مجلة الرسالة/العدد 668/نقل الأديب
مجلة الرسالة/العدد 668/نقل الأديب
للأستاذ محمد إسعاف النشاشيبي
713 - إن ذا من العجب
أمر بالكرم إن عبرت به ... تأخذني نشوة من الطرب
أسكر بالأمس إن عزمت على الشرب غدا إن ذا من العجب
714 - ولكن أعلل قلباً عليلاً
جحظة:
إذا ما ظمئت إلى ريقها ... جعلت المدامة منه بديلا
وأين المدامة من ريقها ... ولكن أعلل قلبا عليلا
715 - على ما يقال
قال شيخ الإسلام ابن دقيق العيد:
وأطيب شيء إذا ذقته ... رضاب الحبيب على ما يقال
716 - أبو نؤاس الناسك
من مجون أبي نؤاس أن الأمير لما نهاه عن الخمر وحبسه، فكلمه فيه الفضل بن الربيع وأخرجه كتب إليه:
أنت يا بن الربيع علمتني الخي ... ر وعودتنيه والخير عاده
فارعوي باطلي وراجعني الحل ... م فأحدثت عفة وزهاده
لو تراني ذكرت بي الحسن البص ... ري في حال نسكه أو قتاده
التسابيح في ذراعيّ والمص ... حف في لبتي مكان القلادة
فإذا شئت أن ترى طرفة تع ... جب منها مليحة مستفادة
فادع بي لا عدمت تقويم مثلي ... فتأمل بعينك السجادة
لو رآها بعض المرائين يوما ... لاشتراها يعدها للشهادة
أثر لاح للصلاة بوجهي ... توقن النفس أنه من عباده
ولقد طالما شقيت ولكن ... أدركتني على يديك السعادة 717 - يعبد الله على حرف
قال أبو عمرو الزاهد: دلك بعض الزهاد المرائين جبهته بثوم وعصبها ونام ليصبح بها أثر السجود، فانحرفت العصابة إلى صدغه، فأخذ الأثر هناك.
فقال له ابنه: ما هذا يا أبت؟
قال: أصبح أبوك ممن يعبد الله على حرف.
718 - وبيانها سحر مقلتها
وصف أحمد بن أبي خالد جارية كاتبة فقال: كان خطها أشكال صورتها، ومدادها سواد شعرها، وقرطاسها أديم وجهها، وقلمها بعض أناملها، وبيانها سحر مقلتها.
719 - ينسي المصيبة
قال المبرد: لما توفيت والدة إسماعيل بن إسحاق القاضي ركبت إليه أعزيه وأتوجع له، فألفيت عنده الجلة من بني هاشم والفقهاء والعدول ومستوري مدينة السلام، ورأيت من ولهه ما أبداه ولم يقدر على ستره، وكل يعزيه وقد كاد لا يسلو، فلما رأيت ذلك منه ابتدأت بعد التسليم فأنشدته:
لعمري لئن غال ريب الزما ... ن فينا لقد غال نفسا حبيبه
ولكن علمي بما في الثوا ... ب عند المصيبة ينسي المصيبة
فتفهم كلامي واستحسنه، ودعا بدواة وكتبه ورأيته بعد قد انبسط وجهه، وزال عنه ما كان فيه من تلك الكآبة، وشدة الجزع.
720 - أنت الفداء لمن ابتدأ هذا فأحسن
قال عون بن محمد الكندي: كنا مع مخلد الموصلي في مجلس وكان معنا عبد الله بن ربيعة الرقي، فأنشد مخلد قصيدته التي يقول فيها:.
كل شيء أقوى عليه ولكن ... ليس لي بالفراق منك يدان
فجعل يستحسنه ويردده، فقال له عبد الله: أنت الفداء لمن ابتدأ هذا المعنى فأحسن فيه حيث يقول:
سلبتني من السرور ثيابا ... وكستني من الهموم ثيابا كلما أغلقت من الوصل بابا ... فتحت لي إلى المنية بابا
عذبيني بكل شيء سوى الصد ... فما ذقت كالصدود عذابا
فضحك الموصلي. . .
721 - خليا سبيل الصبا يخلص إليّ نسيمها
تزوج أبو الفرج بن الجوزي امرأة اسمها نسيم الصبا فأقام معها مدة، ثم وقعت بينهما وحشة ففارقها فاشتد كلفه وزاد غرامه وراسلها فأبت عليه وطال بينهما الأمر. ثم حضرت مجلس وعظه يوما فلاحت منه نظرة فرآها وقد استترت بجاريتين، فتنفس الصعداء وأنشد قول قيس بن الملوح (مجنون ليلى):
أيا جبل نعمان بالله خليا ... سبيل الصبا يخلص إلى نسيمها
أجد بردها أو تشف مني حزازة ... على كبد لم يبق إلا صميمها
فاستحيت ثم ذهبت وقد داخلتها الرقة، فحكت لبعض النساء ذلك فمضت فأخبرته فراسلها فأجابت فتزوج بها.
722 - الأقيشر والشرطي
في (الأغاني):
شرب المغيرة بن عبد الله الملقب بالأقيشر يوما في بيت خمار في الحيرة، فجاء شرطي من شرط الأمير ليدخل عليه فغلق الباب دونه فناداه الشرطي: اسقني نبيذا وأنت آمن.
فقال: والله ما آمنك. ولكن هذا ثقب في الباب فاجلس عنده وأنا أسقيك منه. ثم وضع له أنبوبا من قصب في الثقب، وصب فيه نبيذا من داخل والشرطي يشرب من خارج الباب حتى سكر. فقال الأقيشر:
سأل الشرطي أن نسقيه ... فسقيناه بأنبوب القصب
إنما نشرب من أموالنا ... فسلوا الشرطي ما هذا الغضب
723 - وقع بين موسى وفرعون شمرية
قال الأصمعي: سألت أعرابيا وقد خرج من الصلاة: ما قرأ الإمام؟ قال: ما أدري إلا أنه وقع بين موسى وفرعون شمرية 724 - مصيبتان
كتب أحمد بن يوسف الكاتب لبعض إخوانه من الكتاب وقد ماتت له ببغا، وقد كان له أخ يضعف:
أنت تبقى ونحن طرا فداكا ... أحسن الله ذو الجلال عزاكا
فلقد جل خطب دهر أتانا ... بمقادير أتلفت ببغاكا
عجبا للمنون كيف أتتها ... وتخطت عبد الحميد أخاكا
كان عبد الحميد أصلح للمو ... ت من الببغا وأولى بذاكا
شملتنا المصيبتان جميعا ... فقدنا هذه ورؤية ذاكا