مجلة الرسالة/العدد 932/الكتب

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 932/الكتب

ملاحظات: بتاريخ: 14 - 05 - 1951



الفتوة عند العرب

تأليف الأستاذ عمر الدسوقي

للأستاذ إبراهيم الوائلي

الأديب ومضة من ومضات الحياة تلألأ خلال الظلام وتبعث أضوائها في طريق الركب ليسير هدى ووعي. والأديب هو ابن بيئته وأمته ومجتمعه، ورسالته في الحياة رسالة عامة لا تقف عند حدود المسارب الضيقة وليست رسالة الأديب هي التي تنبع من نفسه وتعيش في نفسه فقط، سواء أكان شاعراً أم كاتباً قصاصاً أم مؤلفاً، وسواء أكان يستوحي الماضي البعيد أم الحاضر المشاهد، وإذا كان الإنتاج العسكري هو ما يتصل بالحياة العامة ويواكب المجتمع فإن ماعدا ذلك إنتاج عائم يطفوا كما يطفو الطحلب على سطح الماء؛ حتى إذا مرت به العاصفة ذاب وتلاشى لماذا يجب لأن يكون الأديب والمفكر كذلك؟ لأننا الآن عبيد أرقاء لا نملك من أمرنا شيئاً، ويجب أن نعيش أحراراً نتصرف في حياتنا وشؤوننا كما يتصرف البشر في حياتهم وشؤونهم، وعلى كل أديب عربي ومفكر عربي ومفكر أن يكون في رأس القافلة ليشارك في معالجة أوضاعنا واقعية، وإلا كان أديباً تافها ومؤلفاً سطحياً لا يفكر ولا يحس، أو يفكر ويحس ولكنه ضعيف الاندفاع مشلول الحركة، وكلتا الحالتين لا تؤدي إلى غاية ولا يتصل إلى هدف.

وإذا كان الشأن كذلك فما هي قيمة (الفتوة عند العرب)؟ وفي أي اتجاه يسير؟

قبل أن أتحدث عن الكتاب أحب أن أشير إلى صاحبه. وصاحبنا هو أستاذنا عمر الدسوقي أستاذ الأدب العربي في كلية دار العلوم بجامعة فؤاد الأول. لقد اتصلت بالأستاذ الدسوقي عن كثب، وتحدثت إليه كثيراً وتحدث إلي كثيراً، فلمست فيه ما لم ألمسه إلا في القليل ممن عرفتهم. لمست فيه روح القومية العربية، والاعتزاز بالعرب اعتزاز يكاد بالعرب اعتزازاً يكاد يصل إلى درجة الغلو، وأحسبه على حق فيما، يعتقده فما كان العرب في ماضيهم وتأريخهم العريق أمة تافهة لا شأن لها، إنما كانوا سادة أنفسهم، وأسياد غيرهم، ولكنهم فقدوا أهم ميزاتهم يوم أتيح للعناصر التي اندست في صفوفهم أن تتحكم وتسود، فرقدوا شر رقدة تحت مطارق العبيد والمماليك والأفاقين. حتى إذا أريد لهم التخلص من هؤلاء كانت يد أخرى تستقبل الكرة لتلقفها فإذا بالعرب يخضعون خضوع العبيد لمستعمر آخر وسادة جدد وبقايا من أولئك العبيد والمماليك والأفاقين. حتى كاد يكفر المتعلمون من العرب - الآن - بعروبتهم وتاريخهم، وحتى أشاح بعض هؤلاء المتعلمين بوجهه عن تاريخ العرب، وتراثهم، مندفعا وراء الغرب في كل شيء وحتى اصحبنا الآن في بلبلة فكرية وقومية نتيجة للاضطراب السياسي والشعور بالخيبة من يقظتنا الأخيرة، وليس لذلك من سبب إلا لأن الدم العربي قد كدر وتجمد، والنفس العربية الأصيلة قد خثرت وضعفت، فلم يعد ذلك الدم الفوار، ولا تلك النفس الحائرة الجامحة.

يمثل هذا الشعور والإحساس يندفع الأستاذ الدسوقي إلى استياء الماضي البعيد ويضع كتابه (الفتوة عند العرب) فيقص علينا من جديد تاريخ ذلك العنصر العريق من زاوية واحدة لعلها أهم الزوايا لمن يريد أن يتحدث عن العرب، وهي زاوية الفتوة وما يتصل بها من مظاهر متشبعة تلتقي عند نقطة واحدة وان تعددت من الأشكال والألوان.

يقص علينا تأريخ العرب في فروسيتهم وشجاعتهم ونخوتهم وكرمهم، ويعرض علينا ألواناً من الأشخاص الذين كان لهم شأن في الحياة العربية، الجاهلية والإسلامية، وألواناً من الشعر الذي يمثل تلك الحياة في أنبل مظاهرها.

ويتحدث - بعد المقدمة التي تشير إلى الحافز على تأليف الكتاب - عن الفتوة في معناها اللغوي وعن الفتوة في العصر الجاهلي، ومظاهر هذه الفتوة في الشجاعة والكرم: كرم اليد التي لا تعرف البخل وان لم شيئاً، وكرم القلب الذي يتسع للكبير والصغير، وكرم العقل الذي لا يعرف البلادة والتقليد. بل العقل الذي يزن ويحكم ويفكر ويرى العقل الذي عبد الأصنام ثم حطمها حين رأى أنها حجر لا يضر ولا ينفع. وفي حماية الضعيف: الجار والمستغيث والأسير، والمرأة قربت أم بعدت.

وحين ينتهي من العصر الجاهلي يتحدث عن العصر الإسلامي والدعوة الإسلامية، والكفاح في سبيل هذه الدعوة، والرجال الذين ضحوا من أجلها وزعيمهم فيما (سيد الفتيان) محمد (ص). ولا ينسى أن يتحدث عن المرأة العربية في عنايتها بولدها وتنشئته على الفروسية والشجاعة والخلال التي يتصف بها أبوه أو خاله، ويضرب لذلك أمثلة كثيرة وشواهد من الرجز النسائي في ترقيص الفتيان.

وعندما ينتهي من هذا العرض التاريخي الذي يغلب عليه طابع الحماسة والإعجاب؛ ينتقل بنا إلى فصل آخر يكاد من التاريخ المجرد وإن تخللته أحيانا لمحات من التحليل والموازنة، ينتقل بنا إلى الصوفية، فهو يمجدها حيناً لأنها كانت رد فعل لحياة الترف والمجون التي أنغمس فيها المسلمون أيام الدولة العباسية، ويهاجمها حينا آخر لأنها آثرت الزهد في الحياة على الكفاح والنضال، ثم يستعرض الفتوة عند بعض المتصوفين وشيئاً من تاريخهم، وكنت أود ألا يشير إلى بعض أعمال الصوفية، أو بالأحرى أعمال بعض الصوفية، فإن الكتاب دروس أمليت لتمس حياة العرب في عصرهم الحاضر وتذكرهم بماضيهم العتيد. ولم يكن من الهين علينا أن نعيد ما سجله بعض المؤرخين من فتن ومشاحنات أستغلها وأثارها رجال السياسة الذين يريدون أن يحكموا بأية وسيلة من وسائل التفريق، معتمدين على فتاوى المعممين وأصحاب الربط والتكايا من الدراويش المتنطعين.

ولنتجاوز هذا الفصل إلى فصل آخر وهو (المترفين) وتتجلى هذه الفتوة في الصيد والرماية، وأصحاب هذه الفتوة من أرباب الثراء والجاه، وأبرز مظاهر هذه الفتوة في عهد زعيمها الناصر لدين الله المتوفى سنة 622 وكان من أن يتسلل الحديث في هذا الفصل إلى الأيوبيين الذين طلب منهم الناصر أن ينتظموا في سلك فتيانه، ثم المماليك الذين جاءوا بعدهم وما كان من شأن هؤلاء في محاربة الصليبين نتيجة لتعلمهم الرماية والصيد، وكأنه أراد بهذا الفصل أن يجعل من فتوة الناصر لدين الله مدرسة تخرج فيها من جاء بعده من هؤلاء، كما كانت مدرسة النبي الكريم إذا كان لابد من التشبيه.

وينتقل بعد هذا إلى الفروسية عند الغربيين، ويوازن بينها وبين فتوة العرب، ويعزوا أكثر مظاهرها الجميلة إلى الاقتباس من العرب أيام الحروب الصليبية، وفي عهد الأندلس، ويدعم رأيه بالأدلة الكثيرة.

ثم يختم الكتاب بطائفة من الصور لفتوةالعرب، وهنا ينتقل بنا من الاستعراض التاريخي إلى الأسلوب القصصي، فيعرض لنا الصور في إطار جذاب وخيال مبدع، ينقلنا إلى آفاق تمتد بامتداد الصحراء العربية وما فيها من خصائص ومميزات طبعت العربي على تلك المزايا التي تحدثت عنها الكتاب في بدايته. ولا يسعني أن أتحدث عن هذه الصور في كلمة قصيرة مثل هذه، بل أدعها لمن يريد أن يستمتع بها ويتلاها كما أتيح لي ذلك.

هذا هو الكتاب بوصفه الموجز، وهو وصف لا أظنه يستطيع أن يتحدث كما يجب عن (472) صفحة دعمت بالمصادر الكثيرة من عربي وأجنبي وتجلت فيها وفرة الاطلاع فجاءت تشق طريقها من أعماق التاريخ إلى حيث تقف القافلة الآن.

فهل نستطيع بعد هذا أن نقول: أن الكتاب من العرب في أقدم عصورهم وإلى العرب في عصرهم الحاضر؟ وهل نستطيع بعد هذا أن نقول: إن الكتاب درس من دروس القومية العربية لمن يهتمون بالقومية؛ أظن إننا نستطيع أن نقول ذلك عندما نتجاوز تلك الهوة التي فصلت بين قمتين من قمم الكتاب، وهي هوة الصوفية، وقد اندست هذه الهوة تفرض نفسها بين القمتين بإيحاء من المنهج التاريخي حسب، كما اندست في حياة العرب فكانت أكبر مخدر تسمم به ذلك الجسم الفارغ السليم.

إبراهيم الوائلي

ديوان علي بن الجهم

جمع وتحقيق العلامة خليل مردم بك

للأستاذ عبد القادر رشيد الناصري

تفضل صاحب المعالي شاعر الشام الأستاذ الجليل خليل مردم بك سكرتير المجمع اللغوي بدمشق فأهدى إليَّ نسخة من ديوان علي بن الجهم الذي بذل جهدا مشكوراً في جمعه وشرحه وتحقيقه، ونسخة أخرى من ديوان الشاعر السوري الرقيق الملقب (بالوأواء الدمشقي) الذي قام بتحقيقه والتعليق عليه الدكتور الفاضل سامي الدهان وكلا الديوانين كان آية في أناقة الطبع ودقة الشرح. . وقد صرفت - رغم مشاكلي - وقتاً غير قصير حتى قتلتهما دراسة وتمحيصاً، ويسرني أن أقدم هذه الكلمة المتواضعة رأي في الديوان الأول لقراء الرسالة الغراء هنا وهناك، على أن أعود إلى الديوان الآخر في فرصة أخرى.

يقع ديوان على بن جهم في 223 صفحة من القطع الكبير وتقع الدراسة التي كتبها الأستاذ مردم بك عن الشاعر في 47 صفحة. وهي دراسة شاملة جامعة، تطرق فيها الشارح إلى عصر الشاعر ونشأته وشعره، ودراسته والظروف التي أحاطت به حتى مقتله ووفاته.

وليس لي اعتراض على كل ما قاله الأستاذ مردم بك، إلا إن الذي لفت نظري في هذه الدراسة الرواية التالية. .

قال الشارح في الصفحة (5) من المقدمة (ولما بلغ السن التي يذهب بها الصغار إلى الكتاب، بدأ يذهب كل يوم من داره في شارع (دجيل) ببغداد إلى كتاب في الحي يجمع بين صغار الصبيان والبنات. وكان علي حسن الوجه ذكي الفؤاد كثير النشاط. ظهرت عليه مخايل النجاية منذ طفولته، فكان يسعر البيت وثباً وقفزاً ولعباً وضجيجاً، حتى أقلق والده بضوضائه وجلبته، فسأل أبوه معلم الكتاب يوماً أن يحبسه في الكتاب، فلما رأى رفاقه ينصرفون إلى دورهم وهو محبوس ضاق صدره فأخذ لوحته وكتب فيها إلى أمه

يا أمتا أفديك من أم ... أشكو إليك فظاظة (الجهم)

قد سرح الصبيان كلهمو ... وبقيت محصوراً بلا جرم

وبعث باللوح إليها مع رفيق له من الصبيان، قال على (وهو أول شعر قلته وبعثت به إلى أمي، فأرسلت إلي أبي: والله لئن لم تطلقه لأخرجن حاسرة حتى أطلقه).

ومن حوادثه في الكتاب أن أخذ لوحته يوماً وكتب فيه إلى بنت صغيرة كانت معه

ماذا تقولين فيمن شفه سهر ... من جهد حبك حتى صار حيرانا

وأن البنت الصغيرة أخذت وكتبت تجيبه.

إذا رأينا محباً قد أضر به ... جهد الصبابة أوليناه إحسانا

وهكذا بدأ يقول الشعر وهو صغير جداً ولعله كان دون عشر سنوات من عمره.

فهذه الرواية التي يوردها الأستاذ مردم بك نقلاً عن طبقات الشعراء لابن المعتز والأغاني ومختصر طبقات الحنابلة أشك في صحتها بالرغم من المصادر التاريخية التي أعتمد عليها الشارح، وشكي يقع على سن الشاعر حين نظمه الأبيات المتقدمة، وهي العشر سنوات إذ أن من المحال أن يستطيع طفل دون البلوغ أن يقول شعراً ومنظوماً موزوناً فيه معنى بصياغة عالية. . ومهما يكن ذلك الطفل ذكياً فلا يتسنى له الإجادة في تلك السن المبكرة، لأن الشعر موهبة وصنعة تحتاج إلى حذق ومران. ولدي شواهد كثيرة من أن فحول الشعراء ما نظموا الشعر الجيد قبل العشرين أبداً. . وقبل الاطلاع على نفائس الشعر القديم وحفظه، لأن حفظ الشعر الجيد يربي الملكة ويقوي القابلية ويعصم الناظم من الاختلاف في وزن الشعر، وقد كنت أود أن معالي الأستاذ حين إيراده هذه الرواية أن يعلق عليها بالشك ورغم ورودها في المصادر الآنفة الذكر.

ولا أظن أن هذا الاعتراض البسيط يحط من قيمة الديوان أو من الجهد الجبار الذي بذله الشارح حين مراجعته لعشرات الكتب لتحقيق بيت أو كلمة، فهو جهد يستحق عليه كل تقدير وإجلال. كما أنني معه عند شكه في نسبة القصيدة المنشورة في صفحة 48 من الديوان والتي مطلعها.

سل الدمع عن عيني جسدي المضني ... وهل لقيت عيناي بعدكمو غمضا

إلى علي بن الجهم عن أسلوبه ونفسه وخصوصاً لما فيها من ذكر القيروان كما جاء:

وإني أرى بالقيروان أحبتي ... وأعتاض من ضنك منيت به خفضا

ومدحه لأبي مروان

بجبل أبي مروان أعلقت عروتي ... وحسبي إعلاق صريح العلا محضا

ولاشك مثله أنها موضوعة عن لسانه لأن القارئ لا يشعر فيها بالعاطفية الجياشة التي يشعر بها عادة عند قراءته شعر بن الجهم وخصوصا قوله فيها

أقول وقد عيل اصطباري من النوى ... وأصبح دمع العين للشوق مرفضا

كما قال قيس حين ضاق من الهوى ... فلم يستطيع في الحب بسطا ولا قبضا

(كأن بلاد الله حلقة خاتم ... على فما تزداد طولاً ولا عرضا)

فهذا شعر صناعة، وهو أشبه ما يكون بشعر شعراء الفترة المظلمة كما أنني مثله في أن القطعة الأخيرة المنشورة في صفحة (196) للجاحظ لا لعلي بن جهم وها هي

يا نورة الهجر جلوت الصفا ... لما بدت لي ليفة الصد

يا مئزر الأسقام حتى متى ... تنقع في حوض من الجهد

أوقد أتون الوصل لي مرة ... منك بز نبيل من الود

غالبين قد أوقد حمامه ... قد هاج قلبي مسلخ الوجد

أفسد خطمي الصفا والهوى ... نخالة الناقض للعهد

وهو أشبه ما يكون بشعر أصحاب الحمامات منه بشعر شاعر له منزلة عالية لدى الملوك كعلي بن جهم.

هذه كلمة بسيطة أكتبها عن هذا الديوان الذي لولا جهود مردم بك يحظ قراء العربية به. إذ أن شعر أبن الجهم لم يجمع قبل الآن؛ ولولا الأستاذ خليل ما أتيح له أن يكون بين أيدينا، وخصوصاً وأن أكثر قراء العربية لم يقرأوا من شعره إلا بعض الأبيات منشورة في بطون الكتب، ومنها القصيدة المشهورة الملحقة بآخر الديوان والتي مطلعها:

عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن ... الهوى من حيث أدري وأدري

أعدن لي الشوق القديم ولم أكن ... سلوت ولكن زدن جمراً على جمر

وهي قصيدة عابرة يذكرني أسلوبها القصصي الممتع بأسلوب عمر بن أبي ربيعة في أقاصيصه الشعرية، ولعله نظمها تأثراً به حيث يقول:

وما أنس م الأشياء لا أنس قولها ... لجارتها: ما أولع الحب بالحر

فقالت لها الأخرى فما لصديقنا ... معنى وهل في قتله لك من عذر

الخ الحديث بينه وبين صاحبته وجارتها حتى يتخلص منها إلى مدح المتوكل

ولكن إحسان الخليفة جعفر ... دعاني إلي ما قلت فيه من الشعر

هذا ما عناني كتابته عن هذا الديوان شاكر للعلامة مردم بك هديته الغالية، ومقدراً الجهود التي يبذلها أعضاء المجمع العلمي العربي في سبيل إحياء التراث العربي، وعاتباً أشد العتب على الصديق الأستاذ الكبير محمد بهجت الأثري سكرتير المجمع العلمي العراقي على الكسل الذي لازمه ولازم أعضاءه، فالمجمع وقد مرت على تأسيسه لم يحقق ولم يطبع كتاباً يستحق الذكر، مع أن ميزانيته لا تقل عن أي مجمع عربي آخر، والذنب في كل ذلك يعود إلى الانتخاب الخاطئ الذي جرى بين أعضائه.

عبد القادر رشيد الناصري