مجلة الرسالة/العدد 66/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 66/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 66
البريد الأدبي
ملاحظات: بتاريخ: 08 - 10 - 1934



ذكرى الفردوسي

تحتفل الحكومة الفارسية في هذه الأيام بذكرى الفردوسي الشاعر الفارسي الكبير بمناسبة مرور ألف عام على مولده. ولا يعرف تاريخ مولد الفردوسي بالتحقيق، ولكنه يوضع عادة بين سنة 935 وسنة 940م؛ وكانت وفاته نحو سنة 1020م. واسمه الحقيقي هو أبو القاسم منصور، وأما الفردوسي فهو اسمه المستعار. وأعظم آثاره قصة (الشاهنامة) الشهيرة، وضعها نظما، واستمد موضوعها وحوادثها من تاريخ فارس القديم. وترجمها بالعربية نثراً الفتح بن علي البنداري. وقد ترجمت الشاهنامة إلى بعض اللغات الأوربية كالإنجليزية والفرنسية والألمانية وظهرت منذ أوائل القرن الماضي. وظهرت الترجمة العربية مكملة محققة منذ عامين بعناية الدكتور عبد الوهاب عزام، أستاذ الفارسية بالجامعة المصرية.

وقد اهتمت الحكومة الفارسية بتنظيم هذا المهرجان الأدبي اهتماماً عظيما، ودعت معظم الحكومات والجامعات والهيئات العلمية لشهوده بصفة رسمية؛ وسينزل المندوبون الرسميون ضيوفاً على الحكومة الفارسية منذ دخولهم الحدود الفارسية؛ وتنظم الحفلات والزيارات الأولى ما بين الثالث والثامن من أكتوبر. ثم يفتتح جلالة الشاه الاحتفال الرسمي الكبير في الثاني عشر من أكتوبر في مدينة طوس حيث يرقد الشاعر العظيم، وسيكون الافتتاح برفع الستار عن أثر تذكاري أقيم تخليداً لذكراه.

وقد وفد على فارس مئات من العلماء والمستشرقين ممثلين لحكوماتهم وجامعاتهم؛ وانتدب لتمثيل مصر في هذا المهرجان العظيم الأستاذان عبد الوهاب عزام وعبد الحميد العبادي. وقد بلغ عدد المدعوين إلى حفلة ذكرى الفردوسي الألفية من أوربا وأمريكا 90 عالماً، ومن الشرق الإسلامي 24، وأعدت لهم الحكومة جميع مظاهر الضيافة والكرم، وسيعودون إلى بلادهم في 25 أكتوبر إذ تنتهي الاحتفالات القومية الفارسية.

وترجو الرسالة أن توافي قراءها بتفاصيل شائقة عن هذا المهرجان وعن الخطب التي ستلقى فيه.

ألمانيا تحتفل بذكرى الفردوسي

احتفل في برلين بذكرى مرور ألف سنة على مولد الفردوسي شاعر الأمة الفارسية بحضور بعض سفراء الدول الأجنبية وأساتذة الدراسات الشرقية من الألمان.

وقد تكلم المستشار وهلن باسم وزير المعارف فقال: إن الفردوسي قد أثبت القرابة الموجودة بين أوائل الفرس وأوائل الجرمان، وتكلم سفير فارس فقال إن الفرس سعداء فخورون لأن كلمة إيران التي تطلق على بلادهم معناها: وطن الشعوب الأرشية الآرية الأوربية.

اللغة الفارسية

يدور في محافل وزارة المعارف الإيرانية أن هناك فكرة ترمي إلى عقد مؤتمر لغوي فارسي بعد الاستئناس بآراء المستشرقين الموجودين في طهران لحضور حفلات الفردوسي. والغرض من هذا المؤتمر هو: الأصلح أن يستمر تقدم اللغة الفارسية في طريقها الحاضر مع إحياء المفردات القديمة، أم اقتباس طريقة مصطفى كمال في جعل اللغة التركية مجردة من الألفاظ العربية وسواها؟ ويؤيد الرأي الأول فريق الشباب. أما المعارضون فهم أكثرية الشعب الإيراني لاعتبارات دينية وتقليدية.

اللغة التركية

إن المؤتمر اللغوي التركي قرر أن يكون يوم 26 أغسطس من كل سنة، وهو اليوم الذي انعقد فيه المؤتمر الأول، عيداً قومياً للغة التركية في جميع أنحاء الوطن التركي، وكانت الجمعية قد احتفلت بهذا العيد في العام الماضي احتفالاً اقتصر على إقامة مأدبة رسمية في مركز الجمعية في أنقرة. أما في هذه السنة فان النية اتجهت إلى صبغ هذا الاحتفال بالصبغة القومية العامة، وفي اليوم المقرر يلقي أعضاء لجان حزب الشعب الخطب والمحاضرات بواسطة الراديو لتعميم فكرة استقلال اللغة القومية، وفي هذا اليوم تصدر الصحف التركية أعداداً خاصة تتناول فيها الموضوعات المتعلقة بمسألة اللغة القومية وتركيزها.

أول مؤلف في اللغة اليابانية عن الإسلام

نشر في طوكيو أخيراً كتاب جليل باللغة اليابانية اسمه (تطور الأمم الإسلامية) عنى بتأليفه ونشره الأستاذ أوقوباشي خدمة للإسلام، ويجمع هذا الكتاب بين دفتيه خمسمائة صفحة من الحجم الكبير زين معظمها بالصور الشمسية التي تمثل نواحي الحياة والعادات في بلاد الإسلام.

والكتاب يحوي كثيراً من المعلومات العامة عن الإسلام وأهله، وقد اعتنى مؤلفه بعالم الترك اعتناء عظيما فنشر فيه مقالات وفصولاً طويلة في تاريخ الترك والمدنية التركية، وأحصى الدول التي أنشأها الأتراك، وأعرب عن وحدة المدنية التركية بوضوح تام، ثم وضع الانقلاب التركي الأخير في مكان رفيع، وشرحه للأمة اليابانية شرحاً وافياً كما شرح أحوال الأتراك المقيمين في روسيا والصين، وأسهب في الكلام عن المسلمين عامة، وزين الكتاب بصور عظماء المسلمين من أتراك وغيرهم كما زينه بصور زعماء ايديل أورال وتركستان وقريم وقوقاز.

البحث عن أصل النوَر

سبق أن نشرنا بحثاً مستفيضاً عن النوَر (الغجر) وخواصهم، ومازالت آراء البحث الحديث متضاربة في أصل ذلك الشعب البدوي الجوال؛ وأكثر الباحثين على أنهم نزحوا في الزمن الغابر من الهند إلى الشرق الأوسط، ثم تسربوا بعد ذلك إلى مختلف الأقطار الأوربية. ومازالت منهم جموع عظيمة في المجر ورومانيا وبولونيا وتركيا وأسبانيا وغيرها. وتعني معظم الحكومات بتحضيرهم وتهيئة عوامل الاستقرار لهم لتجعلهم من الرعايا الخاضعين للقانون. ولكنها لم تنجح حتى اليوم في تحقيق هذه الغاية. وقد ألفت أخيراً لجنة علمية دولية لتقوم بالبحث عن أصل النوَر، وعن منشئهم الأول، في الهند ذاتها، وفي نفس المنطقة التي يظن أنها كانت موطنهم الأصلي، وهي منطقة تسمى (زجر بستي) وتقع بين نهري الكنج والسند. وتتألف هذه البعثة من عضو إنكليزي هو الأستاذ فرنك فيلو، وعضو أمريكي هو الأستاذ جاكوب كوركي، وعضو روماني هو الأستاذ لازوريكا وهو نورَي الأصل، وعضو بولوني؛ ويصحب البعثة الأستاذ فالني كانجا الروماني، وهو علامة في اللغة السنسيكرتية التي يظن أنها أصل اللهجات النورَية؛ وسيقوم ببحث الوثائق التي يمكن الحصول عليها من المعابد والأديار البوذية والبرهمية بمعاونة الحكومة الهندية، وقد يكون فيها ما يلقي الضياء على حياة النوَر الأصلية وهجرتهم من موطنهم فراراً من اضطهاد المغول أيام جنكيز خان وتيمورلنك؛ وستزور البعثة إقليم مالا بار حيث توجد طائفة تتكلم لغة فيها كثير من العبارات والألفاظ التي توجد في لهجات النور. وستنشر البعثة خلاصة مباحثها عن النور في كتاب لا ريب أنه سيثير عند ظهور كثيراً من الاهتمام.

سر الحياة

قرئت أخيراً أمام أكاديمية العلوم الفرنسية وثيقة غريبة أودعها بالأكاديمية نائب وعلامة اقتصادي يدعى فرنسيس لور في 5 سبتمبر سنة 1895، واشترط ألا تفتح ألا في 5 سبتمبر سنة 1934، وكثيراً ما تودع بالأكاديمية أمثال هذه الوثائق، وتحترم الأكاديمية رغبات مودعيها. وإليك نص هذه الوثيقة الغربية: (أعتقد أني قد استطعت وضع طريقة لإطالة الحياة. ولكني لما كنت مهندساً، فأني لا أعتقد بالنظريات إلا إذا تحققت بالعمل. ولهذا فأني أعلن اليوم أنني أريد أن أعيش حتى يوم 5 سبتمبر سنة 1934 على الأقل، وفي هذا التاريخ أكون قد بلغت سن التسعين، وهي سن أرجو أن أبلغها، إذا كنت مصيباً في طريقتي لإطالة الحياة). وقد توفي المسيو فرنسيس لور في شهر مايو الماضي، أعني قبل الميعاد الذي حدده لوفاته بأشهر قلائل فقط. ومعنى هذا انه بلغ أمنيته ومات معمراً في سن التسعين. ولكن الذي يؤسف له أنه لم يرفق تصريحه ببيان طريقته، وعلى أي حال فسواء أكان هذا العمر الطويل نتيجة نظام غذائي أم أية تحوطات صحية أخرى، فانه مما يدعو إلى الدهشة أن يؤكد هذا المعمر أنه سيعيش أربعين سنة ثم يعيشها حقاً. وقد أحيلت وثيقته إلى القسم الطبي بالأكاديمية لبحثها.