مجلة الرسالة/العدد 724/البريد الأدبي
مجلة الرسالة/العدد 724/البريد الأدبي
أبو هريرة والصعيدي:
كان الأستاذ عبد المتعال الصعيدي نشر - في العدد 715 من الرسالة الغراء - كلمة حول كتابنا (أبو هريرة) فأجبناه بما نشرته الرسالة - في عددها 718 - جنحنا في جوابه إلى الدعة لا نسأله عن شيء مما غالط به أو غلط فيه كالعصمة التي حمل بها حملته على غير روية، فإن العصمة من الذبوب - التي تثبتها الأساسية للأنبياء وأوصيائهم - شئ، والعصمة من الجرح المسقط لعدالة المجروح - التي يثبتها أهل السنة لكل صحابي شيء آخر
واليوم وافانا العدد 721 من الرسالة فإذا به - يعترف بالغلط في نسبة وضع الحديث إلى محمد العثماني المذكور فقال: والحقيقة أنه من وضع غيره إلا من وضعه.
ثم ضعف سنده بما لا تتنزه عن مثله أسانيد كثيرة من الصحاح، على أنه لم يستند في تضعيفه إلى أئمة الجرح والتعديل وإنما أرسل تضعيفه كسائر مرسلاته.
ونحن نستند في تصحيحه إلى إمامين مسلمي الإمامة في الجرح والتعديل عند أهل السنة، حجتين عندهم في السنن لا يدافعان، الحاكم في المستدرك، والذهبي في تلخيصه (ص48 من الجزء الرابع).
والأستاذ لا يجهل دأب الذهبي في تعقب الحاكم وإفراطه بتضعيف كثير من صحاح المستدرك وإسقاط بعضها بأقل شبهة، لكنه مع ذلك لم يتعقبه في هذا الحديث بل صرح بصحته عن أبو هريرة. فقال: صحيح منكر المتن فإن رقية ماتت وقت بدر وأبوهريرة أسلم وقت خيبر 1 هـ.
وما كان الذهبي ولا الحاكم مع حسن ضنهما بأبي هريرة ليثبتا عنه هذا الباطل لو وجدا إلى حمله على غيره سبيلا، لكنها الأمانة لا يحمل وزرها إلا من (كان ظلوما جهولا).
وقد حاول الحاكمصرف الباطل عن أبي هريرة - كما جاء في كلمة الأستاذ - لكنه لم يفلح.
نقل الأستاذ أن كلا من الأمام السيوطي والشيخ الخولي وصاحب المنار وشيخ الجزائري طعنوا في بعض أحاديث المستدرك ونحن نقول: أنهم طعنوا في البعض من حديثه، لكنهم لم يذكروا هذا الحديث بسوء، ولو كان ضعيفاً لنبهوا إلى ضعفه، ولو كان من الأحاديث الموضوعة لنضمه السيوطي وغيره في سلك الموضوعات، ما علمنا أحد من أئمة الحديث فعل ذلك.
أما ما نقله الأستاذ عن الفاضل الجمجموني - من انقطاع الحديث لأن المطلب بن عبد الله لا يعرف له سماع عن أبي هريرة - ففيه نظر، وقد قيل أن الذي لم يدرك أبي هريرة إنما هو المطلب ابن عبد الله بن المطلب بن حنطب، وراوي الحديث إنما هو المطلب بن عبد الله بن حنطب، فهما - على الأصح - اثنان يروى الأول منهما عن أنس وجابر وابن عمر وعائشة وأبى هريرة، وروى عنه الأوزاعي وعمر بن أبى عمر، وقد وثقه أبو زرعة والدارقطنى وحديثه ثابت في السنن الربعة وغيرها.
وهب أنا صرفنا النظر عن هذا الحديث ولوازمه الباطلة فما رأى الأستاذ وسائر المنصفين فيما يلزم أبا هريرة من أحاديثه الثابتة عنه في الصحيحين؟ وحسبهم منها ما اشتمل عليه كتابنا (أبو هريرة) في جميع فصوله فليمعن به الأستاذ، وليدع توجيهه الجديد جانباً وليسلك جادة العلماء المنصفين (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) والذي دعانا إلى هذا إنما هو الذود عن السنة المقدسة والغيرة على الإسلام والمسلمين بتمحيص الحق المتصل بحياتنا العملية والعقلية اتصالاً مباشرا، أن أريد إلا الإصلاح ما استطعت.
صور - لبنان
عبد الحسين شرف الدين
إلى الأستاذ علي الطنطاوي:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد فإنني من المعجبين بك وبما تكتبه، وبهذا الأسلوب السهل السلس الذي يجرى من النفس مجرى الطبع والذوق السليم. هذا أما من حيث مناقشتك للآراء فهي مناقشة القاضي العدل الذي ينظر إلى كل شيء فاحصاً مدققاً ثم يناقش على أساس راسخ وعلم غزير.
وإن حميتك العربية وفضائل الإسلام التي تتدفق في عروقك والخير الذي ترجوه للمجتمع الإسلامي من الاتحاد هو الذي رفعك لنقد هذا الكتاب (في مقالة بالعدد 722 بعنوان إلى علماء الشيعة) بالرغم من أن هذا الكتاب هو طبعة ثانية لكتاب صدر منذ ستة عشر عاماً. فإن مجرد وجوده دون هذا التعليق كان دليلاً على أن النزاع سيظل قائماً والجدل سوف لا ينتهي إلى حد. ولهذا فقد أحسنت يا سيدي صنعاً. وان حرصك يا سيدي على الوحدة والتئام شمل المسلمين في هذا الطرف العصيب لما هو جدير بالتقدير ولكن قل من يعرف المواقف وما تقتضيه في هذا الزمن.
وإن رغبتك يا سيدي في نبذ الجدل بين السنيين والشيعيين لمما يقتضيه الموقف في هذه الظروف الحاضرة، ولكن هنالك في التاريخ الإسلامي سابقة هي أن العالم الإسلامي أتحد في ظرف عصيب على يد شخصية بارزة إلا هو البطل صلاح الدين الأيوبي - طيب الله ثراه - اجتمع العالم الإسلامي كله من سنيين وشيعيين لمواجهة خطر داهم، إلا وهو الخطر الصليبي. وهذا الخطر يهدد الأمم العربية اليوم ولكن بصورة أخرى. فالقوى الاستعمارية تريد أن تكيف العالم كما تريد. وتريد أن تجعل فلسطين العربية طعماً خالصاً لليهود! لا لشيء سوى أن الدول الكبرى تريد أن تهيئ لليهود وطناً في أرض مقدسة ليست لليهود وحدهم وتأبى أن تستقل فلسطين العربية دماً ولحماً.
لقد أحسنت يا مولاي بقرع جرس الخطر وبالنداء للوحدة والتكتل. فعسى أن يفيق القوم من سباتهم العميق ويهبوا ليحملوا السلاح للدفاع عن فلسطين وليستعدوا مجدهم التالد الخالد. ويا حبذا لو ذكر لنا أستاذنا العلامة المحقق أحمد رمزي بك طرفاً من حياة صلاح الدين وتوحيده شمل العالم الإسلامي ومقاومته للصلبيين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شفيق أحمد عبد القادر
كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول
كلمة صغيرة: -
كان بودي أن تكون كلمتي في الرد على الأستاذ طاهر الجبلاوي هي الأخيرة لولا شبهه صغيرة أتى بها في رده الأخير، رأيت أن أوضحها إظهاراً للحق - فقد أراد الأستاذ أن يثبت صحة ترجمته بالوعي الروحي بأن الوعي هنا بمعنى الضمير استشهاداً بالآية الكريمة (والله أعلم بما يوعون) أي يضمرون. . . وليسمح لي الأستاذ أن اقدم أمامه هاتين الحقيقتين الواضحتين:
1 - الوعي ليس مصدر (يوعى) أي يضمر بل هو مصدر (وعى) وهو في الأساليب الحديثة يأتي بمعنى الانتباه مثل الوعي القومي ولا يأتي بمعنى الضمير، وفي ذلك مراعاة لمعناه الأصيل في اللغة العربية.
2 - ليس في الفصل كله جملة واحدة تؤيد رأى الأستاذ في أن الروح يجب أن يدرك ضميرها الاشياء، والفصل كله يؤيد رأيي في أن الخطوة الأولى لمعرفة الحقائق هي معرفة الروح، فليتفضل الأستاذ بمراجعته مرة ثانية قبل أن يتهمني بالتزييف والتحريف!!.
وقد ختم الأستاذ باتهام مبهم لوح فيه بأخطاء في ترجمتي للسادهانا غير موجودة، وهذا الكلام المبهم مما لا يرد علية؛ لأنه يحتاج إلى دليل يؤيده.
هذه كلمة صغيرة في هذا الموضوع. وأؤمل أن تكون الأخيرة.
أسيوط
محمد محمد علي
إلى أصدقاء أحمد محرم:
المرجو من أصدقاء ومقدري فضل شاعر العربية المغفور له أحمد محرم أن يرسلوا مشكورين ما قد يكون في حوزتهم من آثاره الأدبية (شعراً ونثراً) - ما نشر منها بالمجلات والجرائد وما لم ينشر إلى الأستاذ محمود أحمد محرم بكلية الآداب بجامعة فاروق الأول.