مجلة الرسالة/العدد 395/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 395/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 395
البريد الأدبي
ملاحظات: بتاريخ: 27 - 01 - 1941



العوائد

الأستاذ مصطفى محمد إبراهيم ضم (الأهالي) محسناً إلى قبيل العربية، والأهالي والأهلون والأهلات عربيات خالصات. وحاول الأستاذ أن ينقذ (العائلة) في (تحرير المرأة) إنقاذاً لغوياً. . . بيد أنه نسى (العوائد) أو تناساها، فهل يماشي صاحبه ناقدها الأستاذ محمداً أبا بكر إبراهيم في تخطئته إياها؟

إن العلامة الفيومي في (المصباح المنير) يقول: العادة معروفة والجمع عاد وعادات وعوائد

والعلامة الشيخ إبراهيم اليازجي تقبل (العوائد) في (الضياء) تقبلاً مليحاً على حنبلية في اللغة عنده وعلى ولعه بتخطئة الصحيح، فقد ورد هذا الجمع في مقالة له لا لغيره في مجلته: (. . . ولا يطلب علماء هذه الأيام الوقوف عليها (أي على طائفة الكتب)، إلا بقصد الاطلاع على الشيء الغريب، كما يحب أحدنا الاطلاع على (عوائد) أهل الصين). وروى نصًّا في التاج في جواب سؤال: ومن جموع العائدة عوائد ذكره في المصباح وغيره وهو نظير حوائج في جمع حاجة نقله شيخنا) ثم قال - أعني اليازجي -: (فالظاهر من هذا النص أن هذا الجمع منقول عن العرب لثبوته عند أئمة اللغة)

وبين العلامة الفيلسوف ابن خلدون وبين (العوائد) حلف أو محالفة أو معاهدة متينة مستمرة فهو لا يترك (عوائده) هذه في حال في مقام يقتضيها:

(. . . - في أن المغلوب مولع أبداً بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه ونحلته وسائر أحواله و (عوائده) - والسبب في ذلك أن النفس أبداً تعتقد الكمال في من غلبها وانقادت إليه، إما لنظره بالكمال بما وقر عندها من تعظيمه، أو لما تغالط به من أن انقيادها ليس لغلب طبيعي إنما هو لكمال الغالب، فإذا غالطت بذلك انتحلت جميع مذاهب الغالب، وتشبهت به؛ أو لما تراه من أن غلب الغالب لها ليس بعصبية ولا قوة بأس، وإنما هو بما انتحله من (العوائد) والمذاهب تغالط أيضاً بذلك عن الغلب، وهذا راجع للأول، ولذلك ترى المغلوب يتشبه أبداً بالغالب في ملبسه ومركبه وسلامه وفي سائر أحواله)

(أن (العوائد) تقلب طباع الإنسان إلى مألوفها، فهو ابن (عوائده) لا ابن نسبه)

(. . . - في أن رسوخ الصنائع في الأمصار إنما هو برسوخ الحضارة وطول أمدها - والسبب في ذلك ظاهر، وهو أن هذه كلها (عوائد) للعمران والأوان، و (العوائد) إنما ترسخ بكثرة التكرار وطول الأمد، فتستحكم صبغة ذلك، وترسخ في الأجيال)

فهذه (العوائد) التي طولنا الكلام فيها أو عليها هي من جموع العادة والسلام.

(* * *)

بشر بن عوانة

قالت جريدة المكشوف البيروتية في مقال نشرته في العدد (283) بعنوان (شاعر جاهلي غير موجود يعيش ألف سنة): إن الأستاذ بطرس البستاني صاحب كتاب (أدباء العرب) كان فيما تعلم أول من أنكر وجود بشر بن عوانة، وأظهر أنه هو وقصيدته في وصف قتاله للأسد من خلق بديع الزمان الهمذاني في مقامته البشرية. والمكشوف التي جعلت من همها حماية الإنتاج الأدبي وتصحيح نسبته إلى صاحبه، يسرها أن نعلم أن الرسالة هي أول من نبه إلى أسطورة بشر بن عوانة في الصفحة 35 من عددها التاسع والسبعين الصادر في 7 يناير سنة 1935، وهو العدد الأول من سنتها الثالثة، فنرجو أن تنتبه إلى ذلك

حول العدد الممتاز من مجلة الحديث السورية

نوَّه الأديب السيد نصار في العدد (388) من (الرسالة) بالعدد الممتاز الذي أصدرته مجلة الحديث السورية، وخصت به المستشرق المنتحر الدكتور (إسماعيل أحمد أدهم)، وقد أشار إلى ما كتبه أدباء مصر الأعلام عن المستشرق المذكور، وأغفل ذكر الكتاب الآخرين وقال: (وعداها لا توجد كلمات أخرى لكاتب مصري. . .!) كأن الكلمات الأخرى لا تستحق التنويه والإشارة، مع أن الوفاء كان يقضي على الأديب بأن يذكر الكتاب السوريين الآخرين (والمجلة السورية) ولا بدَّ من التنويه بأنه إلى جانب كلمات إخواننا المصريين كلمات أخر. منها كلمة عنوانها (دمعتي على أدهم) لأديبة الشام السيدة وداد سكاكيني، وأخرى عن (قوة الإيمان وعذاب المفكرين) للأديبة الرقيقة الآنسة فلك طرزي صاحبة (الآراء والمشاعر)، وقصيدة رائعة للشاعر المعروف عمر أبي ريشة عنوانها (ظمأ الروح)، وثانية للشاعر الأديب الأستاذ زكي المحاسني عنوانها (الستار)، وثالثة للشاعر صلاح الأسير، ورابعة للشاعر شارل نحوري، وهؤلاء كلهم سوريون ولعلى أعود إلى نقد العدد ومضامينه بعد حين.

(دمشق)

المنجد

إلى الدكتور زكي مبارك

قرأت مقالكم النفيس (مطالعات في الكتب والحياة) لعباس العقاد في مجلة الرسالة الغراء ولشدّ ما أعجبني حين اطلعت على ملاحظتكم الصغيرة حول كلمة الظرف إذ أنكم ضممتم الظاء فيها مراعين في ذلك الاتباع خصوصاً لأن الجمهور في مصر ينطق الظرف بضم الظاء؛ فهل لي أن أستبين من ملاحظتكم هذه وأنتم من خلفاء سيبويه القرن العشرين أنكم لا تبالون بقواعد النحو والصرف بل تسيرون على منهاج المراعاة في الاتباع من الألفاظ وتغالون في تحوير أصول النطق الصحيح وقواعده السليمة؟ وهل لي أن أنقدكم وأؤاخذكم على ذلك وأنتم أول من سبقني في نقده للأستاذ أحمد أمين وجنايته على الأدب العربي، فحملتم حملة شعواء عليه لغلطة في التحريك ارتكبها وهو أمام المذياع.

وتفضلو بقبول أسمى تحياتي إلى روحكم الطيبة من أبناء الجيل الجديد.

(حيفا - فلسطين)

الياس سليمان بحوث

فتيات في الأزهر

أتيح لي أن أستمع إلى المناظرة الطريفة التي أقيمت بطنطا بين فريقين من طلاب الأزهر. وكان موضوع المناظرة يدور حول السماح للفتيات بالانتظام في سلك طلاب الأزهر على نحو ما هو متبع الآن في كليات الجامعة المصرية. . .

وأذكر أن الأديبة أمينة السعيد كانت أول من أثار موضوع تعليم الفتاة في الأزهر، فتحدثت إلى صاحب الفضيلة الأستاذ الأكبر الشيخ المراغي حديثاً نشرت خلاصته الصحف. أذكر منه أن فضيلته رحب بالفكرة على أن تكون الفتيات في عزلة عن الشبان، أي أن تنشأ لهن فصول خاصة يتلقين فيها أصول الدين الحنيف) وقد ذكر المستشرق الإنجليزي (مستردن) في كتابه (الحياة الفكرية والتعليمية في مصر في القرن التاسع عشر) ما خلاصته (أن الحملة الفرنسية في قدومها إلى مصر وجدت في صحن الأزهر بضع نساء يتعلمن إلى جانب الشبان ويتفقهن في قواعد الدين. وكانت هناك عالمة ضريرة يلتف الشبان حولها ويتلقون الدروس عنها؛ كما أنه كان في معهد طنطا الديني جماعة من الفتيات يحضرن الدروس الدينية ويستمعن إلى التفسير والحديث)

إبراهيم إبراهيم الخولي

تصحيح

كتب الأستاذ سيد قطب كلمة في العدد الماضي من الرسالة الغراء عن الذوق الفني في مصر وجهها إلى المدرسة الحديثة، ولا أريد الآن التدخل بين الأستاذ وجماعة الأدب الحديث ولكني أريد - وأرجو الأستاذ أن يغفر لي تطاولي - أن أصحح خطأ جاء في حديثه عما سماه سهواً منه (أسطورة نهر الجنون). فقد أراد الأستاذ أن يستند في حديثه إلى أسطورة قديمة ولكنه ذكر بدلاً منها مسرحية للأستاذ توفيق الحكيم على أنها الأسطورة القديمة

أما الأسطورة فإنما تتحدث عن بئر شرب منها الناس فجنوا ولم يجد الملك ووزيره بدا من الشرب منها هما أيضاً ليكون شأنهما شأن الناس، ولم يجيء في الأسطورة أي ذكر للملكة

وحديث النهر وحديث الملكة وقصة قلقها وحزنها كل ذلك من خيال مؤلف المسرحية، ذكرها ليصور مسرحيته وعرض مشاهدها ونسقها كما شاء له خياله متخذاً أسطورة البئر أساساً للمسرحية. . .

هذا هو التصحيح الذي أردته، وأسأل الأستاذ قطب المعذرة مرة أخرى

محمود عزمي

أسئلة

سيدي رئيس تحرير الرسالة

تتبعت كل ما قيل في تفسير بيت ابن عربي. بذكر الله تزداد الذنوب الخ في أعداد الرسالة السابقة وقد ذهب الأستاذ الباجوري إلى أن لرجال التصوف نظرات عكسية تقلب الحقائق المعلومة إلى حقائق أخرى عليا لا يدركها غير أهلها. لذا أرجو من الأستاذ الباجوري أو الدكتور زكي مبارك الذي توصل لحل الكثير من قول أعلام الصوفية أن يفسر لي أحدهما تفسير ابن عربي لقوله تعالى: (مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا ناراً). ولقوله تعالى: (أنا ربكم الأعلى)

قال ابن عربي أُغرقوا أي قوم نوح في بحار العلم بالله وهو الحيرة، فأدخلوا ناراً أي نار المحبة، فلم يجدوا لهم من دون الله أنصاراً، فكان الله عين أنصارهم وأن الكل بالله ولله بل هو الله

أما قول فرعون أنا ربكم الأعلى وإن كان الكل أرباباً فصح قوله أنا ربكم الأعلى وإن كان عين الحق، فالصورة لفرعون باختصار من كتاب النصوص. إه. والسلام عليكم ورحمة الله

(بواد وباوي. أم درمان)

يوسف عمر أغا

الجمعية العربية ببريطانيا

اجتمعت الهيئة العامة للجمعية العربية ببريطانيا يوم الأحد الموافق 7 يولية سنة 1940 في الساعة الخامسة بعد الظهر وقررت ما يلي:

أولاً: أن تبقى أموال الجمعية (ومقدارها مائة وثمانية وعشرون جنيهاً وستة عشر شلناً وبنسان) باسم (الجمعية العربية) في المصرف. ويودع حق نقل مالية الجمعية إلى ثلاثة أشخاص يمثلون ثلاثة أقطار عربية يكون لهم كاتم للسر من بينهم. وانتخب السادة: عبد المعز نصر (عن مصر) وموسى الحسيني (عن فلسطين) وعبد العزيز الدوري (عن العراق). ثم انتخب السيد عبد العزيز الدوري ليكون (نقيب الجمعية) أو كاتم السر

ثانياً: في نهاية الحرب، ترسل الهيئة الموكلة بياناً إلى الطلاب العرب في إنجلترا بواسطة:

(أ) المفوضيات والقنصليات العربية في إنجلترا

(ب) مكاتب البعثات والنوادي العربية في إنجلترا

(ج) الجامعات

(د) الصحف العربية تنبئ فيه الطلاب العرب في إنجلترا بأن (الجمعية العربية) (1937 - 1940) تركت مبلغ (128 جنيهاً و16 شلناً وبنسين) لجمعية عربية تؤسس بعد الحرب في إنجلترا بشرط:

(أ) أن لا يقل عدد أعضائها عن خمسة عشر عضواً على أن يمثلوا قطرين عربيين على الأقل

(ب) أن تقبل مبدئياً دستور الجمعية العربية (ببريطانيا) السابقة.

(ج) أن يشهد بذلك أحد الوزراء المفوضين العرب في لندن

(د) وينقل حق التصرف بأموال الجمعية لأول جمعية عربية تثبت تحقق الشروط السابقة فيها.

ثالثاً: وإذا لم تؤسس جمعية عربية في إنجلترا بعد انتهاء سنتين من إمضاء معاهدة الصلح فإن اللجنة تتصرف بأموال الجمعية حسب مواد قانونها الأساسي

هذا مع العلم بأن الجمعية العربية قد وقفت أعمالها مدة الحرب

عبد العزيز الدوري

نقيب الجمعية العربية ببريطانيا