انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 47/كيف تهدى العروس إلى زوجها في حضرموت؟

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 47/كيف تهدى العروس إلى زوجها في حضرموت؟

مجلة الرسالة - العدد 47
كيف تهدى العروس إلى زوجها في حضرموت؟
ملاحظات: بتاريخ: 28 - 05 - 1934



مشهد من رواية شعرية تحت الطبع باسم (همام أو في عاصمة

الأحقاف)

للشاعر الحضرمي على أحمد باكثير

ساحة كبيرة أمام بيت العروس (حسن). فيما بعد منتصف الليل يرى هناك جمهور من النساء يصطففن لزفها إلى بيت (همام) تتوسطهن (حسن) عليها غطاء لا ترى منه. تحيط بهن الوصائف بأيديهن الشموع والمصابيح. تتقدمهن القينات بأيديهن الدفوف وهن يتغنين بينما الجمهور يتحرك ويتجه في سير بطيء إلى جهة بيت (همام):

القينات:

نحن نزُفُّ الشَّمسا ... والشمسُ في ضُحاها

فما أجلَّ عُرْسا ... يغمره سناها!

الجمهور:

نحن نزُفُّ الشَّمسا ... . . . . . .

. . . . . . . . ... . . . . . . .

القينات:

نحن نزف الحيا ... نحن نزف المُنى!

نحن نزُفُّ الضِّيا ... نحن نزف السَّنا

الجمهور:

نحن نزُفُّ الشَّمسا ... . . . . . . .

. . . . . . . . ... . . . . . . .

القينات:

يا عُصبة الغواني ... هلمَّ للتطريبِ!

اشدُون بالأغاني ... واهِتفن بالنسيبِ

واضمِدْن بالأماني ... دواميَ القلوبِ! الجمهور:

نحن نزُفُّ الشَّمسا ... . . . . . . .

. . . . . . . . ... . . . . . . .

القينات:

حيِّين بالسَّلام ... هذا الشُّعاع المسكُوبْ

وافنأْنَ بالأنغام ... كل حزين منكوبْ

الجمهور:

نحن نزُفُّ الشَّمسا ... . . . . . . .

. . . . . . . . ... . . . . . . .

القينات:

روائحُ الجِنَانِ ... تعبَقُ من هذي الدُّورْ

كأنما المغاني ... أمسَتْ مراقِصَ الحُورْ!

الجمهور:

نحن نزُفُّ الشَّمسا ... . . . . . . .

. . . . . . . . ... . . . . . . .

القينات:

نحن نزفُّ الملَكْ ... في صورة الإِنسانْ!

يجلو ظلام الحلَكْ ... ويقَشع الأحزانْ

فهل لديكم فلَكْ ... بنورِه يزْدَانْ؟!

الجمهور:

نحن نزُفُّ الشَّمسا ... . . . . . . .

. . . . . . . . ... . . . . . . .

القينات:

يا قمر السماء ... غُضَّ الجفون أغْضِ!

بالذِّكر والأسماء ... عوَّذْتُ بَدْرَ الأرض الجمهور:

نحن نزُفُّ الشَّمسا ... . . . . . . .

. . . . . . . . ... . . . . . . .

(على مقربة من بين (همام))

القينات:

سُقْنَ إلى هُمامِ ... جمالَ هذا النّادي

واحدُونَ للضِّرْغامِ ... لباةَ هذا الوادي!

الجمهور:

نحن نزُفُّ الشَّمسا ... . . . . . . .

. . . . . . . . ... . . . . . . .

(في الطابق العلوي من دار الزوج (همام) حيث تستقبل نسوة الدار النسوة اللاتي زففن العروس. تنحاز نسوة الدار إلى جهة، ونسوة الزفاف إلى جهة، والقينات في الوسط يضربن بالدفوف.)

القينات:

ألْيُمْنُ والإِقبالُ ... والسَّعد والسعادَةْ

للمُعْرِسَيْنِ فالُ ... والفضل والزيادة

شاعرة نسوة الزفاف ثم سائرهن:

نحن نزف الحُسْنا ... نحن نزف بٌلْقَيْس

نحن نزف لُبْنى ... فهل لديكم من قَيْس

شاعرة نسوة الدار مجيبة، ثم سائرهن وهكذا في باقي الأبيات:

هُمامنا كالمأمو ... ن إن زففتُم بُوران

وإن تكُن بُلقَيساً ... فإنّه سُليمان!

نسوة الزفاف: النَّصر للعروسَهْ

نسوة الدار: بل هو للعروسِ

نسوة الزفاف: للدُّرَّة النفيسة نسوة الدار: للجوهر النفيسِ

نسوة الزفاف:

للحُرَّة المَصُونهْ ... وربّة الجمالِ

للدرة المكنونهْ ... واسطةِ اللآلي!

نسوة الدار:

لِمَفْخَر المدينهْ ... لسيِّد الرجالِ

الناسُ يعرفونهْ ... بِكرَم الخِلال!

نسوة الزفاف:

النُّورُ والشُّعاعُ ... ووَهَجُ الشُّموسِ

والجوهر اللَّمّاعُ ... وحَبَبُ الكؤُوسِ

جميعُها أشياعُ ... لهذه العَروسِ!

نسوة الدار:

المجدُ والكمالُ ... وكرم الأخلاق

والقولُ والفعالُ ... وحَسَبُ الأعراقِ

جميعهنَّ آلُ ... عروسِنا الغَيْداق

القينات:

كِلا العَروسَيْن زَيْن ... للمجد والعلاءِ

فلا تفاضِلْنَ بيْن ... سراجَي السماءِ!

أين المجرّة؟ أين ... كواكب الجوزاءِ؟

أصوغهنَّ لِذَيْن ... تاجَيْنِ بالسَّواء

القينات ثم الجميع بصوت واحد:

يا رب بارِكْهُما ... في ذا الزواج السَّعيدْ

واجعلْ زمانَهما ... كأنّه يوم عِيد

وانفحمها بالوَلَدْ ... مثل دراري النجومْ!

في ظل عيش رَغَدْ ... وفي صفاء يدومْ على أحمد باكثير