مجلة الرسالة/العدد 897/رسالة الشعر
مجلة الرسالة/العدد 897/رسالة الشعر
كيف أدعوك
لصاحب السعادة عزيز أباظة باشا
مهداة إلى الآنسة أم كلثوم
(اعتدت أن أهدي إليك وأنا غريب الدار. تقولين أنني أفعل ذلك توفيراً للهدية! وأقول أنني أفعله توقيراً للمهدى لها: فهل تصنعين فيه لحناَ! لقد خلدت الخالدين، فتنزلي إلى المغمورين)
مونت كاتيني
عزيز أباظة
كيف أدعوكِ! لا أقولُ منَى ... النفس ونعماءها، فأنك نفسي
وأنا أَنتِ إنَّ روحيَ في ... روحك تَفْنىَ، وإنَّ حسَّكِ حسَّي
ما خلونا إلاَّ تساءلتُ هل همسُك ... هذا القدسي أَم هو همسيٍ
لفَّ أَعراقَنا الهَوى وطوانا ... فآمنَّا سُعارَ جنسِ لجنسٍ
حسبيَ النظرةُ الشهيةُ تلقىِ ... لُمَعَ النورِ في غياهبِ يأسي
وحديثٌ كأنَّه من صلاةِ اللهِ ... ذو طابعٍ وعرفٍ وجرسِ
أتراءكِ بينَ أجنحةَ الفجر ... إذا رفرفتْ ترُفُّ اللَّجينا
قُبَلاً من مُجاجَةِ النورِ تنهلُّ ... فتشفي جوانحاً قد ظمينا
أنت إشراقهُ السماءِ ومجلىَ ... الله في خلقهِ كمالاَ وزيناَ
أنت حسنٌ جم الأفانين ما ... شعشع لونا إلا ليبدع لونا
قلتُ للفجرِ حين لُفَّت بهِ ... الشمس وشفَّت أسداله فانطوينا
آيه يا فجرُ في غلائِلك البيضِ ... حبيبي فأمضِ الهوينىَ الهوينى
أتراءكِ والدجى مُسبَلُ الستر ... عَلَى الكونِ مستترُّ الجفون
في زُهَا البدرِ في حياءِ الثرُّيا. ... في صلاة الأطيارِ فوقَ الغصون
في سقيطِ الندَىَ يطلُّ بهِ النبتُ ... فيَرِوي عن سَّره المكنون نورَ عيني مذ وادَعَ الدمعُ عيني ... غِبَّ يومٍ مردٍ ورزء طحون
كنت بَرداً لقلبيَ المحزونِ ... ثم شُغلاَ لهُ فحبَّ الحنون
ثم كنت الحياةَ حاليةَ الأفوافِ. ... ريا الأعطاف شتَّى الفنون
قبلتي أنت حيثُ أضربُ في ... الأرضِ فصونيِ أمانتي واذكريني
عزيز أباظة
لن أنساك
للأستاذ إبراهيم محمد نجا
السنا والظل من عي ... نيك لاحا في خيالي
في مساء ساحر الأن ... وار، مسحور الظلال
وأنا وحدي غريب ... بين يأسي واعتزالي
أشرب الأوهام والأح ... لام من كأس الليالي
آه من عينيك يا حو ... راء يا نبع الحنان
كم شربت النور من عي ... نيك في ظل التداني
فانتشت روحي وهامت ... فوق آفاق الزمان
أين مني الآن هذا ... السحر؟ بل أي مكاني
نحن كنا في ظلال ... الحب، للحب نغني
نحن كنا نقطف الأح ... لام من روض التمني
ثم غاب الروض والأح ... لام. . لما غبت عني!
يا حياتي خبريني ... أي شيء كان مني؟
كالورود الذابلات ... هكذا صارت حياتي
هكذا ضيعت عمري ... في الأماني الضائعات!
م أزل مذ غبت عني ... هائما في ذكرياتي!
ذاهل الإحساس حتى ... لم أعد أعرف ذاتي
إن دعاني الليل طارت ... نحوه روحي الحزينة واستقرت في يديه ... وهي حيرى مستكينة
ومضت تشكو إليه ... وهي بالشكوى ضنينة
غير أن الليل يغري ... كل روح بالسكينة
لم أعد أخشى من المو ... ت، فقد مت مرارا!!
رب يوم كنت أفني ... فيه شوقاً وانتظاراَ
شارد الإحساس، حي ... ران الأماني، مستطارا
وتوارى اليوم لم أش ... عر به لما توارى
كنت أخشى الموت لما ... كنت أحيا مطمئنا
كان لي في الحب قلب ... بهواه يتغنى
ثم صار القلب يبكي ... حبه مذ غبت عنا
يا حياتي لست أدري ... لحياتي أي معنى!
أنا لن أنساك مهما ... طال بالذكرى عذابي
كيف أنسى نور أيام ... ، وأحلام شبابي؟
فارحميني حين أبكي ... فأنا أبكي لما بي!
وأعذريني حي يأتي ... ك على الهجر عتابي
واذكريني، فعسانا ... نلتقي بعد الغياب
إبراهيم محمد نجا