مجلة البيان للبرقوقي/العدد 13/مطبوعات جديدة

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة البيان للبرقوقي/العدد 13/مطبوعات جديدة

ملاحظات: بتاريخ: 1 - 10 - 1913



آداب اللياقة

كتاب لم يكد يصدر حتى انتشر. ولم يكد ينتشر حتى علم الناس مكانته من النفع ومحله بين الكتب الممتعة التي نحن المصريين شيوخاً وشباباً بمسيس الحاجة إليها. ومما زاد جمهور القراء ثقة بجمام نفعه وكبير فائدته أن واضعه ذلك الكاتب اللبق والمطلع الباحث محمد أفندي مسعود الذي كثر ما عرفوا فضله وشهدوا مقدرته وتبينوا حذقه وسعة اطلاعه واجتهاده في البحث في سني تقويمه وغير ذلك من عقائل براعته ومحاسن قلمه. وقد زان الكتاب في كثير من موضوعاته بالأحاديث النبوية وروائع الكلم ومأثور الحكم وكثير من الاستشهادات والحكايات مما جعل الكتاب آية في بابه نفعاً وفائدة. وقد أحسنت نظارة المعارف صنعاً بتقريره في مدارسها، وعى أن يقرأه المعلمون على تلاميذهم، ويأخذوا النشئ بآدابه، ويحثوهم على العمل بقواعده، حتى تتهذب الآداب وتستقيم النفوس، وتطيب الأخلاق، فذلكم عماد الرقي ونهجه، والكتاب كفيل بأن يأخذ من النفوس مكانه، ويدلها على سامية الآداب ومحمود الأخلاق. وثمنه ستة قروش.

الخلق

اهدى إلينا حضرة الفاضل حسين أفندي فتوح الموظف بنظارة المعارف - وهو من أفاضل المصريين المشهورين بالألمعية والذكاء_مؤلفاً له سماه الخلق، وهو من خير ما وضع في هذا الغرض حيث لم يقف صاحبه الفاضل عند سرد الحكم والأداب مجردة عن البحث والتعليل والاستقصاء بل ترى الكتاب على صغر حجمه ووجازة كلمه شاملاً علمي النفس والأخلاق معاً وليس ذلك لعمري ببدع على مثل فتوح أفندي ومكانه من العلم والفضل مكانه أما الكتاب فيباع بمكتبة البيان وثمنه خمسة قروش عدا أجرة البريد.

تهذيب الألفاظ العامية

كتاب قيم وسفر جليل وضعه الأستاذ الفاضل الشيخ محمد علي الدسوقي المدرس بالمدارس الأميرية والعضو بجمعية التأليف المصرية وقد صدره مؤلفه الفاضل بمقدمة ضافية ألمّ فيها بشرح أدواء اللحن والتحريف والمولد والدخيل وأعراضها ووصف أدويتها وطرق التعريب في زمن العرب والإسلام ثم الكلمات العامية ومرادفاتها من العربية وقد جمع فيها طائف صالحة تسد حاج الكتاب الذين برموا بالكلمات العامية وضاقت بها نفوسهم وأنا نثني على الأستاذ المؤلف خيراً ونشكر له هذه العناية الكبرى والخدمة الجليلة التي أسداها إلى اللغة فسد بها حاجة كانت بنا ماسة أكثر من أمثاله العاملين، وثمن الكتاب خمسة قروش.

القاموس العصري

أخرج في هذه الأيام لجماعة المشتغلين باللغة الانجليزية وفئة المعربين جناب الفاضل الياس أفندي أنطون صاحب كتابي التحفة المصرية والهدية السنية قاموساً انجليزياً عربياً أسماه القاموس العصري وهو معجم مفيد ضاف تفرد بصحة المعاني العربية ودقة تعريب المفردات مما يقوم بحاجة الطلبة وكل من يعنون بالإطلاع والاستقصاء وهو عمل مبرور ويستحق الاستحسان والإعجاب وهو خليق بأن يكون في كل خزانة وقمين بأن يدخر في كل مكتبة ونحن لا يسعنا إلا أن نشكر واضعه الفاضل على اجتهاده وعنايته ونرجو لمعجمه الذيوع والانتشار.

والقاموس يباع في مكبة البيان وثمنه ثلاثون قرشاً صاغاً عدا اجرة البريد وهي أربعة قروش.

هنري الخامس

هي تلك الرواية الذائعة الصيت الطائرة الذكر الخالدة الأثر التي دبجتها براعة ذلكم العبقر النادر ونعني به ويليم شكسبير الذي شهد له قومه بأن أرض انجلترة بل العالم بأسره لن تنبت مثيل شكسبير، والرواية تعد من محاسن رواياته التاريخية، ضمنها الحرب التي كانت ناشبة بين انجلترة وفرنسا وقد جمع شكسبير في هذه الرواية بين روعة التاريخ وبهجة الفكاهة. وقد قررتها نظارة المعارف على طلبة البكالوريا في هذا العام وعربها لمكتبة البيان محمد السباعي ليستعين الطلبة بدقيق التعريب على تفهم دقيق معانيها في الانجليزية فندعو كل مجد للإطلاع إلى اقتنائها وهي تباع بمكتبة البيان وثمنها عشرة قروش.

مجلة العلوم الاجتماعية

صدرت في بيروت في شهر يبتمبر الماضي مجلة باسم مجلة العلوم الاجتماعية وقفت صفحاتها على البحث في المسائل القانونية والاجتماعية والاقتصادية، أنشأها حضرة الفاضل المحامي توفيق أفندي الناطور الحائز على شهادة الحقوق من كليتي باريس والأستانة وعهد بتحريرها إلى لجنة من الحقوقيين والاقتصاديين والاجتماعيين ويدير تحريرها محمد أفني منيب الناطور، واشتراكها السنوي ريالان في البلاد العثمانية وعشرة فرنكات في الأقطر الأجنبية، فنتمنى لها الرقي والرواج.

المنهل

اسم مجلة ظهر العدد الأول منها في شهر رمضان أنشأها محمد أفندي موسى المغربي في القدس الشريف وعني فيها بموضوعات الأدب والتاريخ والاجتماع وقيمة اشتراكها في السنة ريال مجيدي ونصف في البلاد العثمانية وعشرة فرنكات في البلاد الخارجية. ولعلها آخذة في سبيل التحسين وعسانا نراها بعد قليل على ما نحب لها من التقدم والرقي.

الحكمة

مجلة في بضع صفحات تصدر في ماردين من أعمال سوريا، مديرها المسؤول حنا القس ومحررها ميخائيل حكمت حقي وقد كتب تحت أسمها أنها مجلة دينية أدبية تاريخية أخبارية وهي تصدر مرتين في الشهر، فترجو لها النجاح.

زينب

لا نرى في عالم الكتابة في هذا البلد نقصاً أعيب ولا عاباً أفضح من خلونا من الكتاب الروائيين. ولعل مدعاة هذه النقيصة أننا قليلو الملاحظة حتى في أبسط المحسوسات ولو سألت أي رجل منا عن عدد نوافذ داره أو أبواب حجراته أو درج سلمه لتردد في الجواب غير عليم، ولا حجة لمن يدعي بأن بلادنا متناسبة المناظر متناسقها، لا ينبسط لها خيال الكاتب، ولا تمرح في معالم حسنها المتشابهة خاطرة الروائي، فليست الروايات مقصورة على وصف جلال الطبيعة وبديع مناظرها، ونحن نريد كتاباً روائيين يأخذون من حالنا الحاضرة وأدوائنا وعللنا ومبدأ المحافظة على القديم المتأصل في نفوس شيوخنا وبعض شبابنا والحال التي كان عليها آباؤنا وصالحة عاداتهم وفاسدتها موضوعات يصيغونها في أسلوب روائي على مبدأ (الرياليزم) ولا ضرار في وضع روايات خيالية يرمي كتابها بها إلى مبدأ سام أو فكرة رشيدة يهذبون بها العواطف، ويقومون بها أود الأخلاق فليس مبدأ (الرومانتزم) في فن وضع الروايات بأقل فائدة من الروايات القائمة على الحقائق.

نقول ذلك وفي يدنا رواية صالحة، هي بدأ عهد جديد في عالم الكتابة نستقبله بالغبطة والروح، تلكم رواية 0زينب) وضعها صاحبها يصف فيها حال الريفيين في طهرهم وعفافهم وسلامة قلوبهم وشريف حبهم وجمود كبارهم وتقوى كهولهم وضمنها مبادئ له عصرية ليس فيها إلا الرشيد القويم، متبعاً في ذلك مذهب ديكنز ولزاك وثكرى.

ذلكم محمد حسين هيكل، رجل شديد العارضة، شديد الذكاء قوي الحجة، قوي المبدأ حاضر الذهن. سريع الخاطر. وقد جمع إلى ذلك مبدأ إنكار الذات في سبيل الخدمة العامة فاكتفى بكتابة (فلاح مصري) على غلاف روايته. وأنا نجل هذه منه كما نجل هذه الرواية البديعة النافعة ونرجو أن يفرغ الدكتور حسين هيكل إلى وضع الروايات فنحن بحاجة شديدة إليها وإلى ما يخرجه ذلك العقل الكبير ونتوقع أن تقل حاجتنا إلى معربات ديكنز وديماس ودوديه. وأمثالهم بما ينشئ من جلائل الروايات.

(والرواية تباع ف مكتبة البيان وثمنها 10 قروش)

مصر الجديدة

هي الرواية الجليلة المحزنة التي مثلت على مسرح جوق جورج أبيض فكان لها أكبر تأثير في نفوس من شهدها وأعظم وقع من عواطف من حضرها، فهي مجموعة من أمراضنا الاجتماعية التي لا نهضة لنا ولا رقي ولا انتعاش إلا بالشفاء منها وقتل جراثيمها. وقد بدي فيها واضعها فرح أفندي أنطون عليماً بفن (الدراما) - أي فن وضع الروايات التمثيلية بعد ما عرفناه صحفياً قديراً تتجلى في كل موقف مقدرته. ومعرباً مبدعاً يتخير لتعريبه. ومطلعاً جم الإطلاع غزيره. وقد سرنا أن يطبع (مصر الجديدة) حتى يجمع الناس بين لذة القراءة ولذة المشاهدة. فتكون أرسخ أثراً. وأعم نفعاً وأنا نحث كل محب للإطلاع على اقتنائها. ونرجو لها مطبوعة الإقبال التي حازته على المسرح.

(وهي تباع بمكتبة التأليف وسائر المكاتب)

اعتذار اعتذار

قد كنا أعددنا لهذين العددين موضوعات جمة وأبحاث كثيرة خلاف ما جاء فيهما، مثل خطاب السير أولفر لودج في المجمع البريطاني عن بقاء الروح مع نشر صورته الفتوغرافية. ومذكرات أميرة من أميرات الأسرة المالكة في أسبانيا وهل نستطيع أن نتنبأ بالمستقبل. وعادة أهل الصين في عقاب العشاق. إلى غير ذلك من الموضوعات الشائقة المفيدة. ولكننا وجدنا أننا لو طاوعنا النفس على رغبتها. وخففنا لنشرها. وأخرجنا هذين العددين في حجم أضخم مما قرر لهما. لظلمنا أنفسنا وغبناها. وذهب أمرنا فرطاً ويرى القراء أنا أدخلنا على البيان باب التصوير. وليست النفقات عليه بالشيء اليسير وبينا نحن نبعد في الإنفاق على وسائل التحسين. إذ أكثر المشتركين يأبي إلا أن يمطلنا ويجعلنا في مأزق من أمرنا ويضيع علينا بمطله ثمين وقتنا. وكأني بهم يظنون أننا (بيت روتشلد) أو روكفلر أو أرنست كاسل غنى وثراء. على حين أن هؤلاء لا يرتضون أن يخسروا (بنساً) واحداً في عمل لهم. ونحن ننفق الكثير من حر المال وحر الجهد فلا نرى حتى مالنا.

ماذا يريد منا وبنا المماطلون؟ أيريدوننا على أن نجعل لهم الإشتراك بقيمة مسح أحذيتهم؟ أيريدون أن نخرج لهم بدل مجلة البيان (حسن أبو علي سرق المعزة) أو سلسلة من سنكلر وكارتر وتلك التي لم يقف ضررها عند حد الجناية على الأخلاق بل تعداه إلى الجناية على اللغة؟

لقد ضقنا ذرعاً بهذه الإستهانة وذلكم المطل. ولا حيلة لنا إلا أن نطبع من البيان بمقدار المشتركين المهذبين ليس غير.