مجلة البيان للبرقوقي/العدد 18/مطبوعات جديدة
مجلة البيان للبرقوقي/العدد 18/مطبوعات جديدة
تاريخ الصحافة العربية
انتدب جناب البحاثة الفاضل الفيكونت فيليب دي طرازي أحد علماء بيروت إلى وضع سفر واف فضفاض في تاريخ الصحافة العربية بعد أن نظر فلم يجد من تصدى إلى هذا العمل الشاق النافع على الرغم من الحاجة الماسة إليه. قال جنابه فأقدمت على تحقيق هذه الأمنية تعزيزاً لمقام صحافتنا الشريفة وإعلاء لمنارها أمام الغربيين الذين برزوا في هذا الفن الجليل وجاهدوا في جادته الجهاد الحسن. وهكذا تيسر لي بعد العناء الشديد أن أسد هذه الثلمة في لغتنا العربية وأزف عملي لكل ناطق بالضاد وهو يحتوي على أخبار الصحف أفراداً وإجمالاً مع أميال أصحابها وأسماء محرريها وتراجم المشاهير منهم بعبارة يفهمها الخاص والعام. وتخليداً لذكرهم زينت الكتاب برسوم الصحافيين الذين توفقت إلى الحصول عليها بعد بذل النفس والنفيس آسفاً لعدم الفوز برسومهم قاطبة فجاء سفراً جزيل المنافع لا يستغني عنه السياسي والصحافي والمؤرخ والشاعر والأديب والمصور والتاجر والأستاذ والتلميذ والحاكم والمحكوم. إذ يجد فيه كل واحد منهم ما يتوق إليه من ضروب السياسة أو كنوز الصحافة أو آثار التاريخ أو أساليب النظم أو بدائع الرسوم أو أطايب الأخبار والفكاهات مالا يلاقيه في كتاب سواه. فإنه أشبه شيء بدائرة معارفه عصرية لا تقتصر موادها على الصحافة فقط بل تتضمن أيضاً أكثر مطالب العلوم والآداب. والفنون المفيدة.
وقد انتقدت كل جريدة أو مجلة أو نشرة أو رسالة موثوقة بما تستحقه من المدح والذم بقطع النظر عن مذاهب أربابها وأحوالهم الشخصية وذلك بنية صادقة وقصد سليم. واستندت في ما رويته إلى أوثق المصادر حرصاً على الحقيقة وعملاً بحرفة التاريخ وقسمت الكتاب أربعة أقسام أو حقب بحيث تتناول كل حقبة قسماً من أخبار الصحافة. ثم صدرته بتوطئة ذات ثمانية فصول في تعريف الصحافة وآدابها وأسماء مؤرخيها وغير ذلك مما تهم معرفته إتماماً للفائدة. وختمته بجدول عام يشتمل على أسماء الصحف بلا استثناء شيء منها على قدر ما يستطيعه باحث محقق في بلاد الشرق. وقد رتبتها بحسب البلدان والممالك التي ظهرت فيها متبعاً لفي تاريخ صدورها نظام الأقدم فالأقدم. وجعلت بجانب كل منها اس صاحبها وبيان خطتها ويوم نشأتها ليكون العمل وافياًَ بكل أطرافه.
وكذلك جاء كتابه وافياً بكل ما وعد. وقد أهدى إليها جنابه الجزأين الأول والثاني من هذا السفر النفيس وهما واقعان في نحو من خمسمائة صفحة من طراز أطول وأعرض من طراز البيان وحرف أدل وأجمل. ونحن فلا نأخذ على الفيكونت دي طرازي إلا تساهله في لغة الكتاب وإنا لنود لو يحتفل جنابه بأسلوب كتابته. ويتوخى الصواب في لغته جهد استطاعته. وإنه لو فعل لما أخل بشر بطته من التسهيل والتقريب.
نقول ذلك وليس من غرضنا أن ننتقص الفيكونت أو نطعن على كفايته فيما يقصد إليه من كتابه فمثل الفيكونت خليق بالإجلال والإكبار، وبحسبه أنه استقل بعمل محفوف بالمكاره فهو وحده ذلل صعابه، ومهد عقابه، وراض عصيه حتى واتاه وأم صاغراً رحابه، نعم وأنه لجدير بكل قارئ أن يقتني لذلك كتابه.
وقد جاء في الفصل الثاني الذي ضمنه جنابه أقوال مشهوري الملوك والكتاب والصحفيين في الصحافة مما يصح أن يكون تعريفاً للصحافة هذه الكلمات التي هي من جوامع الكلم.
يقول روزفلت ليس المجرم الحقيقي هو من يتعمد القتل أو ارتكاب أعظم المعاصي بل هو الذي يملك شيئاً لا يكون من أهله بالغش والخداع كالصحافي المقلد أو السياسي المنافق لأن الواجبات الأولية في الصحافي أو السياسي هو أن يكونا حاصلين على ثقة الشعب بمجرد القدوة الصالحة في الأعمال والأقوال.
ويقول اللورد روزبري يجب أن تكون قاعدة الصحف كن صادقاً ولا تخف.
وقال تولستوى الجرائد نصير السلام وصوت الأمة وسيف الحق القاطع ومجيرة المظلومين وشكيمة الظالم فهي تهز عروش القياصرة وتدك معالم الظالمين.
وقال اللورد ملنر أحد كبار السياسة الإنكليز إن الصحافة أجل وأعظم حرفة في العالم وربما استثنى من ذلك منصب الوزارة.
وقال فولتير الصحافة هي آلة يستحيل كسرها. وستعمل على هدم العالم القديم حتى يتسنى لها أن تنشيء عالماً جديداً. . . الخ.
والكتاب يباع في مكتبة البيان وثمنه مائة قرش وأجرة البريد أربعة قروش.
الإيمان قال الدكتور جوستاف لوبون في كتابه حقائق الزمن الحاضر ضعف الإنسان عن الحياة بلا يقين ففضل المعتقدات وإن ضعف أساسها عن الزندقة وإن وضح برهانها ذلك ما تجلى للكاتب الفرنسي المشهور أوجين بريو العضو بالأكاديمية الفرنساوية المولود سنة 1858 إذ كان ذات يوم في معبد من المعابد فألفي المصلين قائمين يضرعون لتمثال معبودهم يلتمسون منه قضاء الحاجات وكان من بينهم مرضى وذووا عاهات وبائسون تعلقت آمالهم بربهم تعلقاً اتصلت به سعادتهم، فتأثرت نفسه وجال في خاطره أنه لو استطاع أن يرشد هذا الجمع إلى كذب ما يعتقد، وإلى أن معبوده لا يسمع ولا يعي لما فعل حرصاً على هذا الأمل أن يزول. وهذا الخيال الكريم أن يتبدد ومن ثم خطر له أن يضع رواية في هذا الموضوع فاختار له مصر الفرعونية لما اشتهر به ساكنوها قديماً من التمسك بمعتقداتهم وتقديس معبوداتهم وتعليق آمالهم على حياة أخرى بها ثواب وعقاب فقدم مصر واستعان بمسيو لجران رئيس مهندس معبد الكرنك على وضع روايته الإيمان - قالت جريدة الطان لما ظهرت هذه الرواية واحتفلت بها الصحف الفرنسية الاحتفال اللائق بها وإنها رواية تصدت لمسألة اجتماعية كبرى كانت من القدم مثار الأفكار ومحل الخلاف بين الناس وهي مسألة الإيمان. ولقد مثل لنا فيها كاتبها صورة العذراء الطاهرة (يوما) وهي تسعى إلى الموت فرحة سكرى برحيق الإيمان وصورة الحكيم المصلح (سانتي) وهو يحاول تطهير النفوس من الخرافات وإرشادها إلى الفضيلة المجردة وصورة الشعب الغشوم وقد استسلم لإيمانه الأعمي وصورة الكاهن الماكر وقد تولى قيادة تلك القوة العمياء إلى حيث تخدم مطامعه وأمانيه - وصورة الإيمان البصير في نفس (مييريس العمياء) التي لا تؤمن بآلهة باسمهم يقتلون الناس وهي الكلمة التي ختم بها المؤلف روايته.
وقد قام بنقل هذه الرواية إلى العربية سعادة الكاتب الفاضل صالح جودت بك لما رأى أن التمثيل العربي وبالحرى الشعب المصري بحاجة إلى أمثال هذه الروايات القيمة ونحن فنقول أن لغة الترجمة جاءت كما يظن بسعادة المترجم جزالة ومتانة وأمانة في النقل وقد قام بتمثيل هذه الرواية الجليلة التي يحق لعشاق العربية أن يزهو بترجمتها جناب الممثل النابغة جورج أبيض وجوقته في الأوبرا الخديوية فأجادت الجوقة كيف شاء الإتقان والنبوغ.
وقد طبعت مكتبة المعارف هذه الرواية ذلك الطبع النظيف المتقن وثمنها ثمانية قروش عدا اجرة البريد وتطلب من مكتبتي المعارف والبيان.
أعيان البيان
كان تاريخ الحركة الأدبية في القرن الثالث عشر الحلقة المفقودة في سلسلة تاريخ الأدب العربي. حتى ما تكاد ترى من أبناء هذا الجيل من يعرف تاريخ فارس الجوائب (مثلاً) أو يحفظ له من آثار قلمه اللهم إلا نفراً قليلاً هم الذين تشبثوا بأهداب الإطلاع وشغفوا بحب البحث والتنقيب. وهؤلاء لا يجوزون حد العشرات. إذ يظهر أن الإطلاع ثقيل الدم على روح المصري؟ وإن البحث لديه من المغلظات وإن الاطمئنان إلى قراءة سفر جديد، كتكلف مشاق سفر بعيد، على أنك ترى تاريخ آداب العرب في القرون المنصرمة قبل القرن الثالث عشر أوفر نصيباً من الانتشار، وأسعد حظاً من الإيثار والاستظهار، وقد رأى الأديب حسن أفندي السندوبي مساس هذه الحاجة ووجوب سد هذه الثلمة، ورد هذه الحلقة إلى أخواتها من سلسلة التاريخ العام. فشمر لهذا العمل، وحبس نفسه لإنجازه، وأسماه أعيان البيان، وصدر الجزء الأول منه بمقدمة جميلة في تأريخ الانقلابات والأدوار التي تقلب فيها الأدب العربي، وجاء بتاريخ اثنى عشر عيناً من أعياننا بدأهم بالشيخ حسن قويدر، وختمهم بالشيخ عبد الهادي نجا الأبياري، وطريقته في ذلك أن يبدأ بترجمة العين ثم بكلمة في مميزاته. فأخرى في مؤلفاته ثم بماله من الآثار نظماً كان أو نثراً، أو هماً معاً هذا والكتاب جليل الفائدة. كبير القدر. لا يسعنا معه إلا أن نسدي شكرنا للسندوبي أفندي على ما أسدى هو للغة من خدمة كبرى، والكتاب يباع بمكتبة البيان وثمنه عشرة قروش.
مختارات الزهور
جمعت مجلة الزهور مختار ما نشرته في سنيها الأربع من القصائد التي نظمها كبار الشعراء المصريين والسوريين والعراقيين. فجاءت مجموعة شعر طيبة. تستأهل الاقتناء إذ هي الروضة الأنف تجمع أصناف الأزهار وأطيب الأثمار، وهي أحسن مروح للنفس من عناء الأعمال فنلفت إليها اهتمام القراء.
الواجب
إننا لو استطعنا أن ننسي الموت فلن نستطيع أن نفر من الفلسفة بل نذكرها حتماً في أعمال الحياة والذي يذكرنا بها هو الواجب عندما نبدأ عملاً ذا خطر نسمع من أنفسنا صوتين أحدهما صوت المنفعة يقول لنا: هذا هو ما يفيدك الراحة والأمن والثروة والمجد والسلطان. وثانيهما وهو ما يسميه الناس صوت الواجب يقول لنا: أنس نفسك خاطر بها ضحها.
ليصغ الملحدون إلى صوت المنفعة، ولكن الذي يؤثر الواجب هو صاحب اليقين الفلسفي عرف ذلك أم لم يعرفه. فإنه لا يمكن الإيمان بالواجب بدون إيمان بالله والحرية والخلود.
وإن في حياة منصف وموته لدليلاً لا ينقض على وجود الله، هذه هي الأفكار التي ملكتني عندما صممت على تأليف سفر مختصر في الأخلاق لعامة الناس ولاسيما ذوي العقول المستنيرة الذين يشعرون بميل إلى الفلسفة من غير أن يكونوا قد درسوها.
تلك كلمة كبيرة جاءت في مقدمة كتاب الواجب للأستاذ جول سيمون الفيلسوف الفرنسي الكبير والسياسي المشهور، المعاصر لفيكتور هوجو ولويس بونابرت المعروف بنابليون الثالث، ومن هذه الكلمة يعرف القارئ روح المؤلف ويتبين مذهبه ويتوسم فائدة الكتاب، ويستشف قيمته الكبرى، ومنفعته الشديدة، وكتاب الواجب من خير ما كتب للناس في موضوعه، وقد كنا عربنا في بعض أعداد السنة الأولى من البيان جزءاً يسيراً منه ولكنا أمسكنا عن متابعة التعريف لأمر ما.
وقد سرنا وملأ قلوبنا غبطة وفرحاً أن تناوله كاتبان فاضلان من كتَّاب مصر العاملين على خدمتها، ونعني بهما الأستاذ طه حسين ومحمد بك رمضان، وقد ظهر الجزء الأول منه مصدراً بكلمة جليلة للمعربين الفاضلين، يشرحان بها غرض جول سيمون في كتابه والدواعي التي استحثته على وضعه. وجاء بكلمة طيبة في تاريخ حياة المؤلف والألقاب العلمية التي نالها. والوظائف السياسية التي تقلب فيها. أما عبارة الترجمة فتدل على عناية الأستاذين واستمساكهما بالأساليب السهلة الممتنعة. واللغة الجزلة الفصحى وهذا ما كنا نرتقبه من قلم الأستاذ طه حسين معرباً، بعدما عرفنا فضله كاتباً ومفكراً ويزداد جذلنا به إذ نراه مقبلاً على دراسة اللغة الفرنسية. ونتوقع أن يكون منه بعد قريب شيخ من مشايخ المعربين، ورأس من رؤوس المترجمين، ونحن في شغف وارتقاب لصدور الجزء الثاني وتواليه، حتى تنعم بفائدة هذا الكتاب، ونستطيبه بجملته. ونود لو يجعلا ثمن الجزء أرخص مما جعلا. لكي يستطيع القراء على اختلاف طبقاتهم وتفاوت أرزاقهم الاشتراك في الانتفاع بهذه الأسفار المفيدة. فذلك خير لكتاب الواجب وبه أحرى.
هذا والجزء الأول يباع بمكتبة البيان وثمنه الآن ثمانية قروش عدا أجرة البريد.
بعد طبع ما تقدم أهدى إلينا الأستاذان الجزء الثاني من هذا الكتاب وهو كأخيه السابق مفعم بالمباحث الفلسفية الأخلاقية التي تعوز كثيراً من قراء العربية وثمنه كذلك ثمانية قروش عدا أجرة البريد.
كتاب سفن الأسطول الإسلامي
عبد الفتاح أفندي عبادة شاب مصري ذكي الفؤاد شديد العناية بدراسة فروع التمدن العربي، وآية ذلك أنه بعد أن أتم دروسه في المدارس الابتدائية والثانوية لم يكتف بذلك ولم يجعل همه قاصراً على الانتظام في سلك عمال الحكومة وتطليق العلم والدرس والكتب شأن الكثيرين من خريجي المدارس وبالحرى فابريقات التوظف في الحكومة. بل انصرفت نفسه عن هذه السفاسف وتوفر على البحث والقراءة والإطلاع وكان من ذلك أن فزع أولاً إلى الجامعة المصرية وتلقي فيها كثيراً من محاضراتها المختلفة وساعده على ذلك أن فزع أولاً إلى الجامعة المصرية وتلقي فيها كثيراً من محاضراتها المختلفة وساعده على ذلك ثروة خلفها له والده ثم أخذ بعد ذلك يظهر للناس من حين إلى آخر ثمار أبحاثه ونتاج درسه. وهذا كتاب سفن الأسطول الإسلامي أحد ما أخرجه إلى قراء العربية الذين هم أحوج ما يكونون إلى الوقوف على مبلغ ما وصلت إليه مدينة سلفهم الصالح.
فنحث القراء على اقتناء هذا السفر المفيد الذي قلما يجد القارئ ما جمعه في هذا الموضوع إلا مبعثراً هنا وهناك. وقد طبع الكتاب في مطبعة الهلال وثمنه ثلاثة قروش ويطلب من مكتبتي الهلال والبيان.
جوامع الكلم
قال الدكتور لوبون في مقدمة هذا الكتاب الغرض من هذا الكتاب تلخيص بعض الأفكار المنثورة في مؤلفاتي على اختلاف أنواعها وإبرازها في صورة قضايا جامعة. لأن الصيغ المختصرة تأخذ باللب. وتبقى في الذاكرة، ولذلك شاعت جوامع الكلم في عالم الأدب. . . الخ إلى أن قال ما معناه وهذه القضايا الجامعة مبسوطة في مؤلفاتي وهذا المختصر جامعها! ومن هنا يعلم القارئ أن هذا جوامع الكلم هو تلخيص كل مؤلفات لوبون في الاجتماع والأخلاق والفلسفة فمن قرأه فكأنما قرأ كل تواليف لوبون ما عرب منها وما لم يعرب. وقد ترجم هذا الكتاب فقيد مصر العظيم بل فقيد العرب والعربية أحمد فتحي زغلول باشا في أيامه الأخيرة وقام بنشره الأستاذ صالح جودت بك وطبعه نجيب أفندي متري صاحب مكتب المعارف فنشكر لسعادة الناشر هذا الصنع الجميل ونحث القراء على اقتناء هذا السفر الجليل وثمنه خمسة قروش ويطلب من مكتب المعارف والبيان.
المنتخب في تاريخ آداب العرب
للفاضل م عطايا الدمشقي
أهدى إلينا من ناحية مكتب الهلال كتاب يسمى المنتخب في تاريخ آداب العرب. امام. . عطايا الدمشقي فليس لنا به علم ولكنا سألنا عنه فعلمنا أنه أحد أفاضل السوريين الموظفين في معارف الحكومة الروسية وأنه ليسرنا السرور كله أن تكثر الكتابة في تاريخ آداب العرب لأن هذا العلم على الرغم من كثرة ما كتب فيه لعهدنا هذا لا يزال بحاجة إلى القول. فإن آداب العرب متشعبة الطرق كثيرة الفرع وهو لهذا أشبه بالمطاط مهما مد منه الكاتب امتد أما هذا كتاب المنتخب فقد ألم فيه صاحبه الفاضل بكل الأبواب العامة لتاريخ الأدب العربي وهو كتاب جامع مفيد يجمل بكل من يهمه الوقوف على تسلسل آداب العرب وعلومهم أن يقرأه وقد وقف على طبعه الفاضلان عبد الفتاح عبادة وألبير عطايا وطبعته مطبعة الهلال وثمنه عشرة قروش ويطلب من مكتبتي الهلال والبيان.
كتاب الحساب التجاري والمالي
أجل كتاب ظهر باللغة العربية في هذا الموضوع بل هو الكتاب الفذ في بابه فبارك الله في الأستاذين سليم أمين حداد المدرس بمدرستي المحاسبة والتجارة العليا والمتوسطة ومحمد سعيد القطان المدرس بمدرسة المحاسبة والتجارة المتوسطة إذ سدا بهذا الكتاب النافع ثلمة في العربية كان يجب أن تسد من أزمان والكتاب يعوز العوز كله جميع المشتغلين بالشؤون المالية والتجارية وهذا الجزء الأول منه يقع في 320 صفحة مطبوع طبعاً جميلاً على ورق جيد وثمنه 15 قرش ويطلب من مكتبتي المعارف والبيان.
السعادة الأبدية اسم اختاره الشيخ علي عبد الرحمن الحسيني لصحيفة أسبوعية وعظية على طراز المجلات الشهرية، والشيخ الحسيني رجل مخلص تقي شديد السخط على أهل هذا العصر فهو يبذل ماله وجهده في سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأمثال الأستاذ لعمري هم المفلحون، سدد الله خطاه وجزاه الجزاء الذي يستأهله وجعل لصحيفته الإقبال الذي تستحقه.
المستقبل
نعرف من الفاضل سلامة موسى شاباً متعلماً دارساً وهو مع ذلك يمتاز عن كثيرين من أمثاله بالتفكير وصدع قيود التقليد، وهذا معنى يحمل بكل عاقل أن يبتهج به ويتطلب المزيد منه وفي رأينا أن مجتهداً واحداً مخلصاً وإن كان مخطئاً خير من ألف مقلد على صواب. وقد رأى سلامة أفندي أن هناك حاجة إلى صحيفة تنهج بالكتابة والبحث منهجاً جديداً يعود الناس النظر ويتمشي بالحاضر نحو المستقبل ويدخل على المبادئ الشرقية عناصر جديدة من ضروب الإصلاح الغربي - فأنشأ مجلة أسبوعية أسماها المستقبل ظهر منها إلى الآن ثلاثة أعداد.
ونحن فإنا نأخذ على صاحب المستقبل أمرين عدم احتفاله بلغة الكتابة حتى لا يبالي على أية عبارة يقع ولعل هذا من أركان الإصلاح في نظر المستقبل؟. . وثاني الأمرين عدم تقديره للبيئة الشرقية التي يكتب لها كما يجب وكما هو خليق بالمصلح الحكيم.
وإذا كان الشرق بحاجة إلى الإصلاح على النحو الذي يتطلب المستقبل فإن أول واجبات المصلح أن يتدرج في الإصلاح ويسير الهوينا كي يظفر آخر الأمر بالفلج والنجاح والله يسدد خطانا أجمعين.