انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 810/اسألي سحرك.

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 810/اسألي سحرك.

ملاحظات: بتاريخ: 10 - 01 - 1949



للأستاذ محمود حسن إسماعيل

آه منْ لحن على نهديكِ. لم أعزفْهُ آه!

شاردٌ عن سحر أوتاري كأحلام الحياه

كلما أطلقتُ روحي خلفهُ في الصَّدر تاهْ

وقعيه. واسمعي مِثلي الأغاني مِن هواه

ودَعيني في الليالي السُّود أمشي في خُطاه

واتبعيني، فأنا دربٌ بعيدٌ منتهاهْ

آه من طير على جفنيِك لم يهدأْ بأيكِ

ضاربٌ في أفق الأحلام، مظلومٌ لديك

كلما همَّ، لواهُ صائدُ السِّحر إِليك

اتركيه كيفما شاءَ يُغني في يديك

واتركيني أتلاشى نغمةً في جانبيك

أخطف السرَّ وأَمضى طائراً مَرَّ عليك

آه من ليلٍ رهيب في خيالي من ملالِكْ

مُترعٍ بالشكِّ والأوعاد في جنبيَّ حالك

خيمت منه معانٍ لاهثاتٍ في خيالك

اْسأليها، فهي تدري ما الذي طاف ببالك

واسمعيها، حُرَقاً تعوي على ذكرى وصالك

يوم كنا في سبيل الحب نشتاق المهالك

آه من نهر بأعطافك مرهوبِ النواحي

رحتُ في أَمواجه أُلقي من الشوق جراحي

وأنادي الرِّيح، لو هبت بِناي وصباح

وصلاةٍ لشراعي فوق هامات الرِّياح

اتركي الزِّورق يجري فيه نشوانَ الجن ودعيه سابحاً ما شاء في تلك البطاح

تسأليني. . . لِمَ لمْ يشغلك عن حبي شاغل؟

اسألي الطير. . . علامَ الأيك في جنبيه هادلُ؟

واسألي النهر. . . علامَ الموجُ في شطيه زاجِل؟

واسألي بحرَكِ من أجراهُ في قلبي جداول؟

واسألي الماضي فما زالت به تغلي المراجِلْ

واسألي نفسَكِ من أغرى على الحبِّ المعاولْ