انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 874/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 874/البَريدُ الأدَبي

ملاحظات: بتاريخ: 03 - 04 - 1950



حول الأزهر: على رسلكم يا سادة

في عدد مضى من (الرسالة الغراء) أعطيتك صورة مجملة عن البرامج الدراسية في الأزهر - معاهده وكلياته - وقلت إنها لم تقم على أسس تربوية سليمة. وصورت لك ما يعانيه الطالب من ويلات ومشاق في تحصيل علومه وترجيع ضمائرها وحل طلاسمها ذلك لأن الجانب الأكبر في فهم تلك العلوم يقع على كاهل الطالب. فلا نعدو الحقيقة إذا اعتبرناها طلاسم تقوم على المعاياة والمماحكات اللفظية والجدل العقيم. واليوم أحدثك عن أمر عجب يبين مدى ما يعانيه الطلبة من إرهاق وإهمال.

كنا ننتظر أن تكون هيئة من مدرسي الأزهر لتبحث في تهذيب العلوم الأزهرية وتنقيحها، بل لتتقدم بمؤلفات حديثة وافية تتسق وتقدم العصر وتتفق ورقي الحياة، لا يشوبها شيء من التعقيد المخل، ولا شائبة من التعقيد الممل. وإنما تيسر المعلومات للطالب وتبسطها أمامه خالصة سائغة يتقبلها ونفسه راضية مطمئنة هذا هو الطريق السليم الذي كان ينبغي أن يسير عليه مدرسو الأزهر. ولكن يظهر أنها مهمة شاقة لا قبل لهم بها. وما لهم ولهذه الجهود وقد ألفوا هذه الحياة المريحة وتحرروا من التبعات التي يؤاخذ بها زملاؤهم في وزارة المعارف. وأخذوا يباركون هذه التركة الخالدة التي حفظتها لهم الأجيال ليتقبلوا في نعيمها العريض. أبعد هذا تنتظر أن يضطلع هؤلاء بالإصلاح المنشود؟ يبدو أن هناك سراً خفياً يصرف تفكيرهم عن كل هذا الذي نتحدث عنه. وإلا فأين ثمرات خمسة عشر عاماً بين جدران الأزهر؟

على أني لست أعرف سبباً في التمسك بحرفية تلك العلوم والحرص عليها. مع أن ذلك طعن صريح في عقولنا وتفكيرنا وثقافاتنا؛ أفليس فينا من يستطيع أن يؤلف في تلك المواد كتباً قيمة؛ ثم أليس يجدر بنا أن ننشئ في الأزهر مدارس فكرية حديثة. كل ذلك في الإمكان ولكن سيقولون ليس في الإمكان أبدع مما كان. وما ترك الأوائل لنا شيئاً. وجوابنا عليهم ما قاله الجاحظ (إذا سمعت الرجل يقول: ما ترك الأول للآخر شيئاً فاعلم أنه ما يريد أن يفلح) وأقول إن الدراسة الأزهرية تخلف عقداً نفسية، وتترك وراءها آثاراً قائمة من اليأس المبرح والهم المقيم. ومن هنا نستطيع أن نكون رأياً وهو أنه ليس من البعيد أن يكون تقاعد الأزهريين عن التفكير في إصلاح الأزهر إنما هو ثمرة لتلك الحياة الطويلة التي قضاها كل واحد منهم في الأزهر.

ولا أدل على ذلك من أن معظمهم يعلم أولاده في المدارس لماذا؟ لأنه ذاق الأمرين في الأزهر. فلا ينبغي أن يتعثر الولد بدوره في حياة مظلمة لا يعرف لها نهاية.

وبعد، فإن مما يؤسف له أن ينتهي بنا الحال إلى هذا الموقف المخجل. ونترك الطلبة تعاني الآلام من تلك الكتب العتيقة. ونشغل بسفاسف الأمور فتتعالى صيحاتنا بأن يكون لمدرسي المعاهد حق التدريس في الكليات. على رسلكم يا سادة فقد أضحكتمونا كثيراً، وشر المصائب ما يضحك.

أزهري عجوز

بيت للفردوسي:

للفردوسي الشاعر الفارسي الذائع الصيت بيت في الشاهنامه يكاد يعتبر من أجمل وأروع أنواع المبالغات الشعرية في الأدب الفارسي إن لم يكن أجملها وأروعها إطلاقاً. . . فهو إذ يصف الخيمة التي ضربت في ساحة المعركة لأحد أبطال روايته وأحسبه (اسفنديار) يقول ما مؤداه:

(إن أعلى الخيمة قد بز القمر في ارتفاعه. . . وإن أسفل الرمح - أي العمود المقام في وسط الخيمة والذي بلغ في علوه رقماً فلكياً كما علمنا - قد اخترق الأرض من أعلاها إلى أسفلها، ثم نفذ من بين قرني الثور مستمراً في طريقه، ولم يكتب له التوقف والاستقرار إلا على ظهر الحوت. . .

والنص الفارسي لهذا البيت الرائع:

فروشد به ماهىء برشد به ماه ... بن نيزو قبسهء باركاه

وقد نقلته إلى العربية فقلت:

أدرك الحوت وجاز القمرا ... أسفل الرمح قباب الخيم

الترجمة حرفية، وكل جزء من بيت الفردوسي يقابله الجزء نفسه في النص العربي. . . نمير أن القول الفصل هنا لأستاذنا المبجل أديب الشرق الكبير الدكتور عبد الوهاب عزام بك حفظه الله للعرب والشرق أجمعين. . .

(العراق - أربيل)

أحمد مصطفى

إلى الأستاذ الجليل أزهري عجوز:

باقة من الورد والرياحين، قطفتها من خفقات قلبي، ومن خلجات روحي، ومن أصداء نفسي، أقدمها إليك، يا من أحسست بضيقي، ولمست حيرتي، وعرفت مبلغ ما أعانيه من ألم واضطراب. فيالك من إنسان كريم، قد أفعم قلبه بالخير والحب والمروءة، فأفضيت على فيضنا من نورك يشرق علي في محبسي، وأنار جوانب مظلمة في نفسي، وأضاء أنحاء معتمة في حياتي، ويعلم الله أنني ما تأثرت لرسالة في حياتي، كما تأثرت بهذه الرسالة!

ماذا أقول - أيها الملك الرحيم - الذي لم يفتك أن ترشدني إلى الطريق السوي، وهو أنه لابد من الصبر، فحياة الأزهر هي هذه الحياة! نصيحة كريمة من أب كريم، فأنى لي بالشكر أزجيه إليكم، وإن الكلمات على كثرتها وتزاحمها، لتضطرب في نفسي، وتتعثر في قلمي، وإني أعتقد أنكم ستقدرون ضعفي فتعتبرون العجز عن الإعراب إعراباً.

شيء واحد - أي أستاذي الكريم - لا يزال يحيرني، ومعذرة إن أنا جشمتك سماعه، وهو: لم يشقى طلاب القرآن مع أن الدين يسر؟ ثم ما هي رسالة الأزهر؟ وما هي مهمة العالم الديني؛ أهي حفظ المتون والشروح وغيرهما، أم هي خدمة الدين واللغة؟ فإن كانت الأولى فما أحقرها رسالة وما أدونها؟ وإن كانت الثانية، فلم لا نتسلح بالعزيمة القوية، وننظر في البرامج نظرة تربوية، تفيد الطلاب، وتعود عليهم وعلى الدين وعلى العالم أجمع بالخير العظيم؟

إنه ينبغي ألا ننحى باللائمة على الكتب العقيمة، ولا على المؤلفين القدامى؛ فإنهم على أية حال، بذلوا جهداً مشكوراً ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وهم لم يكلفونا بأن ندرس كتبهم ولا أن نحفظ عقولهم في أدمغتنا، بل ينبغي أن يلام هؤلاء الشيوخ لوماً عنيفاً لأنهم عالة على غيرهم، ولأنهم قتلوا أعظم ما يملكه الإنسان وهو العقل. وأقول قتلوا، ولا أقول عطلوا لأنني اعتقد اعتقاداً لا يرقى إليه ريب أننا معشر الأزهريين لم نعمل بشيء من الدين مطلقاً، بل أضعنا العمر فيما لا يجدي، ونسينا أن الزمن يسير، وأن الدنيا تدور، وأن العالم يعيش الآن في عصر الذرة، وقطعنا كل صلة لنا بالعالم الخارجي، وصرنا كالذي يقول فيه القائل:

لو قيل كم خمس خمس لاغتدى ... يوماً وليلته يعد ويحسب

ولهذا ولتخلفنا عن الركب نجد أن الشيوخ أنفسهم توجهوا وجهة أخرى غير الأزهر، ونسوا أن الله سيحاسبهم أشد الحساب على هذه الأمانة التي بأيديهم، وعلى الدين الذي أضاعوه، بجمودهم وعصبيتهم العمية.

وثمة ظاهرة أخرى يجب الالتفات إليها، وهي أن قاصدي الأزهر من مختلف الجنسيات، وأن الأجانب يلاقون صعوبة شديدة في فهم العبارات، فينفرون من التعليم ويمقتونه، فإذا ما رجع هؤلاء السفراء إلى بلادهم فلابد أن يكونوا أشد مقتاً وشنآنا. وكم سمعت من كثير منهم كما سمع غيري عبارات الألم، لأنهم يريدون أن ينتفعوا ويفهموا ويتثقفوا، لا أن يصموا ويحفظوا فقط، ولعلهم على حق كبير في هذا؟

أبتاه هل يعود ذلك اليوم الذي أرى الأزهر فيه وقد تبوأ مكانته السامية بين الجامعات، ونشطت فيه الحركة العلمية وآمن به الشيوخ قبل غيرهم، وأمه الأغنياء قبل الفقراء، وأشرق بضيائه على العالم في هذا العصر، كما أشرق بنوره من قبل. . وقت أن كان ولاشيء معه من المدارس أو الجامعات!

معذرة - أيها الأب النبيل - إن أرهقتك بسماع كلمتي هذه، المملة، وأتعبتك قبلاً بالكتابة إلي، عذري أريحتكم الكريمة، التي أبت أن تستولي الحيرة علي والامتحان قد أزف وعطفكم وحنانكم الذي دفعكم إلى الكتابة إلي، فأزحتم عن كاهلي عبئاً ثقيلاً، وهماً طويلاً، وإني لمتدرع بعونه تعالى بالصبر حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا.

والسلام عليكم - أبتِ - ورحمة الله

الأقصر

ضياء

إحصاء عن التعليم عدد طلبة الجامعتين والتعليم العام

أذاعت وزارة المعارف بياناً عن عدد طلبة وطالبات جامعتي فؤاد وفاروق، وعن عدد المدارس المختلفة وما تضمه من التلاميذ والتلميذات.

ويؤخذ من البيان أن عدد طلبة الجامعتين يبلغ 17 , 384 في مختلف الكليات، من هذا العدد 16 , 332 من البنين، و1052 من البنات.

المدارس الأولية. . .

وإن جملة المدارس الأولية 4263 مدرسة، منها 748 مدرسة تابعة للوزارة وتضم 95 , 094 من التلاميذ و67 , 397 من التلميذات. و3515 مدرسة تابعة لمجالس المديريات وتضم 351 , 242 من التلاميذ و285 , 658 من التلميذات ومجموع ما في هذه المدارس جميعاً 799 , 39 تلميذاً وتلميذة.

ورياض الأطفال

ويبلغ عدد مدارس رياض الأطفال 52 مدرسة؛ تضم 13 , 301 من البنين والبنات.

والمدارس الابتدائية

وعدد المدارس الابتدائية للبنين 548 مدرسة منها 239 مدرسة تابعة للوزارة وتضم 75 , 689 تلميذاً و309 مدارس حرة وتضم 81 , 140 تلميذاً.

أما عدد المدارس الابتدائية للبنات فهو 220 مدرسة منها 75 تابعة للوزارة وتضم 19 , 711 تلميذة و145 مدرسة حرة 24 , 327 تلميذة.

والمدارس الثانوية

وعدد المدارس الثانوية للبنين 132 مدرسة، منها 65 تابعة للوزارة وتضم 44 , 943 تلميذاً، و67 مدرسة حرة تضم 13 , 17 تلميذاً.

وعدد المدارس الثانوية للبنات 21 مدرسة، منها 10 تابعة للوزارة وتضم 5336 تلميذة و11 مدرسة حرة تضم 1133 تلميذة.

المعاهد الأخرى

وهناك 14 مدرسة لفنون التطريز تضم 3261 تلميذة، و14 مدرسة للثقافة النسوية تضم 2444 تلميذة، و31 مدرسة للتجارة الليلية تضم 5974 طالباً، و9 مدارس للتجارة المتوسطة تضم 3842 طالباً، و10 مدارس للزراعة المتوسطة تضم 1901 من التلاميذ، و23 مدرسة صناعية تضم 8360 طالباً، و17 مدرسة للتربية النسوية تضم 2024 تلميذة، و10 مدارس أولية راقية للبنات تضم 1385 تلميذة، و15 مدرسة للمعلمات الأولية تضم 1898 طالبة، و11 مدرسة للمعلمين الأولية تضم 1719 طالباً، ومعهد واحد متوسط لإعداد المعلمات ويضم 32 طالبة، و3 معاهد عليا للمعلمات تضم 1121 طالباً، و9 معاهد عليا للمعلمات تضم 851 طالبة، و8 معاهد عليا فنية تضم 2253 من الطلبة.