مجلة الرسالة/العدد 457/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 457/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 06 - 04 - 1942



شعر لولي الدين يكن لم ينشر

تربطني بأسرة فقيد الشعر والأدب ولي الدين يكن أواصر مودة وصداقة أثناء إقامتي الطويلة بحلوان معقل اليكنيين في العهد الغابر، وقد كتبتُ في الرسالة سنة 1938 عن نجله الشاعر المبدع فولاد يكن الذي لاقت أشعاره الفرنسية إعجاب أدباء فرنسا

وقد آلت إلي بعض مخطوطات الفقيد وفيها مقطوعات شعرية لم تنشر بديوانه نظمها وهو يعاني شدة الداء، وكان يشكو من الربو، وهاهي القطع أنشرها خدمة للأدب:

- 1 -

عمرَ الشباب لقد مضيت محبَّبا ... وتركت لي عمراً سواك بغيضاً

أُمحى وتثبتني الشقاوة كارها ... مثل الكتاب يكابد التبييضا

عوُدت أمراضي وطول تألمي ... حتى كأني قد ولدتُ مريضاً

- 2 -

ترى مادا وراءك من عجيب ... إذا فُتٌحتَ يا باب المنون

مظاهرك السكون ولكن ... أما وُلد الحراك من السكون

قد استعصى الرتاج على عقول ... وقد سُدَّ الطريق على عيون

قصارانا الضنون فما أجزنا ... مُذِ الإعصارِ ساحات الظنون

وما في دولة الأرواح روح ... دنت من عرش سلطان اليقين

- 3 -

تحيرتُ - كم أهفو وكم تتجنبٌ ... وكم أرتضى بالصد منها وتغضبُ

وكم أتلهى (الأمانيٌ دونها ... وكم أدّعيها لي هوًى وتكذّب

فهل لي ذنب يصغر العفو عنده ... أما إنه إن لم يكن فسأذنب

علامَ أظل الدهر أحمل هجرها ... تنعّم أيام النوى وأعذبُ

تنام وأبقى ساهراً كل ليلة ... وترتاح من حمل الهموم وأتعب

وتزداد أنساً حين أزداد وحشة ... وتنضر في روض الشباب وأشح لئن تك آلت أن تديم تجنباً ... فإني سآلُو أن يدوم التجنب

لها الخير ما يجزى بمثل ما ... رأيت ولكن سوء حظي المسبب

- 4 -

(للاتحاديين في إحدى نوبات جنونهم)

إن تندموا ليس يفيد الندم ... قد قضى الأمر وجف القلم

الله خلاًق الورى عادل ... فلا يلومن غيره من ظلم

يا أمة يقتلها جهلها ... جهلك لا يُشبه جهل الأمم

كامل يوسف

سرقة أدبية

نشرت مجلة الثقافة في العدد (170) مقالاً بعنوان (عذاب الكاتب) للأديب محمود محمود. . .، وقد قرأته فوقفت عند كل معنى من معانيه موقف المتشكك المتحير، إذ شعرت تواً بأني قرأت هذا الحوار منسوباً إلى غيره، ثم ما لبثت أن أدركت انه منقول بالنص من مسرحية للكاتب الروسي وقد ترجم ترجمة حرفية مع حذف بعض الجمل التي يقتضيها سياق المسرحية من الترجمة الإنكليزية المنشورة في كتاب طبعة من صفحة 83 إلى 86، وليس للكاتب من المقال إلا بضعة اسطر قدم بها هذا الجزء المسروق وتحوير يسير في الخاتمة يحمل نفس المعنى الأصلي

حسين محمد عبد الخالق

آثار من أولية الشعر

قرأت ما كتبه الأستاذ الفاضل عبد العظيم قناوي في العدد (450) من مجلة (الرسالة) الغراء تعقيباً على مقالي

(أثار من أولية الشعر في الشعر الجاهلي) فوجدته يرى أن اضطراب قصيدة عبيد في عصر بلغ فيه الشعر آية الجودة لا يتخذ دليلاً على سنة النشوء والارتقاء؛ مع أن وجود هذه القصيدة في العصر الجاهلي كوجود الأعضاء الأثرية في الإنسان ألان؛ فإذا كانت هذه الأعضاء تتخذ دليلاً على سنة النشوء والارتقاء في الإنسان مع بلوغه آية الجودة في الخلق، فكيف لا تتخذ هذه القصيدة في الشعر الجاهلي دليلاً على سنة النشوء والارتقاء. ولا يمنع من ذلك بلوغه آية الجودة التي يذكرها الأستاذ، وان كان كثير من الباحثين يرى فيه كثيراً من النقص، ويرى أن تقليد ذلك النقص فيه هو السبب في تأخر الشعر العربي الآن

وقد ذكر الأستاذ أن عبيداً لم يكن شاعراً بسليقته، وان اضطراب شعره يرجع إلى هذه الناحية فيه، وهذا قد أشرت إليه في مقالي حين جعلته من الشعراء المتخلفين في عصرهم، وهم الذين يتشبثون بآثار الماضي، ولا يجارون شعراء الطليعة المجددين ولا يتأثرون بابتكارهم وتجديدهم

أما قياس قصيدة عبيد (أقفر من أهله ملحوب) على محاولات المبتدئين في عصرنا فقياس غير ناهض، لأن قصيدة عبيد معدودة من عيون الشعر العربي، ولم يؤخذ عليها إلا اضطراب الوزن والقافية، ولم يكن إلا بعد أن استقر أمر الوزن في الشعر، وجرى على سنة مطردة لا يشذ أحد عنها. أما في عصر عبيد فلم يؤخذ عليها شيء من ذلك، بل كانت تعد فيه آية من آيات الشعر العربي، وهذا يدل على أن مسألة الوزن لم يكن ينظر إليها في هذا العصر كما نظر إليها بعد، ولا يمكن تفسير ذلك إلا بقرب عهده من عصر كان الوزن لا يراعى فيه مراعاة دقيقة، وكان الشعر فيه أشبه شيء بما نسميه الآن الشعر المنثور. ولعل الأستاذ قناوي يقتنع بعد هذا برأيي في قصيدة عبيد

وقد ظهر رد آخر على رأيي في قصيدة عبيد للأستاذ الفاضل محمود عزت عرفة في العدد (546) من مجلة الرسالة، وهو ينظر إلى تلك القصيدة نظراً يختلف إلى حد بعيد عن الرد السابق، فيبرئها من كل عيب، ويرفع من شأن عبيد في مغالاة ظاهرة، مع أني لم أطعن في قصيدته إلا من جهة الوزن، وهذا لا يحط قدرها من جهة اللفظ والمعنى، وعيب الوزن فيها معروف لدى جمهور العلماء، ولم يأت الأستاذ عرفة في نقضه بشيء، وقد ذكر أن بيت عبيد المختل الوزن صحته:

وقالوا هي الخمر تكنى الطلا ... كما الذئب يكنى أبا جعده

ولكن هذه الرواية غير متفق عليها، ومن الجائر أن تكون محاولة من بعض الرواة لتصحيح وزن البيت، على أن الأستاذ عرفة يكاد يتفق معي في أن قصيدة عبيد يجوز أن تكون على وزن أو أوزان هجرتها العرب في أواخر جاهليتها

ومما ألاحظه على كلا الردين أنهما لم يتعرضا لرأيي في الإقواء ونحوه من عيوب القافية، والأمر عندي لا يقف في هذه الآثار عند الحد الذي ذكرت، بل يتعداه إلى ما حذفه الخليل عند تدوين العروض من الأوزان الشاذة، فلا شك عندي في أن هذه الأوزان كانت تمثل كثيراً من أولية الشعر، وأنها لو وصلت إلينا لعلمنا منها ما له قيمة كبيرة عن حال هذه الأولية المجهولة

عبد المتعال الصعيدي

النهضة الأدبية في السودان

من ابرز الأشياء التي تبدو للناظر في نهضة السودان الحديثة وتتمثل أمام رواده وزواره هو شيوع الروح الأدبي وازدياد النشاط الفكري، ففي كثير من مدنه وعواصمه عدد من الجمعيات الأدبية يعنى عناية خاصة بدراسة الأدب العربي ومسايرة النهضة الفكرية في العالم العربي المتوثب، وتتبع حركته الأدبية، واستعراض الآراء القديمة والحديثة فيها، ثم بحثها واستخلاص نتائجها. لذلك لم يمضي موسم من مواسم الأعياد الدينية إلا وتقام أسواق الأدب في رحاب الأندية التي لم تخل إحداها من جمعية أدبية حتى الأندية الرياضية بجانب كل منها جمعية آداب. وفي (أم درمان) العاصمة الوطنية وكبرى مدن السودان يتجلى النشاط الأدبي في أروع معانيه وأسمى روحه. و (نادي الخريجين) وهو أكبر أنديتها مسرح لملتقى الأقلام ومعرض لدراسات الآداب العربية، وبه يقام المهرجان الأدبي السنوي العام تستعرض فيه صور من الإنتاج الأدبي في خلال العام، ويستخلص منه ما وصلت إليه العقلية السودانية من بحوث. وقد اشترك فيه بعض كبار الأدباء المصريين في دورته الأخيرة منهم من اشترك بنفسه ومنهم من اشترك بقلمه، فادوا بذلك واجب مصر الأدبي نحو السودان، وما ثقافة السودان إلا قبس من الثقافة المصرية، وما أدب السودان إلا صورة من الأدب المصري.

يقتنص نادي الخريجين كل فرصة ليقيم فيها سوقاً أدبية، والأعياد الدينية هي أهم المواسم لديه، ففي عيد الأضحى يجتمع المؤتمر السوداني العام لبحث مختلف الشؤون السودانية؛ وفي مقدمة بحوثه الناحية الأدبية. وفي عيد الهجرة الاجتماع الأكبر لجمع أموال التعليم الأهلي وتوجيهاته، وهو سوق عظيمة للأدب لما يقال فيه من شعر ونثر. وفي عيد الميلاد النبوي يقام مهرجان كبير لهذه المناسبة يتبارى فيها الخطباء والشعراء بما تجود به قرائحهم ويجيش في صدورهم. وفي عيد الفطر يقام المهرجان الأدبي السنوي العام الذي تقدم ذكره وهو أشبه بسوق عكاظ. وقد كان منتظراً أن يحضره الأستاذ الزيات، والدكتور زكي مبارك، والدكتور عبد الوهاب عزام، وفاء لما وعدوا به لجنة المهرجان في دورته الأخيرة، ولكن جدت ظروف خالصة حالت دون حضور هؤلاء الأعلام الذين لهم منزلة عظمى في قلوب الشباب السوداني المثقف، فلعل الفرص تسنح لهم ولغيرهم من الأدباء بحضوره

وتعتبر مجلة (الرسالة) من أكبر المصادر الموجهة للشباب السوداني في الناحية الأدبية، وهي واسعة الانتشار يقتنيها كل مثقف، ولصاحبها مكان رفيع في المجتمع السوداني وهو لا يدرك مقدار ما يحمله له الشباب السوداني من حب وولاء، وما يحفظونه له من إجلال وإكبار، إلا بعد أن يشرف السودان فيرى ويسمع ذلك نفسه

عبد الرحمن الصائم

أذاعوا به

كتب إلى الأديب محيي الدين مسلاتي من حلب ما يلي:

(جلست إلى المذياع استمع حديثكم القيم من محطة القدس وقد استرعى انتباهي من ذلك قولكم: (وبلغتهم دعوة صاحب (الرسالة) - فأذاعوا بها - وتناقلوها بينهم سراعاً. . .)؛ وإن ما أعلمه أن يقال: (أذاعوها) لا (أذاعوا بها)؛ فهل لأستاذي الكريم أن يتفضل فيبين ما يستند إليه في هذه الصيغة)

وجوابي: أنه ليس هنالك فيصل يحتكم إليه الناس فيما استغلق عليهم من أمر هذه اللغة اصدق من كتاب الله تعالى، وفيه يقول:

(وإذا جاءهم أمرٌ من الأمن أو الخوف (أذاعوا به)) (شرق الأردن)

محمد سليم رشدان

1 - تزوج منها خطاً

تكرر في قصة (العقاقير المخدرة): (العدد 447) استعمال (تتزوج منه، والزواج منه، وأتزوج منك) وهو خطأ؛ قال في (المصباح المنير): زوجت فلاناً امرأة - يتعدى بنفسه إلى اثنين - فتزوجها؛ قال الأخفش: ويجوز زيادة الباء فيقال: (زوجته بالمرأة)؛ وقد نقلوا أن أزد شنوءة تعديه بالباء؛ وقول الفقهاء: (زوجته منها لا وجه له)؛ وفي نسخة من التهذيب: (زوجت المرأة الرجل)؛ ولا يقال: (زوجتها منه)

2 - نصب الراية

قال الأستاذ كوركيس عواد في العدد (451): (نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية للزيلعي - نشرته مطبعة دائرة المعارف النظامية بحيدر أباد الدكن في الهند). والناشر هو المجلس العلمي بدابهيل في الهند، وطبع في القاهرة في 4 مجلدات، وفي صدره مقدمة ضافية للأستاذ الشيخ محمد زاهد الكوثري

محمد أبو البهاء