مجلة الرسالة/العدد 179/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 179/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 07 - 12 - 1936



بين الأدب والسياسية - فون أوسيتسكي حاصل جائزة نوبل

قررت اللجنة المختصة بجامعة استوكهلم أن تمنح جائزة نوبل للسلام عن سنة 1935 للكاتب الألماني كارل فون أوسيتسكي، وعن سنة 1936 للدكتور سافدرا لاماس سفير جمهورية الأرجنتين في لندن، وذلك لما أبداه كل منهما في سبيل قضية السلام من خدمات وجهود.

وليس في قرار جامعة استوكهلم ما يثير الدهشة، لأن جائزة نوبل للسلام تمنح كل عام كباقي جوائز نوبل الأخرى عن العلوم والآداب والفنون، وقد منحت في الأعوام السابقة لكثير من الكتاب والساسة مثل مسيو بريان رئيس وزارة فرنسا السابق، والسير نورمان انجل الكاتب الإنجليزي المعروف.

وقد منحت جائزة نوبل للهرفون أوسيتسكي تطبيقاً لدستور نوبل الذي يقضى بأن تمنح هذه الجائزة (لكل من قام بأكبر جهد وبأفضل جهد في سبيل توثيق روابط الأخوة بين الشعوب، أو في سبيل تخفيض السلاح، أو نشر الدعوة إلى السلام)، وقد لبث فون أوسيتسكي مدى أعوام يبث بقلمه الدعوة إلى السلام من منبر الصحافة، ولاسيما في صحيفة (الفلت بينه) (مسرح العالم) التي كان يحررها مع صديقه وزميله في الدعوة إلى السلام الكونت فون جيرلاخ الكاتب السياسي الكبير الذي توفى منذ أشهر في منفاه في باريس.

ولكن حكومة برلين النازية ترى في منح جائزة السلام لهذا الكاتب الألماني إهانة لها، وتحتج على ذلك رسمياً لدى حكومة السويد، ولماذا؟ لأن كارل فون أوسيتسكي يعتبر في نظرها خائناً لوطنه، فتكريمه بهذه الصورة من هيئة عالمية يعتبر مناقضاً لواجب المعاملة الدولية، بل يعتبر استفزازاً لألمانيا.

واليك قصة كارل فون أوسيتسكي المحزنة، ولماذا تعتبره ألمانيا الهتلرية خائناً لوطنه: كان فون أوسيتسكي من دعاة السلم كما قدمنا، وكان كاتباً مستقلاً لا ينتمي لأي حزب سياسي، وإنما يبث دعوته السلمية بالكتابة الملتهبة، ويدعو إلى تفاهم الشعوب ونزع السلاح بكل قواه، ويحمل على السياسة العسكرية لأنها خطر على السلام والمدنية؛ ولم تكن هذه الدعاية مما يتفق مع مبادئ الوطنية الاشتراكية ونزعتها العسكرية؛ فلما قبض الوطنيون الاشتراكيون (النازي) على زمام الحكم في سنة 1933، كان فون أوسيتسكي ممن قبض عليهم من الكتاب المعارضين للمبادئ الهتلرية؛ فزج من ذلك الحين في أحد معسكرات الاعتقال المشهورة دون محاكمة أو تهمة معينة، وعانى في الاعتقال ضروباً مرهقة من الحرمان والتعذيب؛ والتمس كثير من الهيئات الأدبية والكتاب في مختلف الأمم من الحكومة الألمانية أن تطلق سراحه فأبت حتى أشرف الكاتب المعتقل على الموت، وعندئذ فقط سمحت بأن يغادر معسكر الاعتقال إلى أحد المستشفيات، حيث هو الآن تحت الحجر والاعتقال.

ورأت الهيئات الأدبية المختلفة وأكابر الكتاب في أنحاء العالم أن يلفتوا نظر جامعة السويد إلى قصة هذا الكاتب الشهيد لكي تمنحه جائزة نوبل للسلام، واشترك في تقديم هذا الطلب رومان رولان، وابتون سنكلير، وهنريش مان، والفيلسوف ليفي بريل، وأميل لودفيج، وجيللمو فيريرو وغيرهم، تقديراً لخدماته وكتاباته الكثيرة في سبيل قضية السلام؛ وكان أن شاطرت اللجنة المختصة تقدير الرأي العالمي ومنحت كارل فون أوسيتسكي هذا الشرف العظيم.

والآن يحتضر فون أوسيتسكي على سرير موته، وقد يموت بعد أيام أو أسابيع قلائل دون أن يعرف شيئاً عن الشرف العظيم الذي أسبغ عليه.

أما اعتبار الحكومة الألمانية مواطنها خائناً، فلأنه كان قبل تبوئها الحكم بأعوام، يكافح بالقلم في سبيل السلام.

كتاب عن نابليون لاوكتاف أوبري

أوكتاف أوبري كاتب ومؤرخ من أشهر كتاب فرنسا الحاليين؛ وهو مؤرخ قبل كل شيء يمتاز بأسلوبه الشائق وبيانه الساحر في عرض الوقائع وتصنيفها؛ وقد اتخذ في الأعوام الأخيرة عصر نابليون بونابرت ميداناً لمباحثه، وأصدر عن نابليون وعن العصر وأبطاله عدة كتب: وآخرها كتاب (نابليون وعصره وفي هذا الكتاب يعني أوكتاف أوبري بالنواحي الشخصية والاجتماعية أكثر مما يعني بالنواحي السياسية والعسكرية؛ فلست تقرأ في كتابه استعراضاً تاريخياً جامداً، وإنما تقرأ قصة ممتعة عن الإمبراطور، وأطوار حياته الشخصية، وعن خاصته وصحبه من الرجال والنساء، وعن حوادثه الغرامية؛ وتقرأ عن جوزفين وعن منافساتها فصولاً شائقة؛ ثم تقرأ تفاصيل المأساة الأخيرة: نفى الإمبراطور، واعتقاله في سنت هيلانة، وما قاساه من الآلام المادية والمعنوية، وتعرف الكثير عن بطانته التي صحبته في الاعتقال من رجال ونساء إلى أن تصل إلى ختام المأساة في جو يفيض سحراً وتأثراً. ويفرد أوكتاف أوبري للإمبراطورة ماري لويز بحثاً شائقاً يحلل فيه شخصية هذه الأميرة التي ألقتها أقدار الحرب والسياسة في طريق الإمبراطور، وأنجبت منه ولده (ملك رومة) أو النسر الصغير أو الدوق فون ريخشتاث، كما يسميه آل هبسبورج.

هذه محتويات كتاب أوبري تغري بالقراءة، ويحطيها جميعاً جو من السحر المؤثر.

بين العلم والعاطفة

كثر الجدل منذ حين في إنكلترا حول مسألة اجتماعية وإنسانية دقيقة، وهي هل يحق للإنسان أن يعاون على الموت شخصاً عزيزاً عليه أصابه المرض وعز شفاؤه؛ وقد ثارت هذه المسألة أخيراً في ألمانيا على اثر ظهور رواية للكاتب الوطني الاشتراكي الدكتور هلموث عنوانها (الرسالة والضمير) ويطلبها طبيب يعالج هذا السؤال: هل يحق لي أن أعجل الموت لمريض استعصى شفاؤه، أم يجب علي الانتظار حتى يوافيه الموت؛ وقد عنى ببحث هذه المسألة عدة من أكابر الأطباء الألمان، وأذاعوا آراءهم في الصحف؛ فيرى الأستاذ زاوربروخ الجراح الأشهر، أن هذه مسألة ضمير لا يمكن حلها على هذا الوجه، وأنه لا يمكن أن توضع لها قاعدة ولا أن يشرع لها قانون، وهي تبعة عظمى لا يمكن أن يحتملها الطبيب بسهولة. ويقول الدكتور كلاري الأخصائي الكبير في مباحث السل؛ إنها مسألة لا يمكن التسليم بها، ولا معنى مطلقاً لأن تثار مسألة اليأس من الشفاء لأن العلم يتقدم ويأتي كل يوم بالعجائب، فمن يدرينا أنه لن يكتشف بين اليوم والغد علاج للسرطان مثلاً؟ إنه من الاستهانة الكبرى أن تعامل الحياة بمثل هذه الرعونة بحجة الإشفاق على مريض عزيز؛ ويؤيده الدكتور أونفرخت في ذلك ويقول إن مهمة الطب هي أن تعاون على صون الحياة وإطالتها، لا على تحطيمها والتعجيل بسحقها؛ وهذا هو رأي معظم أعلام الطب في ألمانيا في هذه المسألة الدقيقة.

ديوان حافظ رفع الأستاذ أحمد أمين إلى صاحب المعالي وزير المعارف ديوان المرحوم حافظ بك إبراهيم بعد أن تم جمعه وشرحه وتبويبه وقد بدأت مطبعة دار الكتب في طبعه.

ولم يعثر الأستاذ في جميع المجلات والصحف المتداولة على قصيدتين من خير قصائده وهما قصيدته في رثاء البابلي ومطلعها:

بدأ الممات يدب في أترابي ... وبدأت أعرف وحشة الأحباب

والثانية قصيدة في وصف الحالة في مصر قبيل وفاته ومطلعها:

قد مر عام يا سعاد وعام ... وابن الكنانة في حماه يضام

وهو يرجو ممن لديه القصيدتان أو أحدهما أو شيء منهما أن يتفضل فيبعث بذلك إليه في لجنة التأليف والترجمة والنشر في شارع الكرداسي رقم 9 بعابدين وله الشكر.

واجبنا بعد المعاهدة

فرغت لجنة أسبوع المعاهدة من تنظيم محاضراتها التي تبحث فيما يجب أن يتجه إليه المجتمع المصري في عهده الجديد على البيان التالي:

يوم السبت 5 ديسمبر (واجب الشباب بعد المعاهدة) لسعادة أحمد نجيب الهلالي بك.

يوم الاثنين 7 ديسمبر (فكرة عامة عن منشأ الحروب وواجبنا الحربي بعد المعاهدة) لسعادة اللواء عزيز المصري باشا

يوم الخميس 11 ديسمبر (واجبنا الاجتماعي بعد المعاهدة) لسعادة حسن نشأت باشا

السبت 19 ديسمبر (واجبنا الأدبي بعد المعاهدة) للدكتور طه حسين بك

الاثنين 21ديسمبر (واجبنا نحو التعليم بعد المعاهدة) للدكتور علي مصطفى مشرفة

الخميس 24 ديسمبر (واجبنا الصحي بعد المعاهدة) للدكتور حامد محمود (واجبنا الزراعي بعد المعاهدة) لحسين عنان بك

الاثنين 28 ديسمبر (واجبنا الرياضي بعد المعاهدة) لصاحب السعادة محمد طاهر باشا

الخميس 31 ديسمبر (واجبنا القانوني بعد المعاهدة) للدكتور عبد الرزاق السنهوري

الاثنين 4 يناير سنة 1937 (واجبنا القومي بعد المعاهدة) للأستاذ محمد توفيق دياب

الخميس 7 يناير (واجب الطلبة بعد المعاهدة) للأديب فريد زعلوك الاثنين 11 يناير (واجبنا الصحفي بعد المعاهدة) لأنطون الجميل بك (واجبنا نحو الفلاح بعد المعاهدة) للآنسة ابنة الشاطئ

الخميس 14 يناير (واجب المرأة بعد المعاهدة) للسيدة استر فهمي ويصا.

وستلقى هذه المحاضرات في قاعة يورت التذكارية وقد أعدت اللجنة بطاقات تبيح لحاملها الدخول في جميع المحاضرات أو بعضها مجاناً لمن يطلبها من سكرتير اللجنة بكلية الحقوق أو بنادي الجامعة.

وثائق الحملة الفرنسوية

اعتزمت الجامعة المصري شراء طائفة من الوثائق والمستندات التاريخية الخاصة بعهد نابليون بونابرت في مصر، وقد طلبت إلى وزارة المالية الموافقة على الاعتماد الذي قدرته لهذا المشروع؛ وفي انتظار تلك الموافقة وكلت إلى صاحب العزة عميد كلية الآداب أن يتصل بالمفوضية المصرية في باريس ويطلب إليها موافاة الجامعة بالبيانات والمعلومات الخاصة بهذه المجموعة، فتلقى الأستاذ العميد من معالي وزير مصر المفوض برقية يقول فيها إن هذه المجموعة ملك لأحد الفرنسيين، وأنه قد عرضها للبيع بالمزايدة العلنية خلال هذا الشهر. أما ثمنها الأساسي فيقدر بنحو ألفي جنيه. ثم عرض معاليه على الجامعة استعداده لشراء هذه المجموعة إذا هي رغبت في ذلك.