مجلة الرسالة/العدد 858/الخطر اليهودي
مجلة الرسالة/العدد 858/الخطر اليهودي
بروتوكولات شيوخ صهيون العلماء
البروتوكولات الأول:
(1) سنكون صرحاء، ونناقش دلاله كل تأمل، ونصل إلى شروح وافيه بمقارنه واستنباط. وعلى هذا سنعرض فكرة سياستنا وسياسة الجوييم (وهذا هو التعريف اليهودي لكل الأجانب
(2) يجب أن يلاحظ أن ذوى الجبلات الفاسدة من الناس اكثر عددا من ذوى الجبلات النبيلة. وإذن فخير النتائج ما ينتزع بالعنف والإرهاب كل إنسان يسعى إلى القوه. وكل يود إن يصير دكتاتورا على أن يكون ذلك في استطاعته. وما أندر من لا ينزعون إلى إهدار مصالح غيرهم توصلا إلى أغراضهم الشخصية.
(3) ماذا كبح الوحوش المفترسة التي نسميها الناس عن الافتراس؟ وماذا حكمها حتى ألان؟ لقد خضعوا في الطور الأول من الأحياء الاجتماعية للقوة الوحشية العمياء، ثم خضعوا للقانون، وما القانون في الحقيقة ألا هذه القوة ذاتها مقنعة فحسب، وهذا يتأدى بي إلى تقرير أن قانون الطبيعة هو: الحق يكمن في القوة.
(4) إن الحرية السياسية ليست حقيقة بل فكرة. ويجب أن يعرف الإنسان كيف يسخر هذه الفكرة عندما تكون ضرورية، فيتخذها طعما لجذب العامة إلى صفه، إذا كان قد قرر إن ينتزع سلطة منافس له. وتكون المشكلة يسيرة إذا كان هذا المنافس موبوء بأفكار الحرية التي تسمى مذهب التحررية ومن اجل هذه الفكرة يتخلى عن بعض سلطته.
(5) وبهذا سيصير انتصار فكرتنا واضحا، فإن أزمة الحكومة المتروكة خضوعا لقانون الحياة ستقبض عليها يد جديدة، وما على الحكومة الجديدة إلا أن تحل محل القديمة التي أضعفتها لأن قوة الجمهور العمياء لا تستطيع البقاء يوما بلا قائد.
(6) لقد طغت سلطة الذهب على الحكام المتحررين. ولقد مضى زمن كانت الديانة هي الحاكمة. وإن فكرة الحرية لا يمكن أن تتحقق؛ إذ ما من أحد يستطيع استعمالها استعمالا سديدا.
(7) يكفي أن يعطى الشعب الحكم الذاتي فترة وجيزة، لكي يصير هذا الشعب رعاعا ب تمييز. ومنذ تلك اللحظة تبدأ المنازعات والاختلافات التي سرعان ما تتفاقم فتصير معارك اجتماعية، وتندلع النيران في الدول، ويزول آثرها كل زوال.
(8) وسواء أنهكت الدولة الهزاهز الداخلية أم أسلمتها الحروب الأهلية إلى عدو خارجي، فإنها في كلتا الحالين تعتبر قد خربت نهائيا كل الخراب - وستقع في قبضتنا. وسيمد الاستبداد المالي - والمال كله في أيدينا - إلى الدولة عودا لا مفر لها من التعلق به، لأنها - إذا لم تفعل ذلك - ستغرق في اللجة لا محالة.
(9) ومن تخالجه - تأثرا ببواعث التحررية - الإشارة إلى أن بحوثا من هذا النمط منافية للأخلاق - فسأسأله هذا السؤال: لماذا لا يكون منافيا للأخلاق لدى دولة يتهددها عدوان: أحدهما خارجي والآخر داخلي - أن تستخدم وسائل دفاعية ضد الأول تختلف عن وسائلها ضد الآخر، وأن تضع خطط دفاع سرية، وأن تهاجمه في الليل أو بقوات اعظم؟ ولما يكون منافيا للأخلاق لدى الدولة أن تستخدم هذه الوسائل ضد من يحطم أسس حياتها وسعادتها؟
(10) هل يستطيع عقل منطقي سليم أن يأمل في أن يحكم الغوغاء حكما ناجحا باستعمال المناقشات والمجادلة، مع أنه يمكن مناقضة مثل هذه المناقشات والمجادلات بمناقشات أخرى، وربما تكون المناقشات الأخرى مضحكة غير إنها تعرض في صورة تجعلها اكثر أغراء لتلك الفئة العاجزة من الجمهور عن التفكير العميق، والهائمة وراء عواطفها التافهة وعاداتها وعرفها ونظرياتها العاطفية.
(11) إن الجمهور الغر الغبي، ومن ارتفعوا في بينه - لينغمسون في خلافات حزبية تعوق كل إمكان للاتفاق ولو على المناقشات الصحيحة، وان كل قرار للجمهور يتوقف على مجرد فرصة، أو أغلبية ملفقة تجيز لجهلها بالأسرار السياسية حلولا سخيفة، فتبذر بذور الفوضى في الحكومة.
(12) إن السياسة لا تتفق مع الأخلاق في شئ. والحاكم المقيد بالأخلاق ليس بسياسي بارع، وهو لذلك غير راسخ على عرشه.
(13) لابد لطالب الحكم من الالتجاء إلى المكر والرياء؛ فإن الشمائل الإنسانية العظيمة من الإخلاص والأمانة تصير رذائل في السياسة. إنها لتبلغ في زعزعة العرش اعظم مما يبلغه ألد الخصوم. هذه الصفات لابد أن تكون خصال البلاد الأممية (غير اليهودية)، ولكنا غير مضطرين إلى أن نقتدي بهم الدوام.
(14) إن حقنا يكمن في القوة. وكلمة (الحق) فكرة مجردة قائمة على غير أساس، فهي كلمة لا تدل على اكثر من (اعطني ما أريد لتمكنني من أن أبرهن لك بهذا على أني أقوى منك).
(15) أين يبدأ الحق وأين ينتهي؟ أيما دولة يساء تنظيم قوتها، وترتد فيها هيبة القانون وشخصية الحاكم بتراء من جراء الاعتداءات التحررية المستمرة، فإني اتخذ لنفسي فيها خطا جديدا للهجوم مستفيدا بحق القوة لتحطيم كيان القواعد والنظم القائمة، والإمساك بالقوانين، وإعادة تنظيم الهيئات جميعا، وبذلك أصير دكتاتوريا على أولئك الذين تخلوا بمحض رغبتهم على قوتهم، وانعموا بها علينا.
(16) وفي هذه الأحوال الحاضرة المضطربة لقوى المجتمع، ستكون قوتنا اشد من أي قوة أخرى، ألانها ستكون خافية حتى اللحظة التي تبلغ فيها مبلغا لا تستطيع معه أن تنسفها أي خطة ماكرة.
(17) ومن خلال الفساد الحالي الذي نلجأ إليه مكرهين، ستظهر فائدة حكم حازم بعيدة إلى بناء الحياة الطبيعية نظامه الذي حطمته نزعة التحررية.
(18) إن الغاية تزكي الوسيلة، وعلينا - ونحن نضع خططنا أن لا نلتفت إلى ما هو خير وإخلافي بقدر ما نلتفت إلى واهو ضروري ومفيد.
(19) إن بين أيدينا خطة موضحا عليها خط استراتيجي. وما كنا لننحرف عن هذا الخط إلا كنا ماضين في تحطيم عمل قرون.
(20) إن من يريد إنقاذ خطة عمل تناسبه يجب أن يستحضر في ذهنه حقارة الجمهور، وتقلبه، وحاجته إلى الاستقرار، وعجزه عن أن يفهم ويقدر ظروف عيشته وسعادته. وعليه أن يفهم أن قوة الجمهور عمياء هواء من العقل المميز، وأنها تعير سمعها ذات اليمين وذات الشمال. إذا قاد الأعمى أعنى مثله فكلاهما سيسقطان معا في الهاوية. وأفراد الجمهور الذين امتازوا من بين الهيئات - ولو كانوا عباقرة - لا يستطيعون أن يتقدموا هيئاتهم كزعماء دون أن يحطموا الآمة.
(21) ما من أحد يستطيع أن يقرا الكلمات المركبة من الحروف الأساسية الآمن نشى للسلطة الاتقراطيه. أن الشعب المتروك لنفسه، أي للمتازين من الهيئات، لتحطمه الخلافات الحزينة التي من الشره على القوة والأمجاد، وتخلق الهزاهز والاضطرابات.
(22) أفي مقدور الجمهور أن يميز بهدوء ودون ما تحاسد؛ كي يدير أمور الدولة التي يجب ألا تقحم معها الأهواء الشخصية؟ أو يستطيع أن يكون وقاية ضد عدو أجنبي؟ هذا محال. أن خطة مجزاة أجزاء كثيرة بعدد ما في أفراد الجمهور عن عقول - خطة ضائعة القيمة، فهي لذلك غير معقولة ولا قابلة للتنفيذ. الاتقراطي وحده هو الذي يستطيع أن يرسم بوضوح خططا واسعة، وان يعهد بجزء معين منها لكل عضو في بنية الآلة الحكومية. ومن ثم تستنتج أن ما يحقق سعادة البلاد أن تكون حكومتها في قبضة شخص واحد مسؤول. وبغير الاستبداد المطلق لا يمكن أن توجد حضارةلأنالحضارة لا يمكن أن تكون رائجة إلا تحت حماية الحاكم كائنا من كان، لا بين أيدي الجماهير.
(23) إن الجمهور بربري، وتصرفاته في كل مناسبة على هذا النحو، فما إن يضمن الرعاع الحرية حتى يحولوها سريعا إلى فوضى، والفوضى في ذاتها قمة البربرية.
(24) وحسبكم فانظروا إلى هذه الحيوانات المخمورة التي بلدها الشراب، وان كان لينتظر لها من وراء الحرية منافع لا حصر لها! أفنسمح لا نفسنا وأبناء جنسنا بمثل ما يفعلون؟
ومن المسيحيين أناس قد أضلهم الخمر، وانقلب شبانهم مجانين بالكلاسيكيات، والمجون المبكر الذي أغراهم به وكلائنا، ومعلمونا، وخدمنا وقهرماناتنا في البيوتات الغنية، وكتبتنا، ومن إليهم، ونساؤنا في أماكن لهوهم - واليهن أضيف من يسمين (نساء المجتمع) - والراغبات من زميلاتهم في الفساد والترف. يجب أن يكون شعارنا (كل وسائل القوة والخديعة)
(25) إن القوة الخالصة وحدها هي المنتصرة في السياسة، وبخاصة إذا كانت محجبة بالألمعية اللازمة لرجال الدولة.
(26) يجب أن يكون العنف هو الأساس. ويتحتم أن يكون ماكرا خداعا حكم تلك الحكومات التي تأبى أن توطأ تيجانها تحت أقدام وكلاء قوة جديدة. إن هذا الشر هو الوسيلة الوحيدة للوصول إلى الهدف الأخير. ومن اجل ذلك يتحتمأنلا نتردد لحظة في أعمال الرشوة والخديعة والخيانة إذ ما كانت تخدمنا في تحقيق غايتنا.
(27) وفي السياسة يجب أن نعلم كيف نصادر الأملاك بلا أدنى تردد إذا كان هذا العمل يمكننا من السيادة والقوة. إن دواء دولتنا - المتبعة طريق الفتوح السلمية - لها الحق في أن تستبدل بأهوال الحرب الحكام الإعدام، وهي اقل ظهورا واقل تأثيرا، وإنها لضرورية لتعزيز الفزع الذي يولد الطاعة العمياء. إن العنف الحقود وحده هو العامل الرئيسي في قوة الدولة. فيجب أن نتمسك بخطة العنف والخديعة لا من اجل المنفعة فحسب بل من اجل الواجب والنصر أيضا.
(28) إن مبادئنا في مثل قوة وسائلنا التي نعدها لتنفيذها، وسوف ننتصر، ونستعبد الحكومات جميعا تحت حكومتنا العليا لا بهذه الوسائل وحدها بل بصرامة عقائدنا أيضا، وحسبنا أن يعرف عنا إننا صارمون في كبح كل تمرد.
(29) وكذلك كنا قديما أول من صاح في الناس (الحرية والمساواة والإخاء). كلمات ما انفكت ترددها منذ ذلك الحين ببغاوات جاهلة تجمهرت معا من كل مكان حول هذه الشعائر وقد حرمت بترداده العالم من نجاحه، والفرد من حريته الشخصية الحقيقية التي كانت قبل في حمى بحفظها من أن تخنقها السفلة.
(30) إن أدعي الحكمة والذكاء من الآمنين لم يتبينوا كيف كانت عواقب الكلمات التي يلو كونها، ولم يلاحظوا كيف يقل الاتفاق بين بعضها وبعض وقد يناقض بعضها بعضا.
(31) أنهم لم يروا أنه لا مساواة في الطبيعة، وأن الطبيعة نفسها قد خلقت أنماطا مختلفة غير متساوية في العقل والشخصية والطاقة. وكذلك في الخضوع لقوانين الطبيعة.
(32) أدعياء الحكمة هؤلاء لم يكهنوا أن الرعاع قوة عمياء، وأن المتميزين المختارين من وسطهم حكاما - ميان مثلهم في السياسة، فإن المرء المقدور له أن يكون حاكما - ولو كان أحمق - يستطيع أن يحكم، ولكن المرء الغير مقدور له ذلك - ولو كان عبقريا - لن يفهم شيئا في السياسة. وكل هذا كان بعيدا عن النظر الاممين (غير اليهود)، مع إن الحكم الوراثي القائم على هذا الأساس. فقد اعتاد الأب يفقه الابن في معنى التطورات السياسية وفي مجراها بأسلوب ليس لأحد غير أعضاء الآسرة أن يعرفه، وما استطاع أحد أن يفشي الأسرار للشعب المحكوم. وفي وقت كان معنى التعليمات السياسية الحقة - كما توورثت في المالكية. من جيل إلى جيل - مفقوداً، قد أعان هذا الفقد على نجاح غرضنا.
(33) إن صيحتنا (الحرية والمساواة والإخاء) قد جلبت إلى صفوفنا فرقا كاملة من زوايا العالم الأربع عن طريق وكلائنا المغفلين، وقد حملت هذه الفرق ألويتنا في نشوة، بينما كانت هذه الكلمات - مثل كثير من الديدان - تلتهم سعادة المسيحيين، وتحطم سلامهم وثباتهم ووحدتهم، مدمرة بذلك أسس الدول. وقد جلب هذا العمل النصر لنا كما سنرى بعد. إنه مكننا بين أشياء أخرى - من لعب دور الآس في أوراق اللعب الغالبة، أي محق الامتيازات، وبتعبير آخر، محق كيان الأرستقراطية الأممية التي كانت الحماية الوحيدة للأمم والبلاد ضدنا.
(34) ولقد أقمنا على أطلال الأرستقراطية الطبيعية والوراثية أرستقراطية من لدنا على أساس بلوتقراطي (حكم الأغنياء) أقمنا الأرستقراطية الجديدة على الثروة التي نتسلط عليها، وعلى العلم الذي يروجه علماؤنا. ولقد عاد انتصارنا أيسر في الواقع، فإننا من خلال صلاتنا بالناس الذين لا غنى لنا عنهم - كنا دائما نحرك اشد أجزاء العقل الإنساني إحساسا، أي تستثير مرض فرائسنا من اجل المنافع، وشرهم ونهمهم والحاجات المادية للإنساني، وكل واحد من هذه الأمراض يستطيع مستقلا بنفسه أن يحطم الطليعة، وبذلك يضع قوة إرادة الشعب تحت رحمه أولئك الذين سيجردونه من كل قوه طليعته.
(35) إن تجرد كلمة (الحرية) جعلها قادرة على إقناع الرعاع بأن الحكومة ليست شيئا آخر غير مدير ينوب عن المالك الذي هو اللامة، وفي المستطاع خلعها كقفازين باليين. وأن حقيقة ممثلي الأمة يمكن عزلهم قد أسلمت ممثليهم لسلطاننا، ووضعت تعيينهم عمليا في أيدينا.
محمد خليفة التونسي
(يتبع)