مجلة الرسالة/العدد 501/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 501/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 501
البريد الأدبي
ملاحظات: بتاريخ: 08 - 02 - 1943



أين (الرسالة)؟

طلبتها من الباعة مرة ومرة. ثم ظننت أنها مرت بمدينتنا دون أن تعطيها نصيبها من محصول الفكر، فبعثت وكتبت إلى القاهرة والإسكندرية فقيل لي: إن (الرسالة) الحبيبة لم تصدر!

يا سبحان الله! وأخيراً بشرني الصديق الأستاذ الخضري أمين مكتبة دمنهور أن (الرسالة) جاءت إلى المكتبة، ولكنها تنذر بأن هذا العدد للمشتركين فقط لأن الورق. . .

وهنا صحت قبل الدكتور المبارك (لينتي من المشتركين) لقد ذقنا أزمة الدقيق وأزمة البترول وأزمة السكر، فهل تصدقنا يا صاحب الرسالة إن قلنا إنه لم تحز في نفوسنا ولم تبلبل خواطرنا أزمة كأزمة (الرسالة)؟

يقول الدكتور المبارك: (أكان يجب ألا تقتصر (الرسالة) على الأدب الصرف لتجد من يسأل عنها حين تحتجب)؟

وهذا حق! إنها ضريبة الأدب تدفعها (الرسالة) كما يدفعها كل أديب ينصرف لأدبه فلا يجد من يسأل عنه

وإذن (فأزمة الرسالة أزمة الأدب اليتيم الذي لا يسأل عنه أحد حين يغيب)!

فهل تنحرف (الرسالة) عن هدفها لتجد من يسأل عنها؟

إن لسان الحال يقول:

لقد صددنا كما صددتم ... فهل ندمتم كما ندمنا؟

والجواب عند (الرسالة) وعند صاحب كل رسالة. . .

وأخيراً فالأزمة كما يقول الدكتور المبارك ليست أزمة الورق فهو موجود! وإذن فالقضية قضية الأدب والأدباء، و (سنعرف طاقة الأدب في اجتياز هذه المحنة العاتية).

عبد المعطي المسيري

حول رسالة الجامعة

في مساء السبت 29 يناير 1943 أقيمت بكلية الآداب مناظرة اشترك فيها فريق من الأساتذة والطلاب، وشهدها مئات من شباب الجامعتين الأزهرية والفؤادية وغيرهم، وكان موضوعها: (الجامعة أدت رسالتها). والذي ألاحظه أن هناك خطأ في موضوع المناظرة، أو قل إن نزعة من نزعات العجلة والتسرع هي التي أوحت إلى لجنة المناظرات بكلية الآداب عرض هذا الموضوع السابق لأوانه على بساط البحث في مناظرة عامة، إذ لم يمض على الجامعة زمن يصح لنا بعده أن نتساءل: أنجحت الجامعة في رسالتها أم لم تنجح؟. . . لقد صدر القانون بإنشاء الجامعة المصرية الفؤادية في مارس سنة 1925، فلم يمر عليها إلى اليوم إلا نحو سبعة عشر عاماً، وهي كعام واحد في حياة فرد من الأفراد، ولا يُسأل الفرد بعد عام من نزوله إلى ميدان الحياة أنجح أم لا؛ يجب أن ننتظر على الجامعة عشرات السنين حتى تؤدي في سبيل غايتها ما يذكر فيحكم عليه، وإلا فهي لا تزال تعد العدة وتأخذ الأهبة ولم تسر في الطريق بعد، وإن خُيِّل لقوم أنها أدت أشياء وأشياء!. . . وإذا كانت الجامعة الأزهرية قد مر عليها ألف عام ولا يزال هناك من يخشى أن تقام مناظرة عنوانها: (هل أدى الأزهر رسالته؟) فماذا يكون شأن الجامعة الفؤادية وهي بالنسبة للأزهر في العمر لا تزال ذلك الوليد الجديد؟

بل إننا لم نتفق بعد على رسالة الجامعة المصرية، ففريق يقول إن رسالتها تحرير الفكر، وفريق يقول بل التقدم العلمي، وفريق يقول بل بث الأفكار والأخلاق وأصول الاجتماع، وفريق يقول بل التخصص للتوسع في دراسة طائفة من العلوم، وفريق وفريق. . . فكيف بنا نتساءل عن نجاح الجامعة في رسالتها وهي لم تعرف بعد ما هي تلك الرسالة؟. . .

نعم إن الجامعة قد اتخذت الأسباب والمظاهر الجامعية، فهناك كليات فخمة، وأقسام مختلفة، وشهادات متنوعة، ومدرجات ومحاضرات وأساتذة وعمداء. . . ولكن هذا كله مقدمة وعدة للبدء في العمل وللأخذ في أداء الرسالة، فكيف نسبق الزمن، ونحكم على الشيء قبل أن يوجد، أو على الأقل قبل أن يتم منه جانب ذو بال؟. . .

أحمد الشرباصي

جامعة الإسكندرية

في يوم الاثنين المبارك 8 من فبراير 1943 يشرف جلالة الملك المعظم بالزيارة جامعة فاروق الأول بالإسكندرية، وهي الجامعة التي افتتحت في بدء هذا العام الدراسي، فتعود إلى الأذهان ذكرى جامعة الإسكندرية القديمة التي ظلت تحمل لواء العلم في العالم المتمدن إذ ذاك قرنين من الزمان. وبمناسبة زيارة المليك للجامعة الحديثة نعجب أن نتحدث عن تاريخ الجامعة القديمة

أنشأ هذه الجامعة بطليموس سوتر في حي البروكيون بجوار القصر الملكي على نسق مدارس الفلاسفة الأثينيين، وكانت الغاية من إنشائها أن تجذب إليها النابهين من العلماء والمفكرين والشعراء والأدباء، وكان الطلاب المقيدون بها معفين من المصروفات بل نتفق الجامعة عليهم

ولم تلبث الإسكندرية وجامعتها أن جذبتا العلماء النابهين والأدباء وكبار الشعراء حتى أن الإسكندرية غدت في القرن الثالث قبل الميلاد أكبر مركز علمي في العلم وخاصة في الطب والجغرافيا والرياضة والفلك والأدب - وقد كانت الجامعة مؤلفة من عدة مدارس: مدرسة للطب والتشريح والجراحة، ومدرسة الرياضيات والفلك، ومدرسة القانون والفلسفة، وكان يتصل ببنائها بستان كبير وحديقة لعلم النبات ومرصد ومن هذا نرى أنها كانت جامعة من أكبر الجامعات

وبجوار الجامعة أنشئت المكتبة التي كانت أكبر مكتبة عرفها العالم القديم. بدأ في إنشائها بطليموس سوتر (305 - 283 ق م)، ولكن لم يتم تجهيزها ويكمل نظامها إلا على يد خلفه بطليموس فيلادلفوس (283 - 245 ق م) وقد كانت تحوي المكتبة أجمل مؤلفات العالم القديمة من مصرية إلى عبرية ويونانية؛ ويغلو كثير من الكتاب في تقدير عدد الكتب التي كانت غلواً يصعب على العقل تصديقه، ولكن هذه المبالغة إن دلت على شيء فإنما تدل على الكثرة، ويقدر بعض المؤرخين عدد الكتب بـ 490 ألف كتاب وهو رقم يصعب تصديقه مما دعا بعض المؤرخين إلى أن يفترضوا أن المكتبة لم تكن مرجعاً للعلماء والباحثين فحسب، ولكنها كانت مكاناً لنسخ الكتب وبيعها. هذا وجدير بنا أن نذكر أن هذه الكتب القيمة كانت طعاماً للنيران أثناء النزاع الذي أودي بالدولة البطلمية وجعل مصر جزءاً من الإمبراطورية الرومانية.

وقد كان من أكبر علماء الإسكندرية الفلكي العظيم إراتستين الذي كان نابغة زمانه في الأدب والفلك والجغرافيا، وقد كان عميد دار المكتب وإليه عهد بطليموس الثالث بتربية ابنه ولي العهد. وقد أصبحت هذه سنة، فكان أمناء المكتبة يعلمون أولياء العهد

ومن أكبر العلماء المصريين في العهد البطلمي مانيثون، وإليه عهد بطليموس الأول بكتابة تاريخ مصر ففعل وكتب تاريخاً دقيقاً وافياً، ومن الأسف أن معظمه قد ضاع، على أن ما بقة ظل يكون معلوماتنا عن تاريخ مصر القديم حتى القرن التاسع عشر، وبهذا العمل العظيم صحح مانيثون ما كان يدرس خطأ من تاريخ مصر القديم في الجامعة

أبو الفتوح عطيفة

إجابة

طالعت قول الأستاذ المفضال السيد محمود عزت عرفة، وأرجو إذن السيد الكريم في قولي لماذا تنسب السلطة إلى الملح ولا ننسبها إلى السليط الذي معناه الزيت أو الزيت الجيد وهو الأقرب؟

المقرونة - بفتح فإسكان - اسم نوع من الطعام من عجين وسمن، وكان في زمن الجاهلية، وهي ما يقال له الآن (مكرونة)

(وحيد)

أين السليط من (السالاد)

في الكلمة التي نشرناها تحت هذا العنوان (ع 500) من (الرسالة) سقط سطر كامل من إحدى الفقرات، فأخل ذلك بالمعنى الذي نقصده، وأوجد في الكلام تناقضاً لعله لم يخفَ على الكثيرين من القراء. . .

فقد بينا أولاً انقطاع العلاقة في المعنى بين اللفظين العربي والإفرنجي (سليط وثم أوردنا في إثبات انقطاع العلامة اللفظية بينهما أيضاً، ما جاء هكذا: كما يتضح لنا انقطاع العلاقة اللفظية بينهما أيضاً: إذ عرفنا أن كلمة الإنجليزية والفرنسية، والإيطالية بمعنى ملح)

وواضح أننا لا نقصد مطلقاً القول بأن هذه الألفاظ تؤدي معنى نلح، بعد أن سبق فبينا - في نفس الكلمة - حقيقة معنى (السالاد) وتركيبه عند القوم. . . وإنما صحة الكلام بعد إثبات الساقط منه تكون هكذا: (. . . والإيطالية القديمة كلها مشتقة من اللفظ اللاتيني القديم بمعنى ملح)

محمود عزت عرفة