مجلة الرسالة/العدد 696/أمنيات. . .!
مجلة الرسالة/العدد 696/أمنيات. . .!
للشاعر إبراهيم محمد نجا
يا ليتني كنت العبير إلى ورودك ينتمي
يا ليتني كنت الغدير على ظلالك يرتمي
يا ليتني كنت الهزار بدوحك المترنم
يهدي إلى دنياك أغنية المحب المغرم!
يا ليتني كنت الندى وافى زهورك في الصباح
فاستضحكت وتمايلت نشوى بأحضان الرياح!
يا ليتني كنتِ الفراش يرفّ عربيد الجناح
يهفو إلى العطر المحبب، والرحيق المستباح!
يا ليتني كنت الشعاع سما بأجواز الفضاء
كالموجة العذراء تسبح بين موجات وِضاء
بالشوق يصعد للذرى. . . بالحب يرقى للعلاء
يهفو إليك، وأنت نجم قد تناءى في السماء!
يا ليتني رؤيا منام في العيون النائمة
يا ليتني ذكرى غرام في القلوب الحالمة
يا ليتني نجوى العيون أو الشفاه الناعمة
يا ليتني الفرج الطليق مع الأماني الهائمة!
يا ليتني يا واحة الأيام نبع في حماك
يا ليتني يا كعبة الأحلام حلم في صباك
يا ليتني يا قبلة الأشواق شوق في هواك
يا ليتني يا مبعث الإلهام إلهام حواك!
يا ليتني أحيا - وأنت معي - على قمم الجبال
نرنو إلى الأفق الموشّح بالضياء وبالظلال
والبحر جياش كأشواق المحب إلى الوصال ونظل نسبح في الفضاء على مويجات الخيال
يا ليتني - وأنا المحب عواطفي نار ونور -
أسمو بأشواقي إلى الأفق المحجّب بالستور
فأظل أسمعه شكاياتي؛ ليأذن بالعبور
فإذا عبرت، فقد خلصت إلى اللباب من القشور!
ياليتني شدو البلابل في الليالي المقمراتِ
يا ليتني إشراقة الآمال في ليل الحياة
يا ليتني. . . أواه من تلك الأماني الضائعات!
كيف العزاء، وكل شيء ضاع. . . حتى أمنياتي؟!
لو كنت يا دنياي في الغيب المحجّب لا أزال
كنت استرحت، فليس لي قلب يحن إلى الجمال
وسلمت من لهف إلى النبع الموشح بالظلال
وتركت أيامي تمر كأنها رؤيا خيال!
إبراهيم محمد نجا