مجلة الرسالة/العدد 371/على قيثارتي. . .

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 371/على قيثارتي. . .

ملاحظات: بتاريخ: 12 - 08 - 1940



لحن اليأس. . .!

اتركوني. . . . لشجوني! ... وليأسى المظلم!

ودعوني. . . . وسفيني! ... لرياح العدم!

قد شربت الكأس ما أبقيت في كأسيَ شيا!

وطويت الأمل المجروح في صدريَ طيا!

وبعثت اليأس في قلبي فعاد اليوم حيا!

آه! قد أصبحت في دنياي حيرانَ شقيا!

زورقي ضلله الليلُ وأعشى ناظريا!

ورياح الموت تدنو، توسع الخطو إليا!

فاتركوني. . . . لشجوني! ... وليأسي المظلم!

ودعوني. . . . وسفيني! ... لرياح العدم!

إنني أحيا كما يحيا الشريد الهائم!

لست أدري أين أمضي؟ كل أفق مظلم!

عصر اليأس فؤادي والحنين المبهم!

فهو في خديّ - واقلباه! - دمع ودم!

وهو في أنفاسيَ الحرَّى لهيب مضرم!

وهو في القيثار لحن شاع فيه الألم!

فاتركوني. . . . لشجوني! ... وليأسي المظلم!

ودعوني. . . . وسفيني! ... لرياح العدم!

ها أنا أطفأت مصباحي، وحطمت قناتي!

ها أنا شيعت أحلامي إلى وادي الممات!

ها أنا ألقيت قيثاريَ في تلك الفلاة!

ها أنا أمضي إلى قبري سريع الخطوات!

لا تقولوا: واهن القلب ضعيف العزمات! ماتت الآمال في قلبي فما معنى حياتي!

فاتركوني. . . . لشجوني! ... وليأسي المظلم!

ودعوني. . . . وسفيني! ... لرياح العدم!

(دمنهور)

إبراهيم محمد نجا

الشاعر الحائر