مجلة الرسالة/العدد 324/أنشودة وفاء النيل

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 324/أنشودة وفاء النيل

مجلة الرسالة - العدد 324
أنشودة وفاء النيل
ملاحظات: بتاريخ: 18 - 09 - 1939



للأستاذ محمد فتح الباب

البحْرُ زَادْ ... عَمَّ البلادْ

والخَيْرُ جادْ ... كلَّ العِبادْ

إلى الحَصادْ ... البَحْرُ زادْ

مِصْرُ يا مِصرنَا افْرحي ... فَرْحةَ الطَّيْر بالريّاضْ

أَنتِ يا كلَّ مطمحي ... هِبَةُ النّيلِ يومَ فاضْ

اسرحي اليوم وامرحي ... نيلنا يَمْلاُ الحِياضْ

البحر زاد. . .

مِصرُنا زينةُ الأْمَم ... حَسْبُها النيل والهَرَمْ

أمَّةُ السيف والقَلَمْ ... رَبَّةُ المجد مِنْ قِدَمْ

نِيلُها كلّهُ عَجَبْ ... يَجمَعُ الأُنسَ والطرَبْ

ماؤه يَحْملُ الذَّهبْ ... وشِفاءٌ لِمَنْ شَرِبْ

البحر زاد. . .

نِيلٌ وَفَي لَيْلةَ الصَّفاءْ ... والنيل منْ دَأبهِ الوَفاءْ

والغِيدُ في خُضرةٍ وماءْ ... كالحوُرِ في جنَّةِ السَّماء

فَيضٌ غَزيرْ ... عذْبُ النمَّيرْ

لَهُ خَرِيرْ ... مِثلُ الزَّئيرْ

نِيلٌ جميلْ ... كالسلْسبيلْ

لَمَّا يَسيلْ ... بينَ النخيلْ

البحر زاد. . .

يا نيلُ عن مجدنا الأثيلْ ... خَبِّر وعن بَاعِنا الطويلْ

آثارُنا تعجِز العقولْ ... شهود حَقٍ لنا عُدُولْ

زهرٌ من (اللوتَس) البليل ... في حُسْنِهِ ما لهُ مثيلْ

يرْنو إلى الشمس كالخيلْ ... يرنو إلى الخِلِّ في الرحيلْ يطْفوا على سَطحكَ الجميلْ ... تاجاً على مفْرقٍ نَبيلْ

البحر زاد. . .

يَا نِيلُ أسلوُبُكَ الحكيمْ ... يَعلُو على القول والكلام

بِفَيضكَ المُصلح العميم ... يا نِيلُ زُر مِصرَ كل عام

فإنها جَنَّةُ النَّعيم ... لولاك لَمْ يَسقِها غَماَم

وَحيَّ فَاروُقَها العظيم ... وأنشُر على أهلها السَّلام

البحر زاد. . .

آمنْتُ بِاللهِ والكتابْ ... وأنَّ فِي خَلْقهِ عِبَرْ

الحَبُّ بالماء في الترَاب ... أضحَى نَبَاتاً لَهُ ثَمَرْ

أحلى من الشهد والرّضاب ... والحبُّ من قبل كان مُرُّ

الحَبّ بالماء في التراب ... يصير من أكْرمِ الزَّهَر

أنَّى لَهُ ذلك الخِضابْ ... ونفْحه الطيِّب العطِرْ

آمنتُ بالله والكتابْ ... النيلُ مِن روح مُقْتَدِر

(القناطر الخيرية)

محمد فتح الباب