مجلة الرسالة/العدد 740/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 740/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 08 - 09 - 1947


1 - إلى الأستاذ يوسف أسعد داغر:

إذا كنت قد تأخرت في الكتابة عن كتابك الذي أهديته إلى (فهارس المكتبة العربية في الخافقين) فما تأخرت إهمالا، ولكني أردت أن أكتب عنه كتابة علمية تليق بهذا السفر القيم الذي أقرر جازماً إنها لم تصدر المطابع العربية في هذه السنة كتاباً علمياً خيراً منه، وأنا حين أنشر هذا الاعتذار، أنشر معه إكباري لهذا الجهد (الهائل) الذي بذلته في تأليفه، وأتمنى أن يكون هذا الكتاب في مكتبة كل عالم وكل أديب.

2 - سبق قلم:

جاء في الخبر الأول من أخبار بريد (الرسالة) 738 كلمة:

(الحسن البصري الذي أخذ عن مالك بن أنس).

وذلك سبق قلم، لأن الحسن إنما أخذ عن أنس بن مالك الصحابي لا عن مالك بن أنس الإمام الذي جاء بعده بأزمان.

3 - جد أم هزل؟

أما (سؤال) الأستاذ الجاحظ، في العدد الماضي، فما أخذته إلا على أنه هزل، وما أعتقد أن المراد من جملتي يخفى على عامة القراء، فضلا عن مثل الجاحظ، أولم يسمع الجاحظ رجلا يقول: (إني لأرى كل جميل، وآكل كل طيب، ولكني لا أشعر بمسرة) أن لم يكن قد وجد رجلا هذا حاله، فليعلم أني ذلك الرجل.

علي الطنطاوي

إلى الأستاذ السهمي:

اليوم (25 أغسطس) وأنا في أقصى الشمال من لبنان، في بلدة الأرز (بشرى)، مثوى العبقري الملهم (جبران) - وصل إلى (السمير الحبيب) مجلة (الرسالة) الزاهرة (عدد 737) متأخرة عن ميقاتها، فطالعني بين طياتها ما كتبه إمام العربية الأكبر، أستاذنا الجليل (السهمي) - ومنذا الذي يجهل (السهم) صنو (النشاب)؟! - معلقاً به على ما نبهت إليه ف بريد (الرسالة) الأدبي، مخطئاً قول كاتبة فاضلة: (مد الليل أروقته السوداء. . .) وقد حملني على أن أبتغيها: (أروقته السود. .) (حوالا عن (السوداء)) ما أجده في كتاب الله إذ يصف ما هو من مثل ذلك على نحو منه فيقول: (جدد بيض. . .) ويقول: (غرابيب سود. .) وما أجده كثيراً في شعر الجاهلين والمخضرمين، مما لا سبيل إلى الوصول إليه، وأنا (في هذا المنعزل) بعيد عن كتبي. . . . على أنني استظهر من ذلك أمثلة تتقدم فيها (الصفة) أو يستعاض بها عن الموصوف. ومنها قول الطرماح:

وتجرّد الأسروع واطّرد السَّفا ... وجرت بجاليْها الحداب الَقَرَد

وانساب حيات الكئيب وأقبلت ... وُرق الفراش لما يشبّ الموقد

وكنت أصادف كثيراً، من مثل ما أشار إليه أستاذنا الجليل - وهو أن تجئ (فعلاء) المفرد وصفاً للجمع فاخله انحرافاً عن الجادة، ومسايرة للعامية! ولكنني - وقد سمعت ما أورد - أشكر له حسن توجيهه، وكريم تعهده، وسهره على سلامة هذا اللسان الخالد. ليبقى مبرءاً من كل شائبة، منزهاً عن كل خطل. . .

وله مني تحيات أرق من نسائم (صنين) مفعمة بأريج الصنوبن لأرز. . .

محمد سليم الرشدان

إلى الأستاذ (الجاحظ):

في (تعقيبات) الرسالة الغراء عدد 739 نسب الأستاذ (الجاحظ) إلى الأستاذ العقاد أنه قال له في صدد الكلام على أدب الشيوخ وأدب الشبان (لقد كنا شباناً، فما وجدنا من أخذ بأدبنا، أو (أفسح) لنا الطريق. . .).

وأنا قد لا أخطئ الصواب إذا قلت أن نسبة هذا القول إنما كانت في المعنى المفهوم وليست في اللفظ المرقوم. . . إذ لا يخفى على الأستاذ العقاد خطأ استعمال (أفسح) من الفعل الرباعي دون الثلاثي وهو الأصل؛ فإنه يقال (فسح له في المجلس. . .) ولا يقال أفسح له فيه. . .

عدنان

حول الزنزانة وأسماؤها: في جزء الرسالة الـ 738 البارز نهار الاثنين 25 أغسطس سنة 1947 سنتها الخامسة عشرة كلمة للأستاذ حسني كنعان بخصوص الزنزانة وما أراد لها الأدباء من الأسماء، وقد خاف الأستاذ الجليل أن يصل بها المطاف إلى ما وصلت إليه كلمة (السندوتش) في المحفي العمي. وعلى كل ما تحمل كلمة الأستاذ في طياتها من التهكم فإنها تدل على إهمال الأدباء لمقررات المحفى الملكي. والذي أراه أن تبقى الكلمة بلفظها أو يستبدل بها (سجن عارم).

فقد جاء في القسم الثاني من كتاب أنساب الأشراف للبلاذري ما حرفه:

قال أبو الحسن المدائني: (أسر (زيد عارم) غلام مصعب ابن (عبد الرحمن) بن (عوف) وبنى له بناء ذراعين في ذراعين وأقيم فيه، وكان ذلك البناء في السجن، فقيل: (سجن عارم).

فمن هنا نرى أن الكلمة عرفت من صدر الإسلام وأنها تؤدى المعنى كاملا. فأما أن نصير إليها، وأما أن نبقى على الزنزانة إذ لا خوف منها على اللغة أن شاء الله.

روكس بن زائد العزيزي

معلم العربية وآدابها في كلية تراسانة في القدس

1 - استدراك:

جاء في كلمة (نعم الضمير مطمئن) بعدد الرسالة 737 البيت الآتي:

له خصبه دونى ولى نوطتي به ... وعون أيامه وهو نجدب

ولما كان الشطر الثاني خطأ أشارت الرسالة إليه بكلمة (كذا) والصواب:

له خصبه دونى ولي نوطتي به ... وعون على أيامه وهو مجدب

فلزم التنويه. وللرسالة مزيد الشكر ووافر التحية.

2 - (بله لا بلهاء):

كتب الأستاذ الجاحظ في تعقيبه (يا قوم حسبكم) بعدد الرسالة (838): (والمعنى المقصود في هذا التعبير الطريف أن المصريين مغفلون بلهاء) والصواب بله بزنة (فُعْل) وهو جمع مطرد في كل وصف يكون المذكر منه على أفعل. والمؤثرات منه على فعلاء فيقال: رجل أبله. وامرأة بلهاء. وفي الجمع بُلْهٌ وفي الحديث: (أكثر أهل الجنة البله).

كمال الخولي