مجلة الرسالة/العدد 1017/رسالة الشعر

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 1017/رسالة الشعر

ملاحظات: بتاريخ: 29 - 12 - 1952



من وحي الشتاء

أين المفر؟!

مهداة إلى اللاجئين

للأستاذ هارون هاشم رشيد

هتف الموت وهو ناب وظفر ... لامفر،. . من قبضتي لا مفر

وعوت تصرخ الرياح وهبت ... عصفات جموحة لا تقر

والرعود الرعناء ملء فم الكو ... ن دوى على الفضاء وزأر

فإذا الرحمة استحالت بلاء ... وإذا الكون واجم؛. مكفر

وإذا الماء جامح يغمر الأر ... ض ويطغى جموحه المستمر

رب أم حنت على طفلها البك ... ر وضمته وهي خوف وذعر

ألصقته بصدرها خشية الموت ... وهل يدفع المنية صدر؟!

وعجوز هوى الجدار عليها ... فإذا نيتها المهدم قبر. .!

ويتيم. . . قضى أبوه شهيدا ... فهو من بعده دموع وفقر!

هدمت فوقها العواصف بيتا ... هو في واقع الحقيقة حجر

وفتاة مكلومة القلب تبكي ... فقد خدر وما حواه الخدر

وصغار مشردين بلا أهل ... تراموا على الطريق ومروا

وكثيرين قد أفاقوا حيارى ... ما لهم ملجأ ولا مستقر

هتفوا بالسماء أن تحبس الغيث وهيهات أن يغيض بحر

ليت شعري أين الذين رموهم ... في جحيم من العذاب وفروا؟!

أين من صوروا بيتوا من الطين ... وقالوا: هنا يطيب المقر!؟

هم مقيمون في الديار نشاوى ... ونداما هموا حسان وخمر

ومئات من الجنيهات قالوا: ... هي أجر لما أتوه وشكر

وهم المجرمون قد جلبوا الشر ... وقالوا: بأن ذلك خي نسل (جونبول) هؤلاء فمنهم ... غمر الظلم شرقنا والنكر

إنهم يضربون في ظلمة الليل ... وقد مزق الدياجير فجر

الشعوب استفاقت اليوم يهدى ... خطوها للعلا وللحق ثأر

فأسود في أرض مصر تنادى ... إنها (مصر) درة الشرق مصر

سوف تلقى بالظالمين إلى البحر ويسمو بها إلى المجد نصر

أيها المسلمون قد جمح الباغي ... ففي سمعه عن الحق وقر

أنقذوا، أنقذوا البقية منا ... فهنا الموت جاثم مستقر

غزة

هارون هاشم رشيد