان الوجه أن يقال رأى ولفظ الملة لا تستعمل بمعنى الأمة في العربية وهو من استعمال الترك فالملة الشريعة أو الدين كملة الإسلام والنصرانية واليهودية قال في التاج: وقيل هي معظم الدين وجملة ما يجيء به الرسل وقال الراغب: الملة اسم لما شرعه الله تعالى لعباده على لسان أنبيائه ليتوصلوا به إلى جواره وقال أيبو إسحق: الملة في اللغة السنة والطريقة. وكذلك يقال في تشكيل فليس في العربية التشكيل بمعنى التأسيس أو الإنشاء فتشكل في الأمر عندهم تصور وشكله تشكيلاً وصوره. وما أبشع تركيب الجمعيات المبنية على أساس القومية والجنسية والمعنونة بها فتجد الألفاظ العربية في الظاهر ولكنها مبدوءة في تركيبها.

وقال: فيجب أن تبلغون الذين يقتضي لهم التبليغ بالصورة الحسنة والمناسبة وتبينون لهم أن ليس في هذه المادة غرض سوى المحافظة على الوحدة العثمانية المتكفلة بالسلامة والسعادة العمومية وأن تجري التدريسات الابتدائية بالألسن القومية وتساعد على الجمعيات الخيرية والعلمية وأن لا يتلقى أحد الممنوعية المذكورة في شكل العرض إلى الأقوام فالغلط النحوي في هذه الجملة وهو ما نسامح به لأنه بسيط لا يفسد اللغة بقدر ما تفسدها تلك الألفاظ المعسلطة والتراكيب الشائنة المغلطة مثل تبلغون الذين يقتضي لهم التبليغ بالصورة الحسنة والمناسبة ولو قال: تبلغون من يجب على ما يجب. لكان أخصر واسلم. ولو قال الكفيلة بالسلامة العامة والسعادة الشاملة لأجاد ولفظ التدريس لا يجمع على تدريسات ومن الألفاظ ما يستحب مفرده أكثر من جمعه ومنها ما يعذب جمعه أكثر من مفرده ولعل جميع تدريسات جمعت على مثال تحريرات وكم أدخلت التركية إلى العربية من هذه الجموع والألفاظ التي تجدها عربية الأصل ولكن أتى عليها شيء من العجمة ومنها ما نقل منه اللفظ عن أصله مثل التشكيل.

ومن سخيف اللفظ الممنوعية فإن المنع عربي في الأصل ولكن هذه الصيغة لم تعهد للعرب ولا لمن بعدهم وإنما جاءتنا في القرون المتأخرة ومثلها الممنونية ولا يقال أنا ممنون منك فالممنون المتطوع بل ممتن لك كما لا يقال المحظوظية والمسرورية والأمنية بمعنى الأمن والمقطوعية والمعلومية والمأذونية والمفهومية والانتقالية والفراغية وكل هذه الصيغ لا تجوز في لغة العرب دخلت عليها من التركية فاللحن كما قال عبد اللطيف البغدادي يتولد في الأمم والنواحي بحسب العادات والسير.

ومادام في العربية متسع عن هذه الألفاظ فالأحسن نبذها وكذلك يقال في التنسيقات والمأموريات فقد خطأوا من قال من المتكلمين هذه المحسوسات وقالوا صوابها المحسات لأنه يقالا أحسست الشيء بمعنى أدركته فأما المحسوس فهو المقتول من حسه إذا قتله ولو راجع من يمسكون القلم العربي ليكتبوا به الجرائد في معاجم اللغة مثل هذه الألفاظ ونظروا في أصولها لردوا أكثرها إلى الصحة من تلقاء أنفسهم.

وتقول: ينبغي إجراء التعقيبات المتمادية بوساطة مأمورين البلدية تحت نظارة الأطباء في المواقع المحررة آنفاً وتجري الفيران الميتة وألقاهن في الماء المغلي وإمساكهن بمللقاط الحديد الطويل وتبليلهن بدهن الكاز وإحراقهن بالنار. . . يجب إجراء الوصايا والتوضيحات الكافية للأهالي لإتلاف الفيران اللواتي لم تصبهن المرض بعد لا يمرضن ويكن واسطة لانتشار المرض ويجب أيضاً على الدوائر البلدية إعطاء أجورات مناسبة لكل فأرة التي يصطادونها الأهالي بالفخ قصداً لتقليلهن في البلد.

هذه الجملة وحدها كانت تكفي للدلالة على ما في هذه الجريدة من منافيات البيان والقواعد المألوفة لصغار الطلبة دع عنك كبارهم. فمن الأغلاط اللغوية التي فيها التعقيبات والتوضيحات والأجورات ووقوعات ومن الغلاط النحوية مأمورين البلدية والصواب مأموري البلدية ولكل فارة يصطادونها الأهالي بالفخ وهذه اللغة يسمونها لغة البراغيث من قولهم أكلتني البراغيث وأولى أن تسمى لغة الفيران للتناسب ومثله تنزيل الفيران منزلة العاقل فقال (إلقائهن) والصواب إلقاؤها (ونبليلهن بدهن الكاز وإحراقهن الفيران اللواتي لم تصبهن المرض بعد لئلا تمرض فنكون. . . قصد تقليلها و (لا لا) هذه من أغلاط الرسم وصوابها بها لئلا كما يفهم من سياق العبارة ومن مراجعة الأصل التركي وكذلك (مللقاط) والأحسن ملقط ولم تكتف هذه الجريدة باستعمال الألفاظ التركية المهزعة بل هي تدخل إلى العربية ألفاظاً إفرنجية لها في اللغة ما يقابلها مثل لفظة (كادرو) التي شاعت في العهد الأخير في هذه البلاد يراد بها الموظفون غير العاملين فيقولون أخرج فيها خارج الكادرو أو القادرو وهي لفظة فرنسوية والأولى أن يقال اخرج من الخدمة أو اسقط أو ماثل ذلك. و (محلول السوبليمه) ولو قال محلول السليماني لأفهم وما أعجم و (الباراقات) ولو استعاض عنها بالأكواخ لأصاب شاكلة الصواب ولفظ (سوبليمة) و (باراك) من الألفاظ الفرنسوية أيضاً وعندنا ما يقابلهما من اللسان العربي).

وجاء في جريدة أخرى لقطر آخر. المتعين لمتصرفية. . والصواب المعين. وندعو لمعاليه بالموفقية وهي جملة لم تشتم رائحة العربية ولو قالها عربي لأوردها هكذا (ندعو له بالتوفيق) فالموفقية من الألفاظ العربية المتتركة والأولى حذف الألف من ندعو كما تحذف موزعو الجرائد ومأمورو الإدارة. وقال: (بحمد الله وعنايته التي لانهاية لها من منذ يومين ثلاث قد تنزلت الأمطار النافعة في. . وجوارها وأخذت الزراع صيب المواضع. وفي أثناء نزول المطر في يوم الأحد قد أصابت الصاعقة المطبخ الواقع في الجهة الشمالية من خستة خانة المركز العسكري وبحمد الله لم يكن تلفات في النفوس ولا ضايعات سوى احتراق يسير في أرجل محمد علي من الخدمة بدون تأثير). هذه القطعة التي افتتحها الكاتب واختتمها بحمد الله نقول فيها ألف سبحان الله لما فيها من الركاكة والإفساد للغة قريش. وما أظن رجلاً من عرض الناس يكون له بعض مطالعة قليلة يكتب عبارة أحط من هذه ودليلنا (من منذ يومين ثلاث) و (لم يكن تلفات في النفوس ولا ضايعات سوى احتراق يسير في أرجل محمد علي من الخدمة بدون تأثير) وغير ذلك من الغلط الفظ الفظيع. أما تلفات وضايعات فتتصرف على وزن (موفقيات) و (تنسيقات) و (تعقيبات) ألفاظ أصلها عربي ولكن تركيبها أعجمي. ولم نفهم (أخذت الزراع صيب المواضع) إلا عندما قابلناها للوجه التركي فرأينا فيه ما تعريبه: (فأخذ الزراع يحرثون حقولهم ويسرعون إلى بذرها) كما إنا لم نفهم نسبة الأرجل إلى محمد علي وهل هذا الخادم له أكثر من رجلين كما نرى الآدميين أم له عدة أرجل ولعل هذا يقاس على مر بك آنفا من تنزيل غير العاقل منزلة العاقل في جملة الفيران. ومن أبشع التعابير تعبير (بدون تأثير) في آخر العبارة أما لفظ (خستة غانة) فلها في العربية ما يقابلها مثل دار المرضى أو مستشفى وكذلك جميع الألفاظ التي تختم بخانة فالواجب على العربي أن لا يخون لغته بل يردها إلى أصلها فلا يقول دفتر خانة ولا تيمار خانة ولا طوبخانة ولا موز خانة ولا بارود خانة ولا قره قولخانة بل يقول دار السجلات ودار المعتوهين ودار المدافع والمتحف أو دار المتحف ودار البارود ودار الخفر أو المخفرة الخ.

ومن ركاكات هذه الصحيفة (لأجل تقوية الانضباط بداخل المملكة روي لزوم إنشاء واحد قره غول في مواقع. . . . . مخصوص لإقامة قوميسر البوليس. وقد تبرع. . . بخدمة مفتخرة بإعطاء عرصة منهما يكون إنشاء القره غول. . المصارف الإنشائية المقتضية للقره غول المذكور تعهد بتأديتها إعانة من طرف. . مأمور التوتون الرزي. . فإبراز الحمية من المومي إليهم بهذه الصورة أوجبت التقدير والممنونية.).

وكان الأجدر أن يقال لتوطيد أمور الضبط في البلاد دعت الحاجة إلى إقامة مخفرة. . ليقيم فيها مفوض الشرطة خاصة فتبرع فلان بإعطاء عرصة تبنى فيها المخفرة على نفسه أداء النفقات لبنائها. . . فلان وفلان مأمور حصر الدخان. . . . وحمية الموما إليهم حرية بالشكر موجبة للأجر وهنا ننبه إلى رسم (المومى إليهم) الواردة في العبارة الأولى فالأولى رسمها بالألف لأنها من أومأ والأتراك يرسمونها بالياء وكثير من كتاب الصحف يتابعونهم على رسمها غلطاً. وجاء في هذا العدد (التقسيط المعطا من طرف. . .) وكان الأولى أن تجعل ألف المعطى بدل ياء (المومى إليهم).

وجاء فيها: (تفضل بالأشعار من جانب قوماندان القواي العمومية أن مجموع الإعانة للبوابير العثمانية في المعسكر الهمايوني بلغت كما هو محرر أعلاه تسعة وخمسين ألفاً وسبعمائة وثمانية وثلاثين قرش وعشرة بارات وقد أرسلت رأساً إلى دار السعادة فإبراز حمية المتبرعين الجدية جديرة بالمحمدة والشكران) في هذه الجملة أربع ألفاظ أعجمية كان يتأتى الاستعاضة عنها بألفاظ عربية مثل (قوماندان) قائد (وقواي) القوة و (البوابير) السفن و (الهمايوني) السلطاني. ولو قال كتب قائد القوة العامة أن قد بلغت الإعانة للسفن العثمانية في المعسكر السلطاني. . . لأحسن ولفظ (قرش) تنصب على التمييز ولم نفهم معنى حمية المتبرعين الجدية ولا الشكران.

وفي هذه الصفحة من الصحيفة أغلاط شائنة أخرى أكثرها مما يعرفها أحداث المدارس مثل: (إن طالبين المأمورية تؤخذ منهم ورقة ترجمة الحال ابتداءً ليعلم منشأهم وهويتهم والغير تابعين لهذا الأصول لا يكون إسعافهم لمسئولهم) وتعريب هذه الجملة هكذا: تؤخذ من طالبي التوظيف تراجمهم بادئ بدءٍ ليعرف منشأهم وأحوالهم ولا يجاب سؤال من لا يجرون على هذه الأصول) ولفظ هوية تكثر في الكلام المولد مثل كمية وكيفية.

وجاء أيضاً ما نصه وفصه: فالمأمور الذي يمنع ويصر على عدم إعطاء ترجمة الحال بلا مانع فيلحظ أنه لمقصد ستر وإخفاء بعض خصوصات عائدة لسيئات سو ابق أحواله فالمأمورين المختارين السكوت مقابل إغماض العين بهذا الباب يرى أنهم غير موافقين للمصلحة وتعريب هذه الجملة كما يأتي: علم أن لم يمتنع من الموظفين عن إعطاء ترجمة بلا موجب مقصداً يريد ستره لسوء حاله والسكوت عن أهل هذه الطبقة يعد من الإهمال ولا يوافق المصلحة بحال.

ومثله ففي هذه الحال واختياره لا يكون تجويز هذا المقصد والطالبين المأمورين بداية إذا ما أعطوا ورقة ترجمة الحال لا يكون قبولهم في خدمة الدولة قياساً للأصول ولأجله لزم التبيلغ تعميماً. . . ولا يجوز قطعياً لمأمورين الحكومة. . . وعلى فرض يحصل خلاف هذا الأساس من المستخدمين في خدمة الحكومة فطبيعياً تجري بحقهم المعاملة اللازمة وبناءً عليه يقتضي تلك التنبيهات جمل كلها من السخافات والركاكات بمكان لا يصل إليه كاتب إلا بخذلان من الله.

وجاء في جريدة لقطر آخر: بناءً على شدة احتياج أهالي الولاية وضرورتهم كما علم من قرار تصفية البقايا وكان تدقيق ذلك وبتطبيق تعليمات مضبطة البقايا إلى نهاية سنة 1320 في درجة الوجوب فقد تقرر استحصال الأمر بالتلغراف وإجراؤه وتعريب هذه الجملة كما يأتي: علم من قرار تصفية بقايا الموال أن أهالي الولاية في حاجة ماسة إلى تطبق عليهم لائحة البقايا إلى نهاية سنة 1320 ولذا تقرر استصدار الأمر بلسان البرق وجرى العمل به.

وفي هذه الصفحة من الصحيفة ألفاظ أعجمية عمت بها البلوى في اللغة القرشية مثل: أرسلت الولاية بمحررة أي في كتاب أو رسالة. واستحصال أمر وتسريع إجرائه أو مكانته ولفظة أهمية مثل موافقية ومعمورية أصلها عربي وتركيبها أعجمي وكذلك لتأمين وإدامة نعمة الأمنية والراحة إلى منتهى حدودها أي لتوطيد دعائم الأمن والراحة للغاية. ومثله نسب قوميسيون التنسيق إعطاء معاش المعزولية إلى. . . أي رأت لجنة الإصلاح منح راتب عزل إلى. . ولفظ معاش غير وارد في هذا المعنى والأولى أن يقال راتب أو مشاهرة وكذلك نسب رأى مناسباً وقوميسيون لجنة والمعزولية مثل الممنونية والأمنية والأهمية تقاس عليها ولكن لا تقس عليها بالله عليك ومثلها تبليغات وتعليمات وإيضاحات. وفي هذه الجملة تراكيب رديئة مثل: باش كاتب الأعشار وبلغت لهم الكيفية بتذاكر مخصوصة. . . المخبر عنه يكون مظنوناً بغشهار السلاح. . . أن ينظموا محاسباتهم العائدة لزمان إدارتهم بمجرد ما ينفكون عن مركز وظائفهم. . . وبذلك ظهرت أنه نزلت علامة الخصب والبركة في السنة الآتية. . . يقرر حق المفتين ببعض أحول مخصوصة مستثناة. . . والخطب يسير في إرجاع هذه الجمل إلى العربية فيقال: رئيس كتاب الأعشار وأبلغوا ذلك في رسائل خاصة. . . المتهم بأنه شهر السلاح. . . يضعون محاسباتهم أيام إداراتهم عندما يغادرون وظائفهم. . الخ.

وتقرأ صورة من صور الركاكة في صفحة واحدة أيضاً من تلك الجرائد التي تصدر في قطر آخر أيضاً فمنها: يلزم إيفاء التعقيبات القانونية بحق من. . . لكل الملحقات والمراجع الإيجابية. . . أسماء الذواة الذينهم عينوا. . حيث كانت أرض أنموذج الزراعة بعيدة عن البلد وواقعة في محل لا يمر فيه أحد ولم يستفاد من هذا الأنموذج شيء حال كون نفق عليه الأموال الكثيرة وبذلت في إصلاحه المساعي الوفيرة فاستئذن كل من مجلس الولاية العام ومجلس الإدارة من نظارة الأحراش والمعادن والزراعة بأن يجعل الميدان والبستان الذي في جواره جفتلك الأنموذج. . . وعرف عن أهمية المسئلة أيضاً وحين اقترن ذلك بالتصديق العالي يجري الإيجاب اللازم. وصوابه: اسماء الأعيان الذي عينوا. . . لعامة العمالات والمراجع. . . لما كانت أرض الحقل النموذجي. . . لم ننتفع منه في حين أنفقت عليه الأموال الطائلة استأذن مجلس الولاية العام ومجلس الإدارة نظارة الحراج بأن يجعل مزرعة أنموذجية. . . عرف بمكانة المسالة حتى إذا صدق عليه يعمل بموجبه.

وفي هذه الصحيفة من الألفاظ الأعجمية كل ما تنقبض منه النفس العربية مثل المشروطية والشائعة ووالمضبطة الاسترحامية وحيثية ملة النجيبية العثمانية واسترحامات وتفوهات لسانية الخ ويمكن أن يقال عنها الحكومة النيابية أو الدستورية والإشاعة ومضبطة الاسترحام وشرف الأمة العثمانية الكريمة. واسترحام وتفوه. ونرى أن هذه الجريدة كلما أرادت أم تتفاصح تسقط مثل قولها: ما تقرره وما افتكر بتاتاً تبديل وإلينا المحترم وأعهد بأن هكذا إشعارات لا تنقص بعزم وحزم حضرة المشار إليه الذي يتعلق بإصلاح المملكة. . المرتبة العليا والمكان المسمى. . . تترنم بالأنغام المحزنة التي تفعله بالأرواح ما لا تفعله السراح تريد أن تقول لم يتقرر ولم يفكر بتاتاً وهو العامل على إصلاح البلاد. . . المرتبة العليا والمكان السامي أو الأسمى. ولم أفهم ما يراد بالسراح هنا. وكذلك نحن متحمسين بحياة حب الوطن أي شعورنا وطني أو ما شاكل ذلك ولف حسيات يرسمونها بالتاء المفتوحة مثل ثقات لا ثقاة ولكن ليست من العربي في شيء.

وإليك أنموذجات أخرى من جريدة قطر عظيم آخر: غير خاف على أن جميع المأمورين والمستخدمين هم مكلفون بإعطاء أوراق تراجم أحوالهم وكان الذين لم يقدمون أوراق لا يتعينون في المأموريات ابتداء وذلك من الأصول المتخذة فمن الضروري أن الذين يتعينون في خدمة يجب أن يعطوا ورقة ترجمة حالهم في اقل مدة وألا يتسببوا إلى الاحتياج بتبليغهم فيكون معلوماً لدى العموم أنه إذا وقع خلاف ذلك لا تجري معاملتهم وتكون الإشارة على أسمائهم في دفاتر القيود طبقاً للإشعار الواقع من نظارة الداخلية هذه المرة فلتجري التبليغات اللازمة إلى مأموري ومستخدمي النافعة بالمثابرة على مقتضاه.

وجاء فيها: لحيث أنه من اللزوم أن أوراق الإخبارات. . . مستندة إلى قناعة كاملة من أصحابها وأن يصرح في الإمضاآت. . . أخبرنا بذلك العموم فيقتضي إعلانه بطرفكم. . . رياسة شوراء الدولة وتعليمات البول. . . المعاونية الأولى. . . باطن مظروفات مبطنة تعمل له خاصة لأجل إرساله بتمام المحافظة عن الضياع. . . حاصلات البول تفيد في خاناتها المخصوصة بالدفاتر المحلية. . . صندوق تسهيلات. . . من عموم مأموري البلدية. . . تلقى المسئولية على الآمر والصارف. . . يقيد مصروفاً بأنواعه ومقاديره بجهة المدفوعات في دفتر عينيات البول الخ.

وهنا نترك تصحيح هذه العبارة مكتفين بإيرادها بنصوصها لئلا يطول البحث. وعندنا أن هذه الجرائد إذا دامت على هذا المنوال توجد في اللغة العربية لهجة جديدة لا يفهمها إلا طبقة مخصوصة ويكون الاختلاف بينها وبين الفصحى أكثر مما بين الإسبانيولية والبرتقالية وهناك بعض صحف رسمية هي أقرب إلى الصواب في منشوراتها وإن كانت لا تسلم مما تقع فيه الجرائد الركيكة العبا رة مثل قول إحداها: باشمديرية الرسومات وصل إلى مياه ثغرنا طريق شوسة للتحري على المزيفين استلفت الأنظار القشلة الهمايونية دفتر الاغتراب مستملكات الروس رفع راية العصيان ضد طمعاً بنوال مقاصدهم الأمر الهام يحكم وهلة الرفاه والراحة بناءً عليه وتوفيقاً لأحكام والأحرى أن يقال: رئاسة مديرية الجمرك. بلغ ثغرنا. . طريق مركبات أو معبدة. للبحث عن المزيفين. لفت الأنظار أو وجه الأنظار. الثكنة السلطانية. سجل الغرباء. مستعمرات الروس. رفع راية العصيان على. طمعاً بنيل مقاصدهم. الأمر المهم أو الجلل. يحكم لأول وهلة. الرفاهية أو الرفاهة والراحة. عملاً بأحكام. أما تركيب بناء عليه وعليه وحيث أن فهي مولدة لا يعرفها العرب والأولى أن يستعاض عنها بتراكيب أخرى عربية.