انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 302/أمل العرب الراحل

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 302/أمل العرب الراحل

ملاحظات: بتاريخ: 17 - 04 - 1939



للأستاذ خليل هنداوي

(قد خططنا للمعالي مضجعا ... ودفنا العز والمجد معا)

فيصلُ ما إن نسينا يومه ... فاجعلوا يوماً لغازي أروعا

فيصل ما نضبت أدمعنا ... فامزجوا بالدم هذى الأَدمعا

لم يكن مصرع غازي واحداً ... إنه كان لشعب مصرعا

ليس يدرى من نعاه أنه ... قد نعى العرب جميعا إذ نعى

أيها الناعي رويداً إنها ... لأماني تهاوت صُرَّعا

إنه بنيان قوم ينحني ... إنه مأمل شعب ودعا

كفنوا غازي بأَبراد العلا ... واجعلوا مثوًى لغازي إلا ضلعا

مفزع العُرب إذا ما فزعوا ... من لهم بعدك يبقى مفزَعا؟

أصبح الشعب يتيماً واجماً ... أسفاً، والدار أمست بلقعا

والأماني مضت تبكي فتى ... ضم كشحيه عليها أجمعا

فهي تمشى رامقات نعشه ... تذرف الدمع وتروي المدمعا

والمروءات على جبهته ... يتهاوين حزانى وُقعا

والسموات على مصرعه ... مقلة ذارفة لن تقلعا

أبت الأيام إلا حربنا ... وأبينا أبداً أن نخضعا

فعلى كل ثرًى يجرى دم ... الثرى بالدم أمسى مترعا

وعلى كل سبيل فدية ... لم يضيعها الذي قد ضيّعا

وعلىَ كل شهيد بسمة ... وهي للحق إذا الحق وعى

وعلى كل حًمى تضحية ... حدَّث المربعُ عنها المربعا

والشهادات على أعناقنا ... لا ترى صرفاً ولا منقطعا

كل هذا مرحباً! أهلاً به ... إن يكن يحمل صبحاً ألمعا

(مرحباً بالخطب يبلونا إذا ... كانت العلياء فيه المطلعا)

إن يمت في كل يوم مبدع ... من بني العُرب خلقنا مبد لا يفت الدهر من غرمتنا ... لا يلاقي اليأس فينا موضعا

قد نذرنا للمعالي نفسنا ... واستطبنا الموت فيها مشرعا

لا نرى إلا العوالي مركبا ... لا نرى إلا المعالي مطمعا

(دير الزور)

خليل هنداوي