مجلة الرسالة/العدد 868/علي محمود طه
مجلة الرسالة/العدد 868/علي محمود طه
حياته من شعره
للأستاذ أنور المعداوي
- 10 -
أشرت في مقدمة هذه الدراسة إلى أن شاعرنا المصري كان أشبه بكتاب مفتوح. أستطيع أن أقول لك وأنا مطمئن، إنني قد قرأته كله. . . شعره على ضوء حياته، وحياته على ضوء شعره، ناحيتان تؤلفان هذا الكتاب الذي قراته، وعشت بين سطوره، وخرجت من هذه السطور بآراء عرضتها على الذاكرة فمل اعترضت، وعلى الضمير فما أنكر، وعلى موازين النقد فما اختلفت مع أصوله كما افهمها ومناهجه.
وقلت لك أيضاً إنني قد درست حياة علي طه النفسية، ودرست آثاره الفنية. . . درستهما على طريقتي التي أومن بها وادعوا إليها كلما حاولت أن اكتب عن أصحاب المواهب أو كلما حاول غيري أن يكتب عنهم: مفتاح الشخصية الإنسانية أو مفاتيحها اولا، ومفتاح الشخصية الفنية أو مفاتيحها ثانيا، والربط بعد ذلك بين الشخصيتين لتنفذ إلى أعماق الحقيقة في الحياة والفن، ومدى التجاوب بينهما منعكسا على صفحة الشعور المعبر عنه في كلمات.
وقلت لك مرة ثالثة إن الذين لم يعرفوا هذا الشاعر ولم يطلعوا على دخائل نفسه وآفاق حياته، يستطيعون إذا لم ينزعوا عن الألفاظ أثوابها النفسية، أو يجردوا الأخيلة من ظلالها المعنوية، أو يفرقوا بين الصور وبين وشائج اللحم والدم. . . يستطيعون إذا لم يلجئوا أي شيء من هذا كله أن يعرفوه حق المعرفة من خلال شعره! لقد كان شعره مرآة صادقة لهذا الوجود الذي أحاط به، لأنه كان إنسانا صادقا في صحبته لتلك المرآة: لم يحاول يوما أن يقف أمامها بوجه غير وجهه، ولم يحاول يوما أن يلقاها بملامح لونتها المساحيق أو اختفت حقيقتها وراء الأقنعة!
وقلت لك مرة رابعة أنه كان يمثل الوضوح في الفن، وقيمة الوضوح في الفن هو أن يتيح للدارسين أن يطمئنوا على مواقع أقلامهم كلما قطعوا مرحلة من مراحل الطريق. . . لا غموض في المقدمات يدعو إلى الشك في النتائج، ولا ضباب على سطح المنظار يحول دون الرؤية إذا التمستها العيون!
هذه بعض فقرات مما قلناه من قبل، ونزيد عليها الآن وجهات نظر أخرى تدور حول مشكلة الغموض والوضوح في الشخصية الفنية والإنسانية. . . إن الرجل المغلق القلب في الحياة مغلق القلب في الفن، وإن الرجل المعقد النفس في الحياة معقد النفس في الفن. ولا خلاف في هذه الحقيقة المستخرجة من ألوان التجارب ولا جدال! وكل ما يصادفك من غموض وشذوذ وانحراف عن كل ما هو مألوف ومعروف هنا، يمكنك أن ترده إلى صوره المماثلة وأحواله المشابهة ولحظاته المطابقة هناك: شخصية فنية مبهمة ومضطربة وغير مفهومة في هذا الجانب، تقابلها شخصية إنسانية تصطبغ بكل هذه الصبغات وتتصف بكل هذه الصفات في الجانب الآخر. ومهما حاول الفنان أن يظهر أمام الناس بوجه ارجواني غير وجهه الأصفر، أو بقلب إنساني غير قلبه المقفر، فلن يستطيع أن يخدع بعض العيون المستشفة لما وراء الطلاء من حقائق، ولا بعض الآذان الراصدة لما بين الجوانح من خفقات. . . وهذه هي اللحظة الحاسمة في حياة كاتب التراجم كلما حاول أن يدرس واحدا من أصحاب الفن، سالكا كل الطرق التي يمكن أن تدفع به إلى الهدف المرجو وتقذف به نحو الغاية المنشودة. وليس كل هدف يسير البلوغ وليست كل غاية قريبة المنال، وما دام الأمر كذلك فلا مناص من استخدام علم النفس الأدبي وتسليط أضوائه على كل فجوة تتعذر فيها الرؤية حين يكتنفها الغموض ويلفها الظلام!
واستخدام علم النفس الأدبي من الزم الأمور في كل دراسة تريد أن تأمن الزلل في التأويل وأن تتقي الخطأ في التعليل، وأن تتجنب كل منحدر في طريق التشخيص والتشريح وإصدار الآراء والأحكام. ومع ذلك فهناك شخصيات مهوشة السمات مطموسة الحدود معقدة الطباع، ترهق الدارسين حين يضعونها تحت مجهر التحليل النفسي وتكلفهم من الجهد والصبر والمثابرة فوق ما تحمل طاقة الأحياء. وفي الكفة المقابلة شخصيات أخرى واضحة سهلة التناول مسبورة الغور مكشوفة الأعماق، ينفذ إليها الدارسون حين يضعونها تحت المجهر نفسه دون أن يصيبهم عنت أو إرهاق.
من هذه الشخصيات الأخيرة شخصية هذا الشاعر المصري علي محمود طه، ومن تلك الشخصيات الأولى شخصية ذلك الشاعر الفرنسي شارل بودلير. ومن الذي تناول بودلير بالدراسة النفسية فأجهده وأرهقه وأصابه بما يشبه الدوار؟ أنه الكاتب والفيلسوف الفرنسي جاك بول سارتر. . . وعلى الرغم من أن سارتر قد وصل من وراء دراسته لبودلير إلى ما لم يصل إليه في رأينا كاتب تراجم من قبل، فقد خرج من هذه الدراسة وهو مكدود الأنفاس يخيل إليك أن جبينه قد تصبب بقطرات من العرق!
لقد كان بودلير في رأي الحق إنسانا غير مفهوم ولا مهضوم، ومع ذلك فقد حاول سارتر ما وسعته المحاولة أن يفهمه ويهضمه، وأن يقدمه إلى الناس في صورته الشاذة المعقدة وقد زايلها أكثر ما فيها من شذوذ وتعقيد. . . وهكذا تفعل الدراسة النفسية حين ترفع السجف المدلاة على نوافذ الشخصية المغلقة ليندفع الضوء إلى شتى الجوانب والأركان!
وأين هي عناصر الشذوذ في هذه الشخصية البودليرية الغريبة الأطوار؟ هي في تلك النواحي الإنسانية المتباينة التي لا تكاد تجتمع في منهج واضح محدد يلم شعثها أو يؤلف بين ما فيها من شتات. لقد كان بودلير رجلا يفتش عن الآلام في كل مكان، ويسعى إليها سعيا متواصلا ليثور عليها آخر الأمر تلك الثورة المكبوتة العاجزة التي لا تدفع شرا ولا تدرأ خطيئة. . . كان مثاليا بينه وبين نفسه، ولكنها المثالية القاصرة على عالم الذهن وحده لا تكاد تتعداه. هو في (وجوده الذهني) إنسان مترفع عن كل ما يخدش الكرامة ويشين الخلق ويهبط بالسمعة إلى حمأة الموبقات، وهو في (وجوده الواقعي) إنسان غارق في لجج الإثم ضال في متاهات الغي متخبط في ظلام الوزر والمعصية. يدعو إلى الشيء ولا ينفذه، ويرسم الطريق ولا يسير فيه، ويضع لحياته خط سير هو أول المنحرفين عنه والخارجين عليه. . . يحب الوحدة ويتوهم في ظلالها راحة نفسه ونعيم دنياه، ولكي يظفر بها فلا بأس من أن ينفر منه الناس وأن يغضبهم فيه، ولا سبيل إلى ذلك إلا بأن يرمي شخصه بأقبح التهم، وينعت خلقه بأشنع النعوت، ولا ضير من أن يشيع عن نفسه أنه قتل أباه وانحدر من الشذوذ الجنسي إلى أدنأ بؤرة أحط مهاويه هذا كله ليحقق لنفسه تلك الوحدة المنشودة التي يخلو فيها إلى هواجسه بعيدا عن دنيا الناس. . .
ومع ذلك فما أكثر ما يضيق بهذه الوحدة ويفزع من أشباحها الرهيبة ويفر من ظلالها الخانقة! وهو، ذلك المخلوق الذي يسمو (بأفكاره) إلى مدراج العلاقة الجنسية النظيفة، تراه يهبط (بأفعاله) إلى اقذر ما يمكن أن تلحقه هذه العلاقة بإنسان. . . تراه يتصل بإحدى العاهرات ذلك الاتصال الشائن الذي يخرج منه بأخبث الأمراض وافدح العلل، ثم لا يحاول أن يقصد إلى طبيب ليلتمس لجسمه المنهك أي وسيلة من وسائل البر الذي يعقب العلاج! وهو، ذلك الرج العاجز عن تصريف أموره، المشلول الحركة في معركة الحياة، يسعى عن طيب خاطر إلى أيجاد من يشرف عليه ويرعاه، حتى إذا وجد (مجلس العائلة) أو مجلس الوصاية ليشرف على هذا الرجل الذي يفر من المسئوليات الضخام وغير الضخام، تراه يثور على هؤلاء (الجلادين) الطغاة الذين يذيقونه الذل ويسومونه سخف العذاب! وهو، ذلك الفنان اللامع الذي كان يتطلع إلى أن يظفر بمكانه بين الخالدين من أعضاء الأكاديمية الفرنسية، تراه يعبر كل درب يمكن أن يباعد بينه وبين المكان الخالد. وأعجب العجب أنه كان ينشد من كل قلبه مثل هذا الإخفاق! وهو، ذلك الشاعر الجهير يخرج للناس يوما ديوانا من الشعر يطلق عليه (أزهار الشعر) ليقف بسببه في ساحة القضاء. ترى أكان يهدف من وراء هذا الشعر إلى مؤازرة الذين ينادون بمذهب (الفن للفن)، أم كان يهدف إلى شيء آخر تتردد أصداؤه بين جنبيه وترسب في قرار سحيق؟ اغلب الظن أنه كان يحب أن يكون منبوذا من الناس تلاحقه اللعنة في كل عمل من أعماله الأدبية والإنسانية. . . . وإلا لما تعمد أن يطالع الناس بهذا الشعر الذي عرضه للإدانة من جانب القضاء الفرنسي، وهي إدانة مادية ومعنوية!
هو إذن في رأي سارتر رجل مضيع عاجز مبهم يحرك يديه في شتى الاتجاهات ليثير من حوله الزوابع والأعاصير، حتى إذا هبت عليه من كل ناحية وعصفت بكيانه وأودت بوجوده وقف حيالها مكتوف اليدين. . . رجل عاش ولكنه لم يستطع أن يفسر لنا هذه الحياة التي عاشها ولا أن يكيف لنا هذا الوجود الذي خلق فيه رجل كون مزاجه بنفسه واختار مصيره برضاه، وخانته القدرة على أن يخرج من أخطائه وآثامه بمذهب يحدد ذاتيته في زحمة الوجود أو يبرر مكانه في غمار الحياة. هذه الشخصية العجيبة الغريبة المتقلبة تحتاج إلى مفتاح يعالج أبوابها المغلقة على فنون من الطلاسم والأسرار. . . وها هو سارتر يحاول أن يقدم إلينا هذا المفتاح.
بودلير الذي كان يفتش عن الآلام كان يريد أن يتعذب، والدليل على ذلك مستخلص بوضوح من أخباره وآثاره، من أخباره الخاصة وآثاره الفنية. . . كان يسعى إلى صهر روحه في بوتقة الألم والعذاب، وكان يحلو له أن يتأوه كلما أحس في نفسه حاجة إلى الثورة. كان يبغي أن يضطهد نفسه ليكون اضطهاده لنفسه عقابا لها، عقابا على عجزه وضياعه وما اقترف في حقها من أخطاء وآثام. أكان ذلك من جانبه لونا من القعاب الذاتي الناتج عن تغلغل النزعة الدينية المسيحية بين جوانحه كما ذهب إلى ذلك بعض النقاد؟ إن سارتر ينبذ هذا التفسير المتهافت الذي لا يستطيع أن يقف على قدميه، لأن هناك أدباء أشربت نفوسهم تلك النزعة الدينية منذ المولد وخلال النشأة والتربية ثم ساروا ردحا من الزمن في نفس الطريق الشاذ الذي سار فيه، ومع ذلك فما ابعد الشقة بينهم وبين بودلير لقاء الحياة بمثل ما لقيها به من عقاب للنفس واضطهاد للذات!
إن المسالة إذن ليست مسالة تلك النزعة الدينية من قريب ولا من بعيد، ولكنها مسالة مركب النقص ومركب التعويض. . . رجل كان يشعر في أعماقه أنه لا وجود له أو أن وجوده كان أشبه بالعدم، ومن هنا راح يتلمس شتى السبل ليقنع نفسه أو ليخدعها بأنه موجود. وهذه الخطوط المتنافرة التي كانت تحدد اتجاهات مصيره في الحياة، تعود آخر الأمر لتلتقي في نقطة ارتكاز وجودية عمادها الكبرياء. . . كبرياء الذات المهزومة!!
وما أشبه جوانب الشخصية البودليرية بعدد من الغرف النفسية التي تفتحها كلها بمفتاح واحد: غرفة للألم، وتسلمك هذه إلى غرفة أخرى للعذاب، وتسلمك هذه إلى غرفة ثالثة للعقاب، وتسلمك هذه إلى غرفة رابعة للسخط والثورة، وتسلمك هذه إلى غرفة خامسة للكبرياء. . . أعني أنه رجل يريد أن يجد نفسه لأنه تائه مضطرب، وهذا هو الطريق: بحث عن ألوان الشذوذ حتى اكتظت بها حياته، وحين تحقق له ما يبتغيه بدأ يتعذب، ثم طاب له أن يتخذ من هذه المرحلة معبرا إلى العقاب الذاتي الذي يتيح له أن يتبرم ويثور، وفي هذا تحقيق لكبريائه، وجوهر تلك الكبرياء الموهومة آهة حانقة على المجتمع ساخطة على الوجود. . . لتشعره بينه وبين نفسه بأنه موجود!!
هذه هي خلاصة رأي سارتر في شارل بودلير. . . ومنها يتضح لك أن الكاتب الفرنسي قد اجهد نفسه كل الجهد ليصل إلى ابعد أغوار هذه الشخصية القلقة المعذبة، بعد أن طاف بنظره الثاقب بينما خلف صاحبها من أوراق ورسائل، وما ترك من أخبار ونوادر، وما نشر من آثار في الشعر والنثر، وبعد أن راح يجمع بين أطرافها المتناثرة ويوفق بين أحوالها المتناقضة. . . تلك الشخصية التي لا تكاد ترضى حتى تسخط، ولا تكاد تحب حتى تكره، ولا تكاد تقبل حتى تدبر، ولا تكاد تثور حتى تذعن، ثم تتخيل بعد هذا كله أن في الاستعلاء شيئا من العزاء! ومن هذه الخلاصة يتضح لكأيضاً اثر الدراسة النفسية في تناول الشخصية الفنية، ذلك التناول الذي يعرضها لك عاريا من كل ثوب من أثواب الغموض والإبهام!. . . ونحن حين نقدم إليك هذا النموذج النادر من نماذج أدبالتراجم، فإنما نقدمه لنستشهد به على أن التعقيد بقدر ما يطبع صاحبه بطابعه ويسميه بما يسميه فإن الوضوح من شانه أن يقوم بمثل هذا الدور في مثل هذا المجال!
ولقد كان الوضوح كما قلنا لك لازمة من لوازم شاعرنا المصري في كل فترة من فترات حياته وكل وجهة من وجهات فنه، ولك أن تعده أول مفتاح يهيئ لنا أن نضع أيدينا على منافذ شخصيته الأدبية والإنسانية، دون أن نلجأ إلى الفروض التي تضع الشيء موضع الاحتمال في أن يكون حقيقة من الحقائق أو لا يكون. . . ولقد كان علي طه واحدا من هؤلاء الذين يفتحون القلب على مصراعيه أمام الخلص من الاصدقاء، حتى ليخيل إلى من يعرفه منذ شهور أنه يعرفه منذ أعوام وأعوام. كان واضحا في فرحه كما كان واضحا في حزنه، وكان واضحا في سره كما كان واضحا في جهره، حتى لو أنه حاول أن يصمت لكان صمته فنا من الكلام، أو حاول أن يكتم لكان كتمانه ضربا من البوح والإفضاء! ومن هنا كانت حياته على لسانه سلسلة من الأحاديث وكانت في شعره سلسلة من الاعترافات. . . واستمع إلى هذا (الاعتراف) في موضعه من الصفحة الثالثة والثلاثين من (شرق وغرب)، وهو حديث ينبع من قلب ابيض كزهرة الحقل البيضاء:
إن أكن قد شربت نخب كث ... يرات وأترعت بالمدامة كأسي
وتولعت بالحسان لأني ... مغرم بالجمال من كل جنس
وتوحدت في الهوى ثم أشر ... كت على حالتي رجاء ويأس
وتبذلت في غرامي فلم أحب ... س على لذة شياطين رجسي
فبروحي أعيش في عالم الفن ... طليقا والطهر يملأ حسي
تائها في بحاره لست أدري ... لم أزجي الشراع أو فيم أرسي لي قلب كزهرة الحقل بيضاء نمتها السماء من كل قبس
هو قيثارتي عليها أغني ... وعليها وحدي أغني لنفسي
لي إليها في خلوتي همسات ... أنطقتها بكل رائع جرس
كم شفاه بهن من قبلاتي ... وهج النار في عواصف خرس
ووساد جرت بها عبراتي ... ضحك يومي منه وإطرق أمسي
أيهذي الحذور! أنوارك الحم ... راء كم أشعت ليالي أنسي
أحرقتهن! آه لم يبق منهن س ... وى ذلك الرماد برأسي!
هذا شعر صادق كل الصدق، وأصدقه ذلك الوساد الذي جرت به العبرات. . . ولا بد لك من أن تقف معنا طويلا عند هذا البيت من هذه القصيدة الأعترافية، لأنفيه مفتاحا رئيسيا يفصل بين فترتين من حياة الشاعر: فترة تحفل بالدموع وفترة تعج بالبسمات، الأولى فترة الأمس أو ما قبل الثلاثين، والثانية فترة اليوم أو ما بعد الثلاثين. . . وها هو ذا يعترف بأن يومه يضحك لمنظر العبرات في حين يأسى لها الأمس ذلك الأسى المعبر عنه بالإطراق! وفي الفصل المقبل نحدثك عن هاتين الفترتين من حياته، وأثرهما في خلق مزاجين متباينين كل التباين في نطاق الشخصية الفنية والإنسانية!.
(يتبع)
أنور المعداوي