مجلة الرسالة/العدد 381/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 381/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 381
البريد الأدبي
ملاحظات: بتاريخ: 21 - 10 - 1940



لا تناقض ولا اضطراب

لم أكتب عن المنصورة مقالاً واحداً، وإنما كتبت مقالين أحدهما قُبَيْل السفر وثانيهما بُعَيْد الرجوع، وبين المقالين فاصل هو الإمضاء، فقد نبهتُ مدير مطبعة الرسالة مرتين إلى ذلك الإمضاء، فقد كنت والله أشعر بأنه لن يُثبته في صُلب الحديث، وقد وقع ما توقعتُ وصحّ للسيد محمود وصيف أن يحكم بأن المقال وقع فيه تناقض واضطراب

ولعل هذه الملاحظة تذكر مدير مطبعة الرسالة بأن ليس من حقه أن يتصرف بالحذف والإيصال في مقالات الكتاب، فقد يكون من الذين يخفى عليهم وجه الصواب في بعض الأحايين، وإلى صاحب الملاحظة أقدم تحيتي وثنائي

زكي مبارك

غناغراف

حضرة الأستاذ الجليل رئيس تحرير مجلة (الرسالة) الغراء

تعلمون كما يعلم قراء الرسالة أن لدى إدارة البرق (التلغراف) نوعاً من الرسائل أعد للتهنئة وهو يمتاز عن الرسائل البرقية العادية برسوم زخرفية ذات شكل بهيج

ومع أن هذه الميزة لا تكاد تؤدي مرح المهنئ المخلص وفرحه واغتباطه فقصارى ما أتمناه لكم ولقرائكم أن تتلقوا رسائل من هذا النوع بما يقر أعينكم ويطمئن قلوبكم

ولكن الذي أرجو أن أعرف وقعه لديكم وأثره فيكم هو نوع رسائل التهنئة الذي ابتكرته الولايات المتحدة، تلك الأمة الخالية القلب من متاعب العالم القديم

في عدد اليوم من جريدة الاجبشيان غازيت مقال ممتع بقلم المستر جرني وليمز عن ذلك النوع من الرسائل واسمه (الغناغراف) فماذا ترون لو ازدحمت غرفتكم بالرسالة أو بالمنزل العامر بفرقة من سعاة التلغراف تنشدكم برقية تهنئة من شعر رامي وتلحين السنباطي أو من شعر الدكتور زكي مبارك وتلحيني أنا؟!

يقول كاتب ذلك المقال إن مكاتب البرق في الولايات المتحدة أعدت نماذج مختارة من التهنئات المختلفة الأغراض وهي شائعة الألحان، ولكن للمهنئ أن يبعث بغيرها، ولدى السعاة مقدرة على الأداء، ولدى إدارة البرق مقدرة على التلحين

وفي هذا الخبر على قصره بشريات لنا لو أخذنا بهذا النظام فمن لنا بالفرصة التي تتيح حفظ مكتبة في كل مكتب للبرق تحتوي على كل دوواين الشعر العربي، ومن لنا بفرصة لتوظيف الملحنين وبعض المغنين والمغنيات سعاة للتلغراف!! ولقد ينشأ بعد ذلك شعراء عموميون كالكتبة العموميين لنظم التهنئات للبرقية، فما أسعد البشرى!

ويصف الكاتب استغلال الماجنين لنظام التهنئة المغنية فهم يبعثون لحفلة متزمتة بفرقة من السعاة تنشدهم ما لا يتفق ونظام الحفلة، قال وعند ذلك يطرد الساعي المنشد المسكين قبل أن يتمم إنشاد البرقية وقبل أن يعلن اسم المرسل

قال: وفي هذا النوع من الرسائل تكثر مداعبات الغزل بين الشبان والشواب، وروى قصة فتاة أرسلت أغنية كبعض شعر عباس بن الأحنف إلى صديق لها، فطرب الشاب وجعل الرد برقية إلى مكتب البرق في حي الفتاة يرجو فيها تقديم طعام الإفطار لها فقدمه المكتب على حساب المرسل للظريفة المداعبة في غرفة نومها في ساعة الفجر

سيدي الأستاذ:

لا علينا من طبيعة نظام الغناغراف ولكن أمة يمكن فيها إنشاؤه واستمراره لهي أمة سعيدة فهل تدعون إلى إنشائه بمصر إدارة المصلحة التي أنشأت قطار المفاجآت وقطار البحر

أحسب ذلك إن شاء الله.

عبد اللطيف النشار

أدهم قال لي

قرأت للأستاذ عبد اللطيف النشار كلمة بمناسبة دعوة أحد الأدباء لأصدقاء المرحوم الدكتور أدهم في أن يكتبوا عن مقدار ما وصل إليهم من العلم عن عقيدته

وفي الواقع كانت دهشتي عظيمة لأمرين: الأول هي تلك الدعوة الغريبة التي لا أجد لها أي داع، وقد حرت في فهم ما يرمي إليه الداعي من وراء دعوته، فإن كان يقصد بالعقيدة (الدين) فإنني أعتقد أنها مسألة شخصية بحتة يجدر بنا أن نبعدها عن نطاق الجدل؛ ثم إنني لا أفهم كيف يمكننا أن نخدم الأدب بتركنا الكلام عن الناحية الأدبية في الكاتب إلى مسائل خاصة، ويجب أن تظل كذلك

وإنني أتساءل: متى يمكن لأفكارنا أن تسمو عن الاهتمام بمثل هذه الفوارق التي يجب أن تتلاشى مادامت رسالة الأديب نبيلة في مرماها مجدة في الرفع من شأن الأدب؟

والأمر الثاني الذي دهشت له هو رد الأستاذ النشار نفسه وتلبيته دعوة كهذه، ولم أخرج إلا بنتيجة واحدة من كلمته، وهي أنه قد انتهز فرصة الكلام عن أدهم ليرميه بمر الذم والتعريض؛ وإنني أرجو أن تكون نية الأستاذ النشار - وقد كان صديقاً لأدهم - بريئة مما استطعت استنتاجه من كلمته

ليتكلم عن أدهم وأدبه كما يشاء، ليناقش آراءه الأدبية والعلمية إذا أراد، فهذه رسالة الناقد؛ أما أن يدخل في أمور شائكة كهذه، فهذا ما لا يقره عليه أحد، وخاصة أنها تتعلق بشخص انتقل إلى جوار ربه، فللموت حرمة يجب علينا تقديسها

شعبان فهمي

إلى الأستاذ النشار

في عنقك الآن قلادتان: أولاهما للأستاذ إسماعيل أدهم - رحمه الله - وأخراهما للأدب الحديث

أما قلادة أدهم فأرى أن يَوحْك بما (قال لك) قد يحيك له وشياً من الخلود لا يخلق ولا يبلي. أما قلادة الأدب فأعتقد أن أدب الأستاذ - وإن كان جافاً لا يخلب كما قال الأستاذ محمد عبد الغني حسن في مقاله - إلا أنه جديد في أفق الآداب، ورأيه غريب في سماء الآراء

وعالم الأدب الآن محتاج إلى كل جديد، ودنيا الآراء عطشى إلى كل غريب

فإن صح ما تقول فهنيئاً لبحر أدهم بغواص يتصيد الدرر الخبيئة، ولعالم الأدب بمرآة تشع نفساً غامضة تاهت (حتى حقائق نسبها) عمن تعرضوا لموضوعه الشائك فراح أخوه يخطئهم (الرسالة من عدد 369 إلى 373)

على أني لا أرى عليك حرجاً من (إنفاذ الوعيد) بل إن إنفاذه للزام عليك (إن صح إن هذا وعيد) لاسيما وقد اختارك لذلك واختار لك أقوى الوسائل المغرية للكتابة عنه في فلسفة عملية تكشف عن نية مبيتة للانتحار أيها الأستاذ: أن في عنقك للعلم ثقة، فدع عنك مبضع الجراح، وانقل مزهرك في خيال رقيق، وانفذ إلى الحقائق في تمحيص وتدقيق، سدد الله خطاك

حلمي إبراهيم النبوي

إلى طلاب النحو في جميع الأقطار

ما كان أظرف الأستاذ مصطفى إبراهيم حينما وجه (إلى علماء النحو في جميع الأقطار) معضلاته الآتية:

1 - لِمَ أفرد لفظ مائة في ثلاثمائة إلى تسعمائة على خلاف القاعدة؟

2 - لِمَ حذفت التاء في قوله تعالى: (فله عشر أمثالها) على خلاف القاعدة أيضاً؟

3 - كيف قلتم إن لن لتأبيد النفي، وقوله تعالى: (فلن أكلم اليوم إنسياً)، (ولن يتمنوه أبداً) ينافي ذلك؟

وقد هممنا أن نفزع إلى أستاذنا العلامة صاحب النحو والنحاة، ولكنا وجدنا الأمر أيسر من ذلك

1 - إنما يكون مميز الثلاثة إلى العشرة جمع قلة ما لم يكن لفظ مائة أو اسم جمع نحو تسعة رهط وخمس ذود؛ لأن مائة - وهي مفردة في اللفظ - جمع في المعنى، لأنها عشر عشرات وهو عدد قليل اهـ توضيح وأشموني. وأقول ربما لوحظ في إفراد لفظ المائة خفة النطق؛ والتعداد بالمئات كثير بخلاف الآلاف، ولذلك وصل الإملائيون المضاف بالمضاف إليه فيها لكثرة الاستعمال وفرقاً بين الجمع والكسر في مثل رُبُع مائة وثُمن مائة الخ. ثم إن إضافتها إلى الآلاف جمعاً قد جاء على أصل القاعدة، وعندهم (ما جاء على أصله لا يسأل عنه) وظاهر أن اسم الجمع في حكم جمع القلة. هذا وشذ قول الفرزدق في الضرورة:

ثلاث مئين للملوك وَفَى بها ... ردائي وجلت عن وجوه الأهاتم

2 - يُعتبر في واحد المعدود - تأنيثاً وتذكيراً - لفظُه إن كان اسماً؛ وموصوفه المنويُّ إن كان صفة؛ فتقول ثلاثة أشخُص قاصدَ نسوة وثلاث أعين قاصدَ رجال؛ وتقول ثلاثة رَبَعات إن قدرت الموصوف رجالاً، وتحذف التاء إن قدرت الموصوف نساء؛ لأن الربعة يوصف بها المذكر والمؤنث. وعلى هذا قوله عز وجل: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها)، تقديره فله عشر حسنات أمثالها. ويمكن تخريجها على تأنيث المعدود مراعاة للجمع، ولكن الصحيح مراعاة واحد المعدود خلافاً للبغداديين. وقد يقال إن المعدود اكتسب التأنيث بإضافته إلى المؤنث. اهـ أشموني وتوضيح. واختر ما يحلو

3 - النحاة جميعاً على أن (لن) لمجرد النفي. والتأكيد أو التأبيد يستفادان من القرائن؛ ولم يخالفهم فيما نعلم إلا الزمخشري. وكيف نجعل المرجوح راجحاً ثم نستشكل بناء عليه؟

على أن من ينصر مذهب الزمخشري في إفادتها التأكيد أو التأبيد، فله أن يجيب عنه بأنها إنما تكون للتأبيد عند الإطلاق. فإذا ذكرت قرينة تمنع منه مثل (اليوم) في الآية الكريمة فهي للتأكيد فحسب. وبأن التكرار في مثل: (ولن يتمنوه أبداً) يقع في بليغ الكلام لزيادة التأكيد

وإذا لم نرتض مذهبه فقد قطعت جهيزة قول كل خطيب

طه محمد الساكت

مدرس بمعهد القاهرة

شرح بيت ونسبة آخر

حضرة الأستاذ صاحب الرسالة الغراء المحترم

1 - مررت وأنا أقرأ ديوان (أبي نواس) جمع الأستاذ محمود كامل فريد بقصيدة نسبها الأستاذ للنواسي مطلعها:

لدوا للموت وابنوا للخراب ... فكلكم يصير إلى تراب

على أني قرأت هذه القصيدة بكتاب آخر منسوبة إلى أبي العتاهية. فهل لي أن أسأل سيدي الأستاذ أي القولين أصوب؟

2 - وفي صفحة (247) من الديوان نفسه قرأت البيت التالي:

وتبسم عن أغر كأن فيه ... مجاج سلافة من بيت راس

يقول الشارح في الحاشية: إن (بيت رأس) اسم لقريتين في كل واحدة منهما كروم كثيرة ينسب إليها الخمر، إحداهما بيت المقدس والأخرى من نواحي حلب. وأقول إن بيت رأس اسم لقرية صغيرة تقع قريبة من الحدود الأردنية السورية من جهة الشمال، وهي كما وصف الأستاذ غنية بكرومها، فلا يبعد أنها كانت مشهورة بخمورها، وأنها هي التي عناها الشاعر. . .

أرجو إفادتي في أيهما وجه الصواب خدمة للحقيقة وتعميماً للفائدة

(عمان)

مصطفى علي عزام

(الرسالة): القصيدة لأبي العتاهية لا لأبي نواس. وقولك في

بيت رأس هو الصحيح

من لصوص المجلات

نشرت (الرسالة) في العدد (379) فصلاً طريفاً عنوانه (قداسة النقد) بتوقيع (اسكندر البطرسي)، الذي زعم لنفسه فضل ترجمته عن (برناردشو) وأحب أن أبين أن هذا المقال منقول بنصه من العربية إلى العربية عن عدد شهر نوفمبر سنة 1934 من (المجلة الجديدة) التي نشرته في صحيفة 89 و 90 مترجماً بقلم صاحبها الأستاذ سلامة موسى، وقد أردت بهذا البيان أن أضع الأمور في نصابها وأفضح هذا الدعي وأمثاله ممن يسرقون آثار الناس ليوهموا أنهم من الناس

أسعد حسني

حول مقال

أستاذي الكبير صاحب الرسالة

تابعت باهتمام ما دار على صفحات الرسالة حول مسرحية مفرق الطريق للدكتور بشر فارس، حتى قرأت في العدد 379 مقالاً للأستاذ زكي طليمات يرد به على مقال سابق للأستاذ محمد متولي وقد عنّت لي عند قراءة هذا المقال الملاحظات الآتية:

أولاً: يقول الأستاذ زكي طليمات إنه لا حرج على الدكتور بشر في تسميته بطلة مسرحيته (سميرة) وتحديد المكان الذي وقعت فيه حوادث المسرحية وهو مصر. ولو علم الأستاذ أن القصة الرمزية يجب أن تكون رمزاً لما يحدث في كل زمان وفي كل مكان بين أشخاص غير معينين، لعرف أن هذه التسمية وذلك التحديد يتنافيان مع أبسط شروط القصة الرمزية. لذلك يجب أن يحيط الغموض والإبهام أبطال القصة الرمزية وحوادثها.

ثانياً: يذكر الأستاذ أنه (من المعقول أن يكون البطل (هو) لأنه عنوان لفئة خاصة من الرجال في مصر وأن تكون (سميرة) - سميرة - لا (هي) لأنها ليست عنواناً لفئة خاصة. ونحن لا نفهم كيف تكون القصة رمزية إذا كانت بطلتها امرأة شاذة لا يوجد على طرازها، ففي هذه الحالة تفقد القصة صفة الرمزية، لنفس السبب الذي أوضحناه في الفقرة الأولى.

ثالثاً: يعتقد الأستاذ زكي طليمات - كما ذكر في الفقرة الأخيرة من مقاله - أن الأستاذ متولي يقف علمه بالرمزية وعلم النفس عند ما كتبه العلماء في القرن الماضي. لماذا؟ لأن الأستاذ متولي يقف علمه بالرمزية وعلم النفس عند ما كتبه العلماء في القرن الماضي. لماذا؟ لأن الأستاذ متولي أراد أن ينقد المسرحية فأتى بشاهد من فلسفة (ريبو) فالأستاذ زكي طليمات إذن قد أخطأ الفهم لأنه لو طُلِب من شاعر أن يأتي ببيت في غرض من أغراض الشعر كالهجاء مثلاً فأنى ببيت من الشعر الجاهلي، فليس ذلك دليلاً على أن الشاعر لا يحفظ من الشعر سوى الشعر الجاهلي

هذا ما أردت أن أنبه إليه الأستاذ زكي طليمات. والسلام

فؤاد كامل

أحوال النساء

كتب الأستاذ إبراهيم محمد نجا في (أجوبة عن أسئلة) أبيات علقمة الفحل عن (أحوال النساء) على هذه الصورة: عدد 379 من (الرسالة):

فإن تسألوني بالنساء فإنني ... خبير بأدواء النساء طبيب

إذا شاب رأس المرء أو قل ماله ... فليس له من ودهن نصيب

وأنا لا أريد أن أدخل بين الدكتور زكي مبارك والأستاذ نجا فيما يجري بينهما من سجال وصيال، ولكني أذكر أن الرواية الصحيحة لشعر علقمة هي:

فإن تسألنّي بالنساء فإنني ... خبير بأحوال النساء طبيب إذا قل جاه المرء أو قل ماله ... فليس له من حظهن نصيب

يردْن ثراء المال حيث وجدنه ... وشرخ الشباب عندهن عجيب

وأظن صديقنا الدكتور زكي مبارك يطابق حفظه حفظنا في هذا الشعر

محمود الشرقاوي

تصويب

ورد في المقال الافتتاحي لرسالة هذا الأسبوع (خواطر مهاجر) نص الآية القرآنية الكريمة هكذا: (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولكن لا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم. . .) والصواب حذف (لكن)

ولكم في النهاية واجب التحية والإكبار.

السيد محمد أحمد الفقي

تصويب

في قصيدة (الخلوة الأولى) (عدد 380) من الرسالة نشر هذا البيت:

أين الوفى منك وميثاقه ... وأين منه اليوم هذا الجمود

وصحته: هذا الجحود

جريدة فتى النيل

دخلت زميلتنا (فتى النيل) في عامها الثالث وعهدها الجديد حافلة بكل ما يهم القراء الاطلاع عليه. وقد اشترك في تحريرها نخبة من حملة الأقلام الممتازين. وفي مقدمتهم الأستاذ عبد الحميد المشهدي. وجعلت موعد صدورها صباح الاثنين من كل أسبوع

فنتمنى للزميلة كل تقدم ونجاح.