مجلة الرسالة/العدد 302/نقل الأديب
مجلة الرسالة/العدد 302/نقل الأديب
للأستاذ محمد إسعاف النشاِشيبي
381 - لقد أحدثتم بدعة وظلما
في (الاعتصام) للشاطبي: ذُكر لعيد الله بن مسعود أن ناساً بالكوفة يسبحون بالحصى في المسجد. فأتاهم وقد كوّم كل رجل منهم بين يديه كُوماً من الحصى. فلم يزل يحصبهم بالحصى حتى أخرجهم من المسجد، ويقول: لقد أحدثتم بدعة وظلماً.
382 - البدعة تعتبر في الشر
في (محاضرات الأدباء) للراغب: قُدّم إلي مالك بن أنس حيث يراه المهدي (العباسي) - الماء ليغسل يده للطعام، فقال: هذا بدعة
فقال المهدي: يا أبا عبد الله، البدعة تعتبر في الشر، فأما أبواب الخيرات فإحداثها سنة
383 - لا جرم أنكم تأكلوني
الصفدي: قال بعض الرؤساء لشهاب الدين الفوصي: أنت عندنا مثل الأب، وشدّد الباء.
فقال لا جرم إنكم تأكلوني.
قلت: لا يخفى ما في التندير من اللطف لأن الأب مشدد الباء هو المرعى. وقال بعضهم هو للدواب مثل الخبز للأناسي ومن يشدد الباء من الأب لا يكن إلا دابة
384 - حتى يعذب نفسه هذا التعذيب
ذُكر عند أعرابي رجل بشدة الاجتهاد وكثرة الصوم وطول الصلاة، فقال: هذا رجل سوء، وما يظن هذا أن الله يرحمه حتى يعذب نفسه هذا التعذيب
385 - فقلت لعلها
كان عروة بن أذينة نازلاً في دار عروة بن عبيد الله بالعقيق فسمعه ينشد:
إن التي زعمت فؤادك ملّها ... خلقت هواك كما خلقت هوى لها
بيضاء باكرها النعيم فصاغها ... بلباقة فأدقها وأجلّها
حجبت تحيتها فقلت لصاحبي ... ما كان أكثرها لنا وأقلها! فدنا فقال: لعلها معذورة ... من أجل رقبتها فقلت: لعلها
وإذا وجدت لها وساوس سلوه ... شفع الضمير إلى الفؤاد فسلّها
وقال عروة بن عبد اللهً: فأتاني أبو السائب المخزومي وأنا في داري، فقلت له بعد الترحيب: هل بدت لك حاجة؟ فقال: نعم، أبيات لعروة بن أذينة بلغني أنك سمعتها منه. فقلت له: وأي أبيات؟ فقال: وهل يخفى القمر؟! قوله (إن التي زعمت فؤادك ملها) فأنشدته إياها فلما بلغت إلى قوله: (فقلت لعلها) قال: أحسن والله، هذا (والله) الدائم العهد، الصادق الصبابة، لا الذي يقول:
إن كان أهلك يمنعونك رغبة ... عني فأهلي بي أضن وأرغب
أذهب لا صحبك الله ولا وسع عليك - يعنى قائل هذا البيت، لقد عدا أعرابي طوره، وإني لأرجو أن يغفر الله لصاحبك (يعني عروة) لحسن ظنه بها، وطلبه العذر لها. قال عروة بن عبد الله: فعرضت عليه الطعام، فقال: لا والله، ما كنت لآكل بهذه الأبيات طعاماً إلى الليل
386 - من حرقة النار أم من فرقة العسل
أبو اسحق إبراهيم بن عثمان ألغزي:
أشكو إليكم هموماً لا أبينها ... ليسلم الناس من عذري ومن عذلي
كالشمع يبكي ولاُ يدرى أدمعته ... من حرقة النار أم من فرقة سالعسل
387 - رسالة. . .!
في (طبقات الشافعية الكبرى): ركب اسحق بن راهَويْه دين فخرج من مرو وجاء نيسابور، فكلم أصحابُ الحديث يحيى بن يحيى في أمر اسحق، فقال: ما تريدون؟ قالوا: تكتب إلى عبد الله بن طاهر رقعة - وكان عبد الله خراسان وكان بنيسابور - فقال يحيى: ما كتبت إليه قط، فألحوا عليه فكتب في رقعة:
(إلى عبد الله بن طاهر. أبو يعقوب اسحق بن إبراهيم رجل من أهل العلم والصلاح)
فحمل اسحق الرقعة إلى عبد الله بن طاهر، فلما جاء إلى الباب قال للحاجب: معي رقعة يحيى بن يحيى إلى الأمير. فدخل الحاجب فقال: رجل بالباب زعم أن معه رقعة يحيى بن يحيى إلى الأمير، فقال: يحيى بن يحيى؟ قال: نعم، قال: أدخله؛ فدخل اسحق وناوله الرقعة، فأخذها عبد الله وقبلها، وأقعد اسحق بجنبه، وقضى دينه ثلاثين ألف درهم، وصَّيره من ندمائه.
388 - كأنه من كبدي مقدود
قال على بن عبد الله بن سعد: أنشدت دعبلا قصيدة بكر بن خارجة في عيسى بن البراء النصراني الحربي:
زنّارُه في خصره معقود ... كأنه من كبدي مقدود
فقال: والله ما أعلمني حسدت أحداً على شعركما حسدت بكرا على قوله: (كأنه من كبدي مقدود).