مجلة المقتبس/العدد 37/اللسان

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة المقتبس/العدد 37/اللسان

ملاحظات: بتاريخ: 1 - 2 - 1909



كلُّ حرفٍ تعطي عليه جواباً ... خطأ كان لفظه أو صوابا

فتمعن قبل الإجابة تسلم ... من جواب يجني عليك عذابا

بين فكيك ليث غابٍ إذا ما ... فهت جهلاً في القلب أنشب نابا

من يفه عن روية يقضب الغيظ فتغدوا أعداؤه أصحابا

مقول المرء مثل حانوت عطار حوى ما قد مرَّ طعماً وطابا

فإذا ما أراد يقطر أَريا ... وإذا ما أراد يقطر صابا

رب سهم إن أوترته أناة ... فلج القصد واستقادا الرغابا

وإذا ما رماه طائش فكر ... يتعدى المنى فقاد الصعابا

كم قتيل للفظةٍ لو عداها ... ما عداه برد الصفا جلبابا

غادرته تحت التراب إذا لم ... تلفها غادرت بفيه الترابا

كان قبلا يسقي من المسك كأساً ... صار يروي من الصديد شرابا

أيها اللين الذي هو ذو اللبدة قد حل داخل الفم غابا

قل لنا ما صنعتَ بالناس قدماً ... فلقد قيل قد صنعت عجابا

  • * *

لفظ الكيسُ اللطيف أنا من ... ساد أهل العروش والأربابا

أوضح القلب كاشفاً ما حواه ... مطفئاً فيه ثائراً لهابا

بكلام مثل الندى فاق في جلب الأماني هاطلاً سكَّابا

سقطه في السماع خير ونعمى ... مرجعٌ للشيخ العتيّ الشبابا

تجد الملك والمملك في قبضة كفي وما رجوت استجابا

أفتن الكلَّ بافتتاني ومن تلفيه مثلي محبباً خلاَّبا

بي بصبي الملك الرعايا فتبدي ... آي حب إذا دنا أو غابا

ويسوس الشعب الوزير فيحا ... ز المرجي ويبلغ الآرابا

وأخو المتجر الوسيع بي أسلس ... قي الأماني فأمطرته سحابا

كم دعوتُ ابن خيشة في نعيم ... يكتسي فاخر الدمقس ثيابا

كم مني دونها الثريا دنت بي ... فجنت قطفها إلا كفُّ اقتصاب * * *

وإذا ما أطلقتُ من حكماتي ... ضيقت شرتي المغاني الرحابا

ودعوت الصبح المنير ظلاماً ... واعتبرت الحق المبين كذابا

وأطرحت الخل الصفي قصيا ... بعد ما كان يستزيد اقترابا

واتخذت الرأي الضلال دليلا ... وتركت الراضين عني غضابي

واجتلبت الألوف تلقى ألوفاً ... مرويات مناصلاً وحرابا

ناطقات الكرات متقداتٍ ... حاصدات كهولها والشيابا

كم صباح تكسي النهار كستها ... شرتي بردة الظلام إهابا

وبنوها الفراخ أمسوا بيتم ... يتلوَّون حيرة واكتئابا

اترك المعلم الأغن وقد بات بمسعايَ شر مسعى يبابا

فأنا من أُدير خمراً وغسليناً وأجني الزقوم والعنابا

وأنا من يجيب شأني أَني ... انشرُ الميت أو أبين الرقابا

وقصارى أمري مبين ببيت ... لذوي النبل مشرع أبوابا

من تخطي بي الروية أخطا ... من حدا بي نهج الصواب أصابا

دمشق أمين

ظاهر خير الله