مجلة الرسالة/العدد 387/في مجالس الأدب. . .
مجلة الرسالة/العدد 387/في مجالس الأدب. . .
بين كاتب وشاعر وخطيب
تثبت هذه الدعاية الأدبية المستطرفة من أسمار ندوة (الأهرام) حيث يجتمع في بعض الأمسيات فريق من أصحاب الرأي وأهل الأدب في مكتب الأديب الكبير الأستاذ (أنطون الجميل بك) فيتناولون شتى الأحاديث بروح الجد تارة والتسلية تارة أخرى. وقد تساءل الأستاذ الخطيب (توفيق دياب) عن وحي الشاعر (علي محمود طه) وكيف طال اختفاؤه وسكوته في هذه الأيام وبدأ بنظم قصيدة على لسان الشاعر في هذا المعنى استهلها بالشطر الأول من مطلعها، وأتم الجميل بك شطره الثاني، وأملى الشاعر البيت الثاني ثم ترسل ثلاثتهم في النظم حتى أتمها صاحب الوحي المفتقد
يا وحيَ شعري أين أنتْ ... في أيِّ زاويةٍ رَكَنْتْ؟
هل رُحْتَ في إغماءه ... أم بالمخدِّرِ قد حُقِنْت؟
أم نمت، أم نام الزما ... نُ، أم اعتُقِلت أم إنسجنت؟
أم خِفْتَ من قلم الرقيـ ... ب فما أشرتَ وما أبنت؟
أم هل سقاك (كزوزةً) ... أم هل سقاك (البرمننت)
أم قد شربتَ زجاجةً ... من صنع بار (الكونتننت)
أم في خزانةِ (صالح) ... تركوكَ سهواً فاختُزِنْت
أم في البنوك لأزمةٍ ... حَلَّتْ بأهلكَ قد رُهِنْت
أم ذاك جندولُ الحبيـ ... بِ إلى لياليه حننت
وإلى عروس البحر هْمِـ ... تَ وفي شواطئها كمنت
أم زُغْتَ يوم الانتخا ... ب ولستَ عضوَ (البرلمنت)
لم تَدْرِ ما نال الرئيـ ... سُ أكان صوتاً أم (كَرَنت)
أنكرت ضَجَّةَ معشرٍ ... لم ينصفوكَ وقد غُبِنْت
أم طِرْتَ في جوِّ الحليـ ... فةِ منجداً أبطالَ (كِنْت)
يا وحيُ كم من غارةٍ ... شعواَء فيها قد شننت
أم ثُرْتَ للحقِّ الطعـ ... ينِ وبالبطولةِ قد فُتِنْت فسللتَ سيفَ مدافعٍ ... عن (كالماس) أو (كُرِنْت)
يا وحيَ شعري ما سكو ... تك في الخطوب ألا حزنت!
أفقدت رشدك أم شعـ ... ورك بالحياة؟ إذن جُنِنْت!
عشرون يوماً جاوز التقـ ... ديرُ فيها ما ظننت
عشرون يوماً أنفق الطلـ ... يان فيها كلَّ (سَنْت)
عشرون يوماً والبوا ... رجُ مائلات في (تَرَنْت)
والجيش مرتَّدٌ يولـ ... ول كلُّ جندي كبنت
يا وحي شعري مذ نأ ... يتَ وَهَي بياني أو وهنت
بعد القصائدِ كالقلا ... ع مُشَيَّدَاتٍ (بالسمنت)
من كلِّ بيتٍ مشرق ... يُزري بقصر (اللابرنت)
أمسيتُ بعدك كلَّ قا ... فيةٍ نطقتُ بها لحنت
يا وحيَ شعري هل أُسِرْتَ ... وأنت تهجم أم طُعِنْت
أم غصتَ في لجج البحا ... ر وفي مجاهلها دُفِنْت
أبكي عليك بكاَء (لا مرتـ ... ين) قبراً في (سُرَنت)
يا وحيَ شعري أين أنت ... في أي زاويةٍ ركنتِ؟!