مجلة الرسالة/العدد 371/يا شاعر. . .!
مجلة الرسالة/العدد 371/يا شاعر. . .!
أيها الشاعر قُمْ وال ... عَبْ على تلك الحقولِ
وتنقَّلْ بين هاتي ... كَ السَّواقي والنخيل
طَلَعَ الفجرُ على الوا ... دي طروباً والسهول
فلماذا. . . لا تغِّني ... غنوةَ الفجرِ الجميل؟!
أتْرك الغرْفةَ يا ... شاعرُ واسبح في الفضاء
نَسَجَ الفجرُ على الكوْ ... نِِ جَلاَبيبَ الصفاء
والشعاعُ السَّمْحُ صلَّي ... في خشوع للسماء
فلماذا. . . أنتَ لا تخ ... لعُ أشجانَ المساء؟!
أََذَّنَ الفجرُ. . . فقمْ يا ... شاعر الحبِّ وغَنِّ
صوتُك المطرابُ يا ... شاعرُ فنٌّ أي فن
شد أوْتارَك واسْكب ... ها أغاريدَ تهنَّي
واجمع الطيرَ حوالَي ... كَ وأَسعِدْها بلحن
جئتَ يا شاعرُ للري ... ف فلِمْ لاَ نتهنَّي؟!
هذه التُّرعة كانتْ ... في صباكَ الحلوِ لحنا
طالما سرْتَ عليها ... في صفاءٍ تتغنى
والعذارى رائحاتٍ ... غادياتٍ تتثنى
ذلك الجدولُ يا ... شاعر كم غنَّى طروبا
والأزاهيرُ عَلَيهِ ... تملأ الوَادي طيوبا
وصَبَايا الحقلِ يرْقصْ ... ن صباحاً وغروبا
شاديات غْنوةَ القط ... ن فيطربْن القلوبا
هذه يا شَاعِرَ الحبِّ ... مغانيكَ الحبيَبهْ
عصرَ الله عَليْها ... حسْنه الباهي وطيَبه
وكسَاها بُرْدَةً سح ... ريَّة النُّور عجيبه
كم تنعْمتَ عليها ... والمنى منكَ قريبه
أيها الشاعرُ قمْ وامر ... حْ على تلك القناةِ أنت كم نحتَ وفجَّر ... تَ ينابيعَ الشكاة!
فرصَةٌ حانتْ فخْذها ... طرباً قبل الفوات
إن للشَّاعِرِ دون النا ... سِ بخساً في الحياة!
عبد العليم عيسى