مجلة المقتبس/العدد 15/حكم إنكليزية

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة المقتبس/العدد 15/حكم إنكليزية

ملاحظات: بتاريخ: 15 - 4 - 1907



الحياة

الحياة أمر خطير ولكنه بهيج محفوف بالنعم والفرص الثمينة

الحياة لا تقدر بالسنين فقط لأن الحوادث أحياناً هي أفضل ما تحصى منها

الأمر الوحيد العظيم للمرء أن يكون له في الحياة مسلك خاص به

يكاد يؤسف لكل خطوة نسيرها في الحياة إذا تأملنا خطوات أخرى كثيرة كان يتيسر أن نخطوها

الحياة أمثولة في التراضي فإننا أبعد ما نكون عن الرضا متى نلنا كل ما نريد

جعلت الحياة للعمل لا للبطالة - للكد في الخطر والخوف ولعمل شيء من الخير قبل أن يأتي الليل الذي ينقطع المرء فيه عن العمل وما كانت الحياة ليحاول بها المرء الاستمتاع بجنة في الأرض

محن الحياة كثيرة تعرض على الدوام وكثيراً ما تغير في لمحة كل ما نفكر فيه ونشعر به

الطفولية والشباب

تنيخ حول الطفل جميع الفضائل الثلاث وهي الإيمان والرجاء والمحبة

ليس في الطفل ما ينذر بمخاوف المستقبل ولا تذكر أحزان مضت

خصال الرجل في أوائل عمره خصاله إذا بلغ أشده

كل أمر يبدأ في الدنيا صغيراً فيما يتناوله المرء من الأعمال كما أن كل بشر يبدأ الحياة من الطفولية

الشباب سعادة علية في نفسه لأن الممكنات منطوية تحته بأسرها وليس فيه ما لا يمكن رده

أكثر ما يعمله الإنسان في حياته هو ما يعمله في شبابه

للشباب الخطأ وللكهولة الكد وللشيخوخة الأسف

العمل الواجب

ثق بأن الحق عامل للقوة وعلى هذا الإيمان أجسر أبداً على عمل ما تراه من الواجب عليك

العمل الواجب لا يعبس وجهه إلا متى هربت منه وإذا تابعته تبتسم

إن من يعملون ما يجب عليهم في الأمور اليومية الحقيرة هم الأولى يقومون به في الشؤو العظيمة

ما عرفت أنه يجب عليك فاعمله في الحال

ما يجب دائماً على كل إنسان لرفقائه هو أن يعرف ما فيه من القوى والمواهب الخاصة ويؤيدها لنفعهم

يتكامل العقل لا بالعلم بل بالعمل

لا يهم كل إنسان خيبة سعيه أو نجاحه بل أن يعمل ما يجب عليه حتى الموت نحسب ما له من النور

العمل والهمة

لا خطر للمرء ولا كرامة له إلا بالعزم الفاضل

ما نفع العافية والحياة إذا لم نعمل بهما عملاً

من وجد عمله فقد وجد السعادة التي عليه أن لا يطلب غيرها

لا مبالغة بأن العمل الخالص يكاد لا يضيع بتة فإننا إذا لم نجد الكنز الوهمي في الحقل أخصبناه بالعمل على الأقل

ألا تعلم أنك كلما كنت أنشط على العلم كانت سعادتك أكثر

لا تعد مواهب المرء شيئاً إذا لم تكن مقرونةً بموهبة العمل

من العجب أن بعض الناس يحسبون لذة الحياة بلا عمل أمراً باهراً وهم يسوقون غيرهم إلى عمل بلا لذة.

النجاح

ليس للإنسان أن يقضي بالنجاح وله أن يفعل أكثر من ذلك وهوان يستحقه

سر النجاح حصر الفكر في الشيء المطلوب وهو ما يسبق كل عمل عظيم في الحياة

سبب نجاح من يهتمون بأمورهم أن منازعتهم كانت قليلة

تيق أن عطية النجاح ليست إلا إتقان العمل في كل ما تعمله بلا التفات إلى الشهرة التي إذا اتفق أبداً وقوعها كانت من باب الاستحقاق لا من باب غرض يسعى إليه.

كيف تستطيع إتيان عمل في الدنيا أو تنجح في شأن من شؤونها إذا لم تكن لك ثقة بنفسك.

إذا شئت النجاح في الحياة فاجعل المواظبة صاحبك العزيز والخبرة مشيرك الحكيم والحذر أخاك الأكبر والرجاء خُلقك الحارس

بيروت

يوحنا ورتبات