انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 935/رسالة الشعر

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 935/رسالة الشعر

ملاحظات: بتاريخ: 04 - 06 - 1951



يا فلسطين. . .

للأستاذ عبد القادر رشيد الناصري

(إلى شباب العرب الأحرار في كافة أقطارهم لعل فيهم من يرجع مجد فلسطين الذاهب ويؤدب هؤلاء الصهاينة الذين مازالوا يكررون اعتداءاتهم على أبنائها المشردين)

أنف الحق أن يهان فثارا ... وتحدى الأزمان والأقدار

صاخباً يلطم الطغاة بكف ... لم تعود حمل الحلي سوارا

خلقت للجهاد والطعن والضر ... ب، ورد المغير إما أغارا

قاذفا في مسامع الأمة العز ... لاء، شكوى تفتت الأحجار

لاعناً (لجنة) تحاول وأد الحق، كما تستبعد الأحرار

أيهان الأحرار والسيف مسلول يقد الأجساد والأعمار

صقلته الدماء حمراء سالت ... من نفوس ترى المذلة عارا

هاجها حقدها فضجت شباباً ... عربياً على الصهايين ثارا

هم بقايا الليوث من أمة العر ... ب، وأبطالها الكماة الغيارى

عرب دوخوا المماليك قبلاً ... وأدنوا الشعوب والأمصار

هم أسود الصحراء لم يألفوا الضيم وكم تنجب الليوث الصحارى

شغفوا بالعلي وعاشوا على الد ... هر، أباة أعزة أبرارا

دوخوا الغرب بالصوارم والسمر، ودكوا الحصون والأسوار

كلما أركضوا الخيول على أسم الله، حازت من السماء انتصارا

وإذا سار جمعهم لجهاد ... واكب النصر جمعهم حيث سارا

إن نصراً به السماء استطالت ... لجدير أن يملأ الأسفار

آيه شعري أثر كوامن حقد ... في الشباب الذي هوى الأخطار

وتظلم أو أسمع الغرب لحناً ... ثورياً، وحارب الأشرار

نحن نأبى أن نستكين إلى الذ ... ل، ونأبى بأن نعيش أسارى

نحن من أرخصوا النفوس الغوا ... لي في سبيل العلا فنالوا افتخ شرف المجد أن نعيش كراما ... لا أرقاء، نستكين صغارا

أو ننسى بالأمس مجداً تليداً ... قد أضعناه ذلة واحتقارا

إيه تاريخنا المعطر بالنور ... أبن، وارو للعلي الأخبار

وتكلم بل اصرخ اليوم فالقو ... م، سكارى وما همو بسكارى

قل لهم يا نيام: قد كان مجد ... يتخطى الآباد والإعصار

هل رأيتم آثاره، هل سمعتم ... وهو يبكي، فقلدوا الآثار

ذبل المجد في يديكم طريا ... وشكا من جفافه الاندثار

تلك أيامكم خوالد يزهو الدهر ... فيها ويستطيل فخارا

أنسيتم (ذي قار) والليل داج ... قبل (ذي قار) فازدهى واستنارا؟

أنسيتم سيفاً من الله قد سل على الكفر قاصعاً بتاراً؟

أنسيتم (صلاح) يقتحم الموت ... ويقتاد جحفلا جرارا؟

فعلام ارتضيتموا الذل قيداً ... وطليتم وجه الحضارة قارا؟

أو لستم أبناء من نوروا الد ... نيا، وكانوا بأفقها أنوارا؟

أو لستم فتحتمو (الصين) و (الهند) ... قديماً و (الصرب) و (البلغارا)

أيها الناطقون بالضاد هبوا ... من سبات طغى عليكم وجارا

ذي (فلسطين) قسمت بين قوم ... غمطوا حقها الصريح جهارا

عاث في أرضها اليهود فساداً ... واستباحوا النساك والأخيار

كم فتاة تبكي أباها وأم ... تتمنى لبنها الانتحار

وفتى كالهزبر سيق إلى الذبح ... وفي قلبه التمرد مارا

وكعاب كزهرة الروض في الحسن ... أزاحوا عن طهرها الأستار

لهف نفسي (لقدسها) كيف أمسى ... لأخس الأنام مأوى ودارا

لا (صلاح) يرد عنها الأعادي ... لأولا (خالد) يقيل العثارا

شغل العرب بالكلام عن الثا ... ر وهل يأخذ الكلام الثارا

البدار البدار يا أمة العر ... ب، إلى الحومة البدار البدارا

لا تناموا على المذلة فالأبقا ... ر، تأبى ولستمو أبقارا ذل من يحسب القيود سواراً ... في يديه ولم يحطم سوارا

فسوار الذليل نير ثقيل ... ولو إن صاغة الدخيل نضارا

لا تقولوا خان الزمان وقولوا ... نحن خنا حفاظنا والذمارا

من أراد الخلود جرد سيفاً ... أو أراد الحياة بالعز ثارا

فزمان الرقيق راح مع الظلم ... وسوق التخاسة اليوم بارا

يا فلسطين، يا أغاني البطولات ... عذابا على شفاه العذارى

أنت حلم النبي حققه العرب ... فأرضوا بذلك المختار

يا منار الهدى لقد أظلم الحق، فكوني للجائرين منارا

لا تزالين مثلنا نشتكي القيد ... ونشدوا من وقعه الأشعار

يا فلسطين، يا سماء المروآت، ... استفيقي قليل ذلك غارا

واستعدي للانتقام وكوني ... بركاناً، أن مسه الضر ثارا

وأرسلي للجحيم كل مظلوم ... يتمنى لك الفناء والدمارا

واشهري الحرب لا تهابي الصهايين، وصبي إلى الطواغيت نارا

واسحقي المارقين من نسل (سكسون) فهم قسموا البلاد ديارا

وأغضبي وافضحي نوايا طغاة ... تخذوا الحنث في الوعود شعارا

ثم ثوري كالعاصفات إذا هبت ... وكوني على العدى إعصارا

وإذا لامك الجبان فقولي: ... صدا القيد في أكف الأسرى

بغداد

عبد القادر رشيد الناصري