مجلة الرسالة/العدد 956/رحلة أبي الطيب المتنبي
مجلة الرسالة/العدد 956/رحلة أبي الطيب المتنبي
من مصر إلى الكوفة
للأستاذ أحمد رمزي بك
ترك المتنبي الفسطاط في ليل عيد الأضحى سنة 350 ودخل الكوفة في ربيع الأول سنة 351 هجرية.
أحب أبا الطيب المتنبي وأتغنى بشعره، فنظمه لدى نشيد الإنشاد. إذا جال شعره في خاطري أو طرق أذني أحسست بأنني لست غريباً عن صاحبه، وكأنني قد تعرفت إليه وعاشرته في حياة أخرى قبل اليوم. إن شعر المتنبي كالدواء المنعش الذي يفرضه الطبيب على المريض في دور النقاهة لكي يقوى جسمه وتشتد نفسه، فإذا اعتاده المرء صعب عليه بعد الشفاء أن يتركه، وأصبح بحكم العادة جزءاً متمماً لمأكله ومشربه.
كذلك شعر أبي الطيب هو الدواء النفسي الذي لجأت إليه كثيراً لكي أقوي نفسي على مواجهة الملم من الأمور، ولكي أقدم على الصعب منها ولكي أحيا الحياة التي تلائمني.
كان رحمة الله عليه يحب المجد، ولا أنكر على القارئ أنني أحب المجد وممن يعشق العلا، وكان المتنبي خير شعراء العالم في وصف الحرب ومعاركها ومشاهدها، ولا أخفي على القارئ أنني أعتبر الأمم التي تحارب وتواجه الموت أقوى الأمم وأعزها وأحقها بالحياة - فالحياة إذا لم تقترن بالمخاطرة والإقدام في كل يوم فلا قيمة لها في نظري. وأنا ممن يفهم قوله:
ولا تحسبن المجد زقاً وقينه ... فما المجد إلا بالسيف والفاتكة البكر
وتركك في الدنيا دوياً كأنما ... تداول سمع المرء أنمله العشر
أنا لست أديباً ولا صناعتي الأدب، أقول هذا لأقرر حقيقة واقعة، ولكني أومن بأن الشعر والأدب ليسا وقفاً على الأدباء والشعراء، وإنما الأدب بضاعة يتذوقها الناس جميعاً، هي مثل الهواء والنور. وكنت أطمع في أن أكون أديباً ولكن عملي وكثرة مشاغلي حالت بيني وبين التفرغ للأدب، وإن كنت عودت نفسي أن أختلس الفرص لمجالسة أهل الأدب آخذ عنهم وأتحدث إليهم، وأرى أن كل دقيقة أقضها في صحبتهم هي متعة لي، ويرجع ذلك إلى ما ألمسه فيهم من رقة الإحساس. . . فهم برغم ما يشيعونه عن أنفسهم، مصابيح الظ وسط هذا العالم المدلهم الذي وجدنا أنفسنا فيه، ونحن لا ندري من أين أتينا إليه، ولم يؤخذ رأينا حينما قذفت بنا الأقدار للعيش في ربوعه والخوض في غمرانه. .
فأرجو من القارئ حين يقرأ ما أكتب عن الأدب، ألا يتصور أنني قد درست المتنبي في ديوانه وتأملت أفكاره واطلعت على خفايا تاريخه، أو أنني انكببت أحفظ قصائده وأقرأ ما كتبه الناقدون عنه، أو أنني تتبعته في رحلاته وغزواته.
فهذه أمور ليس من السهل الإلمام بها، ولست أدعي أنني سأقوم في يوم من الأيام ببحثها ودراستها وتقصي أنباءها، إذ الباقي من العمر قليل، وما أكتبه ما هي إلا أماني ورغبات أرجو أن يقوم بها الغير إذا شاءوا. ولذلك يحق لي أن أصرح بأن المتنبي كشاعر عالي رج الدنيا ولا يزال شعره يرج النفوس ويهزها، لم يلق من رجال الأدب العربي ورعاة الشعر ما يستحق من عنايتهم، أقول هذا على رغم ما كتبه المعاصرون عنه، وبرغم ما ذكره المتقدمون من أن أكثر من ستين عالماً لغوياً قد تصدوا لديوانه بالنقد والتفسير والتفنيد. إن لا يزال في نظري مع عصره وحياته وفكره وشعره دنيا جديدة للبحث والتأمل والدرس والجمع والتبويب. إنه ليس بشاعر يدرسه طالب في رسالته أو أطروحته، ولا برجل يتقدم أديب واحد أو عالم واحد، كائناً ما كان علمه وفضله، فيكتب فيه كتاباً ويقول هاكم اقرءوا كتابيه، فقد قرأت المتنبي ودرسته وفهمته إن مثل هذا لا يقال عن أبي الطيب المتنبي وفيه ظلم لتاريخه وافتئات على عبقريته، لأن المتنبي ومعه غيره من فطاحل شعراء العرب في مختلف العصور، يحتاجون إلى جيل من الناس، ينكب على دراستهم بأسلوب علمي صحيح.
وليعذرني القارئ إذا قلت إن المتنبي يستحق أن ينصرف لديوانه وعصره مجموعة من علماء العرب: في اللغة والأدب والتاريخ والجغرافيا والاجتماع وعلم النفس، لأن كل ناحية في المتنبي تحتاج إلى كشف جديد ودراسة وبحث وتدقيق وجمع وتبويب، وأن أسماء البلاد التي جاء ذكرها في شعره عن سيف الدولة هي المرجع الوحيد لنا للحروب التي قامت يوماً ما بين المسلمين والروم، وهي حروب ليس من السهل تقصي أجنادها. .
والصورة التي أعطيها للمتنبي في هذه الكلمة متواضعة، لأنها قاصرة على سفره من مصر وخروجه منها في ليل عيد الأضحى سنة 350 ووصوله الكوفة في 25 ربيع الأول سنة 351، وإن حوت نظرة أولى عن مقامه بمصر وبعض أيامه بها.
الذي نعرفه هو أن المتنبي جاء مصر وعاش في كنف كافور الإخشيدي سنوات وقال الشعر: فأين كان مقامه وكيف عاش وكيف أقضي وقته ومن عاشر من الناس؟
كلها أمور تحتاج إلى بحث وتدقيق وتأمل، وليست موضع استنتاج أو رجم بالغيب كما يلجأ بعض المؤلفين المعاصرين، لأنها ليست بالسهولة التي يتصورونها عليها، فإذا لم تسعفنا النصوص والمراجع، وإلى أن تكتشف غوامضها، لا يسعنا أن نحكم حكماً متسرعاً، وإنما نكتفي بإيراد ما نعلمه عنها، وليس لدي شيء أقدمه سوى نظرة أولى عن بعض الأماكن التي ورد ذكرها في أيام إقامته بمصر.
ولم تكن القاهرة قد أنشئت بعد، فكانت الفسطاط هي مصر، وكانت حياة الشعب مركزة حول جامع عمرو، أي الجامع العتيق كما كان يطلق عليه وقتئذ، وكانت جزيرة الروضة أمام الفسطاط: يراها الجالس أمام الجامع ويرى في اتجاهها على الضفة الأخرى للنيل حصن الجيزة الذي أنشأه العرب عند الفتح، والذي تهدم بعد ذلك فعمره أحمد بن طولون مدة ولايته، كان هذا الحصن قائماً أيام المتنبي لأن كافوراً الإخشيدي جدد بناءه وعمره وحفر حوله خندقاً، أنه كان يخشى المغرب وأهله. . .
وكان الحصن ملاصقاً لمسجد همذان وهي إحدى القبائل التي نزلت بالجيزة أيام الفتح، وسكان الجيزة من خلاصة عرب اليمن ولا أعرف لهم نسباً آخر غير هذا.
فهذا كان المنظر الذي يواجه من يخرج من باب المسجد العتيق، ولا نعلم كما قلنا الأماكن التي نزل فيها المتنبي، وإن كان جاء ذكر دار أخلاها له كافور بالفسطاط وأنه وكل به من يخدمه ويسهر عليه، ولا أجزم بأنها كانت بعيدة عن مسجد عمرو.
وبدأ مدائحه في سنة 346 ولم يأت في شعره بشيء عن حياته التي كان يحياها ولا الأماكن التي ارتادها ولا عمن كان معه من الأهل والعبيد والخدم، وإنما جاء ذكر شعره، والجامع الأعلى ويقصد به مسجد ابن طولون، والدار التي بناها كافور وسكنها جاء ذكرها على مرتين في 346 و347 هجرية.
وبرغم الجهود التي بذلت أخيراً في الكشف عن تاريخ الدولة الإخشيدية، لا تزال هذه الحقبة من الزمن في حاجة إلى مراجع أوسع مما لدينا، لأن ما وصل إلينا عن حياة كافور الخاصة وما كان يسود البلاد المصرية من أحوال سياسية لا يزال موضع التساؤل، فإن احتفاظ مصر بموقفها الاستقلالي بين الدولة العباسية وقوة الفاطميين ودفاعها عن أملاكها من أرضي الشام، أمور غامضة إن دلت على شيء فإن هذا الشيء هو عبقرية كافور وحده. . . الذي استمر يسيطر على دولة إسلامية واسعة الأطراف بدليل قول أبي الطيب.
يدير الملك من مصر إلى عدن ... إلى العراق فأرض الروم فالنوب
وإذا نظرنا لشعر المتنبي وجدناه لا يتعرض لأي ناحية سياسية بالذات وإن جاء ذكر أبي شجاع فأنك أحد قواد الإخشيديين وما كان يؤمله فيه. ويظهر أن المتنبي كانت له رسالة خاصة في مصر كما سيظهر ذلك، ولذا تحاشى جهده أن يظهر في شعره بعض ما يمكنه من الاهتمام بها، واكتفى بالمدائح والشكوى ولإخفاء غرضه من المجيء إليها.
والذي أستخلصه من عصره هو أن الجامع الطولوني أنشئ على ربوة جبل يشكر، (كان يطل على بركة قارون التي كانت تتصل أيام الفيضان ببركة الفيل، وكان الواقف على جبل يشكر أو على مئذنة ابن طولون يكتشف الجيزة ويرى الأهرام وينظر إلى مباني الفسطاط ذات الطبقات العالية، وقد جاء في ديوانه ذكر الدار التي كان يسكن فيها كافور، أشار إليها بمناسبة خروج كافور هارباً منها، أو في أيام يسيرة مات له حول الخمسين غلاماً ففزع من الدار واستوحش منها، ويظهر أنه منذ أن سقطت دولة آل طولون لم يكن بمصر دار تصلح لسكنى الملوك، لأن دار الإمارة التي نزلها أحمد بن طولون ولها بقايا لم تكن جديرة به، ولذا أنشأ القصور الكبيرة التي هدمت بعد سقوط دولته، ولما جاء كافور أصلح داراً كانت لأحمد بن طولون وسكنها، فمدحه المتنبي في سنة 347 بقوله:
أحق دار بأن تدعى مباركة ... دار مباركة الملك الذي فيها
ويذكر الديوان أن أبا الطيب مدح كافوراً في عام 346 ما بنى بجوار المسجد الأعلى - أي مسجد ابن طولون - داراً فهنأه الناس بها، ولما تحول إليها قال:
نزلت إذ نزلتها الدار في أح - سن منها من السنا والسناء
حل في منبت الرياحين منها ... منبت المكرمات والآلاء
وليس من شك في أن الدار التي جاء ذكرها سنة 346 هي التي أنشأها كافور، وأن التي جاء ذكرها في 347 هي التي عمرها، وهناك إجماع على أنها لم تكن لأحمد بن طولون بل كانت لابنه خمارويه.
فقد ذكر ابن دقماق تحت (دار الفيل) أنها الدار التي على بركة قارون، وكان كافور أمير مصر قد اشتراها وبنى فيها داراً ذكر أنه أنفق عليها مائة ألف دينار وسكنها في رجب سنة 346 وقيل إنه سكنها إلى أن مات ودفن فيها ثم نقل بعد ذلك إلى الصحراء، وقيل إن سبب انتقاله من جنان بني مسكينبخار البركة، وقيل وباء وقع في غلمانه، وقيل ظهر له بها جان. . ابن دقماق صفحة 11 جزء4. . وفي صفحة 125 يقول (وقيل لم يقم بها غير أيام قلائل ثم أرسل إلى أبي جعفر مسلم الحسيني ليلاً، فقال امض بي إلى دارك، فمضى به قمر على دار المرصدي وأقام بها شهوراً ثم عمر دار خمارويه المعروفة بدار الحرم بسوق حبة وسكنها أول رجب سنة 347 هجرية وأقام بها عشر سنين إلى أن توفى في جمادى الأولى سنة 357 ودفن بها ثم نقل إلى الصحراء).
ويقول المقريزي (كانت دار الفيل قديماً هي الدار التي على بركة قارون وقد ذكر مثلاً مسكين أنها من حبس جدهم، وذكر ابن يونس أنها في جنان بني مسكين يعنى هذه الدار في غطتهم) وكان كافوراً أمير مصر قد بنى فيها داراً أنفق فيها مائة ألف دينار ثم سكنها سنة 346 وانتقل إليها وأدخل فيها عدة مساجد ومواضع اغتصبها من أهلها، ولم يقم بها غير أيام قلائل ثم أرسل إلى أبي جعفر مسلم الحسيني ليلاً فقال له امض إلى دارك فمضى به فمر على دار فقال لمن هذه الدار فقال لغلامك يعني دار المرصدي فدخلها وأقام بها شهوراً إلى أن عمر دار خمارويه المعروفة دار الحرم بسوق حبة وسكنها أول رجب سنة 347 وأقام بها إلى أن توفى).
ألا تشفق معي حينما تقرأ هذا على أولئك الذين يهدمون أمجاد القاهرة بإزالة قبور الصالحين أو تقيد الأسماء القديمة بأسماء المعاصرين في مدينة عاشت أكثر من 14 قرناً. . . إنهم مخطئون في حق بلادهم، لأن مفاتيح التاريخ القديم تنقطع صلته بنا حينما تغير الأسماء الموضوعة وتهدم القبور. . .
فلنعد إلى ما كنا فيه حيث يذكر المقريزي سبب خروج كافور من داره بقوله (أن وباء وقع في غلمانه وقيل ظهر له بها جان، وكان دار الحرم قد حبسها خمارويه - أي أوقفها على حرم والده - ثم إن الفيلة نقلت إلى الدار التي لهم الآن بالقرب من الجامع الطولوني على جبل بشكر قبل مناظر الكبش).
ألا ترى الصلة الآن بين شعر المتنبي وأماكن يعرفها أهل القاهرة واضحة سهلة أمامك في جهات مررت بها، ويظهر أن المقريزي وابن دقماق ينقلان من مصدر واحد، ولكن الأول يقرر في صفحة 129 من الخطط ما يأتي:
(قال القاضي أبو عبد الله بن محمد سلامة القضاعي في كتاب الخطط. . وأن دار الحرم بناها خمارويه لحرمه وكان أبوه اشتراها له فقام عليه الثمن وأجرة الصناع والبناء بسبعمائة ألف دينار).
إذن عرفنا المصدر لتحديد أماكن الفسطاط ومنازل آل طولون هو القضاعي ولكن أين خططه؟
ويظهر أمامنا أنه في عصر المتنبي بمصر كان الجزء الواقع بين جامع ابن طولون والقلعة - التي لم تكن قد أنشئت بعد - كانت تحتله بقايا قصور ابن طولون وكانت خراباً يشمل جزءاً كبيراً من الأرض في عهد كافور، بدليل قول المعز لدين الله الفاطمي حينما دعاه جوهر إلى مصر، إنها لا تحوي غير خرائب ابن طولون.
لقد كان المسجد الطولوني ومناظر الكبش تطل على البركتين. . بركة الفيل وبركة قارون، وكانت الدار التي سكنها كافور ومدحه المتنبي من أجلها لا تبعد كثيراً عن المسجد، أما بركة قارون، وموقعها خلف جامع ابن طولون على رأي المقريزي وتؤكده خرائط الحملة الفرنسية، فكانت تتصل ببركة الفيل وتكونان بركة واحدة أيام الفيضان.
وكان امتداد بركة الفيل من جامع ابن طولون إلى القاهرة - حيث تقوم الآن الأحياء الحديثة ومنها الحلمية -.
لقد أمضى المتنبي حياته بمصر في أحياء الفسطاط وفي القصور بين البركتين، وكان يذكر الجامع العتيق وجامع ابن طولون ودار كافور التي مدحه من أجلها المتنبي، ذكرها المقريزي بقوله (إن الجالس في دار الفيل التي سكنها كافور كان يرى جزيرة مصر التي تعرف بالروضة).
هل نقدر أن نضبط أحياء الفسطاط وخططها وأماكنها المشهورة؟
هل نستطيع أن نوجد خريطة عن مصر القديمة وقصور بني طولون؟ ترى ماذا يكون الموقف لو لم يسعفنا المتنبي بشيء عن حياته الخاصة ومن كان يعاشرهم من الناس بمصر.
هل يستطيع عالم أن يقوم بهذا بالنصوص التي بين أيدينا؟
لا شك في أن جنان بني مسكين وسوق حبة من الممكن أن نحددهما وكذلك امتداد العمار السابق في الفسطاط ومصر وحول مدائن العسكر والقطائع ومن هنا تبعث مصر الإخشيدية: إنها في حاجة إلى من ينير لنا الطريق لكشفها وتحديدها.
وإن كان المقريزي ينير لنا السبيل إذ يقرر في صفحة 215 عند كلامه على خطط مصر خارج باب زويلة (إن الموضع المقابل لمشهد زين العابدين كانت كله تشغله بساتين شرقيها عند المشهد النفيسي وغربيها السبع شكايات ومنها بساتين عرفت بجنان بني مسكين وعندها بنى كافور الإخشيدي داره على البركة التي تجاه الكبش والتي تعرف اليوم ببركة قارون،
هذه لمحة لما كانت عليه صورة مصر حين عاش فيها المتنبي. .
ولا أشك في أن الفسطاط كانت مدينة لها مكانتها التاريخية وأثرها في حياتنا الأدبية والتاريخية والسياسية. إنها البوتقة الأولى التي انصهرت فيها القومية المصرية الإسلامية العربية ولذلك تغمرني الأحزان حينما أراها في الحالة التي هي عليها اليوم.
وتعود بي الذكريات إلى مدينة بومبي الأثرية الرومانية بجوار نابولي. لقد زرتها هذا العام - فدهشت حينما رأيت هذا التقدم في الكشف عن المدينة المطمورة وإعادة شوارعها ومبانيها وبعض منازلها وأسماءها إلى الحال التي كانت عليها حينما دهمتها ثورة البراكين، هذه المدينة القاتمة التي أخرجها العالم. .
نعم إن الأستاذ الإيطالي أميديو انيوري، الذي يشرف على أحيائها، واحدة من سلسلة طويلة من علماء العالم الذين كرسوا حياتهم وأفنوا أيامهم في سبيل بومبي.
فهل تجد الفسطاط عالماً أثرياً واحداً، يفني بعض السنوات في إحيائها وضبط معالمها وإعادتها إلى النور؟ إنها تستحق هذه العناية لأننا جزء مكمل لتاريخها، وما رأيت بلد تنكر لماضيه الحي غيرنا، إن بانيها عمرو بن العاص وهو أب للمصريين جميعاً. . على ما أعتقد.
للكلام بقية
أحمد رمزي
المدير العام لمصلحة الاقتصاد الدولي