مجلة الرسالة/العدد 338/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 338/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 25 - 12 - 1939



في شمال فنلندة

كان ذلك في (الزمان الطيِّب)، في مزدهر (الشباب الرِّيق). فررت من مصر في شهر يونية لسنة 1934 والحرّ يفتك بالقرائح، أقصد إلى ألمانيا، ومنها إلى بلدان الشمال. وبعد إقامة قصيرة بأسطونية صعدت إلى هلسنكي عاصمة فنلندة، ومن هناك أخذت أتنقل في نواحي الشمال بين البحيرات والغابات حتى (بتسامو) عند بحر الشمال الجامد.

ولن أحدثك هنا كيف هزّتني تلك الطبيعة الغريبة، فلي في ذلك كلام يطول. وإنما أريد أن أروي لك قصة أظنها لطيفة، فأنقلك معي تخيُّلاً إلى بلد هو حديث اليوم في كل مكان، ردَّ الله عنه كيد الظالم العاتي!.

في الطريق الخارج من هلسنكي إلى الشمال عدد من الفنادق ينزل فيها السياح يوماً أو أكثر من يوم. ونزلت مع غيري في فندق نطلب العشاء والنوم؛ فجعلت أرقب موعد الطعام وأنا أتصفح الملحمة الفنلندية الشعبية (كاليفالا في ترجمة فرنسية. وبينا عيناي في الكتاب إذا فتاة تذهب وتجيء وفي يديها أطباق وأكواب فتنضدها على مائدة مبسوطة. وكانت كلما دنت مني تتمهل في لطف وترسل إلى الكتاب نظرة أو نظرتين؛ ولما فرغت من عملها أتتني فقالت: عفواً! أتقرأ (الكاليفالا)؟ قلت: نعم، إني أُحبُّ أن أطَّلع على هذه الملحمة الخارجة من غاباتكم وبحيراتكم وهضبتكم. قالت: أتعلم قصتها؟ قلتُ: أعلم أن (إلياس لونروت) ? جمعها ونشرها. قالت: هل تحب أن أعلمك القصة كلها، فهذه الشمس لم تمل بعدُ؟ قلت: بالله اجلسي وخبريني.

فروت لي الفتاة كيف خرج (لونروت) إلى فيافي منطقة (كاريليه) فمكث فيها زمناً يدوِّن أغاني المنشدين حتى استقامت له عناصر الملحمة فربط بعضها ببعض وفضل رواية على رواية وأسقط الضعيف والمُعاد والتافه. إلا أنه أقام الملحمة ونظر فيها وسوّاها كأنه أحد أولئك المنشدين لاتصاله بهم واستقائه منهم. ثم أخذت الفتاة تحلل لي خصائص (الكاليفالا)، وجعلت تصف وتبين وتستطرد وتعارض في منطق عجيب ودراية نادرة، حتى إنها ذهبت في الموازنة بين طائفة من أغاني الملحمة وأسطورة أرفيوس الإغريقية. فما كادت تتم حديثها حتى سألتها: من أين لك كل هذا العلم؟ قالت: إني دكتورة في الآداب من جامعة هلسنكي، وإنما أجيء هنا في الصيف أطلب الراحة فأخدم في الفندق فأدفع بذلك ثمن ما أطلبه وعلى هذه الحال كثير من زميلاتي.

وهنا كان موعد العشاء فجلست إلى المائدة وما كانت الفتاة تأتيني لنقضي لي حاجة إلا نهضت أمنعها فتقول: لِمَ تمنعني من أداء الواجب؟ أنا هنا لأخدمك. فأقول: لا أدع دكتورة في الآداب تخدمني، فتضحك من حيائي.

قد كنت نويت في ذلك اليوم أن أبيت الساعة التاسعة فلم أغمض عيني قبل الواحدة. كرّت الساعات وأنا يقظ أستمع إلى أحاديث الفتاة؛ فوقفتني على تاريخ الثقافة الفنلندية وهو قصير؛ ولم تترك باباً إلا طرقته: موسيقى وتصوير ونحت وأدب وفلسفة. وكنت أجاذبها الحديث كلما أجرته في جانب لا أجهله. من ذلك أني شرحت لها كيف تباعد (وِسْتِرْمَرْك) العالم الاجتماعي الفنلندي عن الواقع عند كلامه على (المهر) عند العرب في كتابه: (نشأة المعاني الأخلاقية وتحولها) إذ يرى أن المهر إنما هو تعويض للأب مما بذله في سبيل تنشئة ابنته.

حدثتني الفتاة عن استواء الثقافة الفنلندية القومية بفضل الموسيقى والمصور والمهندس والقصّاص ? ?. وهنا وقفتني على دقائق الطبيعة الفنلندية، فتذاكرنا قصة (سالانبا): (البؤس القدسي) وراجعنا ما فيها من بساطة جليلة وقوة مطمئنة وبصيرة وقادة.

ولما فرغت من حديثها قلت: أحب أن أخبرك بشيء لعلك أن تجهليه. قالت: أيتصل بأمر وطني؟ قلت: نعم. قالت: أي شيء يكون؟ قلت: إن أول كتاب بُسطت فيه جغرافية فنلندة إنما كتب باللغة العربية وصاحبه الشريف الإدريسي واسمه (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق)؛ وقد نشره من أربع سنين مستشرق من عندكم اسمه (تلجرين توليو). قالت: وما أدرى العرب بنا؟ قلت: سمعت رفيقة لك تدعوك سلمى. قالت: هذا اسمي. قلت: هو اسم عربي ولديكم غيره. إن في نسائكم من تسمى سليمى وعدلة وسوسانة، وفي رجالكم من اسمه: ألي وأُمَر وسالم. قالت: هذا حق! ذلك زمان اتصال من طريق التجارة. وهذا زمان اتصال من طريق الثقافة. مساء الخير! وانصرفت. وإذا الفتاة تجعل على الحاكي أسطوانة للموسيقى (سيبيليوس) اسمها: (فنلندا) أصبت فيها وأنا أعرج في السلَّم كآبة تلك الفيافي المترامية وبطء تلك الثلوج المنسابة في بحر يريد أن يجمد.

بشر فارس

شعراء الشرق والطبيعة الغربية

كتب الأخ الأستاذ محمد عبد الغني حسن يعقب على الكاتب الذي أشاد بذكر الشاعر العبقري علي محمود طه وينحى عليه باللائمة أنه نسي كثيراً من الشرقيين الذين وصفوا الطبيعة الغربية في شعرهم.

وإني أعتقد - ومعي كثير - أن وصف طبيعة الغرب ليست موضع فخر للمصري ولا للشرقي ولا تشرفهما في كثير أو قليل.

وإنا لفي حاجة لفي حاجة إلى الشاعر الذي يشيد بذكر مصر خاصة والشرق عامة. ومصر - بحمد الله - جميلة ساحرة، والشرق كذلك جميل فتان.

فمتى ينقل شعراؤنا الغربيون - رحمهم الله - معازفهم ومزاهرهم وناياتهم من لندن وباريس وروما، إلى القاهرة ودمشق وبغداد، حتى يعيدوا إلينا عهد بنتاءور، والبحتري، وشوقي وغيرهم من أساطين الشعر في الشرق. ورحم الله شوقي إذ يقول:

وطني لو شغلت بالخلد عنه ... نازعتني إليه في الخلد نفسي

محمد عبد المنعم سالم

مدرس بمدرسة الخديو إسماعيل بالإسكندرية

مجلات الاستشراق في إيطاليا

(1) مجلة الدراسات الشرقية

تعتبر هذه المجلة العلمية أكبر مجلات الاستشراق في العالم، يصدرها أساتذة المدرسة الشرقية في جامعة روما، ويقوم بإدارتها كبير المستشرقين الإيطاليين البروفيسور مجلنجلو جويدي، مدير المدرسة الشرقية وأستاذ الأصول الإسلامية في جامعة روما ومدير المعهد الشرقي في نابولي وعضو المجمع العلمي الإيطالي.

ونشرت هذه المجلة أقوم المباحث العلمية في الاستشراق لجميع المستشرقين الأوربيين.

ومن أهم مباحث أعداد هذا العام 1939 المجلد الثامن عشر: في تفسير جميل بثينة للأستاذ فرنشكو جبربيلي أستاذ اللغة والآداب العربية في جامعة روما.

والقصيدة في الفقهاء لموسى بن عبيد الله بن حاقان: للدكتور باولو بونسكي.

(2) الشرق الحديث وهي مجلة شهرية في الاستعلام والدراسات لتعميم معرفة الشرق ولا سيما الإسلامي يقوم بنشرها (المعهد الشرقي) بروما.

وقد أسسها المستشرق الكبير المرحوم نالينو وقام بإدارتها مدة 18 عاماً حتى وفاته؛ وقد خلفه في الإدارة الأستاذ أتوري روسي، أستاذ اللغة والآداب التركية في جامعة روما.

وتبحث هذه المجلة ذات المكان الممتاز في جميع أوساط الاستشراق عن جميع ما يهم حياة الشعوب الشرقية الإسلامية.

وتنشر كل شهر مختصراً عن الحوادث السياسية والاقتصادية والثقافية في البلاد الشرقية، ولا سيما العربية؛ وتنشر جميع الوثائق الرسمية المتعلقة بهذه البلاد. ونذكر هنا بعض أبحاثها في هذا العام (المجلد التاسع عشر):

الحقيقة في مسألة قناة السويس للدكتور انجلو سنمركو. تاريخ نهضة الشعوب العربية في كتاب حديث لجورج أنطونيوس للمستشرقة فرجينيا فكا. حوادث تركستان الشرقية الأخيرة للبروفيسور أتوري روسي. الحركة الوطنية في منطقة المغرب الأقصى الفرنسية للبروفيسور أتوري روسي.

(3) المجلة الشرقية الحقوقية

وهي مجلة حقوقية تبحث في العلوم والحقوق والتشريع ويديرها المحامي فنشنزو تاورمينا. وهي مجلة شهرية في عامها الرابع نتناول في أبحاثها الحقوقية ما يتعلق بالشرق المتوسط والشرق الأقصى والمستعمرات. ثم يلي ذلك باب الأخبار التشريعية والحوادث في الشرق فالمباحث العلمية. وهذه المجلة فريدة في نوعها في أوربا.

(عن النشرة الشهرية لمحطة باري)

عدد سكان الأرض

نشرت عصبة الأمم إحصاء بعدد سكان الكرة الأرضية، وهو إحصاء ناقص، لأنه لم يشتمل على التعداد الصحيح لسكان أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية واستراليا. ويتضح من ذلك لإحصاء أن عدد سكان الكرة الأرضية ملياران و134 مليون نفس. وفيما يلي تعداد بعض البلاد:

الصين 450 مليوناً - روسيا 178 مليوناً - الولايات المتحدة 130 مليوناً - ألمانيا 79 مليوناً

اليابان 72 مليوناً (يضاف إليها 31 مليوناً عدد سكان الأراضي الملحقة بها)

بريطانيا العظمى 47 مليوناً (يضاف إليها 495 مليوناً عدد سكان مستعمراتها والمملكات الحرة)

إيطاليا 43 مليوناً (يضاف إليها أكثر من 8 ملايين في مستعمراتها)

فرنسا 42 مليوناً (يضاف إليها أكثر من 75 مليوناً في ممتلكاتها وراء البحار)

بلجيكا 8 ملايين (يضاف إليها أكثر من 14 مليوناً في مستعمراتها)

هولندا 8 ملايين (يضاف إليها أكثر من 67 مليوناً في مستعمراتها)

البرتغال 7 ملايين (ويضاف إليها أكثر من 10 ملايين في مستعمراتها)

وقد رؤى بعد الحساب أن عدد سكان الكرة الأرضية قد زاد في خلال سنتين 18 مليوناً. . .

تصويب

ورد البيت الآتي في مقال الخوارزمي والبديع هكذا:

لا تنزلنّ بنيسابور مغترباً ... إلا وحبلك موصول بإنسان

وصحته: إلا وحبلك موصول بسلطان

علي الجندي

أصل النور

يبحث كثيرون عن أصل النوَر (الغجر) وكيف وصلوا إلى أوربا فلا ينصرفون من بحثهم إلا بالعجز. وقد وقع لي في بعض مطالعاتي رأي استنتجته من نصوص التاريخ لعل فيه حل هذه المشكلة.

في كتب التاريخ عند الكلام على فتنة الزُطْ (وهم النور) في البصرة، أن أصلهم من أواسط آسيا (غلبوا على طريق البصرة، وعاثوا فيها، وأفسدوا البلاد) إلى أن تغلب عليهم قائد المعتصم (عجيف بن عنبسة) وأضطرهم إلى التسليم فوجد عدتهم نحو ثلاثين ألفاً بين رجل وامرأة وصبي، فنقلوا بأمر المعتصم إلى قرية من قرى الثغر فلبثوا فيها إلى سنة 241هـ فأغار الروم على القرية وأسروهم جميعاً فاستاقوهم معهم.

فهل يمكن أن يكون انتقالهم إلى أوربا من ثمة؟

هذا افتراض، ولعل في أهل هذا الفن من ينتدب لبحثه وقبوله أو رده. . .

ع. ط

قصر هشام بن عبد الملك ونقله إلى الشام

من أجمل الآثار العربية التي تمكنت دار الآثار في الشام وبعثات النقيب من كشفها في ديار الشام، القصر العربي الأموي الجميل الذي عثر عليه في طريق تدمر، وعرف أنه (قصر الحير) أو قصر هشام بن عبد الملك.

وقد نقل هذا القصر من المكان الذي كشف فيه إلى متحف الآثار في دمشق، حيث يتوفر المهندسون والعمال على وضعه كما وجدوه دون أن ينقص من بنائه وحجارته وزخرفته وكتابته قليل أو كثير. وقد خصصت لهذه الغاية مبالغ كبيرة من ميزانية متحف الآثار أنفقت عليها حتى الآن ثمانية وثلاثون ألف ليرة سورية.

وقد تم بناء نصف هذا القصر، والأعمال لا تزال مستمرة لإنجاز نصفه الثاني.

وشغلت المساحة التي يستوعبها هذا القصر مكاناً لا يقل عن مساحة متحف الآثار كله.

حول ابن تيمية وابن بطوطة

إتماماً لكلمتي المنشورة في (الجزء 331 من الرسالة الغراء) وتأييداً لما ذهب إليه الدكتور عبد الوهاب عزام في (الجزء 330) حيث قال: (لا أجد ما يحملني على تكذيب ابن بطوطة في أمر يدعي أنه رآه وسمعه)، أنقل ما أورده العلامة النقاد ابن خلدون في مقدمته (في الصفحة 89 من طبعة بولاق):

واعتبر ذلك بما نقصه عليك من هذه الحكاية المستطرفة، وذلك أنه ورد المغرب لعهد السلطان أبي عنان من ملوك بني مرين رجل من مشيخة طنجة يعرف بابن بطوطة، كان رحل منذ عشرين سنة قبلها إلى المشرق وتقلب في بلاد العراق واليمن والهند ودخل مدينة دهلي حاضرة (عاصمة) ملك الهند، وهو السلطان محمد شاه، واتصل بملكها لذلك العهد وهو فيروز جوه، وكان له منه مكان، واستعمله في خطة القضاء بمذهب المالكية في عمله؛ ثم انقلب إلى المغرب واتصل بالسلطان أبي عنان. وكان يحدث عن شأن رحلته وما رأى من العجائب بممالك الأرض، وأكثر ما كان يحدث عن دولة صاحب الهند ويأتي من أحواله بما يستغربه السامعون. . . وأمثال هذه الحكايات، فتناجي الناس بتكذيبه. ولقيت أيامئذ وزير السلطان فارس بن ودرار البعيد الصيت ففاوضته في هذا الشأن وأريته إنكار أخبار ذلك الرجل لما استفاض في الناس من تكذيبه؛ فقال لي الوزير فارس: إياك أن تستنكر مثل هذا بما أنك لم تره فتكون كابن الوزير الناشئ في السجن، وذلك أن وزيراً اعتقله سلطانه ومكث في السجن سنين ربى فيها ابنه في ذلك المحبس، فلما أدرك وعقل سأل عن اللحمان التي كان يتغذى بها؛ فقال له أبوه: هذا لحم الغنم، فقال: وما الغنم؟ فيصفها له أبوه بشياتها ونعوتها فيقول: يا أبت تراها مثل الفأر؟ فينكر عليه ويقول: أين الغنم من الفأر؟ وكذا في لحم الإبل والبقر، إذ لم يعاين في محبسه من الحيوانات إلا الفأر فيحسبها كلها أبناء جنس الفأر. وهذا كثيراً ما يعتري الناس في الأخبار كما يعتريهم الوسواس في الزيادة عند قصد الإغراب. . . إلى آخر ما أورده ابن خلدون.

سيف الدين الحليلي

تحقيق

قرأت للأستاذ عبد المتعال الصعيدي مقالة: بين الأستاذين أحمد أمين وزكي مبارك، ولقد استوقفني فيها شاهد جاء به من الحديث في ذم الشعر إطلاقاً إذ يقول: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً خير له من أن يمتلئ شعراً. وما كنت لأبدئ أو أعيد لو أن الحديث صحيح، أما وهو غير ما ذكرت فإني مورد هنا قصته.

فقد جاء في رسالة (الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة) أن أبا هريرة روى عن النبي أنه قال: (لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً ودماً خير له من أن يمتلئ شعراً) ولما بلغ السيدة روايته ارتاعت لها وقالت: (لم يحفظ أبو هريرة الحديث، إنما قال رسول الله : لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً ودماً خير له من أن يمتلئ شعراً هجيت به) وهكذا أنقذت السيدة - رضي الله عنها - بسعة علمها ودقة روايتها ثروة طائلة من الكلام الجميل حرَّمها أبو هريرة - غفر الله له ورضي عنه - برواية الحديث ناقصاً!

والغريب أن كثيراً من العلماء، يولون وجوههم شطر هذا الشطر من الحديث يستشهدون به في ذم الشعر! وما جنى الشعر ولا جنى الشعراء، وإنما بغض الشعر إلى النبي، لأنه يجري وراء الخيال، وأن الشاعر يقول ما لا يفعل. فأما النبي فقد اتخذ من الحق نوره، ومن الحقيقة غايته، ومن أجل هذا ولد، وكذلك عاش، وهكذا مات.

عبد الرزاق أمان الدين