مجلة الرسالة/العدد 663/يوم في الجامعة

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 663/يوم في الجامعة

ملاحظات: بتاريخ: 18 - 03 - 1946



مسرحية في مشهد واحد

لصاحب السعادة عزيز أباظة باشا

مثلها طالبات معهد التمثيل وطالباته في حضرة صاحب الجلالة الملك بقصر صاحبة السمو الأميرة شويكار في ليلة عيد الميلاد الملكي السعيد.

الممثلون:

شفيق. يحي. عباس. طلبة بالجامعة

زينب. سعاد. سميرة. طالبات بالجامعة.

(يدخل الخمسة الأولى)

زينب: (لشفيق وهو منهمك في قراءة صحيفة):

صاح ما الأنباء؟

شفيق: عن ماذا؟

سعاد: عن الدنيا

شفيق: مهازل!!

عالم يذخر بالخلف ... ويغلي كالمراجل

يقلب الباطل حقا ... ويرد الحق باطل

يحي: وبلاد تخلف الوعد=وسُوَّاس تماطل

وشعوبٌ في ظلال الس - ـلم بالختل تقاتل

شفيق: (في اشمئزاز)

قيل دويلات صغيرات ... ودولات كبيرة!!

عباس: قولة الظلم وإن لم=تطمس الحق كبيرة

قيل ضم الناس عدل ... وعلى الأرض السلام

ظلموا العدل فما العدل ... اعتداء واهتضام

شفيق: لن يعيش الكون في سلم=ولن تطوي شروره ما استمر العالم ... المغرور يحدوه غروره

يحي: كل يوم صور للعس - ف والغصب جديدة

احتلال فانتداب ... فوصايات رشيدة؟؟

عباس: حفظوا المعنى وزافوا=اللفظ والدنيا شهيدة

يحي: يا دهاة العصر رو - ح العصر عدل وتصافي

يا حماة السلم ليس الس - لم إذلال الضعاف

زينب: روِّحوا عنكم فمصر=حرسَ الله عُلاها

هي بالفاروق قد أو - فت على أسمى مناها

سعاد: ملك منًّ به الله=عليها فاجتباها

وحماها كل مكروه ... وبالنفس افتداها

يحي: مصر والفاروق صنوان=جلالاً وعلاء

هو يحبوها خلوداً ... وهي تحبوه ولاء

عباس: ذكرت الولاء لمولى البلاد=وباعث نهضتها الرائعة

وأولى العباد بهذا الولاء ... شباب البلاد بنو الجامعة

شفيق: رعانا وأنشأنا نشأة=نباهى بها في الشعوب الشبابا

زينب: وهيأنا لغد صالح=فكان الدعاء وكنا الجوابا

عباس: وشجع من نبغوا بيننا=فزدنا دنواً له واقترابا

شفيق: (في فخر وادعاء)

دعانا فأنزلنا قصره ... وبوأنا المنزل المستطابا

زينب: (في استنكار مرح)

دعاك؟ وهل كنت فيمن دعا؟

سعاد: (في حال كحالتها)

ومثلك ما همَّ إلا وخابا

شفيق: (ينظر لهما في غيظ مرح ويقول في نغمة يائسة):

دعاهم فأنزلهم قصره ... فنالوا المنى عنده والرغابا يحي: وأطعمنا قبل حلو الطعام=رضا فزكا الحمد منا وطابا

وكرمنا فحنينا الرؤوس ... بأعتابه وخفضنا الرقابا

شفيق: وحملنا

(ثم يستدرك ويقول)

وحملكم مشعلاً يهتدي ... به الجيل بين طوايا الظلَم

عباس: وأيقظ فينا شعور الجهاد=وزودنا بالحجى والهمم

وقال إذا شدتمو للبلاد ... صروحاً على الفضل لم تنهدم

زينب: وعلمنا السبق للمكرمات=وكرم من بيننا من سبق

شفيق: وقال بأخلاقكم فابدأوا=فإن عتاد النجاح الخلٌق

سعاد: وكان لنا مثلاً نحتذيه=فأنعمْ وأكرمْ بهذا المثل

يحي: رعى شعبه واتقى ربه=على سنة الراشدين الأوَل

فبوأه الله عرش القلوب ... وأسكنه الشعبُ بين المقَل

(تدخل سميرة وهي تكاد تعدو وتشير إليهم بأوراق في يدها في فرح وزهو)

الجميع: سميرة

سميرة: بشراكمو إخوتي=وأبناء جامعتي النابهينا

بلغنا مني العمر فزنا بما ... حسبناه حلماً

بعضهم: (في لهفة): ألا خبرينا

سميرة: مدينة فاروق زين الملو - ك للطالبات وللطالبينا

عباس: ألا إنها أمل لم يكن=به الدهر إلا شحيحاً ضنينا

يحي: قطعنا الزمان وأحلامنا=تداعبه وعبرنا السنينا

سميرة: ألا فاهنأوا قد ظفرتم به

شفيق: أحقاً تقولين أم تهزلينا

سميرة: أأهزل في منة للمليك=ستلزم أعناقنا ما حيينا؟

زينب: بربك قولي الذي تعرفين

شفيق: وقولي كذلك ما تجهلينا (تتكلف سميرة التحفظ في مرح)

سعاد: (في صبر نافد):

ألا تنطقين!!

سميرة: (تشير بيدها إشارة لا)

شفيق: (في حركة صبيانية): سنمضي إلى=العميد فنعلم ما تعلمينا

(يهمون بالخروج فتقف سميرة في سبيلهم مادة ذراعيها لمنعهم)

سميرة: تعودوا الصبر

يحي: إن الصبر عادتنا=في النائبات. وهذي فرحة العيد

شفيق: بحق فاروق قولي ما أحطت به=فما سكوتك عن هذا بمحمود

سميرة: (في فخر ومرح):

إذن خذوا أكرم البشرى وأروعها ... وتوجوها بتحميد وتمجيد

مدينة الجامعيين التي وعدوا ... قدما ًفكانت سراباً في المواعيد

قد هيأ العاهل الفاروق مولدها ... على يديه. فكانت خير مولود

قال ارفعوها وساق المال عن سعة ... وذاك أقدس تعضيد وتوطيد

وساهمت أمراء البيت تَقْدمهم ... أميرة الفضل والإحسان والجود

شفيق: قد كان يعلم ما يلقى الغريب إذا=نبت به الدار من هم وتسهيد

عباس: رمت بنا مصر من أقصى أطرافها=فلم تزل بين إرهاق وتشريد

يحي: (يشير لشفيق):

وبيننا فئة لجِ الشباب بهم ... سَمْت العثارِ فألقوا بالمقاليد

شفيق: لأنهم حرموا دوراً تزف لهم=رقابة الأهل في عطف وتسديد

يحي: ما زال فاروق يهدينا ويكلأنا

سميرة: في ظل مُلك منيع الركن ممدود

(الجميع في صوت واحد):

هذي مدينتنا كدنا نطيف بها ... يا عيد فاروق. هذي منحة العيد

ستار