مجلة الرسالة/العدد 324/ظمئت. . .
مجلة الرسالة/العدد 324/ظمئت. . .
ُ. . .
للأستاذ صالح الحامد العلوي
ظمئتُ إلى الجداول حيث تجري ... مدردرةً كألواح اللُّجيْنِ!
عليها الطيَّر تمرح شادياتٍ ... على إيقاعها في الشاطئين!
ظمِئتُ إلى الخمائل زاهرات ... يراها الله بهجةَ كلِّ عيْن
بها الأزهارُ تضحك لاهياتٍ ... تُهَدهِدُها النُّعامى باليدين!
ظمِئتُ إلى النسيم يهبُّ رَهواً ... كوصل الخلَّ وافي بعد بَيْنِ
يُداعِبُني فيلثُمني دَلالاً ... وينشرُ فوق وجهي خُصلتين!
ظمئتُ لمن أراهُ حياةَ روحي ... وحبَّةَ مهجتي وسوادَ عَيني!
ومن رفَّت معاني الحسن فيه ... فكاد يطيرُ من لُطف وزيْن!
ومن في كل لحظٍ منه سِرٌّ ... أموت به وأحيا مرَّتين!
ومن هو من مزايا الحسن كونٌ ... حوىَ من كل لونً جنتين!
ظمِئتُ إلى الجمال بكلَّ معنىً ... عرى عن كل بهرجة ومَينْ!
ظمئت. . . وما عسى تُجِدي فتيلاً ... (ظمِئتُ)؟ ولو لقيت بذاكَ حيني
أما من حاكمٍ أشكو إليه؟ ... فيُنصف بينَ أيامي وبيني
فكم زادتْ على ظمأٍ - فوادي ... كأنَّ لديّ ثاراتٍ الحُسَين!
(حضرموت - سيوون)
صالح الحامد العلوي